كيف تضلل أمنجية الانترنت

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 00:39 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-11-2014, 12:41 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف تضلل أمنجية الانترنت

    أثناء بحثي عن مواد متعلقة بمسودة رواية "الأمنجي السابق" عثرت على مادة أرجو أن تعم فائدتها:

    Quote: كيف تضلل برامج الحكومة المصرية لمراقبة الإنترنت
    نشرت بتاريخ 2 يونيو - حزيران 2014 13:45 GMT
    نشرت هذه المقالة لأول مرة على على مدونة طارق عمرو – كلمتين.

    سمعنا عن مناقصة وزارة داخلية الحكومة المصرية لشراء برامج وتطبيقات بهدف مراقبة مواقع التواصل الإجتماعي والمدونات وقياس الرأي العام. في الواقع، بغض النظر عن تلك المناقصة، فالتكنولوجيا أحرزت تقدمًا كبيرًا في تحليل النصوص المكتوبة، وبرامج الترجمة ومحركات البحث خير دليل على ذلك. ومن ثم فتكنولوجيا المراقبة وتحليل المحتوي الموجود على الإنترنت أصبحت متاحة للجميع، سواء الأجهزة الأمنية أو الشركات الخاصة العاملة في مجالات التسويق والصحافة وغيرها.

    لكن لازالت هناك مَواطِن يتفوق فيها العقل البشري على التكنولوجيا، ومن ثم فدعوني أعدد هنا بعض الوسائل البسيطة التي يمكن لمستخدمي الإنترنت إتباعها لجعل مهمة برامج المراقبة أصعب.

    كبشر، يمكننا إدراك عبارات السخرية وفهمها أفضل من التكنولوجيا المتاحة حاليًا، فعبارة مثل “هذا الهاتف المحمول عظيم جدًا، فبطاريته لا تستمر أكثر من خمس دقائق”، سيدرك أي قارئ لها أنها عبارة ساخرة وكلمة عظيم تعني العكس تمامًا.

    استخدام المجازات والاستعارات والتشبيهات وغيرها يزيد من صعوبة المهمة الموكلة لبرامج المراقبة، فعبارة الهاشتاج (الوسم) قد يستخدمها شخص ككناية عن أحد بعينه، ولا يفهمها سوى شخص يفهم جيدًا السياق الموجودة فيه.

    كتابة العربية بحروف إنجليزية، أو ما يعرف باسم الفرانكواراب، من الأمور التي يصعب على الحاسب فهمها. في الواقع، التكنولوجيا قادرة على فهم الفرانكواراب، والدليل وجود برامج مثل مرن ويملي، لكن رغم ذلك، فدقة هذا التكنولوجيا ليست ممتازة، وتتراجع مع وجود اللهجات المختلفة والأخطاء الإملائية والاختصارات.

    تعمد الأخطاء الإملائية من وسائل تضليل برامج المراقبة وتحليل النصوص، فهو يجعل مهمتها أصعب، ولكنها غير مستحيلة. تشبيك الكلمات في بعضها البعض أيضًا يصعب مهمة تلك البرامج.

    تقسيم رسالتك على عدة تغريدات، حيث أنه لا يمكن لأي أحد فهم إحداهما دون الأخرى.

    استخدام الصور والفيديوهات، فتحليل الصور واستخراج النصوص منها بالتأكيد أصعب من تحليل ما يكتب في التغريدات وتحديثات فيسبوك. بعبارة أخري، الحاسوب يلزمه مجهود أكبر لفهم إحدى نكات إيجيبت ساركازم سوسايتي في مقابل عبارات مكتوبة على فيسبوك.

    أي وسائل مبتكرة أخرى تراعي قدرات البشر في مقابل الآلة، على سبيل المثال، “اقرأ الجملة التالية من الشمال لليمين: مكيف ظط”.

    التنويع والمزج بين تلك الألاعيب المختلفة، ويمكن القراءة أكثر عن أفكار مثل الارتباك والتعميم وكيف يتم مزاوجتها لبناء أنظمة تشفير أكثر قوة وتعقيدًا. أو مطالعة الوسائل المستخدمة لتعمية أنظمة كشف التسلل على الإنترنت، فقد إستوحيت فكرة تقسيم الرسائل إلى عدة تغريدات من فكرة تجزئة حزم الإنترنت لتعمية أنظمة كشف التسلل.

    في النهاية، التكنولوجيا تتطور وبمقدورها مجاراة تلك الألاعيب، لكن عليك أن تعرف أن أي محاولة للتغلب على تلك المعضلات من جانب التكنولوجيا يقابلها تكلفة أعلى، ودقة وسرعة أقل، وسقف أدني في عدد الرسائل التي يمكن مراقبتها وتحليلها، فكما أن سور الحديقة لا يمنع أحد من تسلقة إن أراد ذلك، إلا أنه يجعل مهمته أصعب ويحد من عدد المتسللين ونسبة نجاحهم في الدخول.


    http://ar.globalvoicesonline.org/2014/06/02/33995/

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 06-11-2014, 12:45 PM)

                  

06-11-2014, 01:49 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)

                  

06-11-2014, 02:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)

                  

06-11-2014, 02:21 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)

                  

06-11-2014, 02:38 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)

                  

06-11-2014, 02:55 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)




                  

06-11-2014, 04:57 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)

                  

06-11-2014, 07:17 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)





                  

06-11-2014, 07:56 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: لم يكن "التسول" قد تطور في تلك الأيام بعد وصار له نظريات علمية ومدارس وحيل تدهش الشيطان نفسه كما يحدث هذه الأيام. كان "الشحاذون" وقتها واضحين في عرف المجتمع كالشمس في رابعة النهار. يجلسون عادة بعد صلاة الجمعة مباشرة عند بوابات المساجد يحنون رؤوسهم لكرامتهم أويمدون أياديهم في صمت ومسكنة. وكان هذا ذكاء في مخاطبة أناس خرجوا للتو مشبعين بكلام الله والأجر العظيم للصدقات وإعانة الضعفاء وأبناء السبيل وربما المؤلفة قلوبهم إذا ما وجدوا آنذاك. أما في سائر الأيام الأخرى فقد كانوا يتفرقون بين الأحياء. وكان هذا ذكاء آخر بعد أن أدركوا أن الشياطين ترافق المحسنين في الأسواق والذين قست قلوبهم كذلك يسدون منافذها عند كل ركن وحجر بينما النساء والأطفال والمتقاعدون الذين ينتظرون الموت بوجوه طيبة يهيمون بعواطفهم بين البيوت كرحمة منزلة من الله على عباده الضعفاء. هكذا كان الشحاذون في أيام الله الأخرى يطرقون أبواب البيوت أويجلسون قرب سبيل أوأسفل ظل نيمة ويرفعون عقيرتهم بتلاوة آيات الترغيب والترهيب قبل أن يتوقفوا فجأة للدعاء لمحسن أومحسنة أوزهرة من بستان الطفولة. وقد بدت سحناتهم ضاوية وبشرتهم متسخة وأسمالهم بالية. ولعل كل هذا لم يدفع الناس في يوم من الأيام إلى الوقوف عندهم قليلا أوكثيرا ليعيدوا النظر في حقيقة وجودهم كمتسولين ما عدا "الأمنجي السابق" الذي كان وقتها طفلا في سن السادسة بعينين مستطيلتين بدتا على الدوام خاليتين من البراءة بعكس ماتقتضيه طبيعة الأشياء تماما.

    كانت الساعة تشير وقتها إلى العاشرة صباحا، عندما تسلل "الأمنجي السابق" من منزل والديه، بحثا عن اللعب مع بعض الأتراب الذين كان أغلبهم يفر من أمام وجهه كما لو أن عاصفة تدفع بأقدامهم الخفيفة كريشة، وما تبقى منهم لم يكن يمنعهم من الهرب والبحلقة في عينيه الشيطانيتين سوى الرعب تاركين أمرهم لرحمة ظهور الكبار ومن ثم الشروع في الشكوى والبكاء في أية لحظة وربما التبول في سراويلهم الصغيرة قبالة عينين ماتنفك تشرعان في التلون في الدقيقة الواحدة لأكثر من أربعة عشر لونا مختلفا، وما زاد من مأساة العصافير الصغيرة أنهم كانوا يتلقون لجبنهم ضربا مبرحا من أهلهم الذين ما كان بوسعهم تصديق تلك الروايات المسرفة في الخيال، والحق كان الأمنجي السابق على صغر سنه على درجة عالية من البراعة أتاحت له دائما إمكانية العودة إلى وضع عيون الناس الطبيعي في الثانية المناسبة.

    كان الشارع يخلو في تلك الساعة من أثر لقدم متحركة على مدى اتجاهيه المتربين. لا أثر كذلك لأطفال في الجوار. ولم يدر في خلد "الشحاد" الحسين ذي الخمسين عاما الذي ظل يجلس أسفل شجرة نيم على الجانب الآخر من الشارع مرتلا سورة (ق) بصوته العذب الجميل أنها ستكون الساعة نفسها التي سيرى خلالها الجحيم نفسه في هيئة طفل في السادسة. كذلك وبهدوء شديد وضع "الأمنجي السابق" يديه داخل جيبيه الفارغين، وأخذ يتلفت يمنة ويسرة، وبالفعل لم يكن هناك حتى مجرد ك ل ب ضال يمكن قذفه بحجر تزجية على ما يبدو للملل، هكذا لم يكن هناك سوى شخص واحد وحيد يجب الاتجاه إليه رأسا وبلا هوادة. أجل.. إنه الحسين.. ذلك الشحاذ الأعمى الذي ولاريب أخطأه الحظ تماما في ذلك اليوم المشئوم.

    أثناء الخطوات القليلة التي كانت تفصله عنه، ومضت آنذاك في ذهن "الأمنجي السابق" فكرة لابد أن الشيطان نفسه قد توقف أمامها بكثير من الإجلال، تماما كما يفعل الناس عادة حين يقفون فاغري الوجه أمام ساحر يتكلم بواسطة أذنيه، ولو أن الحسين كان يعلم بعاقبة تنفيذ تلك الفكرة على النحو الفوري الذي جرت به الأحداث لاتخذ مجلسه قبل ولادة "الأمنجي السابق" على بعد ثلاث مدن رئيسية، وهي في رأيي الشخصي مسافة كافية يمكنه خلالها الإعداد للسفر إلى بلاد بعيدة مثل كندا قبل أن يكبر "الأمنجي السابق" في غفلة من الزمن ويحدث في خلق الله مالم يحدثه النجار في العود، لكن هذا الحل نفسه يبدو الآن في محل شك بعد أن أخذ المنفى يجمع في آخر الزمن "الجلاد" و"الضحية" معا وبنفس الحقوق والواجبات لولا حيلة "الجلاد" الواسعة.

    انحنى "الأمنجي السابق"، والتقط حجرا "مدببا"، ثم توقف على بعد خطوات قليلة قبالة الحسين الأعمى مباشرة، لبث ساكنا لبعض وقت كان خلاله الحسين الأعمى قد وصل إلى الآيات "وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد*ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد*وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد*لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد". هكذا ما أن وصل إلى ختام الآية الثانية والعشرين من سورة (ق) حتى أحدث "الأمنجي السابق" أمرا شيطانيا أخرس لسان الحسين دفعة واحدة. آنذاك أخذ "الأمنجي السابق" يصوب إلى رأس الأعمى ذات الحجر المدبب الحاد، ثم مايلبث أن يتراجع في اللحظة الأخيرة، كان يسقط يده اليمنى إلى وراء ظهره كاملة، ثم ينقلها إلى الأمام بقوة وسرعة مصوبا بدقة إلى ما بين عيني الحسين الأعمى، فعل ذلك نحو سبع مرات، وفي كل مرة كان الأعمى يرفع كلتا يديه لحماية رأسه دافعا بظهره كله إلى الوراء متمايلا بجسده ذات اليمين وذات الشمال كبندول ساعة حائطية قديمة متفاديا ماوسعه الجهد أن يصيبه الحجر الحاد المسنون الحواف في مقتل، وفي كل مرة كان "الأمنجي السابق" يخاطبه قائلا بتهكم وجدية كبيرين: "ألم تقل إنك أعمى؟!... طيب.. طييييب.. يا ود الحرام!.. هاك الحجر دا كمان"!.

    وما حدث بعد ذلك كان أمرا عجبا سيرسخ في ذاكرة الحسين ما تعاقبت عليه الأيام والسنوات، إذ مالبث أن جلس إلى جواره "الأمنجي السابق" كقائد منتصر في معركة وضعت أوزارها في الحين واللحظة، وأخذ يملي عليه شروطه بصوت مفاوض محنك يعلم جيدا أن خصمه لا حول له ولا قوة، وهذا بالضبط ما دفع الحسين إلى قول "البسملة" في سره عشرات المرات، وقد أيقن أن الشيطان يتحدث إليه شخصيا متخذا هيئة طفل صغير وصوت رجل راشد عركته السنوات، ومع ذلك كان المفاوض القوي يواصل حديثه وكأن شيئا لم يكن من بسملة الحسين الأعمى قائلا بصوت بدا وكأن مصدره ذات العينين الجنيتين: "أسمع يا أخينا.. إما تديني "أبو قرشين" كل اليوم.. إما أكلم أمي والناس وأخليك تتمنى العمى".

    خلال هذه اللحظات، لم يتوقف الأمنجى السابق من مسح المكان بعينيه البنيتين هذه المرة من جهاته الست، وكان الحسين يلاحظ أن نفس العينين حين تقعان عليه تتحولان إلى حمرة قانية كالدم، وهذا بالضبط ما أكد له أن الشيطان نفسه بشحمه ولحمه وقرونه يكلمه لحكمة لا يعلمها سوى الله، وحكاية القرون هذه كان يصر عليها الحسين على وجه الخصوص، ذلك أنه لم تؤاتيه الجرأة بعد ذلك أبدا على الحديث مرة أخرى عن العيون التي لسبب ما قد تحولت إلى الأزرق في لحظة أن وضع "الأمنجي السابق" دخل جيبه الشمال "أبوقرشين" وهو ما يعادل في أيام كثرة المحسنين والمحسنات حصيلة أربع ساعات متواصلة يكون الحسين قد أنهى خلالها قراءة البقرة وآل عمران وغافر والحجرات حسب برنامجه اليومي للشحدة.

    لكن الحسين (الأعمى) ظل مع قناعته أن مجرد لفظ كلمة "عيون" يمكن أن تكون بمثابة كلمة السر لحضور الشيطان الصغير في أي كسر من الثانية يتحايل على مجمل الموقف بقوله: "العجيبة.. يا الحسين (أخذ يكلم نفسه مع النزيف اليومي ل"أب قرشين" بتلك الطريقة المرعبة). العجيبة يا أخوي في الجواهر بتاعتو البيشوف بيها. دي والله ما شوفة نصاح. علي بالإيمان تفتشك من جووووووه". ولأن الحسين كان مقتنعا أن ما يحدث له هو أمر خاص مع الشيطان نفسه، لم يفكر مطلقا في المغادرة، لا سيما وهو في واقع الأمر كما سنرى ليس سوى أمنجي تم بعثه لمراقبة تلك الظاهرة عن قرب بعد أن تناهى إلى علم الجهات الأمنجية العليا نبأ وجود طفل في المدينة تم تصنيفه بحسب المعلومات الواردة تحت قائمة "أمنجي طبيعي بالولادة". لعل ذلك يفسر لنا وببساطة لماذا لم تصل بسملته الخاصة إلى مراميها النهائية.


    إعادة جذرية لرواية عنوانها: (السيرة العطرة للأمنجي السابق)
                  

06-12-2014, 10:37 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)

                  

06-12-2014, 11:54 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote:
    الوقت ليس نهار أوليلا، هدوء قاتل يعم المكان، عندما أقبل رجل غريب، ملامحه لاتشبه ملامح أهل المدينة، ولا تبدو عليه آثار السفر الطويل، يرتدي جلبابا أبيض، حول عنقه تلتف مسبحة طويلة خضراء تتدلى إلى أسفل صدره كثعبان ميت، همهم بصوت أجش مبحوح ثلاثا قبل أن يطرق باب بيت الداية أم صدير. كانت الحيرة ترتسم على وجهها الجميل ذي القسمات الدقيقة وهي تقف في فراغ الباب تحاول جاهدة أن تتعرف عليه بلا جدوى. لسبب ما، كانت عيناه حزينتان. وثمة دموع سائلة تبلل لحيته البيضاء المستديرة في صمت. هنا تحركت عواطف أم صدير، وكادت أن تسأله إن كان جائعا أم في حاجة إلى مساعدة، لولا أنه قاطعها بصوته الأجش قائلا: "لا هذا ولا ذاك يا أم صدير.. لست جائعا.. ولا أريد حاجة من بشر".



    بدأ الخوف يتسلل إلى أم صدير من بريق وامض كان يصدر من عينيه الحزينتين، ومن قدرته الخارقة على معرفة الخواطر الصامتة وما تخفي الصدور، حين رفع يده البيضاء، وربت على كتفها قائلا: "لا تراعي يا أم صدير". كان يتفوه بإسمها بحنو أعاد شيئا من طمأنينة إلى صدرها الذي بدأ يعلو ويهبط كما لو أنها تعاني ضيقا في التنفس. قالت أخيرا مغالبة الدموع التي طفرت من عينيها البنيتين على حين غرة بينما تستند إلى جانب الباب المشرع كمن سيتداعى في أية لحظة: "هل أنت سيدي ولي الله الشيخ الطيب راجل أم مرح"؟!.

    قال الرجل: "لا يا أم صدير.. فذلك سيدي.. أمدنا الله بمدده.. وسقانا من كؤوس معارفه ورشده.. وقد ظهر عند ولادته ما دل على ولايته من الروائح العطرية.. والانشراحات الصدرية.. وما أنا سوى عبد فقير إلى الله سبحانه وتعالى.. وقد أتيت إليك اليوم لأخبرك فقط أنها إرادة الله. أجل.. إنها إرادة الله يا أم صدير.. إنها إرادة الله". وفجأة كما أقبل تلاشى مخلفا في أنفها أثرا قويا طيبا كرائحة المسك. هكذا، لم يعد أمام أم صدير سوى نظرتها الساهمة إلى الشارع الذي كان قد تحول إلى نهير بمياه حمراء راكدة.

    قبل ثلاثة شهور أويزيد قليلا من ولادة الأمنجي السابق، كان نفس الحلم يتكرر كل ليلة بأدق تفاصيله في منام الداية أم صدير، لكن أكثر ما كان يثير روعها حين تستيقظ شاعرة في أعماقها بخوف غامض لاقبل لها به من قبل هو تحول الشارع إلى بركة حمراء تظهر على سطحها دائما أيادي بشرية غارقة تمتد نحوها كمن تستجير بها من شيء يضغط على أرواحها بثقل وقسوة جاذبا إياها نحو أعماق سحيقة لا يدري مداها سوى الله. أجل.. ثلاثة أشهر بالتمام والكمال لم يغادر ذلك الحلم منام أم صدير ليلة واحدة إلى أن جاءها في ساعة نحس من يخبرها أن والدة الأمنجي السابق على وشك أن تخرجه إلى عالم يبدو من أحواله آنذاك أن خروج الأمنجي السابق إليه كان الشيء الوحيد الغائب من مصائبه التي لاتحصى.

    ذلك الحلم لم يغادر ذاكرة أم صدير حتى وهي تزحف الآن نحو عقدها التاسع بوعي حاضر وحاد. بيد أنها لم تفهم أبدا ما الذي كانت تحاول أن تخرجه من جحر عميق وهي جاثية على ركبتيها لحظة أن طرق ذلك الرجل باب بيتها بدموع سائلة. بعض الناس أخبروها أنها ستحصل على كنز في القريب. آخرون نظروا إليها بجزع مؤكدين لها أن عليها من الآن فصاعدا أن تصلي وتصوم كثيرا لأن يديها هاتين سيجلبان إلى العالم ولاشك من لايخاف الله في نفسه والناس. وقد كان.
                  

06-12-2014, 02:44 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف تضلل أمنجية الانترنت (Re: عبد الحميد البرنس)




    لا يزال السؤال قائما.

    بل, أين الشعب ما بين نار ورمضاء.
                  

06-12-2014, 08:55 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهيئة القومية للاتصالات في السودان (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: حجب و فتح مواقع الإنترنت

    في ظل مايشهده العالم من تطور وانتشار لخدمات نقل المعلومات عبر الانترنت تواجهنا المهددات الناتجة عن الاستخدام السيئ والسلبي لتلك الخدمات. لذا قررت الهيئة القومية للاتصالات ادخال نظام حجب فعال لحماية مستخدمي شبكة الإنترنت من تلك المخاطر.

    يتم وصول مستخدمي الإنترنت في السودان إلى المواقع على شبكة الإنترنت العالمية من خلال مزودي خدمة الانترنت حيث تم وضع أجهزة ذات مواصفات خاصة ومحددة في كل مزود خدمة. تحتوى هذه الاجهزة على برامج لترشيح المعلومات الواردة. تحوي هذه البرامج قوائم لعناوين المواقع المراد حجبها حسب سياسة الحجب الموضوعة حيث يتم تحديث هذه القوائم يومياً. ولصعوبة وجود قوائم متكاملة للمواقع الإباحية نظراً لسرعة انتشارها وتجددها على الشبكة فإن الهيئة القومية للاتصالات قد وضعت بريدها الإلكتروني [email protected] لإستقبال طلبات حجب المواقع التي يرى المستخدم أهمية حجبها أو فتح مواقع يرى أنها لاتحوي مواد اباحية، حيث يتم النظر في هذه الطلبات يومياً من قبل فريق من العاملين في وحدة التحكم بالهيئة والتعامل معها بصورة عاجلة.

    أنواع المواد التي تحجب

    تنقسم الصفحات التي يتم التوجيه بترشيحها إلى عدة فئات ، أهمها فئة الصفحات الإباحية والتي تمثل أكثر من 95% من الحجم الكلي للمواد المحجوبة. أما الفئات الأخرى فتشمل الصفحات المتعلقة بالمخدرات والقنابل والخمور والقمار والإساءة إلى الدين الإسلامي .الحنيف
    إذا كنت تري موقعاً يلزم حجبه، الرجاء عدم التردد في إبلاغنا به عبر الطلب أدناه:
    http://www.ntc.gov.sd/index.php/ar/blocking-ar-men
                  

06-13-2014, 10:59 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان (Re: osama elkhawad)

    كما ترى، يا أسامة، إذ تحاول السلطة القيام، حسب المقتبس، بدور حارس البوابة التقليدي، أو الgatekeeper، في المجتمعات ذات الطابع القبلي، إذ تحتكر المعيار الأوحد لتحديد ما يضر أويصلح، حين يتعلق الأمر بالمنفعة العامة. لكن ما تفعله السلطة هنا من وراء ستار كثيف من دعاوى حماية الأخلاق الحميدة أمر لا يتعلق في واقع الحال بقيمة إنسانية عليا، بقدر ما هو حجب محاولة أخرى لصيانة احتكار السلطة لوسائل التخاطب الجماهيري، أو هو تبرير ناعم لاقصاء الآخر المختلف، خاصة أن عليش المهود نفسه يعلم أن أي كمبيوتر في الدنيا دي يحتوي على مسألة تمكين الوالدين من حجب ما يرونه مواد مضرة بالنشء parental control، وقد كان أجدى بثعالب الحادبين على الأخلاق معالجة أسباب وجذور الاقبال ب"شراهة" على مطالعة ما أسموه مواقع إباحية، إذ كلما حجبت موقعا أنبت القهر والحرمان والكبت والمصادرة والنفي موقعا آخر.
                  

06-13-2014, 02:21 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان (Re: عبد الحميد البرنس)

    هناك، على الأرض، أسفل شجرة البان نفسها، جلسنا نتحدث قليلا قبل أن يواصل كل منا رحلة البحث عن جلاده القديم، وقد بدأت أشعة الشمس تتراقص في هيئة نقاط ضوئية صغيرة على أنحاء متفرقة من جسده النحيل الذي أرهقه قفز بين أشجار بدت آثارها واضحة على كفيه اليابسين كخفي بعير ظل يقفز فوق أرض مليئة بأعشاب "الضريسا" الجارحة. وكنا نقتات بعض نبات بري بلا طعم:

    - "هل نزع مخك فعلا.. يا أخي"؟؟!.

    فقط رفع رأسه المطرقة نحوي. أشحت بوجهي بعيدا نحو السماء الزرقاء وراء أغصان البان. كانت عيناه مليئتان بدموع وفمه فيما بدا لي يكابد انفلات صرخة هائلة لا سبيل إلى كتمانها طويلا. وفجأة بدا الرجل يصدح بغناء جميل لم أطرب لمثله قط. ونظرت إليه. كان قد توقف عن الغناء منذ وقت. وسألته مرة أخرى:

    - "أعذرني يا أخي.. ولكني كنت ساهما محلقا برفيف أجنحة صوتك العذب الجميل مثل راحة والد فقدته حين مات وتركنا نواجه هذه الحياة من غير معين سوى الله وخالي حسين.. وأصدقك القول كان في غنائك شيء مثل همهمات أمي وهي تبيع الطعام لتلاميذ المدارس في صباح.. وشيء آخر مثل نظراتها المختلسة إلى السماء وهي تبيع حزم الزهور الصغيرة في العصر أمام المستشفيات.. إلا أنه خيل لي أن صوت إيقاع أوطبل شفيف كان يصاحب صوتك.. ولا أثر لإيقاع هنا أوطبل".

    وقال لي ضاحكا هذه المرة وهو يشير إلى رأسه:

    - "ها هي ها ههي، هذا... هذا صوت رأسي يا أخي بعد أن إنتزع مخي ذلك الأمنجي".

    هنا.. إقتربت منه، وحين بدأت النقر بأصابعي مليئا بكل تلك الدهشة، لم أكن أسمع في الواقع صوت الإيقاع نفسه، كان صوت أشبه بالصوت الصادر من داخل البرميل المجوفة حتى أن العصافير الذي أقبلت منذ قليل وهي تحرك رأسها طربا فوق الأغصان جفلت طائرة دفعة واحدة. آنذاك أدركت بحزن عميق أن صوت الإيقاع تصدره الأصابع لا الإيقاع نفسه. أجل.. أشعرتني هذه الحقيقة بحزن تماما كذلك الحزن الذي يشعر به أحيانا كاتب تجاه كاتب أكثر منه موهبة وأطول باعا. لا.. ذلك لم يكن حزنا بل كان حسدا. قلت له وأنا أسند ظهري إلى ساق شجرة البان ممددا ساقي أمامي:

    - "إذا عثرت على الأمنجي الذي انتزع مخك.. ما أنت فاعل به"؟.

    قال:

    - "لقد رأيت في المنام أني إذا غنيت أمامه سيذوب مثلما تذوب قطعة الثلج في منتصف نهار قائظ". وقال: "أنت تبدو أكبر عمرا مني. ولكني أريد أن أسألك سؤالا محددا فلا تتعجب مني ناشدتك الله. هل الدنيا دي كانت موجودة قبل ولادتي"؟؟؟!.

    فكرت في سؤاله العجيب بينما أخذ يحزم أمتعته القليلة التي كان يحملها في مخلاة متسخة يعلقها على ظهره استعدادا للقفز كرجل عاقل يعلم جيدا خطورة السفر في تلك الأيام بالسيارات مرة أخرى. قلت له ونحن وقوفا:

    - "أعتقد أن هذا العالم كان موجودا قبل ولادتك وسيبقى بعد موتك".

    قال:

    - "أتمنى ألا تكون هناك أحزان مثل هذه.. ولكني سأغني إلى حين أجلي".

    قلت منزعجا من مثل هذا الحديث:

    - "عليك أن تنتبه في طريقك الآن.. وألا تمر بمستعمرة القرود تلك كيلا تجد نفسك محبوسا داخل قفص في مكان ما من حديقة الإنسان".

    قال بثقة:

    - "سأغني لهم وبعدها سيدعونني أمر بسلام".

    قلت:

    - "في هذه اللحظة فقط سيتعقبونك إلى نهاية العالم كشيء ثمين لابد من الحصول عليه بأية وسيلة.. ولن يصيبهم اليأس من مطاردتك حتى لو كنت تفر أمامهم بساق طائرة".

    قال لي والخوف يلوح في عينيه لأول مرة:

    - "ربما كنت محقا".

    ومضى كل منا في طريق.

    هكذا واصلت البحث عن جلادي القميء في تلك الأيام. ولم يحدث مطلقا أن أسعفني الخيال لثانية أني سأجده بعد مرور سنوات طويلة في تلك المدينة الكندية الصغيرة التي تبدو معها مسألة السفر إلى نيالا مقارنة بالذهاب إليها كما لو كنت تمد يدك لتناول شيء من مائدة أمامك. كنت أتقافز من شجرة إلى شجرة. وكان رفيقي التأمل والتاريخ أحيانا:

    "ثم تولى بعده السلطان محمد تيراب.. وكانت أيامه كلها خصبا ودعة ورخاء أسعار. إلا أنه آخر أمره كرهته الناس، لظلم أولاده، لأن له ما ينوف عن ثلاثين ولدا ذكرا غير الإناث. فصاروا يركبون ويجوسون خلال البلاد، وكلما سمعوا بشيء جميل أخذوه من صاحبه، ويكلفون الرعية ما لا تطيق، حتى كان فيهم ابن له يقال له: مساعد، كان من عتوه وتجبره يأبى أن يركب الخيل، بل كان يركب ظهور الآدميين. فكلما وجد شابا أمر بالقبض عليه وركبه حتى أعياه، وربما سافر السفر البعيد، لا يركب فيه جوادا ولا حمارا، بل ينتقل على الناس حتى ينتهي سفره. وإذا لم يجد غريبا ركب رجلا من جماعته، وكانت الرعية ترفع شكايتهم لأبيهم، فكان لا يشكوهم ولا يقبل منهم شكاية. بل ربما غضب وقال: إن هذا لهو العجب. إقليم مثل هذا لا يتحمل أولادي، وكلما عملوا صغيرة يشكون إلي؟!، فلما رأى الناس ذلك أبطلت الشكوى، ورفعت أمرها إلى الله عز وجل".
                  

06-14-2014, 10:25 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهيئة القومية للاتصالات في السودان (Re: عبد الحميد البرنس)

    "النخبة عنيفة في أقوالها.. مسالمة في أفعالها"/ فرانتز فانون
                  

06-14-2014, 04:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20605

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشحاذون و مفارقة المنفى "الضحية و الجلّاد معاً" (Re: عبد الحميد البرنس)

    في المقطع التالي يبدو سحر السرد.عالم الشحاذين ينكشف تماماً في أبعاده المأساوية،من "بدائيته" و حتى آخر مراحل "تطوره"،و أن حاول السرد أن يجعل ذلك موارباً تاركاً ذلك لفطنة القارئ أو ربما سيعود إليه لاحقاً. و يستمر عكس الأبعاد المأساوية -عبر الفلاش باك-حين يجمع المنفى بين "الأمنجي السابق" و ضحايا الامنجيين:

    Quote: لم يكن "التسول" قد تطور في تلك الأيام بعد وصار له نظريات علمية ومدارس وحيل تدهش الشيطان نفسه كما يحدث هذه الأيام. كان "الشحاذون" وقتها واضحين في عرف المجتمع كالشمس في رابعة النهار. يجلسون عادة بعد صلاة الجمعة مباشرة عند بوابات المساجد يحنون رؤوسهم لكرامتهم أويمدون أياديهم في صمت ومسكنة. وكان هذا ذكاء في مخاطبة أناس خرجوا للتو مشبعين بكلام الله والأجر العظيم للصدقات وإعانة الضعفاء وأبناء السبيل وربما المؤلفة قلوبهم إذا ما وجدوا آنذاك. أما في سائر الأيام الأخرى فقد كانوا يتفرقون بين الأحياء. وكان هذا ذكاء آخر بعد أن أدركوا أن الشياطين ترافق المحسنين في الأسواق والذين قست قلوبهم كذلك يسدون منافذها عند كل ركن وحجر بينما النساء والأطفال والمتقاعدون الذين ينتظرون الموت بوجوه طيبة يهيمون بعواطفهم بين البيوت كرحمة منزلة من الله على عباده الضعفاء. هكذا كان الشحاذون في أيام الله الأخرى يطرقون أبواب البيوت أويجلسون قرب سبيل أوأسفل ظل نيمة ويرفعون عقيرتهم بتلاوة آيات الترغيب والترهيب قبل أن يتوقفوا فجأة للدعاء لمحسن أومحسنة أوزهرة من بستان الطفولة. وقد بدت سحناتهم ضاوية وبشرتهم متسخة وأسمالهم بالية. ولعل كل هذا لم يدفع الناس في يوم من الأيام إلى الوقوف عندهم قليلا أوكثيرا ليعيدوا النظر في حقيقة وجودهم كمتسولين ما عدا "الأمنجي السابق" الذي كان وقتها طفلا في سن السادسة بعينين مستطيلتين بدتا على الدوام خاليتين من البراءة بعكس ماتقتضيه طبيعة الأشياء تماما.

    كانت الساعة تشير وقتها إلى العاشرة صباحا، عندما تسلل "الأمنجي السابق" من منزل والديه، بحثا عن اللعب مع بعض الأتراب الذين كان أغلبهم يفر من أمام وجهه كما لو أن عاصفة تدفع بأقدامهم الخفيفة كريشة، وما تبقى منهم لم يكن يمنعهم من الهرب والبحلقة في عينيه الشيطانيتين سوى الرعب تاركين أمرهم لرحمة ظهور الكبار ومن ثم الشروع في الشكوى والبكاء في أية لحظة وربما التبول في سراويلهم الصغيرة قبالة عينين ماتنفك تشرعان في التلون في الدقيقة الواحدة لأكثر من أربعة عشر لونا مختلفا، وما زاد من مأساة العصافير الصغيرة أنهم كانوا يتلقون لجبنهم ضربا مبرحا من أهلهم الذين ما كان بوسعهم تصديق تلك الروايات المسرفة في الخيال، والحق كان الأمنجي السابق على صغر سنه على درجة عالية من البراعة أتاحت له دائما إمكانية العودة إلى وضع عيون الناس الطبيعي في الثانية المناسبة.

    كان الشارع يخلو في تلك الساعة من أثر لقدم متحركة على مدى اتجاهيه المتربين. لا أثر كذلك لأطفال في الجوار. ولم يدر في خلد "الشحاد" الحسين ذي الخمسين عاما الذي ظل يجلس أسفل شجرة نيم على الجانب الآخر من الشارع مرتلا سورة (ق) بصوته العذب الجميل أنها ستكون الساعة نفسها التي سيرى خلالها الجحيم نفسه في هيئة طفل في السادسة. كذلك وبهدوء شديد وضع "الأمنجي السابق" يديه داخل جيبيه الفارغين، وأخذ يتلفت يمنة ويسرة، وبالفعل لم يكن هناك حتى مجرد ك ل ب ضال يمكن قذفه بحجر تزجية على ما يبدو للملل، هكذا لم يكن هناك سوى شخص واحد وحيد يجب الاتجاه إليه رأسا وبلا هوادة. أجل.. إنه الحسين.. ذلك الشحاذ الأعمى الذي ولاريب أخطأه الحظ تماما في ذلك اليوم المشئوم.

    أثناء الخطوات القليلة التي كانت تفصله عنه، ومضت آنذاك في ذهن "الأمنجي السابق" فكرة لابد أن الشيطان نفسه قد توقف أمامها بكثير من الإجلال، تماما كما يفعل الناس عادة حين يقفون فاغري الوجه أمام ساحر يتكلم بواسطة أذنيه، ولو أن الحسين كان يعلم بعاقبة تنفيذ تلك الفكرة على النحو الفوري الذي جرت به الأحداث لاتخذ مجلسه قبل ولادة "الأمنجي السابق" على بعد ثلاث مدن رئيسية، وهي في رأيي الشخصي مسافة كافية يمكنه خلالها الإعداد للسفر إلى بلاد بعيدة مثل كندا قبل أن يكبر "الأمنجي السابق" في غفلة من الزمن ويحدث في خلق الله مالم يحدثه النجار في العود، لكن هذا الحل نفسه يبدو الآن في محل شك بعد أن أخذ المنفى يجمع في آخر الزمن "الجلاد" و"الضحية" معا وبنفس الحقوق والواجبات لولا حيلة "الجلاد" الواسعة.
                  

06-14-2014, 05:52 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; (Re: osama elkhawad)

    يا للسنوات, يا أسامة, ويا لهذا الكسل الذهني, وقد مر الآن نحو عشر سنوات على كتابة أكاد أقول أنها مبثوثة على الهواء مباشرة, ولم يكن ثمة ما يحفظها في ملف, وهي المرسومة بلوحة مفاتيح سودانيزأونلاين حرفا بعد حرف, وذلك حدث أثناء الأيام الأخيرة من عزوبية يحاصرها جليد ومعترك سياسي في مدينة كندية شبه منسية.

    10-08-2005, 07:55 PM

    ذلك تاريخ كتابة بوست الأمنجي السابق الأول. وأنت كنت كريما بالتعليق أوالتشجيع للمضي قدما:

    Quote: حقيقة كان عنوان البوست بالنسبة لي مرتبطا ببعض المعارك الاسفيرية هنا,ابتداء من الامنجي وانتهاء ب"
    Quote: ما بدري يا خليفة"
    التي تعرض لها البرنس في احد البوستات المعروفة,
    لكن المسالة مختلفة تماما .بل ان البرنس نجح في شد القراء الى البوست بشكل درامي محكم ومدروس وخلاق.
    وكانت البداية قوية جدا في ما هي تمهد للحديث عن سيرة الامنجي.
    هنالك تناص ما يكشف عن عمق البداية.فمشهد ولادة البصاص الكبير ,يحيلنا الى مشهد ولادة الزين في عرس الزين:
    Quote: "يولد الاطفال فيستقبلون الحياة بالصريخ,هذا هو المعروف ولكن يروى ان الزين والعهدة على امه والنساء اللائي حضرن ولادتها,اول ما مس الارض ,انفجر ضاحكا.وظل هكذا طول حياته.


    اما البصاص الكبير ,فكان عكس الزين:
    Quote: آنذاك، أي فور خروجه من بطن أمه، لم يسمع له ضحك أوبكاء، وتيقن الجميع أنه ولد ميتا، لو لا أنه أخذ يقلب عينيه الواسعتين في الناس والأشياء من حوله،


    فهو قد ولد بصاصا,وهذا يحيلنا الى بصاصي الغيطاني في الزيني بركات.لكن البصاص هنا يلعب دورين مزدوجين :
    دور الطفل البصاص ,ذي الشهوة التي خرقت ما قال به فرويد عن الشهوة الجنسية عند الطفل.
    و الدور الثاني هو انه سيطور ذلك البص في اتجاه "امنجي",
    او يبدو لي ان هذا ما سيكون
    *الزين كان رسولا للمحبة,
    والبصاص الكبير سيكون ,كما نتوقع رسولا للانظمة القمعية

    شكرا برنس على هذه البداية القوية حقا
    وفي انتظار بقية السرد,
    ارقد عافية
    المشاء


    http://www.sudaneseonline.com/board/98/msg/1137401885.html


    وما حدث طيلة عشرة أعوام أنني انشغلت بأشياء لم يكن من بينها العودة إلى مراجعة مسودة رواية الأمنجي السابق بأي قدر من الجدية وهذا ما يشعرني الآن بالأسف وما أخذ يخفف عني أخيرا هذا الشعور المتنامي بقوة "دع كل أمر جانبا وتفرغ تماما للأمنجي السابق".

    حاشية:

    هنا, كان ردي على مداخلتك:


    Quote: عزيزي المشاء العظيم:

    سرني مرورك الدال المضيف من هنا. ومعك حق فيما ذهبت إليه من تناص. لقد كان الطيب صالح في ذهني وقتها. كما كان مؤلف "رواية العطر" التي قامت رؤيتها على حاسة الشم في ذهني أيضا. المثال الأول كان لأسطرة الشخصية منذ البداية سعيا ل(نمذجتها) أي جعلها علامة دالة على مثل هكذا وظيفة. أما المثال الآخر فهو محاولة لبناء رؤية للعالم قائمة جوهريا على حاسة ما.

    وهنا أتفق معك حول ما يمكن أن تأخذه الكتابة من مسار. ولكن وكما حدث لي أكثر من مرة أجدني أبدأ بشيء وأنتهي إلى شيء آخر. فعلى سبيل المثال كان الهدف من بوست (كنت في رحلة داخل كندا.. ) أن أعمل على وصف رحلة البص من WINNIPEG إلى OTTAWA لكنك ترى أن الرغبة تلك في وصف بحيرات مختلفة في أوقات مختلفة كانت أقرب إلى ما تسميه أنت (رماد أشياء).هكذا ما يضيع من حالات نفسية للكتابة أكثر جمالا في بعض الأحيان من الكتابة نفسها. محبتي.
                  

06-15-2014, 08:22 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; (Re: عبد الحميد البرنس)

    تحياتي يا أخانا البرنس
    مع الاحترام لصاحب النصائح المقتبسة أعلاه
    لكن تقنيات التتبع والمراقبة وتنقيب البيانات أحرزت تقدماً رهيباً
    مستفيدة الاختراقات الباهرة في مجالات الذكاء الصناعي وتعلم الآلة وعلم البيانات الكبيرة وذكاء الويب.
                  

06-15-2014, 10:31 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الشحاذون و مفارقة المنفى andquot;الضحية و الجلّاد معاًandquot; (Re: Mohamed E. Seliaman)

    حياك الله يا محمد. أعترف بقصر معرفتي في هذا المجال بدءا. لكن المقتبس مفتتح هذا البوست بدا لي بمثابة سانحة طيبة لجذب الانتباه إلى احدى اشكاليات العولمة أوتناقضاتها (وضع الحدود/ تجاوز الحدود), (الاندماج/ الاقصاء), (المركز/ الأطراف), وما إلى ذلك. ولعل الفائدة تعم بعودتك ومشاركة آخرين ممن لهم نظرة عليمة بالتفاصيل التقنية لثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصال من أمثال الأعزاء نوبي وأنور دفع الله وناصر محمد.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de