|
|
 لما كنا بنقول أمنعوا أسباب الزنا وسدوا طرقه وأبوابه كانوا بقولوا لينا دي حرية شخصية..أها خموا وصروا
|
((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) فصلت 53
وخت خط تحت كلمة ((وفي أنفسهم))
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وجعل له فطرة وغريزة وطبيعة، فمن فطرة الرجل أنه يميل للمرأة ومن فطرة المرأة أنها تميل للرجل، وقد سميت الغريزة غريزة لأنها كالشيء المغروز الذي لا ينتزع بسهولة، وقد جعل الله تعالى المصرف الوحيد لهذه الشهوة هو الزواج، ولذلك قال الله تعالى (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
فلا مفر للإنسان إذا أراد أن يلتزم بفطرة الله وتعاليمه من أن يتزوج ويضع شهوته في الحلال ويكون له فيها أجر، أو يستعفف ويصوم ويصبر حتى يغنيه الله تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله)، الإسلام كدين كل لا يتجزأ عندما قلنا أنه يجب منع أسباب الزنا عبر منع التبرج والاختلاط والسعي لتيسير الزواج كنا نوصم بأننا متشددون ومتنطعون وأن هذا الأمر (حرية شخصية) وأنه أي شخص بلغ الثامنة عشرة فهو/ي مسؤول/ة عن تصرفاته/ا .. الآن شد جد على المخدة؟؟!!
عندما ندعو لإحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) يصمنا دعاة الليبرالية والحرية الشخصية بأننا متشددون وأننا يجب ألا نتدخل في حريات الآخرين!! كان بعض إخواننا -جزاهم الله خيرا- يقومون بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في شارع النيل .. وبأسلوب جميل وراقي ليس فيه أي تشنج ولا إساءة .. كانوا يمرون بالأولاد والبنات الخالطين ويكلموهم بكلام طيب من قول الله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بخطأ وحرمة ما يفعلونه .. والكلام لا يأخذ دقائق قليلة اثنين أو ثلاثة على الأكثر ثم يعطونهم بعض المطويات أو الكتيبات والأشرطة وينصرفوا إلى غيرهم .. ذات مرة حدث شيء عجيب معهم.
ذهب اثنان من هؤلاء الشباب (أحدهما أعرفه معرفة شخصية) ووجدوا في شارع النيل ولدين وبنت جالسين جلسة مريبة .. حدثوهم ووعظوهم ونصحوهم وخوفوهم بالله سبحانه وتعالى .. ماذا كانت ردة فعل الولدين والبنت؟؟ أما الولدين فأخذوا في البكاء والنشيج والبنت نكست رأسها وأخفته بين يديها وأخذت تنتحب .. لم ينته المشهد!! ماذا قال الولدان؟ قالا: والله إننا قد سئمنا هذه الحياة التي نحياها!! إحنا كنا ماشين في الشارع بسيارتنا ولقينا البت دي وما بنعرفها .. ركبناها وشلناها معانا وجينا هنا كنا دايرين نقضي وقت ونمشي لي شقة!! ودي ياها حياتنا كده لكن والله نحنا قرفنا من كده!! الله أكبر .. أشرق نور الإيمان واهتزت القلوب بوحي علام الغيوب .. لقد (جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) .. أرأيتم كيف أنه يمكن منع الجرائم قبل حدوثها إذا:
1- فعّلنا دور المساجد ووعاظ الدين (والواجب ده على الدولة وعلى الأسرة وعلى العلماء ما واجب العلماء براهم).
2- أن يرجع (للتربية والتعليم) دورها الطبيعي كانت المدارس على زمننا تربي والله أكتر من بعض البيوت لكن الآن بقينا نسمع أن المدرس بيخمس السجارة مع طلابه وأن المدرس بيعرض لطلابه أفلام إباحية (بجنيه لكل طالب)!!
3- قيام الأمة بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ولمن نقول الأمة ما معناتو الدعاة والعلماء بس!! لا كل الأمة الصغير والكبير والعالم وغير العالم أصلو الحق معروف والمنكر معروف .. ذات مرة جلست فتاة ترتدي سكيرت قصير في الحافلة وانحسر عنها وبقت كل مرة تجبدو لي تحت وهو طالع لي فوق!! والحافلة تتضاير جاي وجاي!! واحد من الأعمام الكبار حرقو المنظر .. قال ليها: (انتي من البداية لابساهو لي شنو)!! وانفجرت الحافلة بالضحك!! ده أنا بعتبرو داعية وناهي عن المنكر بي أسلوبه رغم أنه قد يكون أمي!
4- قيام الدولة بواجب النهي عن المنكر والقضاء على الممارسات الشاذة وتأهيل الشرطة والجهات المعنية بأفراد يخشون الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء، ويكونوا هم قدوة بسلوكهم وأخلاقهم قبل أن ينهوا غيرهم.
5- القضاء على ثقافة ((وأنا مالي)) التي أصبحت سمة في مجتمعاتنا .. زمان لو في عابر سبيل ساي شافك عملت غلط بيكفتك ومافي زول بسألو .. لو جارك شافك غلطت وبكلم أبوك .. لكن أصبحنا في زمن الزول ما بقدر (يسأل) وليس (يهبش) أولاد أخوهو .. ((الأنا مالي)) دي أسباب انهيار الأمم!! لما بلغت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني مبلغا عظيما وتوسعت شرقا وغربا .. خشي على الدولة بعد تمام أمرها من النقصان فأرسل إلى أحد علماء الدولة برسالة يسأله فيها عن أسباب انهيار الأمم.. فقلب العالم الورقة وكتب على ظهرها عبارة واحدة: ((يا حضرة السلطان .. وأنا مالي؟!)) .. لما وصل الرد للسلطان انزعج وخشي أن يكون أغضب العالم ((وكان أخا له بالرضاعة)) فلبس ثيابه وتوجه إليه، ولما وصله قال له: يا مولانا.. هل أغضبتك في شيء؟ أسألك عن أسباب انهيار الأمم وتقول لي: (وأنا مالي)؟ فقال له العالم: يا حضرة السلطان .. عندما تقول أنت (وأنا مالي) ويقول الوزير (وأنا مالي) ويقول القائد الجيش (وأنا مالي) ويقول العالم (وأنا مالي) ويقول كل فرد من الأمة (وأنا مالي) عندها تنهار الأمم!!
ما سمعناه عن هذا الفيديو هو أحد ثمار العلمانية والليبرالية الخبيثة والتي تدعو إلى الحرية الشخصية مهما كانت، والتي تبيح الزنا ما دام برضا الطرفين!! قرأت في عدة بوستات أن هذا الذي حدث ليس اغتصابا وذكر ذلك غير واحد ممن رأوا الفيديو، فإن كان ليس اغتصابا (والعلم عند الله) ففيم الضجة والاستنكار ممن يدعو للحرية الشخصية؟؟ وممن ينادي بتوفير الكوندوم مجانا؟؟!! بعض الناس كل مشكلتهم في الاغتصاب فلو كان الفعل ليس اغتصابا فلا مشكلة!! وبعض من كان يدعو للحرية الشخصية لك فرد بالغ ذكرا كان أو أنثى يتباكى الآن، ففيم التباكي؟؟! هل هو النفاق الاجتماعي؟ أم الصدمة بالنتيجة التي يوصل إليها ما يدعو إليه؟؟ والبعض يتباكى بالعادات والتقاليد (نفاقا) ولا يريد أن يقحم الشرع وتعاليم الدين في الأمر، والبعض كل مشكلته في التصوير وانتهاك الخصوصية!! (هو انتهكوا حرمات الله سبحانه وتعالى وانتهكوا فرج الفتاة بالزنا) يعني بس المشكلة في التصوير؟ أنا لا أفرق بينها فكلها خطأ وألف خطأ!! الخلوة خطأ والزنا بالرضا أو بالمال أو بالاغتصاب خطأ والتصوير خطأ ونشر الفيديو أكبر خطأ!! لكن البعض يدافع بتشنج عن (الخصوصية) وتجده باردا تجاه الزنا!!
الإسلام كل لا يتجزأ .. الله تعالى الذي حرم الزنا .. حرم كل وسائله .. حرم النظر الذي يؤدي إليه .. وحرم التبرج الذي يدعو إليه وحرم الاختلاط الذي يفضي إليه وحرم الخلوة التي توقع فيه .. وحرم الغناء الذي يثير الغريزه وسماه الأقدمون (رقية الزنا) .. الإسلام كل لا يتجزأ وما حرم الله شيئا إلا لحكمة يعلمها (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) .. يا دعاة الحرية الشخصية والدولة الليبرالية .. هذا هو غرسكم قبل أن ينضج ثمركم (فاعتبروا يا أولي الأبصار).
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
محمد جلال عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست