|
|
إلى صنوي: محمد زين الشفيع في غيابه السرمدي
|
لست هنا لأرثيك، فقد قال أحبابك كلماتهم وكتبوا حروفهم، ولست لأعدد مناقبك فقد بحثت في كل القواميس ووجدتها تقصر في حقك ... لكنني أعتذر لك أخي وصديقي محمد زين الشفيع. أعتذر لأن حروفي التائهة لا تليق بمقامك فأنت أكبر من كلماتي الهشة هذه، وأعتذر لأني أكتب عنك بعد أن رحلت، وكنت دائماً أقول لك أنني لا أحب أن أرثي حبيباً بعد رحيله لأعدد مناقبه وأذكر محاسنه، أفضّل أن أفعل ذلك أثناء حياته بيننا، أن أسمعه ما أشعر به حقاً تجاهه .. لا أؤمن بالمقولة الدارجة: إن شاء الله يوم شكرك ما يجي.. لكن يبدو أنه لا فكاك من ذلك يا صديقي ... ها هو يوم شكرك قد أتي، وليته تأخر لأسمعك كلماتي .... قبل أسبوع واحد... سبعة أيام فقط ... كنت أتحدث معك ، تحدثنا كثيراً، كنت تناقشني في أحد الموضوعات التي نشرتها أنا في هذا المكان، قلت: (من السمات التي نتفرد بها نحن معشر السودانيين عن كثير من خلق الله في الأرض: أخفاؤنا للمشاعر، وحبسها في دواخلنا. مشاعرنا تجاه الآخرين وبالذات الإيجابي منها نحتفي بها لوحدنا ولا نسمح لها أن تخرج لمستحقيها إلا حين مغادرتهم هذه الدنيا، وحينها تجدنا أرق من النسيم في إبداء الأحاسيس، وأعذب من الماء، فتنساب الكلمات من بين أيدينا سيلاً دافئاً تجاه من رحلوا عنا. غريب أننا نؤجل مشاعرنا تجاه من نحبهم، ونمنحها لهم فقط عند موتهم، حينما لا تجدي المشاعر ولا تنفع الأحاسيس). آه يا صديقي .. آه لحزني الذي يعقد لساني ،،،، كم هي كبيرة فاجعتي ... أعلم أنك كنت تستعجل الموت، وتستحث له الخطى، كانت كلماتك عن الموت أشبه ما تكون بالاحتفاء .. لم أجد شخصاً يحتفي بالموت ويتوق له كما كنت تفعل أنت يا صديقي .. كنت زاهداً في الدنيا رغم أنها أرهقتك بتفاصيلها وجراحاتها، لكنك ما أن ترتطم بموقف إلا تزاد قوة وصلابة لمواجهتها. أمحمدزين كما يحلو له فقد أبويه وهو في ميعة صباه الباكر، وفجع في فقد شقيقه وتوأم روحه، فزاده ذلك قوه، لكن الحزن كان يضيق بصدره النحيل وجسده الهزيل الذي احتمل أكثر من طاقته. كان يحزن بصمت، ويبكي بصمت، ويتألم بصمت. لكن ذلك لم يثنيه عن حب الناس واحتمالهم.... لم أقابله في بيته إلا وهو عاكف على أوراق كان ينثرها أمامه وخلفه بشكل فوضوي ... - أمحدزين بتسوي في شنو؟ أكيد دي الرواية الجديدة؟ - أبداً ... دا ديوان لأخونا فلان... ودي قصة لأختنا فلانه، وذاك مؤلف لصديقنا فلان... إلخ إلخ... أمحدزين لم يكن يعيش لنفسه .... كان ينذر نفسه لخدمة الناس ولوجه الله... كان يجد متعة في ذلك. كنت ألومه أحياناً (يا لقصر نظري): يا محمدزين إن لنفسك عليك حق، لا ترهق نفسك أكثر من طاقتها.... لكنه كان يبتسم وكأنه يقول: أنا خلقت كي أساعد الآخرين. كنت أقول له: أنت متواضع أكثر من اللازم، ضع لنفسك منزلتها، هناك تواضع محمود وآخر مضر، أنت كما يبدو لي أخترت النوع الثاني، لكنه لم يكن يبالي، لأنه دائماً يردد لي: أنا بدوي ومن أصعب الأشياء على البدوي أن يغير طبعه، لا أستطيع أن ألبس رداءً غير ردائي .... أنا هكذا أمارس الحياة كيفما أتفق. اعتذر لك نيابة عن كل محبيك أنك رحلت دون أن تجد منا العون والسند لإكمال مشروعك الأدبي، أعتذر لك يا صديقي أننا لم نعرف قدرك، أعتذر لك عن كل شي. وداعاً يا شقيق الروح ... أشهد أنك كنت طاهر القلب، نقي السريرة، محباً للخير والناس .... تقبلك الله قبولاً حسناً وأسكنك فسيح الجنات، وجعل الصبر حليفنا بعدك.
|
|

|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى صنوي: محمد زين الشفيع في غيابه السرمدي (Re: ismeil abbas)
|
لقد دهق هذه الكلمات حتى كادت تحمل اسمه معنى وحرفا:
صِفـَة ُ" الجَميل ِ"كأنَّ كلَّ حُروفـِها تـُنـْمى إلـَيـكَ ، وكـُلــَّها بـِكَ تـُزْهـِرُ! وَجْهـا ً، وأخلاقـا ً، وَعـُمْـقَ مُروءَةٍ وَتـُقىً .. وأعـْظـَمُهـُنَّ أنـَّكَ تـَأسـِـرُ بـِوَديع ِ طـَبْعـِكَ ، حـَـدَّ أنَّ مَحـَبـَّة ً تـَنسـابُ مِلْءَ الـرُّوح ِحَيـْثُ تؤَشـِّـرُ!
اللهم ارحمه واغفر له واجعل البركة فى ذريته.. أحسن الله عزاءكم يا أيمن.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى صنوي: محمد زين الشفيع في غيابه السرمدي (Re: حاتم يوسف قنات)
|
Quote: فجيعتنا فيه كبيرة وفقدنا له فقدا جلل فليرحمه الله رحمة واسعة وليمنحنا الله الصبر علي المصيبة التعازي لك اخي الحبيب ايمن والتعازي للاخ بلة محمد احمد الفاضل ولجميع قبيلة سودانيز اون لاين
|
الحبيب حاتم الفقد كبير كما قلت .... التعازي لجميع محبيه ولك أخي حاتم. نسأل الله أن يبارك في أولاده.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى صنوي: محمد زين الشفيع في غيابه السرمدي (Re: علي الكرار هاشم)
|
Quote: رحم الله محمد زين وأجزل له العطاء والثواب حديثك عنه أخي ايمن هو شهادة وشفاعة نسأل الله ان يشفع فيه كل أهله واحبابه وعارفي فضله
أحسن الله عزاؤكم
|
العزيز علي الكرار نسأل الله أن يتقبل دعاءك وأن يتغمد المرحوم بواسع رحمته. لا نزكيه على الله لكن محمد زين لم يختلف عليه إثنان، وهذا دليل أنه كان مقبلاً من الناس. نسأله سبحانه وتعالى أن يجعه مقبولاً عنده، إنه سميع الدعاء.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى صنوي: محمد زين الشفيع في غيابه السرمدي (Re: Balla Musa)
|
Quote: لقد دهق هذه الكلمات حتى كادت تحمل اسمه معنى وحرفا:
صِفـَة ُ" الجَميل ِ"كأنَّ كلَّ حُروفـِها تـُنـْمى إلـَيـكَ ، وكـُلــَّها بـِكَ تـُزْهـِرُ! وَجْهـا ً، وأخلاقـا ً، وَعـُمْـقَ مُروءَةٍ وَتـُقىً .. وأعـْظـَمُهـُنَّ أنـَّكَ تـَأسـِـرُ بـِوَديع ِ طـَبْعـِكَ ، حـَـدَّ أنَّ مَحـَبـَّة ً تـَنسـابُ مِلْءَ الـرُّوح ِحَيـْثُ تؤَشـِّـرُ!
اللهم ارحمه واغفر له واجعل البركة فى ذريته.. أحسن الله عزاءكم يا أيمن. |
قرأت ما كتبته أنت عن المغفور له بإذن الله،،، بارك الله فيك أخي بلة ... نسأل الله أن يتقبله قبولاً حسناً مع الصديقين والشهداء وأصحاب اليمين.
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى صنوي: محمد زين الشفيع في غيابه السرمدي (Re: ismeil abbas)
|
Quote: له الرحمة أخى أيمن...محمد زين شخص غير....
نسأل الله أن يجعل البركة فى ذريته وأن يصبر أهله.
|
اللهم آمين .... فعلاً كما قلت محمد زين كان شخصاً استثنائياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى ... استثنائي في كل شي .. بل هو مفرط في الإنسانية، وإذا كان ثمة من يتفق عليه الناس فهو محمد زين الشفيع. نسأل الله أن يجعل ذلك شفيعاً له. في بارك االله فيك أخي إسماعيل
| |

|
|
|
|
|
|
|