|
Re: اسئلة الثورة السودانية (Re: وليد زمبركس)
|
الآن اعود لصلب موضوع البوست بعد هذا الاطار العام . و كما ذكرت فى بداية البوست و كما يقرر عنوان البوست نفسه فأهم اهداف هذا البوست يكمن فى طرح اسئلة موضوعية حول القضايا المجتمعية و السياسية التى قادت لتأخير ثورة شعب السودان بل و التى اقعدت بالسودان كوطن يضم الى خارطته الكثير من اسباب التطور و النجاح و مع ذلك فواقع الحال لا يبشر برؤية أىّ ضوء فى نفق التنمية المائل و الآيل الى السقوط .
ما هو دور الأكاديميين و المهنيين السودانيين فى حل قضايا السودان العالقة ؟
فجامعة الخرطوم وحدها صارت ترفد الساحة الاكاديمية و المهنية بالخريجين لأكثر من قرن من الزمان و مع ذلك و مقارنة بدول أخرى كثيرة فى المنطقة (لا تتوفر لها هذه الميزة ) - نجد أنّ السودان صار بعيدًا عن لعب أىّ دور حاسم يحمل ملامح التطور و التقدم المرجو و الذى يمكن أن تساهم فى وضع أطره هذه الشريحة عالية التأهيل من المواطنين . الحديث هنا بالطبع لا يخضع لقواعد اللعبة السياسية وحدها ، فأنا اعلم جيدًا كم هو حجم التضحيات التى قدّمتها هذه الشريحة المستهدفة من كل الدكتاتوريات و لكن يبقى الاستفهام قائمًا إذ أنّ هناك اعداد كبيرة من الاكاديميين و المهنيين السودانيين لم ينطبق عليهم ذلك الشرط ، و لا زال لهم المقدرة على تقديم الكثير و لو على مستوى عقد المؤتمرات داخل و خارج أرض الوطن و التى تناقش قضايا السودان ، كما أنّ لهم دور آخر مفقود أو غير مكتمل و هو المساهمة فى رفد الجامعات السودانية و المعاهد العليا بوافر علمهم الذى استقوه من أفضل جامعات الأرض ، و جميعنا تقفز الى ذهنه فكرة الاعداد الكبيرة من حملة الشهادات العليا من السودانيين المقيمين بالخارج أو الذين لا يزالون متواجدون داخل حدود الوطن ، فمع كل هذا التأهيل الظاهر للعيان - نجد أنّ الجامعات السودانية تعانى كثيرًا بسبب اقعادها عن اللحاق بركب الجامعات فى المنطقة المحيطة بنا ، و بلا شك فإنّ للسياسات الحكومة الدور الأكبر و لكنه بالتأكيد ليس السبب الوحيد فالكثير من الجامعات لا زالت تضع ضمن مناهجها مواد لا تناقش سوى تاريخ المعرفة و العلوم مما اقعد بالخريج السودانى عن اللحاق بركب اقرانه من خريجي الدول الأخرى فى محيطنا الاقليمى و جميع الجامعات السودانية تقريبًا تعانى من نقص بالمراجع و الكتب ، و تلك مسألة مدهشة لأنّ خريجي تلك الجامعات و بمجهود فردى يمكنهم سد تلك الفجوة فى النقص .
القضية الأخرى المرتبطة بهذا الجانب هى دور هؤلاء المهنيين و الاكاديميين فى مناقشة مشكلات الوطن كلٍ حسب رؤيته و تخصصه ، فكم نحن بحاجة لمؤتمر اقتصادى تعقده هذه الشريحة صاحبة الشأن ، أو بحاجة الى مؤتمر يرعاه حزب سياسي أو مجموعة معارضة تناقش مشاكل التعليم أو تحاول أن تصيغ رؤية علمية لحل مشكلة الجفاف و التصحر أو تناقش ازمة انتشار مرض الايدز و ما الى ذلك من القضايا التى تهم الجماهير .
المراقب لعمل الاحزاب السياسية السودانية يلاحظ أنّها تركز بشكل دائم على اعلاء صوت القضايا السياسية المتعلقة بمصادرة الحريات و على رأسها حرية التعبير و الحركة و الاجتماع و الحريات الصحفية لأنها قضايا تمس الحزبيين بصورة مباشرة ، أمّا المسائل الاخرى فيتم تناولها بشكل أقلّ مما يجعلها تظهر و كأنّها ليست أولوية تتمتع بنفس مكانة حرية التعبير - بما فى ذلك قضية وقف الحرب نفسها أو انقاذ ضحايا الحروب .
|
|
|
|
|
|
|
|
|