توبة يا حبوبة .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 06:18 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-29-2013, 09:43 AM

shaheen shaheen
<ashaheen shaheen
تاريخ التسجيل: 11-13-2005
مجموع المشاركات: 5039

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: توبة يا حبوبة . (Re: shaheen shaheen)

    لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء
    1
    يناير
    عندما خرجت من غرفة العمليات

    1

    ادركت اننى نجوت .
    وادركت اننى مُنحت فرصة اخرى جديدة .
    قال لى صاحبى ليعلم ما بى : اننى فى مرحلة الافاقة من التخدير تحدثت عن (حسين مروة) باستفاضة مُدهشة .
    تفسيرى كان اننى اندمجت قبل الدخول فى مطالعة النزعات المادية , واننى هربت بعقلى من وسـاخات السياسة المزعجة وارتميت فى احضان تهاويم الفلسفة الاسلامية بتعقيداتها التى لا تنتهى .
    قال : او هو الاستعداد .
    قلت : الاستعداد يبدأ لمستشرف ايام مُقبلات فى الدنيا او الاخرة , اما بالنسبة لى فهى (تشطيبات) الختام نحو الفناء الابدى .
    استعرضت امام المرآة بفخر اثار المشرط بجوار القلب , كنت اخاف من سمعة الطب السودانى , وضعت يدى على قلبى للتأكد من عدم نسيان (مسمار او صوملة) .
    كان يدق دقاته المعتادة تك , تك , تك , تك , تك .. مثل ساعة سويسرية الصنع لو توقفت ضعت .
    عندما خرجت من الباب الرئيسى ادركت اننى نجوت , امامى كان هناك صياح ولطم وسقوط على الارض , احدهم لم يُمنح فرصة جديدة , هل كان فى مرحلة الاستعدادات ام التشطيبات ؟ .
    وضعت يدى على قلبى , وقلبى (كعب آخيل) لو اصابه الرمح فى زحام الشوارع ضعت على الاسفلت .
    2

    فى عربة الاجرة ونحن فى طريق العودة كنت افكر فى اسمى الرباعى على شاشة الكمبيوتر .
    كان عندى الاصرار الكافى ان اقف امام الموظفة المختصة وهى تقوم بـ (تشطيبات) الخروج , انتهى عصر الملفات الطبية الورقية ودخلنا فى عصر هوس الشاشات الملونة .
    كان هناك جدول به تقسيمات ومربعات عجيبة , فى الاعلى كان اسمى الرباعى يتصدر مهرجان المشهد الاكروباتى العجيب , فرحت عند رؤيته ولا ادرى لماذا ؟ .
    تحدثت الموظفة المختصة فى هاتفها المحمول وهى تُمسك به بيدها اليسرى وتكتب على لوحة المفاتيح بيدها اليمنى , تحدثت بلغة خمنتها على الفور
    - هدندوية ؟ .
    هزت راسها بالموافقة , ثم ابتسمت ربما للذكاء النادر غير الواضح فى عيونى .
    - انتا من الشرق ؟ .
    - حلفاوى .
    ردت فى استهجان لئيم
    - بالله ! .. يعنى مُستعمر وما ساكن اصلى فى دولة شرق السودان .
    قلت لها بحدة حقيقية
    - احنا ما بنمارق من هناك لو انفصلتوا , احنا قاعدين عندكم بعقد بيع يعنى تمليك , وما بعقد ايجار . والتحكيم الدولى حـ يكون معانا .
    زوجتى المصرية كانت تنقر باصابعها الطويلة النحيفة على الطاولة الرخامية الطويلة فى قلق واضح , لا تحبنى عندما اتحدث فى السياسة او الشأن العام , قالت لى بكل صراحة مرراً وتكرراً انها غريبة هنا وترغب فى حياة اسرية مستقرة هادئة بدون اى مشاكل , ونسخة صغيرة للغاية من (القرآن الكريم) دائماً فى شنطة يدها تقوم بتقبيلها عند حدوث اى مشكلة بينى وبينها .
    الموظفة المختصة لم تُعلق , فقط رمتنى بنظرة من كان يتمنى موتى .
    جلس صديقى بجوار السائق واشتبكا فى تلاسن مُقارن بين ايام (الصادق) وايام (البشير) , جلست انا وزوجتى فى الخلف ونحن نتمنى نهاية هذا الـ Talk show الاجبارى بين السائق والصديق , من خلال نافذة العربة الآجرة وجدت (الخرطوم) التى لا أحبها كالعهد بها, مُتسخة ومُزدحمة وكئيبة وملعونة , اغمضت عيونى ووضعت يدى على قلبى هرباً من كل هذه الكآبة .
    3

    الوحيدة التى اتصلت بى من خارج دائرة معارفى الضيقة للغاية كانت طبيبة , قالت انها تتابع باهتمام الروايات التى اكتبها فى (سودانيز اون لاين) , وطلبت منى ان اشرح لها بدقة وضع قلبى الصحى , وجدتها فرصة فى استعراض لغتى الانجليزية التى اوشكت على نسيانها من عدم الاستعمال , وكانت هى تردد باستمرار
    - أأأأم .
    انا اشرح واستعرض مثل (د. مجدى يعقوب) , وهى فقط تقول
    - أأأأم .
    أكدت لى
    - انشاء الله خير .
    ثم طلبت منى بالحاح غريب اكمال رواية كنت قد كتبتها وتتحدث عن عودة الاستعمار من جديد , ادركت عندها ان ايامى فى الدنيا قد اصبحت مُعدودة , سألتها فى خوف ان كانت مُتخصصة فى مجال الصدر والقلب , فقالت انها للأسف الشديد طبيبة نساء وتوليد , انتابتنى رغبة شريرة فى السخرية منها
    - طيب مش احتمال بعد الاعراض الـ قلتها ليك اكون حامل ؟ .
    لم تعجبها نكتتى وردت ببرود شديد
    - أأأأأم .. انشاء الله خير يا استاذ .
    وندمت اننى قلت لها النكتة التى ربما قد تعتقد انها تحرش جنسى من جانبى , فى ظل عالم يقبل زواج المثليين ويرفض التحرش بشدة ! .
    4

    فكيف نُكلم من كان فى المهد صبياً ؟ .
    فى يوم الدخول الاول , سهرت الى وقت متأخر من الليل افكر فى ظلام القبر , وفى يوم الخروج الاول سهرت الى وقت متأخر احاول عبثاً تحريك جهاز مذياعى العتيق الذى احبه Panasonic , أشتريته من (القاهرة) وله غطاء خارجى فاخر بنى اللون مدبوغ من جلد البقر , ورغم انه انتاج (اليابان) كما تدل الكتابة المحفورة عليه , الا ان زوجتى المصرية اخبرتنى انه Made in (السيدة زينب) حيث تسكن , وحيث هناك ورش صغيرة للغاية تقوم بتجميع قطع غيار تأتى بالشوالات من (جمهورية الصين الشعبية) الشقيقة .
    عندى اعتقاد لا يتزعزع , ان الروس ايام شيوعيتهم الحمراء كانوا اكثر احتراماً فى تقديم بضائع جيدة لدول العالم الثالث من هؤلاء الصينيين , كانت لديهم اجهزة كهربائية تعيش لمدة قرن كامل , اما هؤلاء فانهم لصوص بامتياز فى تركيتهم , وشيوعيتهم , وفى راسماليتهم , وفى اسلامهم , وفى كفرهم وفى الحادهم .
    كنت احاول جاهداً تحريك المذياع فى الاتجاهات الاربعة للوصول لصوت صافى دون (خشخشة) للـ BBC , زوجتى كانت تتظاهر بالنوم , عرفت ذلك من تقلباتها العديدة وهى تنام بجوارى ومن الصرير الخافت الذى كان يصدر من السرير مع تحركاتها.
    حتى جاء عبر الاثير , وبالصدفة البحتة , جاء صوته قوياً , جميلاً , رجولياً
    - الاماكن كلها مشتاقة لك
    والعيون اللى انرسم فيها خيالك
    والحنين اللى سرى بروحى وجالك
    الاماكن كلها مشتاقة لك
    كل شى حولى يذكرنى بشى
    شعرت ان جسد زوجتى يرتجف ارتجافات خفيفة , عرفت على الفور انها تبكى دون صوت , ماذا ستفعل هذه الغريبة هنا بعد موتى ؟ , ماذا ستفعل فى بلد لا يحبهم ولا يحترمهم سراً وعلناً , وضعت يدى على كتفها يجب ان ارتب لها قبل وفاتى خروجاً آمناً من هنا مثلما يحدث لزعماء العالم الثالث , ابنة (السيدة زينب) التى رمت بها القسمة والنصيب قى هذه البلد الورطة , والتى ستنفجر فى وجه الجميع عما قريب .
    - لو تغيب الدنيا عمرك ما تغيب
    شوفو حالى أأأه من تطرى علي
    كل شى حولى يذكرنى بشى
    الاماكن .. الاماكن .. الاماكن كلها مشتاقة لك
    والليالى من عذابك عذبت فينى السكون
    وصرت خايف لـ تجينى لحظة يدبل فيها قلبى
    وكل اوراقى تموت
    والاماكن كلها مشتاقة لك .
    لو دخلت الجنة فان اول طلباتى قبل الحور العين , ستكون مُقابلة الفنان (محمد عبده) وتقبيل راسه .
    - والاماكن كلها مشتاقة لك .
    5

    جاء من اقصى المدينة رجلُ يسعى .
    (هانى) , زميل سياسى على المعاش الاختيارى , (هانى) صديق الزمن (السمح) , يأتى من اقصى الارض من (الحاج يوسف) مستوطنة الفقراء البائسة , يأتى الى فى مستوطنة اشد بؤساً وفقراً وانحطاطاً , اترجاه ان يُمارس الاطمئنان على صحتى بالهاتف فالمشوار فى هذه المخروبة من (الحاج يوسف) الى (الكلاكلة) فيه مشقة اباحة الافطار فى رمضان يهل هلاله فى فصل شتاء , وانه قد يتعرض هو الاخر لنوبة قلبية من المشوار .
    لكنه يأتى على اى حال بصفة يومية منذ خروجى / لم يتبقى لى غير ان اطرده حتى اعفيه من هذا التعب / .
    يحمل بين يديه صحف , واقراص (طعمية) ساخنة , و (بيض) , وربطة (جرجير) طازجة ولاذعة الطعم (اعطس) عندما امضغها .
    لا نتحدث كثيراً مع بعضنا البعض , والمصرية تندهش من هذا السلوك
    - انتو متخصامين ؟ .
    ننام او نحدق فى سقف الغرفة او يتصفح هو بعض الجرائد السودانية التى اشتراها من حر ماله .
    انا بلا فخر قاطعت جميع وسائل الاعلام السودانية من اذاعة وتلفزيون وصحف وكتب , الكتب السودانية الوحيدة التى اطلع عليها مُرغماً هى كتب الكلية التى انتسب فيها الان .
    نغطس فى لجاج الصمت ونحن ننظر فى هواتفنا المحمولة كأننا نتوقع اخبار هامة من بورصة الاوراق المالية .
    وجوده فقط بجوارى يُشعرنى بحب الحياة , هو نفسه له تاريخ يسارى غامض حيث تشربك مثلى فى الحبال الصوتية للـ (الجبهة الديمقراطية) اثناء دراسته فى واحدة من الجمهوريات السوفيتية الباردة والبعيدة , ومثلى ندم وتاب واناب .. توبة يا حبوبة من العمل السياسى العام والخاص , اصبح مثلى يضع يده على خده وينظر لجماهير الشعب السودانى فى استغراب
    - من انتم؟ .
    تعلمت منه عشق قناة (روسيا اليوم) الفضائية , واكتشفت منها الجانب الاخر للاحداث فى (سوريا) , سقوط (بشار الاسد) يعنى ببساطة سقوط (سوريا) فى يد عصابات التكفير الملعونة , ومن يُريد الدح لا يقول أأح , ودح (بشار) افضل فى اعتقادهم واعتقاد صديقى واعتقادى من أأح (جبهة النصرة) .

    شاهين
                  

العنوان الكاتب Date
توبة يا حبوبة . shaheen shaheen12-29-13, 08:19 AM
  Re: توبة يا حبوبة . بله محمد الفاضل12-29-13, 08:25 AM
  Re: توبة يا حبوبة . shaheen shaheen12-29-13, 08:28 AM
    Re: توبة يا حبوبة . shaheen shaheen12-29-13, 09:43 AM
      Re: توبة يا حبوبة . shaheen shaheen12-29-13, 09:47 AM
        Re: توبة يا حبوبة . shaheen shaheen02-07-14, 02:10 PM
          Re: توبة يا حبوبة . محمد جمعه الخير02-07-14, 04:10 PM
            Re: توبة يا حبوبة . shaheen shaheen04-14-14, 05:03 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de