|
Re: اضافة الي ملفات الفساد اليكم شهادات التعذيب والي الجحيم يا كيزان (Re: abdelrahim abayazid)
|
وقد قضينا هنا في هذا المنزل مدة أسبوعين، ثم تم ترحيلنا إلى سجن مدني قضينا فيه ثلاثة أشهر وأطلق بعدها سراحنا.
في الاعتقال الثاني تم اعتقالي من مكان العمل بتاريخ 24/4/1993م حيث تم تحويلي إلى منزل أشباح جديد في نفس المدينة ..لم أتعرض فيه إلى أي تحقيق ولم يجر تعذيبي هذه المرة بمثل الأساليب السابقة، فقد كانت من نصيب زميلين هما(عبد الحي وجمال) من سنار التقاطع كانت ظروف الاعتقال سيئة جداً حيث كنا ثلاثة عشر معتقلاً حشرنا في زنزانة مساحتها تسعة أمتار مربع، وكان التنفس صعباً نتيجة لعدم وجود أيه تهوية بالزنزانة، وكنا لا نستطيع النوم من شدة الحر، وبقينا في تلك الزنزانة مدة أسبوعين ثم رحلنا إلى مدينة مدني حيث أدخلنا معتقل السرايا ومكثنا فيه يومين لم نتعرض فيهما لسؤال أو تحقيق بل تركنا في العراء معرضين للهيب الشمس، وبعد انقضاء الليلتين هناك بدأت تجربة جديدة في التعذيب إذ قام “عناصر الأمن” بقيادة أعداد من الكلاب الضالة إلى مكان اعتقالنا وإطلاقها وسط المعتقلين والهدف واضح “شمس محرقة نهاراً وكلاب ضالة ليلاً” بعد يومين تم ترحيلنا – نحن عشرة معتقلين من مجموعة سنار إلى القيادة العامة حيث تعرضنا في الطريق إلى حادث مروري، فقد انقلبت العربة التي نستغلها إلى مدينة الخرطوم نتيجة لانفجار إحدى إطارتها بسب رعونة السائق ونتج عن ذلك إصابة كل المعتقلين بكدمات شديدة ومتوسطة نقلنا على إثرها إلى مستشفى ببحري تابع لجهاز الأمن، حيث تم إسعافنا ونقلنا بعده إلى قيادة الجهاز لتواصل فصول التعذيب بالسخرية وتوجيه الإساءة لنا من مجموعة من ضباط الجهاز.. وأخيراً تم ترحيلنا إلى المنزل سيئ السمعة منزل (ستي بنك).
في ستي بنك كانت الحياة عبارة عن ثكنة عسكرية، علينا أن نستيقظ مع صلاة الصبح كي نغتسل كفرصة لاستخدام الحمام أثناء مواعيد الصلاة، وأودعنا نحن معتقلا سنار في زنزانة رقم 17 حيث كانت الحياة في الزنازين صعبة جداً وعشنا هناك لمدة خمسة أيام، بعدها بدأ التحقيق معنا في مجموعات “كل اثنين أو ثلاثة معتقلين” في مكاتب الجهاز ببحري، وتركز التحقيق معي عن نشاطي السياسي والنقابي وبعدها أرجعت إلى ستي بنك حيث تم ترحيلنا من الزنازين إلى البرندة التي قضينا فيها حوالي الأسبوعين ونقلنا بعدها إلى الكنسية حيث بدأنا في إعداد الطعام لبقية المعتقلين(الكنيسة يقصد بها المطعم للمعتقلين وكان به بعض المعتقلين العسكريين في ذلك الوقت) وتوقف التعذيب في تلك الفترة حيث لم يمارس التعذيب البدني ولكنهم واصلوا في أشكال التعذيب النفسي كما تواصلت الاستفزازات، والشتائم، والألفاظ الجارحة لهذا فان مجمل الفترة التي قضيتها أثناء هذا الاعتقال ثلاثة شهور في منزل ستي بنك ثم أطلق بعدها سراحي….
هذه هي تجربتي مع الاعتقال في ظل سلطة الجبهة الإسلامية الفاشية وأرجو أن تكون خير معين لكل رفاقي ولشعبنا العظيم في مناهضة الإرهاب والتعذيب، وإنني اكتب تجربتي هذي بعد مرور ستة عشر عاماً على التجربة المريرة (الاعتقال) ولقد صمدت كما صمد الرفاق ولكن ستظل أثارها باقية ولابد من اجتثاث مثل هذه الممارسات غير الإنسانية من حياتنا السياسية.
عبد المنعم طه مصطفى
|
|
|
|
|
|