|
Re: نبارك لمصر دستورها ويقظتها المبكرة من كابوس الأخوان المسلمين (Re: أسامة العوض)
|
إتسم استفتاء هذا الدستور بعدة ملامح هامة يلزم الدولة مناقشتها وفتح حوار حولها: - تفوق واضح للمرأة في التصويت حيث كانت نسبتهن 55-60% - ضعف نسبي لمشاركة الفئة العمرية للشباب حيث كانت في حدود 16% - أشار بعض المراقبين إلى أن مشاركة التيار السلفي كانت خجولة ودون المستوى (أقل من المتوقع) - نسب مشاركة الصعيد وأسوان والبحر الاحمر ومرسي مطروح وشمال سيناء أي أطراف الدولة كانت ضعيفة وأقل من المعدل. - نسبة مشاركة المصريين بالخارج كانت الحلقة الاضعف في عموم الاستفتاء.
اختلف هذا الدستور عن دستور الأخوان في أنه كان توافقياً , ودائماً الدساتير التوافقية لا ترضي أحداً satisfaction , لا تصل بالإنسان إلى حالة الرضا , ولكن يقبل بها لأنها توافقية وتمنحه الحد الأدنى من الحياة الطبيعية والتعايش السلمي مع الآخرين و الشباب عموماً لا يتفاعلون مع مثل هذه الدساتير نظراً لطبيعة مرحلتهم العمرية التي تمتاز بالثورية (التغيير الجذري) طغت على الدعوة للإستفتاء أصوات تربط بين الإستفتاء على الدستور وعلى ترشيح السيسي رئيساً , أي أن التصويت على الاستفتاء = التصويت على ترشيح السيسي , مما جعل من يوافق على الدستور ولكن يرفض تولي السيسي زمام المرحلة القادمة , جعلته يحجم عن المشاركة , بالفعل يوجد علاقة بينهما ولكنها ليست علاقة المساواة.
إنتهت هذه المرحلة الحرجة من خارطة الطريق وستدخل مصر إلى خطوة إنتخابات البرلمان ومن ثم الرئاسة , وإن كانت نتائج الحوار الوطني تشير إلى أن الاولوية ستكون للرئاسة , لكني أرى أن البرلمان سيشكل حصناً من أن تتحول الرئاسة إلى فاشية جديدة لذا يجب أن تكون له الأولوية , وعموماً لن أكون مضجراً فيما لو كان خيار الرئاسة أولاً فالشعب المصري قد وضع خطين أحمرين تحت (الحكم الفاشي - الحكم الديني) وأقصى كلاهما وهاهما يتنقلان من سجن لآخر. الشعب المصري يختلف عن السوداني في جزئية مهمة , مصر بلد غالبية شعبه غير مسيس , ومثل هؤلاء الناس دائماً يرغبون في رئيس قوي وأمين وإبن بلد وجدع وحنين ..ووو ...بكثير من الصفات الأبوية (يطلق عليها زميلنا إبراهيم عنكبة مواصفات النسابة) ليلقوا على عاتقه تبعات البلد ويتفرغوا هم لأكل عيشهم , ربما حدثت هزات عنيفة خلخلت ثوابت المجتمع نتيجة هذه الثورات وهو يبحث عن الأمن والاستقرار لذلك يميل غالبيتهم إلى ترشيح السيسي فهو يناسب تلك الرغبة الدفينة.
|
|
|
|
|
|