|
Re: إنتشار السلاح.. تجارة الموت (Re: Gafar Bashir)
|
كغيرها من دول الجوار المشتعلة، لم يعد المقاتلون في الحركات المتمردة في السودان وحدهم الذين يحملون السلاح، على الرغم من أن هؤلاء وضعت لهم برامج تقوم بها مفوضية السودان لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج بالتعاون مع اليوناميد، تستهدف هذه البرامح نزع الأسلحة من هؤلاء المقاتلين بعد توقيع الحركات التي ينتمون إليها اتفاقيات سلام مع الحكومة، لكن السلاح كما يؤكد عدد من المواطنين الذي استطلعتهم (القرار)؛ لم يعد في أيدي الحركات المتمردة أو الحكومة، وإنما في أيدي الجميع، ونزعه ليس بالسهولة التي ينزع بها سلاح المتمردين السابقين، وهنا يؤكد النائب البرلماني في جنوب كردفان (ع - ب) أنه من الصعب جداً نزع السلاح الذي يحمله المواطنون أو عصابات النهب المسلح، فالأمر ليس مجرد طلب يتم تنفيذه، وإنما تحدٍ يجب أن توضع له البرامج المناسبة والخطط الكفيلة للحصول على نتائج جيدة، ويضيف النائب - الذي فضل حجب اسمه - في حديث لـ(القرار) قائلا: إن السلطات لا تبدو مستعدة لهذا الموضوع، وإن على الدولة أن تعالج مشكلة الحدود المفتوحة والسيطرة على سلاحها أولاً، إذا أرادت السيطرة على أسلحة الآخرين خصوصاً في مناطق النزاعات.
وفي لقاء بـ(ع-أ) وهو مسؤول، أكد لنا أن انتشار الأسلحة في دارفور، أصبح من الأشياء التي لا يخطئها النظر، وباتت مشكلة تؤرق الجميع، كما أصبح صوت إطلاق الرصاص من الأصوات المألوفة والتي لا تغيب كل يوم سواء كان في مدن دارفور الكبرى كنيالا أو القرى الصغيرة، وأفادنا أنه في سوق الزريبة بنيالا، يوجد تجار السلاح بصورة عادية، والسلاح موجود بالسوق، ويمكنك أن تشتري ما تريد، وأضاف أن شراء أو بيع السلاح أمر خطر في بعض الأحيان، لجهة أن العديد يلقون حتفهم على أيدي الذين يشترون منهم السلاح، فالكثير يبيعونك السلاح بعد الاتفاق على اللقاء في مكان بأطراف المدينة، ولكنهم يقتلونك بعد استلام نقودهم، ويذهبون لتكرار الأمر مع مشتر آخرٍ، وعادة يكون البائع برقفة اثنين أو أكثر. أما في مناطق صغيرة بشمال نيالا، تكاد تكون تلك القرى مسلحة بالكامل، وجميع أفرادها يحملون السلاح بمختلف أنواعه، بعضهم للقيام بأعمال إجرامية، والبعض الآخر يفضل الاحتفاظ بسلاح معه دائما لحماية نفسه وأسرته من أي هجوم مفاجئ لعصابات النهب المسلح أو اللصوص العاديين، كما إن الكثيرين من المراهقين الصغار يحملون السلاح، وبعضهم ارتكب جرائم في حق أسرته، ويواصل النظامي قائلا: إن كثيراً من تجار الأسلحة الذين يعمل بعضهم في دوائرة حكومية، يستفيدون من الصراعات القبلية في بيع الأسلحة والحصول عليها من مناطق النزاع، والاتفاق مع القبائل على ذلك، كما إن المواطن (م-ع) الذي كان يعمل موظفاً حكومياً في مدينة غبيش بولاية غرب كردفان، اعتبر أن الحصول على بندقية أصبح من أسهل الأشياء، وأننا إذا أردنا الحصول على 1000 رصاصة الآن في السوق سنحصل عليها في دقائق، وأوضح في حديثه لـ(القرار)، أن الأمر يتم بصورة مخفية، ولكنه في بعض المناطق مثل الميرم والمجلد والفولة يظهر أحياناً بصورة عادية ويشتري الناس ويبيعون في السوق، والبعض في مناطق بعينها يعرض بضاعته (السلاح) التي غالباً حصل عليها من مناطق النزاعات ومن جنوب السودان في السوق ويجد زبائن لذلك، وقال إن بعض النظاميين المتفلتين يحصلون على السلاح من مخلفات المعارك ويبيعونها.
|
|
|
|
|
|
|
|
|