|
الكتابةُ على سقفِ الظِلِّ - إلى: إِشراقه مصطفى
|
الكتابةُ على سقفِ الظِلِّ بلا لسان
إلى إشراقه مصطفى...
"هكذا يبدو الأمرُ أكثرَ حميمية.. تقِفُ على هذا السقفِ والنواميسِ تتقلى، ولا تبلغُ المُنتهى.. تتزينُ بالقُربِ الأوهى المُشتهى التمرّغَ في شواطئِهِ. على خاصرتِها الفضاءَ الذي ترنو أن تطأهُ، والأرضَ التي تتعشمُ التحليقَ بمداها.. هكذا يضعُكَ الليلُ في إزارِهِ -وحدكَ دون شريكْ- تلعقُ صمتَكَ، وتفرِجُ عن أحزانِكَ لتجوبَ رُدهاتَ وجهِكَ، دون أن يشتدَّ غيظُكَ عليها فتقيدُها بمِعصمِ الهذيانِ، تسجنُها بأوراقِكَ الشحيحةِ التي لا تكفي كي يتغطى احتراقُكَ بفيضِ الكآبةِ.. هكذا وحدُّكَ تماماً دون شريكٍ عداكْ"
1/
عندما يحتلُكَ الظِلُّ بفاعليةٍ أكثر من الاحتمالِ، دون أن يكِلَّ أو يغفل.. يضعكَ نصبَ بطشِهِ، فلا تفلت من قبضتهِ -لهُنيهةٍ- لتجتر احباطاتَكَ.. هكذا يبدو الأمرُ أكثر إرباكٍ وحيرةٍ، أكثرَ حِدةٍ/ عدوانيةٍ/ غُربةٍ/ وِحدةٍ...
2/
أنتَ لا تقبلُ بذاتِكَ.. تفاصيلِكَ التي ترصدُكَ وتقيدُكَ كما تشتهي.. لا تقبلُ بوصايتٍها عليكَ.. تحِسُّ بضآلتِها وأنتَ تُنقبُ فيما انبثقَ/ انسلخَ عن ذواتِهِ وتشكلّ... تُراقبُ الأمرَ بطريقةٍ أكثر شفافيةٍ وتوجسٍ.. ترى نواميسَكَ مُنكسرةً أمام الأصابعِ المُحمصةِ بالتفاصيلِ: "إصبعٌ شَقشقَ بأريحيةٍ جمةٍ، وأخرٌ بدبلوماسيةٍ صارخةٍ، وأخرٌ رمى بوردةٍ عطّرَ شذاها جوفَ النواميسِ، إلا أنها أفرغتهُ من المقدرةِ على الاستدعاءِ، أفرغتهُ تماماً من صلاحيةِ الاستخدامِ... وأخرٌ بثَّ ما لا صلة له، وأخرٌ قهقهَ وزمَ شفتي الاستهجانِ، وأخرٌ أصابتهُ الدّهشةُ من تورمِها وعُريِّها من الائتلافِ، بما يستحقُ الرثاءَ حتى... وأخرٌ غردَ وندمَ وأخرٌ..."
ترى نواميسَكَ مُنكسِرةً تماماً وغير صالحةٍ للاستخدامِ الآدمي، تراها مَدهونةً بالثآليلِ في كُلِّ ما حملتهُ/ واحتملتهُ/ واحتملها...
3/
تبدو الأشياءُ أكثر خِفةٍ من الرِّيحِ، تأخذُكَ إلى حيث يمكنُكَ أن تبقى طويلاً متخلصاً مِنك/ من أشياءِكَ المُلقاةِ بلا نسقٍ أو رائحة/ من انزياحاتِكَ المارقةِ صوبَ الهباء...
تبدو أكثر ملاءمةٍ وتواطؤٍ مع نفسِكَ/ تبدو أكثر تماسكٍ في التقريعِ والتنكيلِ، دون هوادة... أكثرُ قسوةٍ في تسريبِ ما يُمكِنَ من الضوءِ إلى حناياها، حتى يكونُ بمقدورِها السيرِ في الفضاءِ.. الفضاءُ الذي يأخذُ إليه العصافيرَ بلا أجنحة، مكسورةُ الخاطِر تماماً كالأفق، الأفقُ المزينُ بأفكارٍ شاهقةٍ تملأه وهو يتكورُ في الغفلة...
تبدو الأشياءُ أكثر لجاجةٍ في الإفصاحِ عن ذواتِها، بلا رقيبٍ، أو طبطبةٍ تُلقي بها في يم المواراةِ.
تبدو أكثر توحدٍ وقُربٍ بها من سِواها...
4/
الظِلُّ أبقى في الرُّوحِ من الرُّوحِ، وأقربُ للوريدِ من الدَّمِ، وأشدّ فتكٍ بالجوارحِ من الشذا...
الظِلُّ أسلم من الطَرقِ الذي يُلازمُ الفِعل، ولا فعِل... أشدّ وطأةٍ على القدمِ من الذهابِ عبرِ المسافاتِ، إلى حيث تكونُ لابثاً في محلِكَ، أحقّ بالوقوفِ في حَرمِهِ، والنهلِ من معينِهِ، والتقرُبِ زُلفى لجبروتِهِ، بتؤدةِ الناشِدِ/ وزُهدِ الناسِكِ/ وبذلِ المِعطاءِ/ وتذلُلِ ذي اللبانة...
5/
هكذا... هكذا تماماً دون تثريبٍ، دون التمترُسِ خلف الأحجبةِ التي تتكاثفُ، وتطرقُ بخفةٍ صميمِ الإدراكِ/ دون تناغُمٍ أو انسجام..
هكذا تماماً...
تقِفُ الآن في الظِلِّ، ويداكَ تتحولان إلى مقاصِلٍ بعضها فوق بعضٍ، تشنِقان النواميسَ، ولا تبكي..
هكذا تماماً...
6/
كُنتَ هُناك ساعةً، تُنفِضُ عن كاهلِكَ العتمة، عُدتَ أكثر إيغالٍ في الهُمودِ، يداكَ جُثةُ الوقتِ، وعيناكَ بوصلتا الإطراقِ...
تُلملِمُ وردَ الضوءِ، وتنكبُّ في عجلٍ تلتهِمُ الثريا، وتنزاحُ في خفوت..
تحسِدُكَ الغِبطةُ، والارتياحُ، والنميمةُ تشهِرُ سوءَها بداخلِكَ، وتقول: ليتكَ كُنتَ كما لن تكونَ، جاحظاً في الرّتقِ تمضي، مغلولَ اللسان... 6/3/2005م
.....
عذراً أخت روحي أنها محاولة للخروج من شرنقة الأحزان محاولة لاستعادة التوازن عبر ذات الوسيلة (الكتابة) التي بها عرفت محمد والذي لم تعرفني إليه صلة القربى ولم أجد فيّ قدرة على الكتابة حول الكتابة وإنما وجدت ما أهديتك سابقاً قابعاً في زوايا ليست قريبة لكنه جاء قافزاً إلى المقدمةِ وبأوانه تماماً فعذراً عذراً إن اتخذت الكتابة إليك بغير ما ظرفٍ تحفر أحزانه عميقاً
وعذراً أيضاً على إني لم أعمل على معالجة النص، هكذا فليكن...
ولكِ أبداً تحياتي ومحبتي واحترامي
|
|
|
|
|
|