|
Re: 1- عتود الدولة .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
عند هذه الإحالة التأريخية لعمر بن الخطاب (رضى الله عنه) بغرض التأسيس التاريخي لمبدأ التدبر العقلي للنصوص القرآنية.. وقبلها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. يضع كمال الجزولى القواعد من كتابه .. منهج عقلاني ملتزم تماما بصحيح الدين .. وحتى أنه في ذلك يستلهم سيرة الصحابة الكرام في تطبيقه.. هو اتفاق تام مع هذا المنهج.. بيد أنه يستلزم -بالضرورة- الإختلاف الطبيعي بموجب ديناميكية المنهج الداخلية, وبحيث لا يكون للنقل وعمليات النسخ المكرورة للمنتج العقلي للسلف البعيد دورا في قضايا الراهن الا في حدود استلهام منهجهم في التدبر العقلاني .. وهنا يبرز كمال الجزولي مفهوم التعامل مع النصوص من منظور المصالح الكلية للمجتمع المسلم .. وهو ذات المفهوم العُمَري .. والذي هو بالضرورة ذات الذي أشار اليه الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ب (أمور دنيانا) ..
في الحقيقة لم اكن شديد الإقتناع وكمال الجزولي يشير لتطور هذا المنهج العقلاني عند عمر بن الخطاب من ناحية استيفاءه لشرط الشورى .. هذه المسألة التاريخية تحتاج للكثير من التقصى حول الآلية التي كانت تتم بها الشورى وإلى أي مدى كانت ملزمة التطبيق وما قواعدها ونحو ذلك .. هذا تصوير نموذجي يرتبط بحالتنا الذهنية الراهنة بأكثر مما كان الأمر عليه في الحقيقة .. هل كان هناك للدولة الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب مؤسسة شورية ذات تقاليد معروفة و آليات واضحة ؟! .. لابد من تقصى المسألة ولكن .. مسألة تمتع بعض الصحابة بمنهج عقلاني صاف نحو فهم النصوص القرآنية ومجالات تطبيقها في الواقع المتغير .. فتلك مسالة مرجحة جدا ..
يبقى أن نقول: مسألة إتخاذ عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة كمرجعية للمنهج العقلاني في التأريخ الإسلامي ويتوافر لها الكثير من الإجماع في مجتمعاتنا المعاصرة.. هو مسالة صحيحة تماما وتصب في اتجاه المصالح الكلية للمجتمع السوداني بكل تأكيد..
إنطلقت دعاوي التاصيل الديني للمجتمع السوداني بواسطة نظام الهوس الديني أوائل التسعينيات.. وأذكر من آثارها المضحكة جدا أن المرء كان ليسمع عبارات على شاكلة "لله دركم" و "خيار من خيار" في دواوين الحكومة وغيرها .. وكنا قد كنا لا نسمعها الا عبر المسلسلات الدينية في نسختها المصرية الفقيرة المحتوى والشكل .. كان ذلك غاية ما تم من تأصيل قبل ينصرف نظام الهوس الديني بكلياته لتلك "المأكلة" التأريخية المعروفة .. ولو أرادوا تأصيلاً حقيقيا لكانوا رجعوا للأصول .. لصحيح الدين .. للمنهج العقلي والنقدي في مقاربة النصوص القرآنية نحو راهننا المعاش .. ولبسطوا الوعي بكل ذلك كله .. ولكانوا أرتقوا بوعي الناس لذلك المقام العقلي المحمود بموجب التكليف الالهي .. ولو فعلوا .. لو كانوا فعلوا ذلك وقد ملكوا الأرض السودانية وما عليها .. لما أشار الناس في يومنا هذا أن: شتان ما بين عمر و عمر !!
وللاشياء في تجلياتها صلات وصلات .. فالمعاني السامية في تعاضدها وتآذرها تشد بعضها البعض .. والمعاني السافلة هي كذلك .. تشد بعضها البعض .. يبدا الانحطاط عند اي نقطة في الدائرة ثم يكون المحيط بكامله منحطا .. في السياسة .. في الاقتصاد .. في الادارة .. في الاخلاق .. في كل شيء !!
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
1- عتود الدولة .. | محمد حيدر المشرف | 02-15-14, 09:15 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | مني عمسيب | 02-15-14, 09:40 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | صلاح عباس فقير | 02-16-14, 12:37 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | حامد بدري | 02-16-14, 03:18 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | عبدالحفيظ ابوسن | 02-16-14, 03:29 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | فتحي الصديق | 02-16-14, 06:00 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | عبداللطيف حسن علي | 02-16-14, 11:09 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | Haytham Ghaly | 02-17-14, 11:14 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | صلاح عباس فقير | 02-18-14, 05:30 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | محمد حيدر المشرف | 02-20-14, 04:46 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | محمد حيدر المشرف | 02-21-14, 07:17 AM |
Re: 1- عتود الدولة .. | محمد حيدر المشرف | 02-21-14, 09:02 AM |
Re: 1- عتود الدولة .. | محمد حيدر المشرف | 02-21-14, 01:55 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | عبدالحفيظ ابوسن | 02-21-14, 02:12 PM |
Re: 1- عتود الدولة .. | محمد حيدر المشرف | 02-25-14, 11:01 AM |
|
|
|