رئيس يعطي أوامر للجيش بإطلاق النار على كل أجنبي تطأ قدمه أرض حلايب السودانية

Quote: 16-04-2014 الخرطوم – أحمد يونس أعلنت الحكومة السودانية رسمياً، أنها تجدد شكواها للأمم المتحدة بشأن النزاع الحدودي مع مصر على "مثلث حلايب" سنوياً، ووصفت الأوضاع في دارفور بالآمنة، وكشفت عن بدء المرحلة الثانية من العمليات العسكرية التي تطلق عليها مسمى "الصيف الحاسم"، للقضاء على التمرد في كردفان. وقال وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين في تصريحات صحافية بالبرلمان أمس، إن القضية ما زالت مطروحة في الأمم المتحدة، وأن السودان مازال يجدد شكواه للأمم المتحدة سنوياً، وأضاف: "تحدثنا عن الحدود المشتركة مع مصر". ويعد عبدالرحيم محمد حسين أرفع مسؤول سوداني، يتحدث عن النزاع الحدودي مع مصر على السيادة على مثلث حلايب، وإثارته للأمر وبصفته "وزيراً للدفاع" تحمل أكثر من مدلول. وعاد موضوع النزاع على حلايب مجدداً للأضواء عقب إصدار الحكومة المصرية قراراً بتحويل "قرية حلايب" إلى مدينة، وزيارة مستشار رئيس الجمهورية المصري أحمد المسلماني للمنطقة، واجتماعه إلى أهالي ومشائخ القبائل المنطقة المتنازعة. وهو الأمر الذي يعتبره محللون مثار توتر في علاقة بين البلدين المتوترة أصلاً، ويرجحون أن تكون تصريحات وزير الدفاع السوداني بعد صمت رسمي طويل عن تناول الأمر.خطوة في هذا الاتجاه . وتشوب العلاقات السودانية المصرية حالة من التوتر المكتوم، بسبب مساندة الحكومة السودانية لقيام سد النهضة الإثيوبي، فضلاً عن اتهامات تبذلها بعض أجهزة الإعلام المصرية ضد الخرطوم، بإيواء بعض قادة حركة الأخوان المسلمين التي تعتبرها مصر "حركة إرهابية"، وإعلان الإسلاميين الحاكمين في السودان الإنحياز لشرعية عودة حكم الإخوان لمصر، على الرغم من الموقف الرسمي الذي يعتبر إطاحة الجيش المصري بالحكومة الأخوانية "شأناً مصرياً داخلياً". وأثير النزاع الحدودي بين البلدين لأول مرة العام 1958، بإرسال الرئيس جمال عبد الناصر لقوات مصرية للمنطقة سحبها بعد فترة قصيرة، إثر اعتراض الخرطوم. وتتبع المنطقة للسودان إدارياً منذ 1902، وتجدد النزاع عليها العام 1992، حول حقوق التنقيب عن البترول في المنطقة، وفي يوليو 1994 تقدمت الخرطوم بشكوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن والإتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، بشأن 39 غارة شنتها الجيش المصري على الحدود السودانية. ورفض الرئيس السابق حسنى مبارك عام 1995 المشاركة في مفاوضات وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي في إديس أبابا لحل النزاع، وبعد محاولة اغتيال الرئيس مبارك في قمة أديس أبابا، والتي اتهمت الخرطوم بالتخطيط لها، أمرت القاهرة قواتها بطرد الجيش السوداني من حلايب، وفي العام 2000 سحب السودان قواته من المنطقة، وتسيطر عليها القوات المصرية منذ ذلك الوقت. وأعلنت الخرطوم العام 2004 أنها لم تتخل عن حلايب أو تسلمها لمصر، وكشفت عن تقديم مذكرة تطلب فيها سحب القوات المصرية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، واعتمدت في 2010 حلايب دائرة انتخابية سودانية تابعة لولاية البحر الأحمر. وإبان زيارة الرئيس المصري السابق محمد مرسي للسودان أبريل 2013، أثير جدل حول المنطقة، وذكر مساعد الرئيس السوداني "أن الرئيس مرسي وعد الرئيس البشير بإعادة مثلث حلايب إلى ما قبل 1995، فيما نفت الرئاسة المصرية تلك الأنباء ووصفتها بـ"الإشاعة التي لا ترتكز على معلومات سليمة". ودأبت الدولتان على إثارة النزاع على حلايب بين الحين والآخر، ويتحكم تباعد المواقف السياسية وتقاربها بينهما في تصعيد الأزمة أو تجاهلها المؤقت إلى حين.