خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-18-2024, 02:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-26-2014, 12:53 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع )

    صباحية العريس ( زمان )

    كان الفطور شعرية صناعة يدوية ولا حتى الايطاليين كانوا يحلموا بذلك المذاق .. ثم لا بأس من قرعة دكاي أجود الانواع ( كيم دكاي ) الذي تم تخميره في ركن الغرفة .. العريس كان لابد ان يرافقه ( درشه ) وزير ومعاه سيف وسوط وكان العريس لا يخرج الا لقضاء الحاجة .. لا غسل ولا حتى الصلاة لمدة أربعين يوم .. كيف ينظف جسمه ؟؟ تأتي إخواته الى غرفته ( اركني كا ) والغرفة كانت مزينة بأنواع من البروش مثبته على الحائط .. ولكن إجمل هذه البروش هو ما يتكيء عليه العريس ويسمي ( بّلآل تركي ) لا يوجد سرير مرتبة على الارض .. كما قلنا تأتي اخواته بالدلكة .. يجرد العريس من ملابس إلا ما ستر عورته .. وتقوم الاخوات بتدليك العريس كل أجزاء جسمه حتى يلمع من شدة النظافة .. ويعطر بالبخور ويعاد لبس الجريتق .. جلادة في الرقبة .. في اليد ( كفري - خرز قديم معطم بالتيلة ) وباقي تعاويذ .. رقص ليلاً ونهاراً بالقرب من العريس حتى سبعة أيام .. اليوم السابع هو ( كولد ) يأتي الناس على مجموعتين اهل العريس واصحابه واهل العروس وجماعتهم .. كل يجهز عطره الخاص .. وتبدأ المراسم نثر الذرة بيضاء - مري بلدي - به خليط قليل من العطور الجافة .. يأخذ العريس ملء يديه من الذرة ويضعه في يد العروس حتى الشوط السابع ثم يتم نثره على آخر .. كنوع من النبل يترك العريس الغلبة للعروس دائما .. ثم يتم بخ الحليب في بعضهم كفأل خير .. وفي زمن قديم شوية كان حاجة إسمها ( البتر - اللعب ) في نفس الغرفة بعد ( الكلد ) وحقيقة ولكن أندثرت في الوقت مبكر .. بعدها يخرج العريس في سيرة الى منازل أهله في الحي وتكون هناك واحدة تحمل جريد في شكل ( صليب ) وهذا الجريد معلق به - جرتق - مع ترديد ازهايج تمجيد الاهل والجد الكبير والجنائن والنخيل والساقية والمسيد والقران والخلوة والانتماء الى الارض .. وعند كل باب يتم نثر العطر وهدية للعريس نقدي أو نص في نخلة بركاوي او ربع بطن في بقرة او .... الخ .. هكذا حتى تغيب الشمس ويرجع الناس الى بيت العروس .. من اليوم الثامن يمكن أن تذهب العروس شوية مبكرة الى العريس يعني بعد المغرب .. هنا يختفي دور إخوات العريس وتقوم العروس بمهمة جلب الاكل وكافة الطلبات مع الاحتفاظ الاخوات العريس بتنظيف وتعطير أخوهم .. وتنتقل المسألة أن تأتي العروس نهاراً لفترات محدده ولمدة اربعين يوماً كانت .. جميع العبادات كانت معطلة بالنسبة للعريس والعروس لا صلاة فرد لا جمعة .. والمستمر كل ليلة هو ( عشا أباق ) او عشاء ما بعد منتصف الليل نصف دجاجة مع ربع زجاجة من العرقي البكر ( فرادية ) ..

    نواصل .. ارجو من الاخوة .. إنزال خواطرهم ..
                  

05-26-2014, 02:04 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    حكاية من الزمن الجميل ... ليت الشباب يعود يوماً

    دعني ان اروي لكم بعض الذكريات والخواطر عن ايام جميلة قضيتها عندما كنت معلماً آنذاك في مدرسة كرمة النزل الثانوية العامة .. وكانت المدرسة في وادي غير زرع .. ولا وجود للبشر إلا بعض الجيران من ذوي الثقل الفني والاجتماعي .. مثل الفنانة ( فاطمة مسكة ) رحمها الله .. تلك الفتاة الفارعة الطول داكنة اللون واسعة العنين ذات بنية مثالية بمقاييس ذلك الزمان الجميل .. اجزم انها كانت تتمتع بمسحة من الجمال وتقاسيم الوجه التي لا تخلو من الجاذبية .. تغلب عليها الجرأة والاقدام لم تكن متهتكة حتى لا يسيء احد الفهم تجاهها رحمها الله .. كانت تحترف الغناء في الحفلات على امتداد المنطقة وامتازت بصوت قوي وشجي لا يحتاج الى أي مكبرات للصوت .. وكم كان صوتها يتداخل مع ما يدور في المدرسة خاصة عندما تنادي على اخواتها او جارتها وكان صدى صوتها يخترق قيزان الرمال الممتدة بيننا وبين منزلها ويدخل الفصل الدراسي بدون استئذان .. كان ذلك الزمان مختلفاً عن العصر الحالي .. حيث لم يكن التدين وتطبيق قواعد الشرع في الحياة العامة بهذه المثالية .. ولكن رغم ذلك كان الناس يتمتعون بالقيم والاخلاق والسلوك الحميدة رغم انتشار ( المشروبات المحرمة ) وتناولها وبيعها لم يكن محظوراً بصورة قطعية .. كانت هذه الفتاة تنشر الفرح في ليالينا وخاصة في منطقة البرقيق وكرمة واصبحت ظاهرة لا بد منها في الافراح .. ويرجع اليها الفضل في بعض الحراك في نطاق تلك المنطقة النائية .. ولا انسى ذلك الضجيج الذي كان يأتي من البصات العائدة من سوق الاحد عند العصاري وصرخاتهم المرتفعة عند المرور من امام منزل تلك المغنية الحسناء وآهات الاعجاب واصوات الاغاني المرتفعه .. والعكس عند قدومهم الى السوق صباحاً كانوا على درجة من الوقار والصمت ولكن كل ذلك يزول في رحلة العودة وقد نال شبابهم ما تيسر لهم مما كان متاحاً في ذلك الوقت على امتداد القرى حتى تخوم الجلابة في ارقو .. أي جمال كان ذلك زمان الرائع حيث الانطلاق بدون قيود الا بالقيم والمثل وقانون العيب .. وما اجملهم عندما يعبرون تلك المنطقة وهم على السطح البصات واللواري .. وتتعمد تلك الحسناء الرائعة وزميلاتها بالوقوف داخل الحوش بتلك الفساتين المثيرة .. الشورت .. والميني جوب .. والشوال .. كلها كانت ازياء ذلك الزمن الجميل .. واحسب أن لولا أنها كانت هناك لما دبت الحياة في تلك المنطقة النائية ( همبرتن كوروج ) كما كان يطلق عليها في السابق .. كنت آتي يومياً من البرقيق على ظهر حمار من طراز فريد قوي البنية سريعة الخطى تقطع المسافة ما بين البرقيق وكرمة النزل في نصف ساعة او اكثر لم تكن تظهر موضة البكاسي في ذلك الوقت .. وكان أولهم اخونا صالح بدري ربما في منتصف السبعينات ..
    قادم بالمزيد ..

    (عدل بواسطة علي عبدالوهاب عثمان on 05-26-2014, 05:11 PM)

                  

05-27-2014, 12:08 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    ( يا جماعة بالنسبة لمن هم خارج المنطقة تمبس واشكان وابوفاطمة تعتبر منطقة واحدة ، تماماً مثل البرقيق وارتقاشا شرق .. ولكن حقيقة لا بد ان تكون النوبة كلها و حدة واحدة )

    لا اعرف من اين ابدأ .. سوف اجمع كل الشخصيات التي تعرفت عليها في المنطقة لأننا كلنا متشابهون .. وعبارة عن نسخ نوبية مكررة في كل القرى والجزر والمناطق سوف اغطي المنطقة من مدوق حتى تمبس وما بعدها .. هي الذكريات مع شخصيات استقرت في الذاكرة لن تمحى ابداً .. كان ذلك في عهد الرئيس جعفر نميري رحمه الله .. ايام انتخابات المجالس الفرعية وبعض الدوائر المحلية على مستويات مختلفة .. هناك عرفت اخونا عبدالحفيظ محمد علي وكان لي الشرف ان اعمل ضمن حملته الانتخابية لاستقطاب الاصوات في ارتقاشا والبرقيق .. )
    في ذلك الزمان .. ظهر هذا شاب وقور هاديء الطبع له خاصية في التعامل يكاد يذوب من الادب الجم وحياء الرجال.. عرفته عن طريق احد الزملاء المعلمين .. وطبعاً كان المعلم ينحاز الى زميله دون ابداء الاسباب .. وبعد ذلك التقيت به .. وبدأنا حملته انتخابيه في ارتقاشا والبرقيق ورغم اننا استقطبنا الكثير من الشباب والشابات لهذه الحملة.. ولكن سطوة المال ونفوذ قادة المجتمع في ذلك الزمان وخاصة اعمامنا من جماعات حزب الامة كانت لهم السطوة والغلبة والنفوذ .. لأن الانتخابات رغم انها كانت ايام ثورة مايو الاشتراكية آنذاك إلا أن أي منافسة في منطقتنا كانت تستحضر الوجوه الحزبية التقليدية وكانت الغلبة تقريباً لشخص من بدين ربما هو الاستاذ عبدالفتاح والذي كان الوجه المستتر لحزب الامة .. ولم اعرف هذه اللعبة الا لاحقاً بعد الانتفاضة من خلال حكاوي اعمامنا .. وقد تأثرت بشخصية هذا المعلم الشاب آنذاك .. تواصلنا مع بعضنا ولكن هي الدنيا لقد انقطعت السبل بيننا .. الا في الاجازات والتي اكون فيها حريصاً لزيارة مكتب تعليم كرمة النزل وقد وجدته هناك قبل سنوات مع الاستاذ جمال محمد عباس من كرمة البلد والاستاذ ابراهيم تركمان من وادي خليل ..
                  

05-27-2014, 06:02 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    كانت تلك المنطقة والتي تسمى في عموميتها ( ابوفاطمة ) بالنسبة لأهلنا وربما كنا نقصد بها ( عشكان ، ابوفاطمة ، تمبس وما حولها ) كانت المنطقة مشهورة بإنتاج فنانين على مستوى راقي في فن الاداء .. لأن الساحة كان بها فقط محمد عوض (بدين) لم يكن الناس يستسيغون احياناً غناءه رغم جمال صوته لعدم معرفته بطريقة الغناء وترديد بعض الجمل الغنائية ورغبة الجامحة في الغناء بالعربية رغم ضعف قدرته على التعبير بالعربية والغريب ان والده وهو عمنا ( عوض كوري من عرب وادي خليل – حلة العرب - كان رجل فصيح اللسان لا ينطق بالمحسية ) .. واذكر اننا احضرناه في حلفة بالبرقيق واصر ان يغني بالعربية لأن موجة ترديد اغاني الفنان احمد مصطفى كانت منتشرة في تلك الايام وصاريردد ( البيد قساد البيد قال تآل انا ابيبت ) ويقصد بها ( البيت قصاد البيت ... وقال لي تعال انا ابيت ) ومنها تحولت الحفلة الى مسرحية كوميدية .. وكان المنقذ في تلك الليلة هو الفنان الذي اخترق الساحة بوقاره وفنه وثقافته ومخارج حروفه الرائعة بل بصوته الجميل الذي اخذ نفحات من محمد وردي والذي كان غائباً عن الساحة في ذلك الزمن بحكم خلافه مع جعفر نميري .. وادخل الفنان محمد عبدالرحمن ( وهو من ابناء تمبس ) .. واعذرونا لأننا لا نستطيع ان نفرق بين تمبس وابوفاطمة وعشكان ونتعامل معها كوحدة واحدة .. كان هذا الشاب الوسيم الهادي السلوك والنبرات حقاً يعرف كيف يجذب الجمهور بأدائه الرائع وبتأثير واضح بصوت الفنان وردي رحمه الله .. وارتقى بالفن والغناء في المنطقة ونشر نوعاً من ثقافة الاداء حتى انه في زيه كان مميزاً بالبنطلون والقميص وخرج من دائرة الطنبور الى الالات الموسيقية ويبدو ان الفن كان مأصلاً فيهم لأن اخاه جمال كان يجيد الغناء ايضاً ولكن بمستوى أقل .. والمهم أن الرجل لم يكن يندرج تحت طائلة سلوك الفنانين في ذلك الزمان المتفلت بل كان محافظاً وخلوقاً خلال حفلاته ..
    ثم كانت موجة الظاهرة وهو المرحوم نصر التوفيق (رحمه الله ) .. لم يحدث في تاريخ المنطقة والى اليوم مثل هذا التحول الذي احدثه ظهور ذلك الفتى الوسيم الذي قلب موازين الفن في المنطقة وكانت رائعة
    أيا مايو فككت القيد عنا .. وكنا قبل ذاك مقيدينا
    ومن اجمل الابيات التي كنا نعشقها :
    سلاماً يوم قدت فجراً .. تفجر ثورة تقصي اليمينا
    وهي رائعة الاستاذ / عباس محمد الحاج من سمت .. وقد عملت مع المربي الرائع عندما كان مديراً لمدرسة ارقو الثانوية العامة وكنا وقتها في اتجاه الاشتراكية .. وبقدوم هذا الفتى الجميل اختفى كل الفنانين من الساحة ولم تعد هناك منافسة تذكر .. وكم كان نصر رحمه الله يجعلنا نغير منه ونحن في ريعان الشباب .. كانت الغيد الحسان في سوق الاحد (سوق كرمة) يطاردن هذا الرائع الجذاب .. ولا يعيروننا أي اهتمام مما جعل الغيرة تأكل احشائنا وصرنا مهمشين بعد ان كنا ( دون جوان ) قبل ظهور نصر صاحب الصوت الملائكي والاداء الرائع والشكل المبهر ..



    ألا رحم الله نصر واسكنه فسيح جناته .. وجعل صبره على المكروه احتساب
                  

05-28-2014, 12:41 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    الأصل لجميع هؤلاء المبدعين النوبيين هو الموروث النوبي المأصل والمتجذر في أعماق الارض وفي السلوك المهني والاجتماعي اليومي ، فكل هؤلاء المبدعين تجد عندهم كل الادوات والموجودات الطبيعية ( نيل ونخيل وسواقي ومراكب.. ) وأهمها تلك الآثار النوبية التي تضفي نوعاً من الاصالة والانتماء على ذلك المكون العام وهذه الحالة الحصرية ربما هي التي تجعلنا نشعر بفلسفة الاحساس بالوجود والانجذاب للارض لأن الجمال لابد له من إتكاءة تاريخه مأصلة وهوية تركن اليها كما في حالة ( البركل ومروي واهرامات نوري والكرو وكلوقيل في ديار الشوايقة ، والآثار النوبية التي لا حدود لها على امتداد النيل النوبي ) فالمزج بين الجغرافيا والتاريخ والطبيعة وتفاعلها في دواخل انسان المنطقة هي التي تولد كيمياء الابداع الذي يخاطب الدواخل الانسانية ويسمو بالفرد الى عوالم التسامح والسلم واللاعنف. فهؤلاء المبدعين كانت هذه الصور الجمالية جزءاً من حياتهم اليومية فلانسان في البيئة النوبية منذ نعومة اظافره ينشأ في عالم من الابداع وتبدو القرية خلال نشاطاتها اليومية كمعرض يضم في جنباته صوراً حية ومحسوسة يراها الشخص في غدوه ورواحه إن لم يكن مشاركاً في صنعه فمثلا هناك صورة الام التي تعكف في فترة راحتها على انتاج ضفائر من سعف النخيل وهسد القمح _ سيقان القمح بعد حصاد المحصول_ وبألوان مختلفة موزعة بلمسات جمالية فيها تناغم حتى ينتهي هذا الابداع بصناعة بروش التي لا تقل جمالاً ومهارة عن غزل السجاد الفارسي ، وهي ليست مشابهة لتلك البروش التي تعرض كتراث شعبي في التلفزيون لأنها مصنوعة من سعف الدوم ولا ترقى في مستواها الجمالي الى تلك الانواع المصنوعة من سعف النخيل و( هسد القمح) الذي يتميز بصفة اللمعان ، ثم تجد مجموعة اخرى من النساء يعملن على تشكيل نماذج رائعة من الطين كصناعة القوسبيه ومستودعات الادوات المنزلية مثل – كابو ، ومأوي الدجاج – قوقا ، وموقد النار – دورا وكذلك لياسة الحوائط وتزيينها بالالوان وبالاضافة الى فن الطبخ وتشكيل عجين القمح .. ، أما بالنسبة للاباء فالصورة النمطية الفنية كانت تتجسد في صناعة اجزاء الساقية وتجهيز قطع غيارها يومياً ، وفتل الحبال بكل انواعها ، وصناعة المراكب ، وتهذيب سيقان النخيل الجافة ( اومبو ) والجريد لغرض الاسقف بالاضافة الى صناعة الادوات الزراعية ، وتخطيط الجداول والاحواض وشق الترعة الرئيسية ، هكذا كانت القرية عبارة عن ورشة جمالية وابداعية الكل فيها يتنافس ليكون منتجه هو الأكثر جمالاً وجاذبية وتكون المحصلة النهائية نموذج لمعرض من المواهب الانسانية تجمل حياة الفرد ، حتى اذا تناول الفرد إحدى هذه الادوات تكون لديه الرغبة في استخدامها لجمال صورتها ويمكن تجسيد ذلك المثال في (واسو) آلة الواسوق الخشبية قبل دخول الحديد في مكوناتها فكانت تصمم بصورة موغلة في الجمال لأنها من الادوات المهمة بل والاساسية في الحياة الاقتصادية وواحدة من أدق الادوات الهندسية المستخدمة في الزراعة لغرض تسوية الارض ورفع الاحواض وشق الجداول فجمال صناعة الاداة كان فيه نوع من الجاذبية والترغيب لمستخدمها رغم ما تسببه الآلة من عناء وتعب جسدي ، فكل هذه المفردات كانت مكوناتها طبيعية دون تدخل لأي معدن يجلب صدءاً او تشويهاً في شكل الأداة ، وفي المقابل كان اكثر ما يضايق الفرد هو زيارة ( تبد تور) او ورشة الحدادة لما فيها من بعض النتوءات غير الجمالية ، تسمع فيها اصوات ضرب الحديد واهتزاز الارض واشعال النيران وتتطاير الشرر ورغم أن الحدادة فن نوبي جلب في عهد الكنداكات من اورشليم إلا ان المرء كان يشعر بنوع من الضيق في هذه الدائرة لأن الضجيج والاصوات الحادة المنبعثه من المطرقة والسندان تشكل نوعاً من القبح والنفور لدى أهلنا مقارنة بباقي الصناعات الاخرى التي فيها الكثير من الرقة واللمسات الفنية مثل استخدام المناشير الخشبية وضرب الفؤوس التي كانت تتم بطريقة متناغمة ما بين الارتفاع والهبوط بل كانت الاصوات المنبعثه من ورش نجارة السواقي والمراكب تشكل نوعاً من الايقاعات التي يمكن أن تصطحب بألحان وغناء .
                  

05-28-2014, 01:27 PM

متوكل حسن
<aمتوكل حسن
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 123

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    تسجيل حضور ومتابعة
    لعاداتنا وتقاليدنا النوبية

    red Text
                  

05-28-2014, 02:01 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: متوكل حسن)

    Quote: سجيل حضور ومتابعة
    لعاداتنا وتقاليدنا النوبية


    شكراً متوكل حبيبنا ..
    شكراً ووو اننقا ( بالمحصية )
    شكراً ووو امبس ( بالدنقلاوية )
    قبلة حارة من جدو إلى الامورة الحليوة دي ماشاء الله ربنا يخليها ليك
    استاذ متوكل .. هذا البوست حاولت اجمع فيه كل الخواطر لبغرض التوثيق إذا أمكن
    وبدون ترتيب او موضوع محدد .. ولدي الكثير من الكتا تبات في منتديات القرى النوبية
    سوف احاول نقلها هنا للتوثيق وهي عبارة عن خواطر ومقالات بالعشرات ..

    لك التحية تاني .. ونواصل
                  

05-28-2014, 06:01 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    لحرائرنا .. مضى زمن الرشاقة للابد

    وطأت قدمي ارض مطار الخرطوم وفي مخيلتي قريتي ارتقاشا ولأنني لا أفقه في العاصمة شيئاً فكان دليلي إبن اختي وتسلمني والعفش سوياً الى مواقف بصات دنقلا ، كم هي جميلة هذه الحافلات نظافة وترتيب ، ستائر وكراسي وثيرة وربما كنت مسترخياً بفعل خفة الوزن لأنني لاحظت اصحاب البدانة يعانون من ضيق المقعد ، بدأنا بأنغام الراحل المقيم وردي بالنوبية فإكتمل جمال المنظر ولم نتوقف إلا في استراحات محددة تنقصها اماكن الراحة حيث ينتشر الناس في العراء وهذه واحدة من نماذج سوء التخطيط الذي اذهب بالدولة ومقدراتها ، وبعد ساعات وصلنا مدخل البرقيق .. البيارة التى تغنى بها ادريس الطمبراوي (فارق البيارة .. خلى الناس حيارى) وغنى لجبيبته ( حرم كوكو يا جفالا .. من بيت نعمة للبيارة .. ارتقاشا لي خبارا ) وأثناء إستحضاري لذلك الزمن الجميل ، وقف البص امام منزلنا حيث الاسفلت اللامع الذي اطاح بغدر رياح امشير المتربة ، بعد الاطمئان على الاهل فلا بد لي من جولة استعيد ذاكرة الزمن الجميل ، تيارات شهر امشير الباردة تحرك خصلات القمح فتسمع حفيفاً كالموسيقى وهذا ما يطرب له الترابلة ، رائحة الشمار والحلبة من المزارع تملأ الرئة وتزيل هم الغربة ، لم يتغير شئ في البلد إلا أحجام النساء واشكالهن ، في السابق كانت المرأة في مناطقنا تميل الى الرشاقة والنحافة لأنها كانت عاملة نشطة تساعد زوجها في الحقل ، أما اليوم فأصبحن مكتنزات بأوزان تفوق الوصف مما جعلهن عرضة لأمراض الركبة وإلتواء الساقين نتيجة للوزن الزائد ، كانت المرأة المكتنزه في السابق هي حلم الرجال بإعتبار مقاييس الجمال في ذلك الزمان ، وبدأت أفكر ملياً في اسباب هذا التغيير في احجام النساء ، وبدا لي أن السبب الرئيسي هو عدم التحرك ومحدودية النشاط ، ولم تعد المرأة تملأ صفائح الماء من ( الطرمبة ) كما كانت في السابق فالمياه جاهزة عبر المواسير واحسب أن حركة تدوير الطرمبة كانت مفيدة لجسد المرأة وخاصة انها تتكرر في اليوم عدة مرات ، كما اختلفت العادات الغذائية فأصبح بدل الكسرة والقراصة الخبز الابيض الذي يوزع في البيوت بعربات الكارو وكذلك المشروبات الغازية ( كوكا كولا وشامبيون ..الخ) حتى التربال تجده يأخذ من هذه المشروبات ومعها سندويتشات الطعمية والبيض المسلوق ، والاسوأ هو قضاء ساعات طويله أمام التلفزيون ( المسلسل التركي والملكة جانس ) ، فلم تعد كالسابق تبحث عن الحطب للطبخ لأن الغاز اصبح متوفراً وهذا من الاسباب التي ادت الى ظهور امراض السكر لكثرة شرب الشاي والقهوة المترعة بالسكر لعدة مرات بعد أن كان محدداً في السابق بشاي الصباح والظهر ، لقد ولى عهد التربالة الكادحة التي كانت في سعي بين الساقية والمنزل في خدمة زوجها وأولادها ، أما اليوم فأصبحت المرأة بين مساحيق الجمال والمسلسلات والطعام الدسم والملابس المحزقة فكانت النتيجة المزيد من الترهل وعدم القدرة على الحركة ، فالحل هو الوعي والارشادات الصحية ، ورغم هذه الظواهر فهي مازالت في نقائها وحيائها فهي الام والاخت والخالة والعمة والحبوبة هليل ووو يووقو ,
                  

05-28-2014, 06:16 PM

محمد عبد الله حرسم
<aمحمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    صديقى الجميل

    وآآآآآآآدى قعدة

    طوبة


    وطبعا طوبة هنا (بلكة)وانا اعلم ان لك حكايات مع مع طوبة الشهر


    مستمتعين
                  

05-28-2014, 07:00 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: محمد عبد الله حرسم)

    أووو حرسم أمبس ..
    شاعرنا الجميل ..
    قلنا نجمع معظم كتاباتنا هنا .. من الواوور والاربعائية .. لأن الحوش ده نافذة زوارها اكثر من الصحف
    فتحت البوست عشان انقل كلما كتبته في منتديات دنقلا
    وبدون ترتيب .. تراث وحكاوي وعادات وتقاليد , مواضيع الاربعائية ..
    ننتهز فرصة وجودنا في الحوش لنشر بعض إنتاجنا
    وهذه الفرصة ايضاً لتنزيل بعض القصائد من ديوانك ..
    لك التحية والتقدير شاعرنا الجميل
                  

05-29-2014, 09:29 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    قراءة نوبية في شعر الحماسة

    أغاني الحماسة ليست لها ذلك الصدى في الوجدان النوبي، لإختلاف المعطيات البيئية ونمط الحياة بين المجموعات القبلية والجميل أن القيم والمكارم هي القاسم المشترك ، فالبيئة الرعوية تجد فيها الغلظة والقسوة والحشد عند الملمات على عكس المجتمع الزراعي القائم منطق السلمية وإعمال العقل والعاطفة، فالغناء عنصر مهم في تكوين وجدان الفرد وتوجيهه الى حيث المبتغى منه ، وخلال العقدين الماضيين درجت وسائل الاعلام في الاحتفالات والمناسبات الوطنية والخاصة الى ترديد أغاني الحماسة حتى اصبحت تشنف الآذان ليل نهار، ورغم عدم تعمق شريحة من أهلنا النوبيين في بعض مفردات هذه الإغاني إلا أن هناك رموز نوبية توشح هذه القصائد، ويرددها الاخرون دون التعمق في مدلولها، فمثلاً القصيدة التي قيلت في عمدة الجعليين ( النميراب ) .. دابي السار الرسا .. والمقصود هنا تمساح السار ومفردة (سار) نوبية خالصة وتعني منطقة محددة من شاطيء النهر تكون ذات ارضية جيرية صلبة لا تنبت فيها الزرع وتكون مثالية لرسو المراكب لأن قاع النهر يكون فيها عميقاً حتى آخر نقطة عند الشاطيء ويكفي ذلك الركاب عناء النزول في الماء وخاصة الاناث لتجنب رفع اثوابهن أثناء الخوض للوصول الى البر، كما أنها دائرة خطرة تحدث فيها حالات الغرق لمن لا يعرفون السباحة، ولكنها الساحة المفضلة للتمساح حيث يمكنه الصيد والمناورة لأن الارضية الصلبة تمكنه من القذف بفريسته داخل النهر والغطس بها الى الاعماق بسهولة ودون مقاومة، ونموذج آخر في أغنية خال فاطنة ( أبكريك في اللجج .. سدر حبس الفجج ) وكذلك (عشميق حبل الوجج) هنا تزواج الثقافة الزراعية مع الرعوية فكان الجمال، ( كريك) في النوبية هو الخور الذي يمتليء بالماء موسم الفيضان ويجف مع نهايته، وخور ارقو في الشمال يطلق عليه أهلنا (كرييه) وإخواننا العرب في نفس المنطقة يطلقون عليه (كريك) وأبكريك هو التمساح الذي يدخل (الكريك) دون قصد لأنه متفرع من النهر ومحدود المساحة ، وتنقص مياهها يومياً ، يشعر فيها التمساح بالخطر وعدم الامان ويصبح وحشاً كاسراً يضرب في كل الاتجاهات ، ثم كانت البلاغة الرعوية في كلمة (لجج) واللجة هي البحر او ماء الغزير وهذا دليل على ثراء قاموس العامية السودانية فقد إختارت الشاعرة أجمل المعاني من بيئتين مختلفتين فكانت هذه الدرر ، الى ان توجها ( بعشميق ) وهي الألياف التي تستخرج من سبائط النخل وحبلها متين وقاسي يزداد قوة كلما تقادم الزمن ، وحسب ما ورد لدى الباحثين فإن جدة الشاعرة هي البتول من الجوابرة الذين نزحوا من منطقة مشو والحفير الى شمال كردفان وخال فاطمة هو نقدالله عمر نقدالله ومن مسمى نقد الله تتضح صحة الرواية ، ورغم جماله وثرائه الا أن هذا الضرب من الغناء جيش المجتمع نحو إتجاهات اخرى غير الانتاج والمعرفة والبناء وخلق نوعاً من الشوفينية لدى البعض وشعوراً مختلفاً لدى اطراف اخرى من ابناء الوطن ..
                  

05-29-2014, 11:55 AM

محمد مجيدو
<aمحمد مجيدو
تاريخ التسجيل: 07-06-2013
مجموع المشاركات: 2392

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    ابونينقا .. علي .. سكرفي ...

    سرد جميل ... وممتع .. وذكريات رائعه ...
    وانا اكثر من مستمتع .. فواصل دون فواصل ...

    يديك العافيه ....

    وخد دي عندك .. مع انها نوع من العنصرية ...
    لاكييين .. نحنا بنحب نمجد نفسنا ...ومن حقنا ..
    والكل يمجد نفسو اذا اراد .... البمنع شنو ؟؟؟

    المحس
    في الدراسه ~ ماشاء الله عليهم كوادر.....
    فْــــي ألعسكريه ~ وما أكثرهم ......

    فـِيْ الاخلاق ~ قدوة......

    في الحب ~ عاشقييين درجة أولئ.......

    في الخير والاحسان~مافي زيهم......

    في الكرم ~ يعطوكم ومايقصروا معكم .......

    في السياسه ~ آراءهم تحرك دول .......

    في الذوق ~ الكل يموت غيره منهم .......

    في الشدة~يعطووووا أرواحهم .......

    اذا آْنَـت مش من المحس.... راحت عليك

    وإذا انت ‏مٍن المحس
    ارسلها وافتخر
    وعاشت قبيلة المحس وابنائها الابطال

    لأهل قبيلة المحس

    قُالَوٌ الَروٌحً اغُلَى ... قُلَتٌ المحس احًلَى
    قُالَوٌ الَعٌمًر رايِحً. ... قُلَتٌ فُراقُ المحس جّارحً
    قُالَوٌ الَقُلَبً حًبً ... قُلَتٌ الَبًعٌدٍ عٌنِ المحس أصّعٌبً ....
    قُالَوٌ الَرايِة مًرفُوٌعٌة .... قُلَتٌ کْلَمًاتٌهّا مًسِمًوٌعٌة
    قُالَوٌ المحس غُيِر ... قُلَتٌ أهّلَها أهّلَ خِيِر قُالَوٌ عٌيِنِکْ قُوٌيِة ... قُلَتٌ انِا من آلَدٍوٌلَهّ (المحسيه)
    قُالَوٌ بًالَطِوٌلَ بًالَعٌرض .... قُلَتٌ قبيلة المحس تهّزٍ الَارض ....
                  

05-29-2014, 12:09 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: محمد مجيدو)

    ووو ميمد اوو ني

    لك التحية و التقدير

    Quote: خد دي عندك .. مع انها نوع من العنصرية ...
    لاكييين .. نحنا بنحب نمجد نفسنا ...ومن حقنا ..
    والكل يمجد نفسو اذا اراد .... البمنع شنو ؟؟؟


    يازول خد راحتك للاخر .. كل السودان قبائل ومناطق يفتخروا بأصولهم
    عشان النوبة كمان :
    حلفا ويرا سكوت ويرا محس ويرا دنقلا ويرا ..

    مع تحياتي وشكراً على تلك الكلمات الرائعة في حقي
    أتمنى ان أكون عند حسن ظنكم ..
    لأن الحاضر كئيب والمستقبل مجهول .. ما لنا إلا نتكيء على الماضي
    ونجتر الذكريات ..
    لك التحية ..
                  

05-29-2014, 12:33 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    من الفبس بوك

    Quote:
    Gamal Abdel Nasser High School Khartoum
    أستاذي الكريم ...لك إحترامي وشكري واتمني مواصلة
    هذا البوست .
    حيطة عديل مٌش طوبة بس وقاعد فيها معاك هنا
    والتحايا والتجلة عبرك للأساتذة إبراهيم تركمان وجمال
    عباس المتفرد تهذيبآ ورٌقي تعامل أحبه جدا هذا
    الرجٌل استاذ جمال ...
    رد · ·


    الرائع محمد الحسن عبدالله

    شكراً .. ولك تقديري واحترامي
    التحية لهم هؤلاء الاجلاء .. كنت في البلد قبل شهور قليلة وكانت متعتي أن أجالس الاستاذ جمال في حدائق المستشفى
    لأن هو المسئول عن لجنة تطوير مستشفى البرقيق .. ما زال الرجل في تواضعه الجم وحبه للناس .. بالمناسبة استاذ جمال
    اصبح رمز في البلد للامانة والتواضع ونظافة اليد واستقامة السلوك ..
    لك التحية مرة ثانية

    سوف اواصل ولن اتوقف
    هديتك ... هذه الخاطرة عن ( السوميت والجيرتق )

    (عدل بواسطة علي عبدالوهاب عثمان on 05-29-2014, 12:34 PM)
    (عدل بواسطة علي عبدالوهاب عثمان on 05-29-2014, 12:44 PM)

                  

05-29-2014, 12:46 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    كم كانت فرحتنا ونحن في مقتبل العمر عندما نسمع عن مناسبة ولادة في القرية مستحضرين ذلك اليوم الذي كنا نرافق فيه اخواتنا وامهاتنا الى النيل وهو اليوم السابع من الولادة عندما يأخذون بعض المقتنيات من منزل الولادة ويتم غسلها في النيل وأخذ عينة من المياه لوضعها تحت سرير الام ولا بأس ايضاً من أخذ بعض المياه من المناطق العميقة من النيل لمسحه على جسد الطفل خاصة اذا كان المولود ذكراً .. ويبدو ان هذه الممارسات كانت موروثة من ايام الديانة المسيحية ولها علاقة بعادة التعميد بالغطس ومازال اسم السيد الغطاس يتردد في الكنائس الشرقية حتى اليوم كرتبة كنسية .. ومنذ عهد ما قبل الديانات فإن النوبة تتأصل فيهم خاصية التأمل في هذا الكون الواسع والطبيعة من حولهم فقد كان لهم اعتقاد بأن هناك قوى شريرة تتربص بهم فكان من جراء ذلك نشوء السحر كأحد نتائج هذا التأمل والتفكير في عالم اللامحسوس وقيل ان نبي الله موسى عليه سلام قد بعث فيهم لمحاربة السحر .. ومن آثار هذا الموروث ما يسمى ( الكبس ) وبدنقلاوية ( مشهرا ) وهي نتاج القوى الشريرة ولدرئها كانت تستخدم بعض التعاويذ مثل ( السوميت ) أصلها بدنقلاوية ( سومت ) وكذلك الجريتق وبدنقلاوية (جيرتي ) وكان اكثر انواع الخرز اهمية في هذه المجموعة هي ( الجعرانة ) وبالدنقلاوية (دورانج) وتسمى ايضا ( تين باب ) وتكون في شكل خنفساء والحكمة من اختيار هذا الشكل الخنفسائي لأن محيطها الخارجي يشبه مخطط القلب وهنا يتضح عمق المعني والرمز الايماني المتصل بالقلب وهذه دلالة على أن النوبة لم يتخذوا شكل الخنفساء عبثاً أو بدون مدلول وشكل الخنفساء موجود في الجداريات النوبية وكان هذا النوع من الخرز لا يوجد إلا في مناطق الاثرية كالدفوفة في كرمة حيث مهد الحضارة الكوشية واذكر اننا كنا نخرج في مجموعات للبحث عن هذا النوع من الخرز لننال بها رضا الامهات وإعجاب الاخوات ومن وجد واحدة منها كان يزف وكأنه فتى القبيلة الأول أما باقي انواع الخرز فهو (الكوفري) ويطلق على كل شيء قديم وتاريخي بما فيه آبار المياه القديمة (مترات) .. أما تلك المشغولات النحاسية المستديرة وهي في الغالب كانت عملات ومصكوكات تجلب من مصر ثم تضاف اليها زوائد لتعليقها حول الرقبة بالحرير الاحمر .. وتسمى هذه المجموعة ( هافيد ) وهي محرفة من كلمة العربية ( حفاظ ) ويقصد به حفظ المرء من الشرور وقد تطور هذا الرمز من المثلثات المعكوسة ابان الديانة اليهودية الى الصليب في العهد المسيحي ثم شكل الهلال في العهد الاسلامي ومازال هذا الهلال يزين جباه العرسان والاطفال عند الختان .. وتأملوا معي في شعر هذا النوبي البارع خليل فرح في اغنية عزة ( نشابي للنجوم وانا ضافر الهلال ) وفي اغنية اخرى يقول ( صافية كالدينار ) والدينار كان أيضاً من حلي الزينة الذي كان يتدلى على جباه الفتيات .. رحمك الله يا خليل وانت توثق لهذه الرموز الجمالية ..
                  

05-29-2014, 07:06 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    عفواً الاخوة الاعزاء
    لم استطيع تجزئة المواضيع
    ولا بد لي ان انشرها هكذا
    هيروووو
                  

06-01-2014, 08:32 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    عم توفيق الريس .. وحقوق المرأة

    عمنا توفيق لم يكن رجلاً عادياً فكان إسمه مقترناً بمركب التعاون (المشرع) التي تقل الناس بين ضفتي النهر عدة مرات في اليوم وهي المهنة الوحيدة التي خدم فيها طوال عمره المديد، واكثر ما إشتهر به الرجل هو شدة تعامله مع الجنس الآخر ، خاصة وان طبيعة مهنته كانت تضعه في مواجهة يومية مع النساء .. يبدو ان حرص عمنا توفيق على اولويات السلامة والانضابط يتخطى أي نظرية أخرى تدعو الى الرومانسية والرقة ، وتكونت لديه قناعة مسلمة أن الاثني لا بد ان يتعامل معها الرجل ( بالعين الحمرا) ونجح تماماً في ضبط ايقاع عمله والسيطرة الكاملة على مرتادي المركب وخاصة من الاناث ، ولم يلاحظ على الرجل ان تعامل معهن ولو لمرة واحدة برفق او النعومة بل وان هذه الكلمات لم تكن واردة في قاموسه على الاطلاق وأجزم انه لم يسمع حتى بالحديث الشريف (رفقاً بالقوارير ).. وعلى النقيض كان رواويس المراكب السفرية (بيليك) ممن اشتهروا بالرقة والحنين والطنابير وأغاني الغزل الجميلة والتشبب بالفتيات وكانت لهم معجبات في كل الموانيء التي يرسون فيها ينتظرن تلك المواعيد في شوق وهيام .. فالمراة عند عمنا توفيق هي المرأة دون اعتبار لأي مقياس آخر ، وقد أقسمت لي احدي خالاتي أنها خلال عمرها المديد لم ترى يوماً هذا الرجل بوجه مبتسم مع النساء ناهيك عن تبادل حديث الود او اي نوع من المزاح المباح .. ولكن لم تنطلي هذه النظرية على كل النساء لأن منهن من يتمتعن بقوة الشخصية والحضور الطاغي مثل الخالة (اليسا) التي كانت تنبري للدفاع عن اخواتها من جور الريس الاستبدادي توفيق وتضع حداً لتطاوله حتى ينزوي خلف السارية هرباً من المواجهة مما يتيح الفرصة لأمهاتنا واخواتنا الجلوس في اريحية تامة في الجزء المخصص لهن ويتمهلن في الدخول والخروج من المركب والريس توفيق يكاد ينفطر من الغيظ ، ويشفي غليله في لفة التبغ ( القمشا ) وهو ينفث دخانها بعصبية .. وفي الغالب فإن نظرة المجتمع للرجل والاعتراف به كعضو فعال كان يتوقف على مدى قوته في السيطرة على من حوله من الجنس الآخر فكان يتحاشى ان يرافق زوجته او اخواته أو والدته في الطريق العام ناهيك عن ذكر اسمائهن خارج نطاق الاسرة والاهل .. وحتى في مرحلة الطفولة وفي المدارس الاولية كنا نصاب بالحرج عند ابراز شهادة الميلاد لأن اسم الام فقرة اساسية فيها .. كل ذلك تحاشياً من لقب ( إنجيلا ) وهي كلمة دنقلاوية تطلق على الرجل كثير الجلوس والاستماع الى النساء والانقياد لهن ولها معاني ومدلولات اوسع .. رحم الله عمنا توفيق الذي لو عاش ورأى هذا الزمن العجيب عهد سيادة المرأة والـ ( انجيلا ) ولو سمع تلك الضجة التي تثار عن حقوق المرأة لأنتحر من سارية مركبه .. أما الخالة ( إليسا) أطال الله في عمرها فهي المرأة القوية أخت الرجال التي تنال الاحترام والتقديرمن الجميع .. لأنها تتدخل في حدود الفضيلة وقوامة المجتمع وتدافع عن حقها دون ابتذال او خروج عن الخطوط الحمراء ..
                  

06-01-2014, 04:13 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    عمتي زينب تنادي على الوالدة من السور الفاصل بين منزلنا ومنزل عمي احمد .. ( عبدالسلام قي لبييك اووسكو ... عبدالسلام ناداه اللبيك ) .. وهذه الصورة كانت تكرر في كل عام لأحد افراد الحي .. وتبدأ إرهصات نية الحج بإلاشهار عن الرؤيا التي دائماً من تكون تفاصيلها متشابهة ( يأتي في المنام رجل ابيض الثياب وبلحية كثة ناصعة البياض ايضاَ .. فيقول انا اللبيك .. وانت حاج هذا العام ... الخ .. تلك القصة المحفوظة للجميع ..) ربما يتولد هذا الاحساس في حالة شعور بالشوق يفوق مدى التحمل للاراضي المقدسة وقبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم .. او تأتي هذه الصورة الى من لهم قوة استحضار وخيال خصب من خلال احلام اليقظة والانغماس في معايشة ما كان يروى ممن سبقوه الى مكة .. ويكاد هذا المتأمل ان يحفظ كل ما يحدث في الحج عن ظهر قلب زماناً ومكاناً .. وعند سماعها الخبر خطفت امي ثوبها الكرب الاسود من على العنقريب من مظلة راكوبة كان والدي قد بناها لتدعيم ظلال شجرة النيم التي لم تكن تتمدد لتكفي المساحة المطلوبة .. كنت قد رجعت لتوي من المدرسة الاولية بعد نهاية اليوم دارسي وركضت نحو منزل عمي وفي خيالي تلك اللحظة .. أن منزل عم عبدالسلام سوف يتحول خلية من النشاط والذبائح ومادحات ( السلاد ) وسوف يتهأ لنا جو خصب من الفوضى والتحرك والتجمع الذي سيكسر روتين القرية إنضابطه الرتيب .. سيأتي بص خيرالسيد وسوف تتجمع العشرات من النساء والرجال لوداع عمنا .. كل هذا في خيالي وأنا اركض نحو بيت عمي وكأنه قد بشر بالجنة ونعميها .. جمهرة داخل حوش عمي وهو ممدد على عنقريب صغير بدون برش يتوسد عمته الصغيرة القاتمة اللون بفعل العرق والغبار ورجليه النحيلتين ترجفان دون توقف .. لم اصدق عيني .. هل هذا عمي .. ذلك الرجل الذي لم يكن يحب الدلال ولا يستيغ عبارات الشفقة .. كان معروفاً بقوة الشكيمة وعدم الشكوى وتحمل ما لا يطيقه احد رغم ضآلة بنيته الجسدية .. اصبح منزل عمي عبدالسلام خليه نحل وغرفة عمليات لجمع ما تيسر من المال لاعانته على عباء الحج .. لم يكن لديه غير حمار ابيض في ركن الحوش ونصف في بقرة شراكة مع احد الاعمام .. وبدأت التبرعات تنهال من افراد الساقية نقداً وعيناً ومع مضي الوقت تم جمع النصاب الذي يكفي عمي عبدالسلام لاداء مناسك الحج .. وجاء اليوم الموعود .. والنساء يرددن قصائد الحج ..
    حاجي جبلو ..
    أوولي منو مسلو ..
    ولا مال قي ويمنقو ..
    ولا بتنا قي وينمقو ..
    حاج بودوسا ..
    وصف لحجيج والحج مع ذكر طبيعة مكة الجبلية ، والعناء الذي سوف يتكبده الحاج في شمس مكة الحارقة .. لم يسأل عن المال ولا البنون .. لقد هرع الى بيت الله ..
    أتت الراحلة .. بص عمنا خيرالسيد .. وبكاء ونحيب شوقاً الى مكة والمدينة . وعمي يذرف الدموع .. التيلم أراها في عينيه حتى عندما وفاة اقرب الناس اليه ابنه الوحيد ولكنه الشوق الى الارض المقدسة .. مرت الايام .. وسمعت الزغايد ينطلق من منزل عمي لقد وصلت البرقية .. وكانت تسمى ( هجي سليم ) وهو مصطلح يطلق على تلك الورقة الحمراء ( التلغراف ) بأن الحج قد تم بسلام .. والحجيج بخير ..
    وفي ليلة مقمرة ونحن نكاد نأوي الى الفراش انطلقت الزغايد تشق سكون الليل .. لقد وصل عمي .. وهو اشعث اغبر من وعثاء السفر .. واكثر ما لفت نظري ودهشتي هي تلك الشنطة الحديدية التي نقشت عليها صور المآذن والمساجد بلون جذاب وبألوان لم أرى مثلها فصارت هوياتي المفضلة ان اشبع رغبتي كل مرة بالتسلل الى منزل عمي لمشاهدة تلك الشنطة الحديدية وتلك النقوش البارعية .. والجميل ان نوع هذه الشنطة ما زالمتوفراً الى اليوم في متاجر باب مكة التي اتعمد المرور بها لاستحضار ذلك الزمن الجميل ..
    لقد تغير عمي صفة وسلوكاً .. لم نعد نسمع ( الدوبيت والنم ) الذي كان يهتك استار الليل بصوت عمي الجميل عندما يعيش لحظات المتعة مع كؤوس الدكاي .. لقد صار عمي هادئاً وديعاً لفترة طويلة ولكنه رجع لسطوته وقوة حضوره والفاظه الحادة .. لكن اختفت تلك الليالي الملاح من حياته ..
    ومر الزمان وتغيرت الاحوال وتبدلت وسائل الحياة .. فكان مناسبة حج خالي النور عن طريق دعوة من ابنه في الرياض .. لم يكن حجه بنفس زخم عمي عبدالسلام وكان صديقين حميمين وبل نديمين تربطهما التوأمة في تفاصيل الحياة اليومية .. وبعد ان رجع خالي النور من الحج وفي اول صلاة جمعة وجدته يلبس عبائة بأطراف مذهبة ربما اثار غيرة عمي عبدالسلام الذي صار في ارزل عمره .. وكنت قد بلغت من عمر ما يجعلني اشاركهم الجلسات .. فكان يسخر عمي من حج خالي النور ويقول له (( بعد ما حجيت انا وعمدة صلاح الدين الحج بقى للناس الكرور .. )) ..

    رحم الله عمي عبدالسلام .. وخالي النور هؤلاء الانقياء الاصفياء ..

    فهذه صورة من التكافل .. وكيف كان الحج في تلك الايام الجميلة ..
                  

06-02-2014, 07:57 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    من الفيس بوك ..



    Motaz Ahmed Haj Ali · ‏مدير تنفيذي‏ في ‏شركة آفاق للمقاولات المعمارية‏
    بوست أقل ما يوصف به الروعة .. كأني أشاهد هذه الأحداث أمامي بشخوصها و تفاصيلها سلمت أناملك أستاذنا الجليل
    ( معتز ارقو نتود )

    شكراً حبيبنا معتز ( أرقونتود )
    لك التحية .. حاولت ان اوثق لبعض هؤلاء الذين عاشوا في ذلك الزمن الجميل ..
    رحم الله الاحياء منهم والاموات ..
    والتحية لارقو بلد الملوك ..
    خليك معانا يا زول يا اصيل .. وسوف آتي بالمزيد ..
                  

06-02-2014, 11:28 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    مارقريت السويدية .. وساتي الولي ..

    لا أدري كيف جاءت هذه السويدية الى مستشفى البرقيق لماذا تترك واحدة من اجمل بلاد العالم وأرقى المجتمعات تقدماً ورفاهية لتعيش في ضواحي الدنيا حيث الحر القائظ والاتربة وحشرة النتما والعقارب .. ليس تقليلاً من شأن قريتي البرقيق ولكن مقارنة بالسويد فإن أرقى احياء العاصمة لدينا بالنسبة لمدينة مثل (استوكهولم) تبدو كالسكن العشوائي .. فالخالق جلت قدرته يخلق كل شيء ليتكيف مع بيئته في تناغم وانسجام دون نشاز او نفور إلا من فرض نفسه على بئية غير مهيئة له شكلاً ومضموناً فالمجمتع الاسنكدنافي المتميز بلون الجليد الابيض والشقراوات من الحسان تعرض لخرق من بعض أهلنا الافارقة السمر درءاً لظروف قاهرة في بلادهم مما احدث نوعاً من عدم انسجام في النسيج الجمالي وقد ينطبق عليهم قول الشاعر )تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد) ولكن يبدو لي وكأنهم زيتونه سوداء على صحن من الزبادي .. بكل خفة ورشاقة انطلقت مارقريت في خدمة اطفالنا داخل عنابر المستشفى ليلاً ونهاراً بدون مواعيد أو ساعات عمل محددة تجلب الدواء والمساعدات من المنظمات الاوربية . لم تقتصر نشاطها داخل اسوار المستشفى بل إمتدت بعلاقاتها الاجتماعية ووطدت عرى الصداقة والمعرفة مع كل سكان القرية ، شاهدتها يوماً في منزلنا تجلس بالقرب من الوالدة داخل الحوش على حافة العنقريب وهي تشاهد اسراب الدجاج بصحبة ذلك الديك المميز ذو الشعر الذهبي وقد نال هذا الديك الكثير من اعجاب هذه الشقراء السويدية مما دعاني في لحظة تجلي ان اهديها هذا الطائر الجميل ولكنها اعتذرت بكل رقة لأنها لا تريد ان يفارق هذا ديك عائلته .. عندها عرفت القيمة الانسانية عند هذه السويدية التي تركت نعيم اهلها وجاءت تعيش وسط هذه البيئة القاسية .. اصطحبتها الى باب الحوش بعد أن أنهالت عليها الوالدة بالدعوات بالبيت السعيد والحياة الرغدة والصحة والعافية وهي تتوسل بالفقرا والمشايخ (الشيخ منور.. وسيدي الحسن ) وفي إعتقادها ان كل الناس مسلمون في هذه الدنيا فالمقياس عندها هي القيم والمثل وحسن السلوك .. عند عتبة ذلك الباب العتيق وجدت ( ساتي الولي ) وهو من سليل الزياداب من بيت اشتهر بالزهد والتصوف طويل القامة غائر العنين نحيف الجسد ويعتقد اهلنا انه من أولياء الله ويتفاءلون بمقدمه ويتبارون في ارضائه وإطعامه .. وكان دائماً ما يتقمص شخصية الطبيب وتجده يتجول داخل المستشفى وقد اكتشفت انه في حب وهيام بهذه السويدية ولكنه حب عذري لا يبوح به لأحد .. وساتي الولي مشهور بالتشبب بالنساء في القرية وما حولها ولكن العولمة ارتقت بذوقه من حب (الارتاويات) والوله بهن الى الهيام والشوق بمارقريت.. وأثناء مداعبتها بعض الاطفال في الشارع ألقت بالتحية على ( ساتي الولي ) الذي كاد يذوب من شدة الوجد والصبابة واختفي صوته الهادر وصار حشرجة مكبوته وجحظت عيناه الغائرتان وأتكأ على جزع شجرة هو يتابع بنظراته خطوات هذه الشقراء الساحرة .. وما إن ابتعدنا قليلا من ( ساتي الولي ) حتى رفع عقيرته بالغناء وصار يشدو بالدوبيت المعروف من ثراث الشاعر الشعبي عبدالسيد شرشورة (يا بنوت أللقية .. اللابس الشف مع الوقية ) وظل يرددها حتى اختفت مارقريت بين أزقة الحي وصدى صوت الولي ساتي فقير يتبعنا .. لقد رجعت مارقريت من حيث اتت ورحل ساتى فقير من هذه الدنيا الى رحمة مولاه .
                  

06-02-2014, 05:18 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    من الفيس بوك :

    Motaz Ahmed Haj Ali · ‏مدير تنفيذي‏ في ‏شركة آفاق للمقاولات المعمارية‏
    كان شيئاً لافتاً للانتباه و يدعو للاستغراب وجود هذه ( الخواجية ) في هذا المكان
    و سيارتها السوزوكي الصغيرة
    رد · · منذ ‏27‏ من الدقائق

    الرائع دوماً معتر .. لك التحية وأراك مخلصاً لتراث أهلك ..
    نعم كانت تعمل في مستشفى البرقيق وربما تكون قد شاهدتها هناك ..
    فكانت كمن وهبت عمرها وحياتها لأهلنا ..
    كانت نموذج الانسانية .. تدخل البيوت وتتواصل مع الاهالي ..
    بصراحة حبيبنا معتز .. دي كانت تقول ( أهلنا ديل افضل ناس في الكون )
    هكذا كانت تقول دائماً ..
    صدقني حبيبنا معتز اصبحنا فقط نجتر الذكريات لنخفف من وعثاء الاغتراب اللامحدود

    سنواصل
                  

06-09-2014, 06:42 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12485

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خواطر .. حكايات .. يوميات .. عادات .. تقاليد .. من ارض النوبة ( بوست للجميع ) (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    مع بداية ثورة يوليو في مصر والتي قادها الضباط الاحرار وبعد أن تم تصفية مراكز القوى رجع كثير من أهلنا ممن كانوا يعملون مع الاقطاعيين والباشوات الى ديارهم .. فكان عمي محمد أحد هؤلاء وقد سمعت كثيراً عن الروايات والقصص التي تحكى عنه وعن عمله في قصر الخديوي .. وعند قيام الثورة ومغادرة الملك فاروق على ظهر اليخت (محروسة) الى ايطاليا كان القصر مستباحاً للعاملين فيه كل يأخذ ما يستطيع حمله من مقتنيات القصر التي كانت لا تقدر بثمن ولكن عمي فضل ان يأخذ برنيطة ومنشة استقراطية صغيرة يهش بها الذباب في مقاهي الزمالك .. فضاعت منه فرصة العمر وظل يرددها الى أن رحل عن هذه الدنيا .. كان عمي رجلاً ذو أنفة وكبرياء محببين الى النفس .. يرى ان مقامه اعلى من القرية وأنه لم يكن يصدق بأنه سوف يرجع يوماً الى ضنك المعيشية والمعاناة بعد ذلك الترف والنعيم في قصر الملك فاروق .. وقد بلغ درجة لم يكن معها مقتنعاً بأي من نساء القرية مهما كان مستوى جمالهن وكأني به كان يعقد مقارنة بينهن وبين ( الملكة نازلة ) التي ظل يردد اسمها يردد على الدوام ليبخس من قيمة نساء القرية ويمعن في إشعارهن بالدونية .. مرت السنوات وبدأ يتأقلم مع وضع القرية رغم أنه لم يتنازل قيد أنملة بأحقيته في التميز على الآخرين وفي الجانب الآخر لم يكن يعيره أهلنا كل الاهتمام وعلى عكس ذلك كان محبوباً لدى الجميع ويوصفونه احياناً بعبارة ( مصري درويش ) وهو مصطلح كان يطلق على كل من يدعى المدنية والتطور ويتعالى على واقع القرية وكان يعتبره الناس شخصاً غير واقعياً يعيش على احلام اليقظة التي سوف تزول يوماً ويرجع الى ماضيه وواقع اهله .. وفي ليالي القرية الهادئة التي تتعالى فيها بعض اصوات الحيوانات هنا وهناك كان صوت عمي يهتك استار هذا السكون وهو يترنم ببعض الاغاني التي كانت منتشرة آنذلك ( وو .. تومة .. تومة .. يا فتيلة المايقومة ) .. وكان يرددها وهو يحتسي بعض اكواب ( الدكاي ) والذي كان تناوله مباحاً من الناحية الاجتماعية كنوع من السياحة والاستراحة للمزارعين بعد الكد والجهد اليومي في السواقي .. وعلى غير المعتاد ففي تلك الليلة فقدنا صوت عم محمد .. وللاطمئنان عليه أطل والدي عبر الحائط القصير الذي يفصل بيننا ووجده نائماً يغط في سبات عميق فأمضينا تلك الليلة دون ان نشنف آذاننا بنغمات عم محمد . فكان الصباح الباكر وعمتي زينب تنادي على أمي من داخل مطبخها ( محمد .. لبييك اووسكو ... محمد ناداه اللبيك ) .. وهذه الصورة كانت تتكرر داخل القرية في بعض مواسم الحج .. وهي رموز لإرهصات نية الحج بإلاشهار عن الرؤيا التي دائماً ما تكون تفاصيلها متشابهة ( يأتي في المنام رجل ابيض الثياب وبلحية كثة ناصعة البياض ايضاَ .. فيقول انا اللبيك .. وانت حاج هذا العام ... الخ .. تلك القصة المحفوظة للجميع ..) ربما يتولد هذا الاحساس في حالة الشعور بشوق يفوق مدى التحمل لمكة المكرمة وقبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم .. او تأتي هذه الصورة الى من لهم قوة استحضار وخيال خصب من خلال احلام اليقظة والانغماس في معايشة ما كان يروى ممن سبقوه الى مكة .. ويكاد هذا المتأمل ان يحفظ كل ما يحدث في الحج عن ظهر قلب زماناً ومكاناً .. وعند سماعها الخبر خطفت امي ثوبها الكرب الاسود من على العنقريب وركضت حافية القدمين الى منزل عمي .. حيث جمهرة داخل الحوش وعمي ممدد على عنقريب صغير بدون برش يتوسد عمته الصغيرة القاتمة اللون بفعل العرق والغبار ورجليه النحيلتين ترتجفان دون توقف .. لم اصدق عيني .. هل هذا عمي .. ذلك الرجل الذي لم يكن يحب الدلال ولا يستيغ عبارات الشفقة .. كان معروفاً بقوة الشكيمة وعدم الشكوى وتحمل ما لا يطيقه احد رغم ضآلة بنيته الجسدية .. اصبح منزل عمي محمد خليه نحل وغرفة عمليات لجمع ما تيسر من المال لاعانته على أعباء الحج .. لم يكن لديه غير حمار ابيض في ركن الحوش ونصف أسهم في بقرة شراكة مع احد الاعمام .. وبدأت التبرعات تنهال من أهلنا نقداً وعيناً ومع مضي الوقت تم جمع النصاب الذي يكفي عمي محمد لاداء مناسك الحج .. وجاء اليوم الموعود .. وعمتي مدينة بصوتها الجميل وجسدها النحيل تردد المديح ( السلاد) وهو وصف للحجيج والحج مع ذكر طبيعة مكة الجبلية ( حاجي جبلو ) يرافقه بكاء ونحيب شوقاً الى مكة والمدينة . وعمي يذرف الدموع .. مرت الايام .. وسمعت الزغايد تنطلق من منزل عمي لقد وصلت البرقية .. وكانت تسمى ( هجي سليم ) وهو مصطلح يطلق على تلك الورقة الحمراء ( التلغراف ) بأن الحج قد تم بسلام .. والحجيج بخير . وفي ليلة مقمرة ونحن نكاد نأوي الى الفراش انطلقت مرة اخرى زغايد تشق سكون الليل .. لقد وصل عمي .. وهو اشعث اغبر من وعثاء السفر يتقبل التهاني وهو يعانق كل فرد من الحضور أما أنا فوقفت مشدوهاً أمام تلك الشنطة الحجازية التي نقشت عليها صور المآذن والمساجد بلون جذاب وبألوان لم أرى مثلها فصارت هوياتي المفضلة ان اشبع رغبتي كل مرة بالتسلل الى منزل عمي لمشاهدة تلك الشنطة الحديدية بنقوشها البارعة .. حقاً لقد تغير عمي صفة وسلوكاً ولم نعد نسمع ( الدوبيت والنم ) الذي كان يهتك استار الليل بصوته الجميل عندما كان يعيش لحظات المتعة مع كؤوس الدكاي .. وتغير الحال وصار عمي هادئاً ووديعاً ولكنه بقي في نفس سطوته وقوة حضوره وألفاظه الحادة وحمدنا الله ان اختفت تلك الليالي الملاح من حياته الى أن ذهب الى رحمة الله ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de