|
|
 Re: الطريقة البرهانية الدسوقية في ميزان النقد العلمي- عرض وتعريف ونقد (Re: عارف الركابي)
|
(5/5)
ما سبق بيانه هو موجز تعريفي عن الطريقة البرهانية الدسوقية ، وإن ما أوردتُه هو من المختصر الذي يأخذ شكل النماذج والأمثلة ، وإن التعريف بعقيدة وأوراد الطريقة البرهانية والحكم عليها ومعرفة حقيقتها هو من الأمور التي لا تصعب ، إذ كتب الطريقة وأورادها تنشرها هذه الطريقة ، وقد كفى الله المسلمين في السودان شرها في عام 1398هـ الموافق عام 1979م عندما أصدرت السلطات السودانية بواسطة وزارة الداخلية قراراً بالقبض على أتباع هذه الطريقة وحرق كتبها ، وانقطع نشاط الطريقة في تلك الفترة في السودان ، ولم يتح لها المجال لنشر خرافات الدسوقي ومحمد عثمان عبده البرهاني التي فيها إدعاؤهما خواص الربوبية ومشاركة الله تعالى في تقدير الأمور ، وقد بلغت الدعاوى – كما تقدّم - محو ما في اللوح المحفوظ والزيادة فيه !! حتى كان عام 1985م بعد زوال حكم الرئيس الأسبق جعفر النميري رحمه الله وغفر له ، فرجع شيوخ هذه الطريقة لنشر ما في كتاب "تبرئة الذمة" و"بطائن الأسرار" و"شراب الوصل" و"قبس من نور" وغيرها من الكتب التي تنضح بالكفريات والتي قمت بعرض نماذج لما احتوته في الحلقات الموجزة السابقة.
لقد صدرت فتوى مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر في عام 1393هـ الموافق عام 1974م حكماً بحظر كتاب "بطائن الأسرار" وكتاب "تبرئة الذمة في نصح الأمة" اللذين ألفهما محمد عثمان البرهاني وتضمنت الفتوى الحكم بتكفير مؤلف الكتابين ومن ينتسب إلى هذه الطريقة!! وقد نشرت هذه الفتوى مجلة اللواء الإسلامي في عدديها الصادرين بتاريخ 20 و27 محرم 1409هـ ، ثم تم حظر الطريقة في جمهورية مصر إذ سبق قرارُ الحظر بمصر قرارَ الحظر وتحريق الكتب في السودان الذي أصدرته وزارة الداخلية السودانية . وكما غمز ولمز البرهاني شيوخ الطرق الصوفية الأخرى بأنهم يحسدونه لما وجدته طريقته من انتشار فقد أصدرت جهات صوفية في مصر التبرؤ من هذه الطريقة والتحذير منها !!! وفي هذه القضية كتابات كثيرة وأبحاث لبعض شيوخ الأزهر في ذلك الوقت من أراد الاطلاع عليها فإنها على الشبكة العالمية للاتصال (الانترنت) في مواقع عديدة.
لقد وردني - بعد الحلقة الأولى من هذه الحلقات التعريفية بالطريقة البرهانية - في بريدي الإلكتروني رسائل عديدة من بعض قراء هذه الصحيفة ، وأحد الذين أرسلوا إلي خاطبني - مناصحاً - أن أتقي الله وأتحرى الأمانة العلمية في نقلي عن الطريقة البرهانية واستند في نصحه إلى أن ما أوردتُه من أقوال الدسوقي لم يصدّق أن الدسوقي يقصد بها نفسه بل يتوقّع أنه يقصد بها وصف الله تعالى لا وصف الدسوقي نفسَه !!! وطلبت منه الرجوع للكتب نفسها ليطلع ويقرأ بعينيه ليتأكّد من صحة ما استبعده ، وهذا الظن من الأخ الدكتور الكريم صاحب الرسالة يعكس أهمية النصح والبيان والتوضيح والوضوح في ذلك ، وله ولغيره فإن النصح لكل مسلم هو مما كان يبايع عليه الصحابة الكرام عليهم الرضوان نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام.
وفي ختام هذه الحلقات الموجزة – وإبلاغاً في النصح والشفقة على أتباع هذه الطريقة – فإني أضيف هذين النقلين تأكيداً لما بينته في الحلقات السابقة في معتقد ومصادر وأوراد هذه الطريقة والتي هي عبارة عن : تشريع وهوى شيطاني ، جاء به الدسوقي والبرهاني ، يناقض المنهج الرباني ، وهدي رسول الله العدناني :
الأول : في كتاب "قبس من نور" ص56 للبرهاني يقول (قمت بتعليم أحد المريدين في الطريقة الأوراد والإرشاد وبعثت به إلى بلدة ما يرشد وكان في هذه البلدة أبناء الطريقة الختمية فلم يعجب ذلك السيد على الميرغني ، فقبض روحه ، فجاءني أحد الأخوان وقال لي أدركنا يا عم الشيخ فإن الرجل قبض روح أخينا ، فثرت ثورة شديدة وطرت أنا وعبده سبيكه بروحينا ، فوجدته ميتاً ومكفناً ينتظر الدفن ، ووجدت السيد على واقفاً وممسكاً بروح المرشد ، فقلت له لماذا قبضت روح المرشد ؟ فقال أنا حر وهذا الملك ملكي أفعل فيه ما أشاء ، فقلت له لست حراً وأنا شريك لك في الملك ، قال لست شريكاً لي ، قلت أيفعل كل واحد منا ما يريد فعله ؟ قال نعم قلت له أتعي ما تقوله جيداً ؟ وفي هذه اللحظة حضر مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتجفنا ارتجافا شديداً وما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أعاد الروح للمريد ، فأخذ يسير هنا وهناك ثم حدثت مشكلة وهي أن الروح ترتبط بالرزق ؛ وكان السيد علي قد شطب رزقه قبل قبض روحه ، وهو الآن فقير يعيش على أرزاق غيره ، وكثيراً ما يأتي إليَّ فاقول له اصبر الرجل قد شطب رزقك).
قلتُ: يكفي عرض هذا الهراء عن نقده !! فماذا يقول المتصوفة – عموماً - وماذا يقول أتباع الطريقة البرهانية – خصوصاً - ؟!
الثاني : قال محمد عثمان عبده البرهاني في كتاب " تبرئة الذمة ونصح الأمـــة" ص281-283 : (ويظن البعض أن سيدنا جبريل عليه السلام كان هو الواسطة بين الله تبارك وتعالى وبين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن ظن هذا فقد دل على عدم معرفته ، إذ لو صح أن سيدنا جبريلاً عليه السلام كان الواسطة بين الله تعالى ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتعين وجود خلل في كلمة التوحيد فبدلاً عن لا إله إلا الله محمد رسول الله تكون : لا إله إلا الله محمد رسول رسول الله .... ثم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن المكان الذي يأتي منه بالوحي فقال (حيثما أكون في أقطار السماوات أسمع صلصلة جرس فأسرع إلى البيت المعمور فأتلقى الوحي فأحمله إلى الرسول أو النبي ) فقال له صلى الله عليه وسلم (اذهب إلى البيت المعمور واتل نسبي الآن) فذهب سيدنا جبريل مسرعاً إلى البيت المعمور وتلا نسب النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً (محمد صلى الله عليه وسلم بن عبد الله بن عبد المطلب ...الخ) فانفتح البيت المعمور ، ولم يسبق أن فتح له قبل ذلك فرأى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم بداخله ، فتعجب فعاد مسرعاً إلى الأرض ، فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم في مكانه كما تركه مع سيدنا جابر رضي الله عنه ، فعاد بسرعة خارقة إلى البيت المعمور فوجده صلى الله عليه وسلم هناك ، ثم عاد مسرعاً إلى الأرض فوجده صلى الله عليه وسلم ما زال جالساً مع سيدنا جابر رضي الله عنه ، فسأل جبريل سيدنا جابر رضي الله عنه قائلاً (هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه هذا؟) فقال سيدنا جابر رضي الله عنه (كلا يا أخا العرب فإننا لم ننته بعد من الحديث الذي تركتنا فيه).
فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم (إذا كان الأمر منك وإليك فلماذا تعبي؟)فرد عليه صلى الله عليه وسلم قائلاً : (للتشريع يا أخي جبريل )
وهذا الهراء والكذب المفترى - أيضاً - يكفي عرضه ونشره لبيان عقيدة الطريقة البرهانية وقيمة كتبها واستهزاء شيوخها بالله تعالى وآياته ورسوله وملائكته والمؤمنين .. ولذلك فإنه لم يتردد السابقون الذين وقفوا على ما ألّفه البرهانيون في الحكم على هذه الكتب وعلى هذه الطريقة ، واتخذت الإجراءات الرسمية لحماية المسلمين من شرها ؛ فإن المحافظة على الدين وثوابته والعقيدة الصحيحة هو أوجب وآكد واجبات ولاة الأمر من الحكام والعلماء.
وفي ختام هذه الحلقات أشير إلى أطروجة دكتوراه مميزة كالتميز العلمي للباحث الذي قدمها في تخصصه ، وهي رسالة دكتوراه قُدّمت في كلية أصول الدين بجامعة أم درمان الإسلامية في العام 2004م بعنوان : (الطريقة البرهانية في السودان دراسة وصفية تحليلية) للأخ الباحث الدكتور أحمد بن عبد الصمد محمد الأمين ، وحصلت الرسالة بعد مناقشتها والحكم عليها على تقدير (ممتاز) وكان مشرفها الدكتور عبد الله إبراهيم الشكري ، وكانت لجنة مناقشتها تتكوّن من الدكتور عبد الله حسن زروق والدكتورة عائشة الغبشاوي ، وهي رسالة علمية وتوثيقية أفدتُ بعض النقول بواسطتها ثم رجعتُ إليها في مصادرها الأصلية ، وإني أتمنى أن ترى هذه الدراسة النور وتخرج مطبوعة ، حتى يفيد منها الباحثون والتابعون لهذه الطريقة ، وأرجو أنَّ مثل هذه الدراسات والرسائل العلمية المميزة وما تتوصل إليه من نتائج تجد حظها في النشر العام والخاص ، لنشر العلم ونوره وطمس ومحو الجهل وظلامه ..
والله من وراء القصد ، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله ..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست