|
|
 Re: 1500 بص صيني لولاية الخرطوم و الوالي استلم عمولته في الصين (Re: عمر عثمان عبد الوهاب)
|
Quote:
الكلام ده بتخاطب بيهو عقولنا ولا شغل تريقة منك؟؟؟
راجع ملفات الصفقات الصينية وبتاني وحذر اينما كانت
ان شميت فيها ريحة لحسي صدقناك
عموما
كل التحايا والتقدير والقومه للدكتور الهمام عبدالرحمن الخضر
باني حضارة ولاية الخرطوم الجديده |
الفساد في الصين
تقود الصين حملة لا هوادة فيها ضد الفساد المستشرى فى البلاد منذ عقود، وزادت وتيرته مع التقدم الصناعى والاقتصادى الراقى الذى أحرزته الصين منذ تدشين "ثورة الانفتاح" والتقدم التى قادها الزعيم الإصلاحى "دينج شياوبينج" فى عام 1979.
وإذا كنا جادين بالفعل فى مكافحة الفساد المتفشى فى كثير من المؤسسات والوزارات والجامعات فى مصر، فإن تجربة الصين فى مكافحة الفساد ومطاردة المتورطين فيه سواء كانوا مسئولين كبارا أو صغارا، تقدم دروسا مفيدة يمكن لنا أن نتعلم منها. وإذا كنا لم نتعلم حتى الآن لا من اليابان ولا الصين ولا كوريا الجنوبية أسباب التقدم الصناعى والاقتصادى، فإنه ربما نتعلم من الصين سبل مكافحة الفساد الذى يمكن أن يدمر أى دولة ويقود إلى سقوطها ووفقا لمنظمة الشفافية الدولية التى تحارب الفساد فى العالم من مقرها فى برلين، فإن الصين تحتل المرتبة الـ75 فى قائمة الفساد فى حين تأتى مصر متأخرا إلى المركز الـ118 من بين 180 دولة تراقب المنظمة حالة الفساد بها. وهو ما يعنى عمليا أن الصين تبذل جهودا كبيرة لمحاربة انتشار الفساد حتى أنها تطبق عقوبة الاعدام على الفاسدين وليس السجن فقط بينما مازلنا فى حالة حيرة وارتباك بعد عامين من ثورة يناير العظيمة نتحسس طريقنا نحو نظام حكم جديد وبالتالى لا وقت لدينا لمحاربة الرشاوى والوساطة والمحاباة فى المؤسسات الحكومية والوزارات وغيرها.
وإذا كانت الصين يحكمها حزب واحد منذ عام 1949 هو الحزب الشيوعى الصينى وحتى الآن، فإنه خلال الـ30 عاما الماضية تولى قيادة الصين 6 رؤساء أو زعماء للحزب الشيوعى، على عكس مصر التى حكمها حزب واحد هو الحزب الوطنى الديمقراطى ــ المنحل ــ وحكمها رئيس واحد هو الرئيس السابق حسنى مبارك، ويعنى ذلك أن فرص انتشار الفساد فى مصر كانت أكثر من الصين لان بقاء الحاكم ـ فترة تزيد على أربع أو خمس سنوات يجعل من فرص فساده وفساد مرؤوسيه اكبر بكثير من التغيير. ولا تنكر الصين تفشى الفساد بقطاعات كثيرة من الدولة، بل وداخل الحزب الشيوعى نفسه، غير أنها تقف وبكل حزم أمام انتشار الرشاوى والهدايا ومحاباة الأقارب فى الوظائف وتقاوم بكل الوسائل والقوانين المتاحة، بل وتسن قوانين جديدة إذا كانت القائمة غير فعالة، ولا تغمض القيادة الصينية عيناها على قضايا الفساد أيا ما كان المتورطون فيها.
وفى تقرير للبنك المركزى الصينى مؤخرا كشف عن أن 18 ألفا من المسئولين المتورطين فى الفساد تمكنوا هم وعائلاتهم من الهرب إلى الخارج وتمكنوا من تهريب اكثر من 800 مليار يوان صينى أى نحو 127 مليار دولار خلال الفترة من عام 1995 حتى 2008.
وتقول صحيفة "تشيفاديلى" أن الحملات التى يشنها الحزب الشيوعى بصورة منتظمة لتطهير صفوفه من الفاسدين تمكنت من الإطاحة بـ145 ألف عضو فى عام 2010 وحده، ويتم معاقبة ما بين 150 إلى 175ألف شخص بتهم الفساد فى الصين سنويا.
ويتحدثون فى الصين عن ظاهرة تطلق عليها وسائل الإعلام "المسئولون العرايا" وهم كبار المسئولين المتورطين فى قضايا فساد ويقومون بإرسال زوجاتهم وأبنائهم إلى الخارج حاملين معهم أموالا طائلة، وتذكر إذاعة الصين الرسمية قضية "تشانج شوجوانج" رئيس هيئة السكة الحديد السابق المتهم فى قضايا فساد، ويتردد أنه تمكن من تهريب نحو 28 مليار دولار أرصدة فى بنوك بالولايات المتحدة وسويسرا وتكشف إذاعة الصين عن أن "شوجوانج" اشترى منزلا فخما فى مدينة لوس أنجلوس الأمريكية ثمنه 825 ألف دولار عندما كان مجرد مهندس فى القيادات الوسطى بالسكك الحديدية ــ وليس قياديا ــ فى ذلك الوقت، وكان راتبه الشهرى لايزيد على 2200 يوان أى ما يعادل 350 دولارا فقط فى الشهر!
ومن القضايا الشهيرة الأخرى لكبار المسئولين الذين لم تتورع الصين عن ملاحقتهم ومعاقبتهم بتهم الفساد، قضية "هوانج جوانجيو" الذى تطلق عليه الصحف ملياردير الإلكترونيات والذى صنفته مجلة فوربز على أنه ثانى أغنى رجل فى الصين فى عام 2009 فقد اعتقلته السلطات الصينية ووجهت اليه تهم فساد ويقضى عقوبة بالسجن حاليا.
ووفقا لصحيفة "تشيناديلى" نقلا عن سونج هانسونج مدير اللجنة العامة لمكافحة الفساد، فإن أبرز مجالات الفساد فى الصين، هى قطاعات البناء والتراخيص، والسكك الحديدية والنقل والعقارات والقطاع المصرفى، وفى دراسة لمعهد كارتجى للسلام بالولايات المتحدة، عام 2007، فإن الفساد يكلف الصين سنويا أكثر من 100 مليار دولار أو ما يساوى نحو 3% من إجمالى ناتجها القومى البالغ نحو 6 تريليونات دولار.
ولا تتوقف حملات الصين للقضاء على الفساد بكل الوسائل، فقد أعلن الحزب الشيوعى مؤخرا عن خطة خمسيه جديدة للقضاء على الفساد وتقوم حاليا بتفعيل 1200 قانون خاص بمكافحة الفساد، ويعتمد الحزب الشيوعى حاليا على سياسة تلزم كل مسئول به ـ كبير أو صغير ـ أن يعلن صراحة أرصدته وممتلكاته هو وأفراد عائلته وأقاربه أيضا، وبعد أن كانت تنشرها على استحياء أو تتجاهلها فإن وسائل الإعلام الصينية أصبحت تفرد صفحات وتقارير مفصلة بالأسماء والوثائق والاتهامات والعقوبات لكل مسئول متورط فى الفساد بل وإعادة نشرها وبثها عدة مرات حتى تكون عبرة لباقى المسئولين، ويقود الحزب الشيوعى حملة تثقيف وتوعية واسعة لكل أشكال الفساد واستقلال النفوذ والسلطات ودعوة الصينيين إلى الالتزام بمعايير النزاهة والطهارة والشفافية فى العمل والأداء.
ومؤخرا أصبح يتم توزيع منشورات توعية على المسئولين والموظفين عن كيفية ممارسة السلطة بنزاهة وسبل الانفاق من المال العام بشفافية مع مراعاة عدم الإفراط فى الانفاق خاصة فيما يتعلق بالمهمات داخل أو خارج البلاد ودرجات السفر فى الرحلات الداخلية والخارجية والإقامة فى الفنادق، بل وزيارة الأماكن العامة الترفيهية!
وإذا كان من المعروف أنه من المستحيل على أى دولة فى العالم أن تتخلص تماما من الفساد، فإننا نطالب المسئولين فى مصر بأن يتعلموا من دروس مكافحة الفساد فى الصين، خاصة أن مصر خلال الـ30 عاما الماضية جعلت من الفساد ثقافة فى كل المؤسسات طالت الغالبية العظمى من الشعب المسكين الذي شعر أنه إذا لم يدخل فى "منظومة" الفساد فإنه لن يجد قوت يومه!
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد علي عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست