دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 06:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-11-2014, 12:06 PM

د.أحمد الحسين
<aد.أحمد الحسين
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 3265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى

    Quote:
    دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى
    احمد مصطفى الحسين منصور
    يهدف هذا المقال الى تفسير سبب سقوط المشروع الحضارى الذى تغنت به دولة الانقاذ فى بداية عهدها. أرجو ان انوه بداية ان استخدام مصطلح "النفس السفلى" فى عنوان المقال ومتنها ليس المقصود منه المعنى اللغوى المهين، وانما هو تصنيف علمى سلوكى يعبر عن مرحلة ضرورية فى تطور الجنس البشرى. إن السبب الذى قاد الى فشل المشروع الحضارى الإنقاذى، هو نفس السبب الذى أدى الى فشل الاشتراكية فى النظام الشيوعى فى الاتحاد السوفيتى. وقد يبدو هذا الحديث تقعرا لا طائل منه لأن النظرة العجلى تسارع للدفع بأسباب دارجة لفشل المشروع الحضارى الإنقاذي لا تفسر الظاهرة ولكنه تبتسرها.
    وفى تقديرى أن كل الاسباب التى يسردها المحللون لفشل المشروع الحضارى الإنقاذى هى أعراض لمشكلة أعمق مما نظن. ولهذا السبب لعله من المفيد ان نستطرد قليلا فى الأسباب الحقيقية التى قادت لفشل المشروع الشيوعى كمدخل لفهم أسباب سقوط المشروع الحضارى الإنقاذى رغم اننا لم نكن نرى فيه مشروعا ولم نرى فيه حضارة. وبما أننى أعتقد ان فشل هذا المشروع يكمن ليس فى فكرته فحسب ولكن أيضا، وبصورة اكبر، فى طبيعة تدين الذين يحملونه، فلا بد ان يكون تقسير هذا السقوط المدوى تفسيرا دينيا.
    كنت دائما استغرب قول الاستاذ محمود محمد طه فى كتابه " الرسالة الثانية من الإسلام " .... وفى الحق أن الشيوعية لا تختلف عن الرأسمالية، الا اختلاف مقدار فهى كالرأسمالية، مادية فى الأصل، ولكنها أكفأ منها، من حيث المقدرة على تحقيق الوفرة المادية، وعدالة توزيعها، وما ينبغى أن نخدع عن هذه الحقيقة بملاحظة العداوة النائرة بينهما، فانما هى بمثابة العدواة التى تكون بين الفرق المختلفة فى الدين الواحد فهى عداوة لا تدل على اختلاف المنبت كما تدل على وحدة الأديم الذى تقوم عليه هذه الفرق المتناحرة".
    لم يكن مزاجى اليسارى ، قبل ألتزامي الفكرة الجمهورية، يستسيغ فكرة "وحدة الأديم" هذه بين الفكر الماركسى والفكر الرأسمالى، كما أن تدريبى الأكاديمى لم يساعدنى كثيرا فى "بلع" هذه العبارة الغريبة حقا. وكنت أبحث دائما عن الكيفية التى تشاركت بها الماركسية والرأسمالية وحدة أديمهما مع إختلافهما الإبستمولجى العميق الذي يدل على الاختلاف النوعى لمنبتهما على الاقل من الناحية الشكلية. وكان اختلاف المنبت هذا فى تصورى سببا فى تبائن مناهجهما الفكرية ووسائلهما العملية وغاياتهما السياسية، كما كان سببا ليس عصيا على الفهم لاختلاف السياسات والمنطلقات التى دفع بها كليهما لسوح العمل السياسى التطبيقى والسياسات العامة.
    وهذه تخريجات لا تفوت بطبيعة الحال على الأستاذ محمود لأنها من البدهيات التى لا يتناطح فيها كبشان فى مجالات الاستدلال الأكاديمى. ففى حين تنظر الماركسية الى الملكية الفردية لوسائل الانتاج كمنبع لكل الشرور فى المجتمعات البشرية واساس التمائز والاستحقاقات الطبيقية واستغلال الانسان لأخيه الانسان، يرى الفكر الرأسمالى فى موؤسسة الملكية الفردية دافعا للإبداع والنمو الاقتصادى والتطور التقنى وذلك لما توفره من حوافز للأفراد للإبداعات التى يجنون من ورأئها ارباحا تزيد من طلاوة حياتهم ورفاهيتها. والسؤال الذى يطرح نفسه بشدة هو: كيف يتشارك هذان القطبان المتنافران اديما واحدا ومنبتا مشتركا؟ والاجابة تكمن فى أن كليهما يعبر عن موقف معين واطار مرجعى لما يطلق عليه الصوفية "النفس السفلى" ويسميه الأستاذ محمود الأنانية المتسفلة.
    يقول الاستاذ محمود ان النفس نفسان: نفس حيوانية سفلى ونفس انسانية عليا. اما التفس السفلى فقانونها دائما هو استجلاب اللذة والهروب من الألم، أما النفس العليا فقانونها دائما هو أن يرى الفرد مصلحته فى مصالح الاخرين، أن يؤخر نفسه ويفدم الاخرين، أن يكون أول من يجوع واخر من يشبع كما دعى النبى الكريم لال بيته. وهى كما تمناها فيلسوف المعرة شعرا بقوله: فلا هطلت على ولا بأرضى* سحائب ليس تنظم البلاد. ولا يجب يفهم من هذا الاستطراد ان النفس السفلى تتكون من مستوى واحد ولكنها طبفات عقلية تسير فى مراتب متدرجة للاعلى تتفاوت فى مقادير الأنانية السفلى، وليس الاختلاف بينها وبين النفس العليا اختلاف نوع وانما هو اختلاف مقدار يتمثل فى ان كلا النفسيين انانية ولكن الانانية السفلى تبحث عن لذة انية حاضرة حتى لو تعارضت مع مصالح الاخرين، بينما تبحث النفس العليا عن مصالحها بترك لذتها الانانية السفلى ابتغاء الحصول على لذة اكبر ومتعة خالدة وهذا ما يحض عليه الدين والتدين منذ أن نشأ الدين.
    فحوافز النفس السفلى للعمل والانجاز هى المصلحة الشخصية الخاصة (self-interest)، وصاحبها تدور حساباته دائما حول المكسب والخسارة والتكلفة والمنفعة. هذ هى الطبيعة البشرية الأولى. وهى بهذا المعنى اقرب الى الفكر الرأسمالى وهو تعبير عنها. هى نفس رأسمالية تميل للاستحواز والتملك واستجلاب المنافع ودرء التكاليف. وفى هذا الاطار ليس غريبا ان نجد أن جميع اساليب التفكير وادوات العمل وتقنيات اتخاذ القرارات التى طورها الفكر الرأسمالى الحديث فى مجال الإقتصاد والإدارة والسياسات العامة تركز بمسميات مختلفة على مسائل التكلفة والمنفعة والربح والخسارة والعقلانية والكفاءة والفاعلية. وغنى عن القول أن كل البشر العاديين –الا من رحم ربى من طلائع الانسانية- تنطوى فى اهابهم هذه النفس السفلى. وتشبر الا من رحم ربى هذا الذين عرفوا طبيعة هذه النفس وطفقوا يطورونها ويهذبونها يأساليب العبادة والتقليد للعمل النبوى.
    وبما أن هذه النفس السفلى لا تكون دائما ناجحة فى كسبها الحياتى المادى، وربما تكون فى وضع استغلالى بئيس وظالم من قبل النفوس التى كسبت واغتنت وكنزت فانها فى هذا الوضع تعبر عن نفسها بالدعوة لقيم النفس العليا من غير اقتناع بها، كالدعوة للمساواة، والزهد فى الدنيا، والإشتراكية، وصاحبها فى واقع الأمر يتمنى ان يغتنى ويكنز ويكون فى وضع المستغل - بكسر الغين- وليس المستغل بفتحها. فاذا توفق فى مسعاه هذا فانه يتحول ايدولوجيا الى الفكر المحافظ الذي يأبى التغير ويحض على المحافظة على الوضع الراهن واحترام الملكية الخاصة ونكون الرأسمالية فى هذه الحالة هى التعبير عن وضع النفس السفلى، بعد أن كان التعبير عنها فى حالتها الأولى عن طريق المثل العليا ولكنها فى الحالتين هى ... هى.
    والنفس العليا يطبيعة الحال نفس اشتراكية حقيقية ومحبة للخير وزاهدة فى حطام الدنيا وليس اليها من سبيل فى رأى الاستاذ محمود الا عن طريق ترويض النفس السفلى والارتقاء بها عن طريق التقليد الواعى لقدوة التقليد النبى محمد عليه الصلاة والسلام- الاشتراكى الحقيقى الوحيد فى التاريخ البشرى. وهذه هى وسيلة التدين الوحيدة. وقد كان الفكر الرأسمالى والفكر الماركسى هو تعبير عن هذه النفس السفلى وهى... هى وحدة أديمهما...!! وهى هى منبتهما المشترك.
    ما قلناه عن الماركسية والرأسمالية ينطبق تماما على الدين والتدين. فيمكن ان يحصل الشخص على ارفع الشهادات الدينية ويقرأ كل ما كتبه الأوائل والمحدثين عن الدين، ويحفظ القران بحروفه السبعة، ويتبحر فى كتب الأحاديث بخاريها ومسلمها، ثم لا يكون متدينا ولم تتحرك نفسه قيد أنملة من محيط النفس السفلى. ويكون مظهره الدينى هو مطيته لتحقيق مطامعه الشخصية ومتطلبات نفسه الخربة. ولهذا السبب كان الأستاذ محمود يردد دائما أن ديننا ليس دين قراءة وانما هو دين عمل. وان وسيلة العلم قيه "واتقوا الله ويعلمكم الله، ويقصد من ذلك ان وسيلة التدين- اى نقل الفرد على مكث وتدرج من انانيته الجاهلة الى انانيته العليا- هى الرياضة الروحية عن طريق العبادة والتقليد النبوى. وفى غياب هذا فان الفرد يعبر بتدينه عن مصلحته الشخصية بالغ ما بلغ من التحصيل النظرى فى علوم الفقه وذلك عن طريق شعارات الدين من زهد وانتظار الاجر فى الاخرة والتواضع وقيم الدين الفضلى الأخرى.
    ولأن الدين فى هذه الحالة يعبر عن مطامع النفس السفلى فانه لا يختلف من حيث ماديته عن مادية الشيوعية والرأسمالية التى قال عنها الاستاذ محمود فى كتاب الرسالة الثانية. ولهذا السبب جاء اصحاب الانقاذ فى بداية عهدهم "وفرطقوا " اذاننا بشعارات من مثل "هى لله .... لا للدنيا ولا للجاه"، و "لا لدنيا قد عملنا"، "ولتكن كلمة الله هى العليا" وتطبيق الشريعة، والمشروع الحضارى. والعارفون الذين نالوا حظا من علم النفس من تجربتهم السلوكية فى الدين، والذين يعرفوت التواءات واحابيل النفس السفلى، كانوا يعرفون ان اصحاب الانقاذ يكذبون علموا بذلك او لم يعلموا. فالمتدين العارف لنفسه لا يمكن ان يصرخ و"يكوريك" فى العلن بان جاء به من اجل الله ويخشى ان يتقول بكل تلك الدعاوى العريضة ويمنعه ادبه مع الله وحياءه منه أن يتمطى بكل تلك الدعاوى العريضة الله خوفا من المكر الالهى.
    وكما تحولت الشيوعية فى الاتحاد السوفيتى السابق الى رأسمالية الدولة، و تحول قادتها بدواع نفوسهم السفلى الى رأسماليين يمتعون انفسهم واهليهم فى القصور الصيفية ومتع الرأسمالية المحرمة فى الخفاء، عبرت نفوس الإنقاذيين السفلى عن نفسها قبل الانقاذ –لأن جلهم كانوا من المعوزين ومتوسطى الحال- فى بداية شرة الانقاذ بشعارات الاسلام وقيمه الزاهرة من زهد فى الدنيا، وبعث لشريعة الله وقيمها،والمساواة وغيرها، ثم لما دالت لهم السلطة وتمكنوا فيها تغيرت ايدولجية النفس السفلى فيهم من كل ذلك وقادتهم للتعبير عن نفسها بعد ان تغير وضعها وطفقوا يبحثون عن مصالحهم الشخصية بكل وسيلة محرمة كالفساد المالى، واكل المال العام ، وأكل مال اليتامى، والتطاول فى البنيان ببناء الأبراج والتوسع فى الدنيا والسفه والمبالغة فى مناسباتهم. وكما قال احد الظرفاء " دخلوا الناس الجوامع بالقوة وهم دخلوا السوق"، والسوق هو اله الرأسماليين والرأسمالية. والسؤال الان هو: هل كان هذا النفر الإنقاذى متدينا –نفوس عليا أو درجة منها- ثم افسدتهم السلطة وأظهرت نفوسهم السفلة ؟ كلا ... فهم قد كانوا دائما نفوسا سفلى ولكن بتغير اوضاعهم تغير تعبير النفس السفلى الايدولوجى عن نفسها فأصابهم ما أصاب رصفائهم فى الاتحاد السوفيتى وغيرها من التجارب الفاشلة. وتوقف الان تماما صليل تلك الشعارات الطنانة وصمتت الى الأبد. ولكن صدقونى اذا سقطت الإنقاذ الان وجاء الى الحكم الان معارضيها فان نفس القصة ستكرر نفسها وتنتج الدولة النفس السفلى نفسها فى شكل قشيب مرة اخرى. انها دولة النفس السفلى يا احباب.


    حريات وسودانائل
                  

العنوان الكاتب Date
دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-11-14, 12:06 PM
  Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى باسط المكي02-11-14, 03:30 PM
    Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-11-14, 05:02 PM
  Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى محمد حيدر المشرف02-11-14, 05:11 PM
    Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-11-14, 05:53 PM
      Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى محمد حيدر المشرف02-11-14, 07:42 PM
        Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-12-14, 08:49 AM
          Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى Adel Mohammed Abdulrahman02-12-14, 04:48 PM
            Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-12-14, 06:02 PM
              Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-13-14, 01:21 PM
                Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى مني عمسيب02-13-14, 09:40 PM
                  Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-14-14, 08:25 AM
                    Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-15-14, 01:05 PM
                      Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى مني عمسيب02-15-14, 05:26 PM
                        Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-15-14, 06:31 PM
                          Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى Adel Mohammed Abdulrahman02-16-14, 06:40 AM
                            Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-16-14, 09:27 AM
                              Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-16-14, 09:05 PM
  Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى محمد حيدر المشرف02-16-14, 10:18 PM
    Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-17-14, 08:03 AM
      Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-17-14, 03:30 PM
        Re: دولة النفس السفلى فى السودان ........ وانهيار المشروع الحضارى د.أحمد الحسين02-18-14, 09:13 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de