|
Re: اردوغان مالو؟ (Re: ثروت سوار الدهب)
|
الصفحة الرئيسية أردوغان والحرب الخاسرة By admin | خميس, 12/26/2013 - 20:53 الكاتب: ممتاز أر ترك أونه
تذكروا النكتة الشهيرة؛ أحد رؤساء الوزراء ترك ثلاثة ظروف لمن يخلفه مع تنبيه صغير: "إذا تأزمت الأمور فافتح الظروف على التوالي، ففيها إرشادات لك". فجاء يوم تأزمت فيه أحوال الاقتصاد في البلد وراحت الحكومة تترنح، فتح الرئيس الجديد الظرف الأول وقرأ الحل: "اِرمِ التهمة على المعارضة!". فما أن فعل حتى هدأت الأحوال بعض الشيء، لكن سرعان ما تحول ضغط المعارضة إلى شيء لا يطاق، فاضطر إلى فتح الظرف الثاني، فقرأ الجملة الثانية: "ارم التهمة على القوى الخارجية!". ففعل فهدأ الجو بعض الشيء، لكن سرعان ما ظهرت فضائح الفساد واحدة تلو الأخرى، ووقع في حالة مستعصية، ففتح الظرف الأخير، فإذا به رسالة قصيرة: "اترك ثلاثة ظروف لمن سيخلفك!".
السيد رئيس الوزراء أردوغان لم يفتح الظرف الثالث بعد، لأنه مصمم على الاستمرار في حرب خسرها أصلا، لكنه ما زال يقاتل باستماتة. تصريحاته لا تعبر عن تفكير إستراتيجي أو تدبير سياسي، إنما تعبر عن مشاعر من الحقد والانتقام. لنفترض أنه نجح في تقطيع "الجماعة" إربا إربا، ثم رمى بأشلائها شرقا وغربا، ما الذي سيجنيه؟ هل سيعالج مرضه أو يشفي غليله؟ إنه غارق في مستنقع صعب حيث يخسر اعتباره السياسي وكارزمته التي أحرزها لدى الشعب على مدى 11 سنة. مستحيل أن يتجاوز تلك العقبة الكؤود بذلك العبء الذي يثقل ظهره. لكن الغريب أنه يأبى أن يتخلص من الجراثيم. أما الدعم الشعبي، فإلى أين يذهب وإلى أين يتجه، فذلك أمر مجهول.
الأمر المحقق هو أنه لا يملك أي وسيلة لتجاوز الجدار العالي الذي أقامه "الحقوق أو القانون" أمامه. هناك ملف للفساد يتضمن قضايا في غاية الخطورة، ورئيس الوزراء يتقبل ذلك ولو بصورة غير مباشرة. إذا صح فعلا ما نشرته جريدة "جمهوريت" من تصريح له يقول فيه "تلك الأموال ليست أموال الدولة ولا أموال الشعب"، فتلك إذن كارثة أخرى، لأنها تعني اعترافاً بالجريمة. لا شك أن قضية تورّط فيها مدير عام لبنك حكومي مع بعض أبناء الوزراء سوف يكون لها اتصال مباشر بحقوق الشعب وحقوق الدولة. أضف إلى أن السيد رئيس الوزراء عندما قال لرجال القضاء "أنتم كذلك لستم نظيفين مثل مجوهرة، نحن كذلك نعرف عنكم بعض الأمور"، فإن كلامه يتضمن جريمتين: الأولى اعتراف منه بأننا "نعم لسنا نظيفين"، والثانية اعتراف منه بأنه يخفي جرائم البعض ويستخدمها وسيلة ابتزاز وتهديد.
مضى على الأزمة أسبوع واحد فقط. لا ريب أن العدالة والعملية القضائية تعمل ببطء لكنها تعمل بقوة. الحقيقة أن رئيس الوزراء تعرض لهزيمة نكراء في حرب أراد أن ينتصر فيها بالصراخ والتهديد؛ لأن المبررات من أمثال "تلك الأموال هي من أجل الإنفاق لمدارس الأئمة والخطباء" و"هذه مؤامرة لإجهاض عملية السلام" والتأكيد على الأهمية التي لا تقبل النقاش للبنك الأهلي في الاقتصاد التركي.. نعم تلك المبررات كلها لا تكفي لإضفاء المشروعية على أعمال الفساد. الحكومة تعاني من نزيف قاتل، والمستقبل لا يبشر بخير.
أريد أن أهدي معيارا للتقويم لمن استعصى عليه فهم حقيقة ما يقع، أو لمن اختلط عليه الأمر فلم يهتدِ إلى سواء السبيل.. وذلك تزايد عدد مبيعات جريدة "زمان" بشكل كبير على الرغم من عدم وجود حملة اشتراكات في هذه الأيام.
لا بد من الإشارة إلى أن السجال القولي الذي دخله رئيس الوزراء ضد الأستاذ محمد فتح الله كولن، لا يوافق فراسة زعيم أثبت جدارته أبدا. فـ"الجماعة" ليست حزبا سياسيا، بل تعتمد على مبادئ أخلاقية ووجدانية. أضف إلى أن "الجماعة"، ما دامت تعيش في "الجحور" على حد تعبير أردوغان، فلا يوجد ما تخسره. إنما الخاسر دائما هي الحكومات السياسية التي تجمعها المصالح المشتركة، وعندما تنتهي تلك المصالح تتلاشى الحكومات. أما "الجماعة" فهي حركة تطوعية وتعتمد في قوتها على "العطاء" لا على "الأخذ". لذلك فالضغوطات التي تمارسها الحكومات لا تستطيع تدميرها، بل تزيدها قوة ومناعة. جنكيز خان صنع من جماجم مريدي الزاوية اليسوية جبالا شامخة، لكنه لم يستطع إخماد جذوة تلك المؤسسة المباركة. إذن أنى لحكومة غرقت في مستنقع من الفساد أن تقطع أغصان شجرة عملاقة من العمل التطوعي الإنساني الذي امتد إلى كل أطراف العالم. ولنفترض أنها قطعت أغصانها ودمرتها عن آخرها، فما الفائدة التي ستجنيها في نهاية المطاف؟
السيد الأستاذ فتح الله كولن أشار إلى الحل قائلا "طهّر نفسك، وأقم الوحدة، وابحث عن سبل التوافق والاتفاق". لكن رئيس الوزراء يقف وقفة حديدية كتلك التي وقفها ضد الانقلابيين، لكن هذه المرة يقفها ضد أفراد هيّنين ليّنين ليونة الريش والقطن، ويهدد قائلا: "لن نتراجع خطوة واحدة". وبذلك يدمر نفسه بنفسه ويقضي على مصداقيته واعتباره. إنه مصر على الاستمرار في حرب خسرها أصلا.
ميزان العدالة لم يعد في يد السيد رئيس الوزراء؛ لقد وُضع هو الآخر في إحدى كفتي الميزان، وللأسف يفقد ثقله يوما بعد يوم. http://turkeytoday.net/node/11010
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 01:33 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 04:04 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 04:26 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 04:39 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | HAYDER GASIM | 12-28-13, 04:40 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | Mohammed Sedeq | 12-28-13, 07:44 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | Mohammed Sedeq | 12-28-13, 08:09 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | Mohamed Doudi | 12-28-13, 08:29 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | Mohammed Sedeq | 12-28-13, 08:36 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | Hisham Amin | 12-28-13, 08:52 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | وضاح عبدالرحمن جابر | 12-28-13, 09:02 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | ahmedona | 12-28-13, 09:29 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | محمد المسلمي | 12-28-13, 09:38 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 05:24 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 05:38 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 05:51 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | مهدي صلاح | 12-28-13, 05:48 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | Osman Musa | 12-28-13, 06:03 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | علاء سيداحمد | 12-28-13, 06:12 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | Hisham Amin | 12-28-13, 06:03 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 06:22 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 06:24 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 06:49 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 06:53 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 07:57 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | Deng | 12-28-13, 08:27 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | الصادق عبدالله الحسن | 12-28-13, 09:22 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | Elawad Eltayeb | 12-28-13, 09:30 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | Hisham Amin | 12-28-13, 09:16 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 10:17 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-28-13, 11:52 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-29-13, 04:48 PM |
Re: اردوغان مالو؟ | ثروت سوار الدهب | 12-30-13, 01:37 AM |
Re: اردوغان مالو؟ | وضاح عبدالرحمن جابر | 12-30-13, 07:07 AM |
|
|
|