|
الراحل/ لويجي ادوك ... رئيس جمهورية السودان الأسبق
|
[email protected]
لويجي ادوك ... لماذا لم تنكس الاعلام ؟! ارسل لي الإبن محمد الشفيع الزين سالك رسالة بريدية من نجران بالسعودية مشكوراً . وطلب مني ان اكتب عن لويجي ادوك..احد اعمدة السودان وعمالقة الوحدة. و المؤلم انني لم اعرف بموته. فلقد تجاهله الاعلام , وحتى المواقع الإسفيرية لم تهتم. و لا اعرف لماذا لم تتحرك الجبال وتهتز الادغال حزنا على هذا الرجل. لماذا لم تنكس الاعلام؟.اذا كان هنالك خمسة من الأنقياء في السودان, الاخ - العم لويجي ادوك احدهم..هذا الرجل كان جميلا جدا. ليس فقط في مظهره بل في داخله. في عام 1958 حدثت اضطرابات في مدرسة ملكال الاميرية. واضربنا عن الدراسة. واتى ممثلون من مكتب التعليم, الذي كان شرق سجن ملكال. وحاول البعض من اعيان البلد اثنائنا عن الإضراب. كان بينهم المربي لويجي ادوك. لم يتكلم ولكن كانت حوله هالة وكأنه قديس, وسيما, ملابسه جميلة بدون مبالغة. ما ان يذكر التعليم في اعالي النيل حتى يذكر لويجي ادوك. لقد كان رمزا للمعقولية و الحب و التضحية والنقاء ..اخي كمال ابراهيم بدري الذي صار محاضرا في عدة جامعات في العالم, كان يشيد به. ويتحدث عنه بإحترام بالرغم من انه كان اكبر من الرئيس لويجي ادوك سناً . وكمال ابراهيم بدري كان يمثل اعالي النيل في المجلس المركزي (البرلمان) في الستينات. اظن ان لويجي ادوك هو اصغر رئيس لدولة السودان الموحدة ولا اظن انه سيأتي رئيس في الديمقراطية في السودان وهو في الثلاثينات من عمره. لويجي ادوك ولد على ما اظن حوالي سنة 1930 وعندما كان رئيسا لجمهورية السودان في عام 1965, فلا بد انه كان في حوالي ال 35 من عمره . عظمة لويجي ادوك تكمن في انه كان يؤمن بالسودان الموحد. بالرغم من ابتسامته الدائمة وروحه المتسامحة كان صلبا لا ينكسر و لا يساوم الا انه لا يحقد و لا يكره. قبل ثلاثة سنوات من رئاسته لحكومة السودان, كان الشماليون قد قرروا طرد كل المبشرين وقفل المدارس التبشيرية. ولويجي ادوك قد درس في مدرسة لوول. لوول بلدة جميلة تقع على شاطئ النيل الابيض تميزها كنيسة لوول بمبناها الجميل وحديقتها المنسقة. حتى المرسى النهري كان جميلا. وليست بعيدة من كدوك عاصمة الشلك ومقر الرث. المدرسة الوسطى كانت عطار وهي على بعد 20 كلم جنوب ملكال . وقديما لم يكن هنالك سوى مدرستين متوسطتين وهما عطار في اعالي النيل ولوكا في بحر الغزال ومن خريجيها مولانا ابيل الير. ونائب الرئيس رياك مشار من خريجي عطار بعد ان انتقلت الى شمال اعلي النيل. لويجي ادوك تخرج من مدرسة رمبيك الثانوية و كانت المدرسة الثانوية الوحيدة في الجنوب. بجانب مدرسة جوبا التجارية..الرئيس لويجي درس في بخت الرضا ويشيد به ويحبه زملائه وكل من عمل معه. كان مثالا للتفاني في عمله. وعمل في كل مديريات جنوب السودان وفي شمال السودان. كان ككثير من الجنوبيين سريع البديهة ساخرا. ولكن اهم مزاياه النقاء, والنقاء التام ... نحن الشماليون نتشدق ونتحدث عن عظمة سوار الدهب, الذي تنازل طوعا عن السلطة. وعندما يقول لنا الآخرون ان سوار الدهب اعظم رئيس سوداني يفتخر البعض. وإن كنا نعرف بأن سوار الدهب لم يكن رئيسا ولم يحكم السودان. لقد اجبر لأن يتقلد ذلك المنصب. ولم يقبل إلا بعد ان قال له شيخه الميرغني, انه سيكفر عنه لحنثه بقسمه لنميري. ولقد كان سوار الدهب (صورة) او حارس الامانة. الى ان سلمها لاصحابها . وكان حوله رقباء يحصون عليه حركاته .. ولكن من منا يا اهل السودان يستطيع ان يقوم بما قام به الرئيس لويجي ادوك. الذي استقال من رئاسة السودان و القصر الجمهوري. وسيارة الرئاسة والمواتر و المخصصات. والهيصة و الهيلمانة واستقبال الرؤساء. واستقبال السفراء الذي يقدمون اوراق اعتمادهم لسيادته. ترك كل ذلك وهو شاب, امامه الدنيا لسبب مبدأ. ورجع الى ملكال وفتح محل تجارى. واشتغل بالتجارة وبعض الزراعة. وكان محله قبلة المحتاجين و الاصدقاء. وعندما اراد البعض ان يثنيه عن استقالته محاولين ان يلفتوا نظره الى ان الزعيم الازهري هو استاذ واب للجميع. و ان لويجي ادوك كذلك مربي. كان يقول ضاحكا, ايوه انحنا بنعلم الناس و الزعيم الازهري مدرس حساب وانحنا بندرس الناس 1+1 بيساوي 2 ما ممكن نعملوا 3 او 4 . وانحنا جينا الحكومة ب دستور ما ممكن نغير الدستور الجابنا. كإحدى غلطات الديمقراطية في السودان, هو اننا نساوم في الثوابت. لإرضاء الزعيم الازهري قرر الحزبان الكبيران تغيير الدستور وجعل الزعيم الازهري رئيسا ثابتا لدولة السودان. وكان الدستور يقول بصريح العبارة ان مجلس السيادة يتكون من خمسة اعضاء و الرئاسة دورية. وهي ان يكون الرئيس لمدة شهر وتنتقل الرئاسة للذي يليه. وكان هنالك دائما رئيس من جنوب السودان و اولهم كان الرجل الرائع سرسيو ايرو. التي لا ينطقها الشماليون بطريقة صحيحة وهو رئيس دولتهم. الرئيس لويجي ادوك رفض تغيير الدستور وقال بصريح العبارة ليست هنالك مساومة في الدستور. واذا بدأنا في تغيير الدستور لمصلحة افراد فلن تتوقف المسرحية. ولقد صدق. فبعدها غير الدستور وطرد الحزب الشيوعي السوداني من البرلمان. وكانت القضية الدستورية التي كسبها الحزب الشيوعي السوداني وكان القاضي في المحكمة هو صلاح حسن رحمة الله عليه. ورفض الازهري و المحجوب و الصادق الالتزام بقرار المحكمة الدستورية. وصدق الرئيس لويجي ادوك مرة اخرى. فلقد تآمر الازهري و المحجوب وطردوا الصادق المهدي و نوابه من البرلمان وقفلوا البرلمان بالضبة و المفتاح . واجتمع الصادق مع نوابه تحت الشجر. ورفع الصادق دعوى دستورية. وخرج الشارع و الناس يهتفون ابو الزهور خرق الدستور..ولم يلتفت اي انسان او يراجع نفسه. لقد صدق الشاب الرئيس لويجي ادوك الذي لم يهتم وواصل تجارته و زراعته البسيطة في الجنوب
. . //2
|
|
|
|
|
|