|
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه (Re: جمال المنصوري)
|
لنبوة الأولى ـ خلافة الأرض:
وهذه المنزلة التي نزلها آدم في طريق العودة من التيه، والتي كان له بنزولها ذكر في ملكوت الله، هي منزلة أول نبوة على هذه الأرض، وبذلك فإن نازلها أول خليفة في هذه الأرض.. وقد حاول نزولها قبل آدم أبو البشر أوادم كثيرون، فلم يفلحوا، وانقرضوا، واستمرت محاولة طلائع سلالة الطين في نزول هذه المنزلة الشريفة، وكان الفشل لهم بالمرصاد، حتى إذا استقر في أذهان الملائكة أنهم لن يفلحوا، تأذن الله بظهور المحاولة الناجحة، فكان آدم أبو البشر.. ولما آذن الله ملائكته بأنه سيجعل، من سلالة الطين، في الأرض خليفة، عارضوا: ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا: أتجعل فيها من يفسد فيها، ويسفك الدماء، ونحن نسبح بحمدك، ونقدس لك؟ قال: إني أعلم مالا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها، ثم عرضهم على الملائكة فقال: أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك، لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم * قال: يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبأهم بأسمائهم، قال: ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات، والأرض، وأعلم ما تبدون، وما كنتم تكتمون؟)).. ولقد عارض الملائكة في اتخاذ الله الخليفة من سلالة الطين قياسا على سابق علمهم، المستمد من سابق تجاربهم مع الأوادم السابقين.. فلما كشف الله لهم كمال النشأة البشرية المتمثل في مقدرتها على التطور، والترقي، والخروج باستمرار، من الجهل إلى العلم، أذعنوا، وانقادوا.. ولقد جرت جميع هذه الأمور ثلاث مرات، ثلاث مرات.. فآدم قد خلق ثلاث مرات: مرتين في عالم الملكوت، ومرة في عالم الملك.. ذلك بأن الأسماء المسيطرة على الخلق هي العالم، المريد، القادر.. فبالعلم أحاط الله بمخلوقاته، في عالم الملكوت، وبالإرادة نزل بالإحاطة إلى التخصيص فكان أقرب إلى التنفيذ، وإن لم يزل في عالم الملكوت، ولكن مما يلي عالم الملك.. وبالقدرة نفذ في عالم الملك ما تمت الإحاطة به إجمالا، وتم تخصيصه تفصيلا في عالم الملكوت.. فعالم الملكوت عالم العقول، وعالم الملك عالم الأجساد .. وكل شيء في عالم الملكوت مسيطر على نظيره في عالم الملك.. لأن عالم الملكوت عالم لطائف، وعالم الملك عالم كثائف.. ولكل لطيف سلطان على كل كثيف.. وهذا معنى قوله تعالى: ((فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ، وإليه ترجعون)) .. وإنما ترجع كثائفنا إلى لطائفنا ، وذلك بخضوع نفوسنا، وهي كثائف، لعقولنا وهي لطائف.. وقمة اللطائف في ذات الله، ومن ثم وجب الرجوع إليه تعالى، وإنما يكون الرجوع بتقريب صفاتنا من صفاته، وذلك بفضل مدركات العقول المرتاضة بأدب الحق، وأدب الحقيقة..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 07:18 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 07:20 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 07:24 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 08:39 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 08:41 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 08:42 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 09:36 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 09:37 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 09:38 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 09:39 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 09:40 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 09:42 AM |
Re: رسالة الصلاة - الأستاذ/ محمود محمد طه | جمال المنصوري | 01-23-14, 09:43 AM |
|
|
|