|
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان (Re: Gafar Bashir)
|
هذا ما كان قُبيل الحكم الاستعمار التّركي المصري بسنوات قلائل (ثماني سنوات بالضّبط، أي في عام 1813م). ولكن في منتصف القرن التّاسع عشر انتشر اللواط في الخرطوم (عاصمة دولة الاستعمار التّركي المصري) بدرجة أكبر من ملحوظة، فقد أصبح ظاهرة، وذلك جرّاء تحلّل الحكومة من أيّ التزام أخلاقي إزاء ما يحدث في المدينة، حسبما يرى بعض الباحثين. فقد كانت الخرطوم حينها تجمع شتيتاً من أجناس أوروبّيّة ومصريّة وتركيّة وسوريّة، وأرمن وشركس، وخلافه بالإضافة إلى المجموعات السّودانيّة بمختلف الجهات الأربع. ويصف أحد الباحثين أنّ ما كان "... يربط بين أخلاقهم جميعاً التّنكّب عن طريق الفضيلة والانطلاق الخالي من الضّوابط الاجتماعيّة" (أحمد أحمد سيد أحمد، 2000: 293)؛ محمّلاً المسئوليّة في ذلك إلى تجارة الرّق والعناصر الأوروبّيّة، فكان أن انتشر البغاء واللواط. وعن الأخير يقول: "واللواط في الخرطوم أكثر رواجاً من البغاء ... ففي السّوق والميادين تشاهد الجماعة من المخنّثين في ملابس النّساء والكحل في عيونهم والخضاب في أكفّهم يقودهم رئيس منهم عاري اللحية، وهم يصوّبون نظراتِهم السّافلة هنا وهناك بحثاً عن صيد. ولم يكن المال في كثير من الأحيان الدّافع إلى اتّخاذ هذه الصّناعة، ففي سنة 1866 كان رئيس 'اللواطيّين‘ شابّاً قويّاً في العشرين من عمره ومن أسرة طيّبة يمكن اعتبارها من أحسن العائلات البرجوازيّة في المدينة ..." (المرجع السّابق: 294). وهكذا ما إن أهلّ آخر زمن التّركيّة، حتّى وقعت حادثة نكراء، وفي مدينة الأبيّض تحديداً، عدّها البعض من الأسباب المباشرة التي أدّت إلى التفاف النّاس حول الثّورة المهديّة وقائدها. ففي الفترة التي قضاها المهدي بالأبيّض، قبيل إعلان دعوته، يروي إبراهيم فوزي (1319 ه [1901م]، مج 2: 73-4) أنّ المهدي "... في ذات يوم سمع ضوضاء الطّبول والموسيقى بمنزل بجوار منزله، ورأى من النّاس الدّهشة والاستغراب. فسأل عن الأساب، فقيل له إنّ فلاناً النّخّاس يريد أن يتزوّج بغلام اسمه (قرفة). فلم يصدّق [المهدي ذلك] وأخيراً دعى [دعا] إثنين من أتباعه وذهبوا إلى محلّ البدعة، فوجدوا المدعوين والموائد ممدودة والموسيقى تصدح، والدّفوف الدّلوكة تعزف. وجيء بشخص يلبس عمامةً وطيلساناً كالعلماء، فأجرى صيغة العقد، ودخل النّخّاس بالغلام. فأمسك المتهمدي [المتمهدي] سيفه وهمّ بضرب عنق النّخّاس وكلّ من قابله من أولئك الفسقة والضّالّين، فأمسكه صاحباه وحملاه إلى منزله. فاجتمع معه جماعة من المشايخ وذهبوا إلى الحكومة يشكون إليها أمر هذه المنكرات، فقوبلوا بالإهانة والازدراء، وقال لهم مامور الضّبطيّة (الدّنيا حرّة!).
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-20-14, 10:22 PM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-20-14, 10:23 PM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-20-14, 10:26 PM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-20-14, 10:30 PM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-21-14, 10:14 AM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-21-14, 10:16 AM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Mohammed Awad | 01-21-14, 10:47 AM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-21-14, 11:21 AM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-21-14, 11:22 AM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-21-14, 11:23 AM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-21-14, 11:29 AM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-21-14, 11:31 AM |
Re: التّحرّش الجنسي في السّودان | Gafar Bashir | 01-21-14, 11:31 AM |
|
|
|