|
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل (Re: عاطف اسماعيل)
|
ـ أنا دَايِر حَقِّي من هَسَّع، وبأثَر رَجْعِي كَمَان، شُوفِي أيّ قروش عندِك هَسَّع أدِّينِي ليها كُلّها، عارف بتدِسِّي قروشِك وين!، أعملي حسابك ود النور تَفتِيحَة، ما زي مديري الغَاشَّاهُو. ـ قروش شنو البِدِسُّوها في البيت؟!، مال البنوك دِي عملوها لشنو؟. ـ يَعني هَسَّع دَايِر تَقنِعيني أنّو حُفرة الدّخان البُرْمَتها جَديدة في طَرَف الأوضَة دِي قاعدة تتدَخَّنِي فيها؟. يلاّ سريع، أدِّيني الفيها كُلّو ولا... ـ لا لا خلاص، دقيقة بس، هاك. ـ دِيل كَم؟. ـ تلاتة ألف جنيه، وقويشَات وكرسي جابر، يمكِن يجِيبَن ليهِن زي رطل ونُص كدا. ـ كلّ أسبوع زي المواعيد دي أنا حَ أجِيك، وألقاك جاهزة لَيْ بالقروش، ومتدَخِّنَة كَمَان. الليلة عَفِيتك مِنّي لأنّي مُستعجِل. وَقَف جبّار ينتظر على مسافةٍ بعيدةٍ من بيت زينب الجاك، ويَضرب أخماساً في أسداس، ويتساءل بِحيرة: "ماذا يَفعل ود النور في مثل هذه المواعيد في بيت زينب بت الجاك؟، ربّما يَبْقَى حتى ما بعد منتصف الليل". ماذا سيفعل هو طيلةَ هذه المدّة؟، هل ينتظر في هذا الشارع؟، أم يذهب ويرتِّب لسهرته مع أصدقائه؟. وصيّة مديره واضحة جداً بأن لا يَغيب ود النور لحظةً عن عينيه حتى الغد. انتبَه جبّار إلى ود النور وهو يَخرُج مُبتسِماً ويَحمل لفافةً ورقيّةً في يدِه اليُسرى، وجيوبُه أكثر انتفاخاً. تَبِعَهُ من بعيد وهو ما زال في حيرته. لَم يكن هناك مَن هو أسعد من محسن قجّه في ذاك المساء، فقد عَلِمَ أنّ صديقَ عمره مرتضى قد تم ترحيله من السعوديّة لعدم حصوله على أوراق الإقامة الرسميّة بالمملكة، وَصَل البلد صباح اليوم، فسَعى إليه بشوقِ عامٍ كامل. وحكايات كثيرة، وأشجان عامرة بالحنين استعادا بها أيامَهما الماضية من جديد. ذَهَب أبو النور أوّلاً إلى نادي الهلال، وجَلَس بين شلّة الدومينو لما يقارب الساعة، ثم ذَهَب إلى نادي قلب الأسد وتناوَل كوباً من الحليب الدافئ مخلوطاً بالحلبة. وبعدها سارَ مُتهادياً تُجاه السينما، وقد بدأ روّاد العرض الأول في الخروج أفواجاً وجماعاتٍ مسرورة. توقَّف يراقب حاج إبراهيم الشحّاذ، إلى أن بدأ يَطوى بعَجلةٍ القطعةَ الصغيرةَ المُتّسخة التي يجلس عليها. ـ الليله ملك بِتتحَوام لحد هسع، ما دائما بتنوم بَدري؟ التفت منصور مذهولاً وهو يحدق في بلاهة في وجه أبو النور ـ أبداً والله كنت في السينما، اتفضل اتعشى معاي ـ شكراً بالهنا، يا الله تصبح على خير سار منصور في الإتجاه المعاكس بخطوات سريعة مبتعداً من أبو النور حتى لا يفتضح أمره. سار مَهموماً تتقدَّمه عَصَاهُ المُتوتِّرة. لم يُحِس بخطوات أبو النور الحَذِرة خلفه، عندما توقَّف في ركن ساحة المحالج في المكان الذي أصبح يَنتظر به يومياً. تساءل حاج إبراهيم: "لماذا تأخَّر محسن قجّه؟، لقد قرَّرتُ أن يكون هذا آخر يوم له؟". وأبو النور يتساءل: "مَن هو زبون حاج إبراهيم الذي أصبَحَ يَذهب مِن أجله يومياً مبكّراً؟، لا بُدّ من سِرٍّ في هذا الأمر؟". أما الحيرة الكبرى فقد كانت تَدور بخلد جبّار، الذي لا يَعلم لماذا يُراقِب أبو النور بالضبط!، وهل أرسلَه مديره لمراقبته من أجل أنه يراقب حاج إبراهيم؟!. تَحرَّك أبو النور بخطواتٍ مسموعة. ـ الله كريمو.. الله رحيمو.. الله كريمو.. الله رحيمو. ـ إزَّيَّك يا حاج. ـ مالَك أتأخَّرتَ كدا؟. ـ أصْلُو... ـ صُوتَك دا مالُو مُتغيِّر كدا. وَضَع أبو النور منديله على فمه وعطس عطساتٍ متتالية. ـ أصُلُو عندي نَزْلة شديدة. ـ يَعني الليلة ما دَاير؟. ـ دا علاقتو شنو بالنَّزلة!. ـ يا أخِي أنا ضَميري ما مُرتاح لشغلتك دي. ـ كيف يَعني؟. ـ أنا سألتَ لَيْ زُولْ قريبنا فَكِي، وقال لَي الشّغلة دي لمّا تتم عرش الرّحمن كُلّو بِهْتَزَّ. عَشَان كِدَا أنا ما حَ أقْدَر... ـ يا حاج خلاص آخر مرّة. ـ إنتَ ريحتَك دِي مالها غريبة كِدَا الليلة؟. ـ مُستعمِل لَي ريحَة جديدة، ما عَجَبَتك ولا شنو؟. ـ تَعْجِبني ما تَعْجِبني ما عندِي بيها غَرَض تاني، أنا زُولْ مِسكين وعلى باب الله، وما مُرتاح للحكاية دِي، وضَميري معذِّبني عذاب شديد، نُوم ما قادر أنوم بالليل!، كان غَمَدْتَ غَمْدَة صغيرة الهَلاوِيس ما تَدِّيك الدَّرِب؛ مَرَّة دَابِي كَبير يمْسِكنِي ليك من مَحَلّ الأذى دا ذَاتُو ويخْفِس بَي لسَابع أرِض، ويرَجِّعنِي تاني ويرْمِينِي في بَحَر دَم يغْلِي وبُخَارُو يلْوِي!، ومَرّات أسَد يقَرْقِشْنِي ليك عَديل كدا!. ـ إنتَ حَصَل ليك شنُو يا حاج؟، إذا مُحتاج زيادَة قروش أنا مُمكن أدِّيك زي ما إنتَ عاوز. تردَّد حاج إبراهيم وهو يَرَى في ظلمةِ عوالمِهِ كوابيسَه المُرعبة كُلَّها تتدافع أمامه. تَنحنَح مثل مَخنوقٍ، وأردَفَ بعد صمت: ـ خلاص جِيب جِنِيهين، دِي آخِر مَرَّة. تاني سَلام الله ما يكون بِينَاتنا. أدخَلَ أبو النور يدَهُ في جيبه، سريعاً امتدَّت يَدُ حاج إبراهيم وعاجَلته بطعناتٍ عشوائيّةٍ سريعة على صدره وعنقه وبطنه، فخَرَّ صريعاً. ـ ثابِتْ عِندَك!، ثابِتْ عِندَك يا
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:16 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:17 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:19 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:20 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:21 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:23 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:24 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:26 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:28 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:29 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:31 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:32 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عاطف اسماعيل | 02-03-14, 07:35 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | بدر الدين الأمير | 02-03-14, 08:02 AM |
Re: عصابة الداما .. من كتاب قيد الطبع .. الكاتب عفيف اسماعيل | عبدالعزيز عثمان | 02-03-14, 08:36 AM |
|
|
|