|
توأمان سياميان
|
توأمان سياميان ---------------
ختمتُ " إلى صديقةٍ واسعةِ الحيلة"، وهو عمل أردته شتلة صغيرة في باحة ذكر مناقب صديقة أقيمت لها مراسم التشييع تامة، ختمتُه بمشهد تلك الصديقة في مخدعها حيث تعتني بدميتها التي تشبهها وتلازمها منذ الطفولة : حزمتْ للدمية شعرها في ضفيرة مفردة بلغت الخصر، ثم خلعتْ عليها من الثياب الغوامض اللمعان، وبلغتْ الذروة من العناية بالطِيب فأكثرت منه قبل أن تنسلّ كماتنسلّ الشعرة من العجين، تاركة الدمية طريحة الفراش مطوّقة بالموت - حسنة الزينة ولكن بادية الكلال بعد انسلال صاحبتها انسلالاً أشد ايلاماً من عمل مبضع يفصل بين توأمين سياميين. وكمايحدث في عمليات الفصل تلك، حيث لاتخرج الاحتمالات عن ثلاثة، فإنّ الموت قد اكتفى في مخدع صديقتي بمن رآها فيه وهي الدمية منجذباً لطيبها ومأخوذاً ببريق ثيابها الذي أعماه عن رؤية صاحبة الدمية وهي تنسلّ دون أن تُلحَظ لتمكّن شحوب الأشباح منها.
عثمان محمد صالح، 25-05-2014
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: توأمان سياميان (Re: Osman M Salih)
|
إلى صديقة واسعة الحيلة -------------------------
لمّا استيقن الموت من هشاشة رماحه، صار مصّاصاًً للدماء. لذا اعتراكِ في أيامك ِالأخيرة بيننا شحوب الأشباح.
ألقيتُ عليكِ نظرة الوداع في النعشِ. طِيبكِ كان هناك، كفّاكِِ المعقودتان، ثيابكِ، حذاؤكِ، ابتسامتكِ ، جديلتك المنسدلة إلى الخصر ، وذاك الهدوء المعشعش في طمأنينة النعش.
بمشقةٍ باديةٍ للعيان خطا زوجكِ إلى المنصّة يتلو عليها كلمة من ورقة مبلّلة، لكنكِ لم تكوني هناك، وتلك المسبلة الجفنين لم تكن سوى دمية باسلة من بنات حيلك العديدة ضد الموت، تشبهكِ، ترافقكِ منذ الطفولة، تطعم سرّاً وتشرب سرّاً وتكبر سرّاً وتبلغ مبلغ النساء وتحلم بالفارس يأتي من بعيد ويختطفها من قلعة في مستودع البيت أسوارها الشاهقة من الكرتون، ثمّ ينطلق بها عبر البراري والجبال والقفارعلى صهوة جواد قماشي مزركش الألوان محشوّ بالقطن، وحزمتي لها شعرها في جديلة واحدة، ثمّ ألبستيها من ثياب يخطف لمعانها المستعار من عالم آخر الأبصار فتتوه عنكِ، ثمّ أفضتِ عليها من الطيب قبل أن تنسّلّي تاركةًً إياها ممدّدة في مخدعكِ كماتمدّد من قبل عليّ بن أبي طالب، محبّ الرسول اليتيم، على الفِراش المطوّق بسيوف القبائل.
عثمان محمد صالح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توأمان سياميان (Re: Osman M Salih)
|
الصديق العزيز عثمان سلام مربع وأنا أقرأ عنوان توأمان سياميان ، جات الي الصديقة واسعة الحيلة وهي تسعى ، ولعل تداخلات القراء والتآويل الذي يحفر في ذهنية القأري أخاديد مغايرة هو ما دفعك الى إجتراح هذا البوست ورفده بهذه الإضافة القيمة ، وانا كمثلي ذهب تفكيري عن حال الوطن المقتول بآلة الموت وتركه دميته (أبنائه) في سونامي ريح عاصفة شديدة الهيجان ... وهو أشد أنواع الإفتقاد أن يفقد الأبن أمه في ظروف عادية فليس بعده الم وضياع ، فكيف به يفقدها في ظروف غير عادية وأقرب للكارثية
لا تواخذنا يا عثمان فالقأري يعكس حالته النفسية في النصوص ... ونشكر للنصوص أن خلقت مدارات تستوعب هذياننا وتأملاتنا حتى لو بغير مسوغ وضرورة ....
عثمان محمد صالح كاتبٌ يحترم قارئه الى أقصى درجات الإحترام فشكراً لكل ذلك يا عثمان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توأمان سياميان (Re: Sidig Rahama Elnour)
|
أخي العزيز صدّيق رحمة النور، سلام، سعدت بماكتبته ياصدّيق، لك شكري.
لم يُكتب هذا البوست حلاً لمسألة أو وضعاً لخاتمة في أمر تباينت فيه تأويلات القراء ،كما أنّ عنوانه هذا'توأمان سياميان" مغرّر وزلق، القصد منه بوضوح سوق القاريء إلى يوحي به ظاهر العنوان، أما أهل الصوفية فعليهم بباطن النص، مستترره الواضح وضوح الشمس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توأمان سياميان (Re: Osman M Salih)
|
Quote: لم يُكتب هذا البوست حلاً لمسألة أو وضعاً لخاتمة في أمر تباينت فيه تأويلات القراء ،كما أنّ عنوانه هذا'توأمان سياميان" مغرّر وزلق، القصد منه بوضوح سوق القاريء إلى يوحي به ظاهر العنوان، أما أهل الصوفية فعليهم بباطن النص، مستترره الواضح وضوح الشمس. |
هذا واضح صديقي عثمان فالنصوص لا تفسر ، فهي وليمة كبيرة يدعي لها الناس من كل حدب وصوب ويقضم منها القأري ما تشتهي نفسه دون أن يوثر ذلك على حصة قأري أخر
وهذا هو الأفق المنفتح الذي تهبنأ له ...
شكراً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: توأمان سياميان (Re: Osman M Salih)
|
الدمية الشفوقة والكائن اللديني توأمان سياميان يصعب الفصل بينهما في القراءة والتتابع وهما بحق إمتداد رائع للنص الأول والصديقة واسعة الحيلة وللنص توأمان سياميان
وبهذا الإضافات أستطعت الجزم بأن القصة القصيرة فضاء قادر على التمدد في كل إتجاه يا عثمان
لك الشكر على هذا الإرفاد الرائع وبوركت
| |
|
|
|
|
|
|
|