أخبار وفعاليات المركز الثقافي السوداني ـ الدوحة قطر

Quote: سلام أخي بدرالدين وجميع المتداخلين والقراء ،، كنت قد كتبت موضوعاً في ذات الشأن بعنوان : (راح الميعاد يا عثمان! فهل من نبيٍ للثقافة ! ينبئنا بقرب المجىء ؟! ) .. ولكنك سبقتني . على أي حال ، سأسرد الوقائع يا بدرالدين ، من غير زيادة ولا نقصان : أولاً وقبل كل شىء ،، شكراً لدولة قطر الوفية ، لمنحها لنا ذلك المكان كمركز ثقافي للسودانيين ،، وجعلها هذا ممكناً ... فكل الشكر والعرفان للأوفياء الأعزاء بدولة قطر . ثانياً : جزيل الشكر والإمتنان للإخوة الأعزاء : الفنان الموسيقار الأستاذ / علاء الدين سنهوري ، المدير التنفيذي للمركز الثقافي السوداني بالدوحة ... والموسيقي الفنان/ معتز القريش ، المنسق الفني بالمركز – والأستاذ الفنان/ عادل التيجاني ، مدير مركز أصدقاء البيئة ... وذلك لمجهوداتهم ومحاولاتهم الثرة المقدرة ، لإستضافة الأستاذ البروف الموسيقار الفنان/ عثمان مصطفى ، الذي عبر من هنا ، في مهمة رسمية لتمثيل السودان في الملتقى الموسيقي العربي التابع لجامعة الدول العربية بالدوحة. أما بعد ،، قدِمَ البروف الفنان عثمان مصطفى ، إلى الدوحة في مهمة رسمية لتمثيل السودان في الملتقى الموسيقي العربي ، التابع لجامعة الدول العربية من : 1 إلى 3 ديسمبر – 2013م . فرغ البروف من فعاليات الملتقى ، وعزّ علينا أن يغادر حاملاً معه أشياءنا المكتنزة فيه ، وعبق (ماضي الذكريات) و ( العيون الشاربة من لون الشفق عند المغارب ) ! ... فما كان منا إلا أن قلنا له : ( فيها أيه لو جيت فايت بالدرب وتقول سلام ، ياخي ) ، على أهلك الذين طال اغترابهم بعيداً عن الوطن والديار والأهل ، وأنت حاملاً إكسير من أكاسير حياتهم وذكرياتهم وأطلالهم وأمانيهم وأماسيهم وصباحاتهم المشرقة في حضن ذاك الوطن المغروس في الضمائر والقلوب ! ... فطلبنا تغيير مواعيد الحجز للسفر ، لمدة إسبوع واحد ، لعلنا نحظى باقتطاف ما لدينا لدى الرجل من ثمار وأشجان وأغنيات من رحيق تلك الديار العامرة وعن ذاك الوطن الحبيب ! ... فوافق الرجل مشكوراً على الرغم من ارتباطاته بعمله بجامعة السودان ! ولكن ، الهوى الغلاب ، والتضحية بالنفيس والغالي في سبيل إسعاد الناس والأصدقاء والأهل ! ... إتصل الأخ العزيز الإعلامي / لقمان همام ، بالأخ الأستاذ عادل التيجاني ، واتفق ثلاثتهم على إقامة برنامج ( منتدى الحروف ) بمركز أصدقاء البيئة .. و حُدِد لذلك يوم السبت الموافق : 7/12/2013م .. حُدِد يوم السبت تحديداً كما علمت من لقمان ، نسبة لانشغال الجمهور يومي الخميس والجمعة 5 و6 / 12 ، بمسرحية ( النظام يريد ) بمسرح قطر الوطني ... بزلنا قصارى جهدنا لإنجاح المنتدى يوم السبت .. والحق يقال فلقد بذل الأخ الفنان الموسيقار/ علاء الدين سنهوري ، المدير التنفيذي لمركز الثقافة السوداني ، جهداً مقدراً ،، واستضاف البروفات بالمركز ورحب بالأستاذ والفرقة الموسيقية على مدى يومين . ولكن نسبة إلى صِغر مساحة صالة مركز أصدقاء البيئة لمؤقتة ، والتي تسع لدخول 50 فرد فقط ، ولظروف المسرحية ، كان عدد الحضور حوالي 40 شخص من المهتمين ... ولقد كانت حفلة مميزة في غاية الروعة ، وبذل فيها الأخ / عادل التيجاني ، وأعضاء الفرقة الموسيقية المكونة من الموسيقيين العازفين المبدعين ، وهم : عبدالمنعم الفكي ، إيقاع .. وأحمد الزبير Leading جيتار.. و محمد حسن بيز جيتار .. و معتز القريش أورقن .. و عبدالخالق أوكورديون .. والشاب الطموح المبدع محمد عثمان ، فلووت ..... وكانت ليلة تاريخية مُذهِلة .. وكعادته أذهل الشامخ البروف الفنان عثمان مصطفى ، الحضور ، وأبكى الناس بالدمع الغزير ، من شدة وهج ذلك الشجن الشجي العميق ، وذاك الأداء العلمي الرفيع ، الراقي ، القوي ،، على الرغم من اتكائه على عكازته تلك ، بعد أن هدّ حيله المرض وذلك القضروف اللعين ! ولكنه كان شامخاً بتلك الروح المشرقة ، وبذاك الصوت الشجي القوي الرهيب ! فما كان مني إلا أن أخذت المايكرفون ، وبناءً على ضؤ أخضر من الأستاذ الموسيقار/ علاء الدين سنهوري ، مدير المركز ،، وعادل التيجاني ، ومعتز القريش ، منسق البرامج الموسيقية بالمركز ، إلا أن أعلن أمام الحضور ، بالنية لإقامة حفل أكبر يوم الثلاثاء 10 ديسمبر .. وذلك من باب ( أن تحب للناس ما تُحِب لنفسك ) من فيض ذاك الجمال والألقٍ ،، وتلك الأشياء السودانية الخرافية المذهلة الأسطورية ! ،، وتلك المتعة اللما بعدها متعة ،، لسماع ذلك الشجن السوداني الخرافي ، من ذلك الصوت الشجي ، العظيم ، لفنان لم يُهلِك صوته الدهر ، وإن أصابه بعضٌ من الوهن والمرض والهرم الجسدي ! إتصلت اليوم التالي للتأكد من الموافقة لإقامة الحفل ، بالأستاذ/ علاء سنهوري ، مدير المركز وأبلغته برغبتنا وبرغبة الأستاذ عثمان مصطفى ، وبعزمنا على إقامة الحفل في يوم الثلاثاء الموافق 10/12 .. وكانت هنالك بعض نقاط متعلقة ببعض الإجراءات ، لم تك واضحة بالنسبة لعلاء سنهوري ، فطلب مني إعطائه بعض الوقت لتتدارسها وللتأكد منها .. وعلى أي حال لم تلك تلك النقاط بعائق كبير ، وتمت موافقة الأستاذ/ علاء سنهوري .. ولمزيد من التأكيد إتصل بي صباح الإثنين الباكر ، وحوالي الساعة السادسة والربع صباحاً ، الأخ العزيز/ معتز القريش ،، وأبلغني ببعض الشروط التنظيمية المتعلقة بالحفل ، وطلب مني التأكد من الأستاذ عثمان بالموافقة عليها .. وبالفعل إتصلت بالأستاذ عثمان مصطفى وأبلغته بتلك الشروط ، ووافق عليها تماماً .. فأتصلت بالأخ معتز وأبلغته بموافقتنا على إجراءات ترتيب المركز المتبعة .. وأبلغني معتز بأنهم في المركز ملتزمون بتوفير الصالة وتجهيزها وبتوفير وتجهيز الفرقة الموسيقية ، وأردف قائلاً بأنه هو شخصياً ملتزم بالعزف مع الأستاذ عثمان بلا أي مقابل ،، وقال لي بأنه يتشرف بالعزف وراء الأستاذ عثمان مصطفى .. فكم سعدت بهذا الشعور النبيل المتفاني الجميل من معتز القريش . كما سعدت جداً بهذا الخبر ، وأبلغته بان الأخ/ عادل التيجاني أيضاً ، قد تبرع أيضاً ب (الساوند سيستم) . وانتهينا عل كده ونحن في غاية الإطمئنان . والحق يقال فلقد أعلن الإخوة الموسيقيون على لسان الإخوة الأعزاء/ عبدالمنعم الفكي ، وأحمد الزبير ، بتبرعهم جميعاً بالعمل مع الأستاذ عثمان مصطفى .. فلكم نحن سعداء بهؤلاء الشباب الموسيقيين المهرة الأفذاذ ! واصلت جهدي في الإتصال بالناس سعيداً مطمئناً ، وكان جهداً موفقاً جداً ذلك اليوم ،، حيث تم الإتصال برابطة الأطباء السودانيين وتم تأكيد تلبيتهم للدعوة .. كما تم تأكيد التواصل مع الإخوة في رابطة خريجي الهند ، وتأكد التزامهم بالحضور ..... كما تم الإتصال برابطة المرأة السودانية ( سوى ) وتم تأكيد تلبيتهن للدعوة ... وكذا تواصل الجهد في دعوة أكبر كم من الأصدقاء والأهل ، ومحبي الفنان / عثمان مصطفى . وفي مساء نفس ذلك اليوم، ( يوم الإثنين ) كان معي الفنان / عثمان مصطفى بالمستشفى ، لإجراء بعض الفحوصات ، ولقد تمت بحمد الله ، وخرجنا من المستشفى حوالي الساعة الرابعة مساء .. وفي الطريق للبيت جاءتني رسالة من الأخ معتز القريش ، على الموبايل تقول بأن : الترتيبات جارية . مما زادنا تأكداً واطمئناناً .. وبعد صلاة العشاء تقريباً ، أي حوالي الساعة السابعة والنصف ، إتصل بي الأخ الصحفي الشاعر/ خضر عطا المنان ، يسأل عن الفنان عثمان ، وقال لي أنه قد اتصل بالأخ عادل التيجاني بعد أن قرأ بالجريدة خبر حفل الفنان / عثمان مصطفى ، وعلم بوجوده في قطر .. ولكن عادل التيجاني أبلغه بأن الحفل قد أُلغي ! ... هكذا وردنا خبر إلغاء الحفل ، عن طريق الصدفة ! باتصال خضر عطا المنان ! ..... لم أصدق ما سمعت ، فاستأذنت من الأستاذ خضر ، وقلت له ( برجع ليك تاني ) .. إتصلت بالأخ عالدل التيجاني ، وسألته : هل صحيح تم إلغاء الحفل ؟! فقال لي : نعم ، أُلغي الحفل ! ... ليه ياعادل السبب شنو ؟! قال والله هو حاول مع إدارة المركز المستحيل ، ولكنهم رفضوا بدعوى أن : ( منتدى الحروف اتعمل كنسخة لعثمان مصطفى بمركز أصدقاء البيئة ) وهم غير مستعدين لتكرار العمل مرة تانية ، حسب اتفاق مسبق مع مركز أصدقاء البيئة ! .. قلت له : وهل هذا سبب وجيه وكافي لإلغاء حفل لفنان عريق وأستاذ في الموسيقى ، له تاريخ عريض ؟! .. فقال لي : والله ده الحصل ! طبعاً كلّمت الأستاذ عثمان مصطفى وقلت له أن الأستاذ خضر عطا المنان اتصل ، وحصل كده كده كده ، وأبلغته بخبر إلغاء الحفل من قِبل مجلس إدارة المركز الثقافي السوداني ! ولما أشعر به من مسؤولي تجاه هذا الإلتزام الذي كان على عاتقي ، طلبت من الأستاذ عثمان مصطفى ، أن يذهب معي للمركز الثقافي مباشرة والإلتقاء بهم ، على الأقل لمعرفة وجهة نظرهم مباشرة والملابسات التي أدت لهذا القرار الغريب ! ذهبنا لمركز الثقافة أنا والأستاذ عثمان مصطفى ،، وأول ما دخلنا إلى مكتب الإستقبال ،، استقبلنا الأخ / معتز القريش مشكوراً ،، ولكنه كان يبدو حزيناً ومهموماً ! ... قال لنا في حسرة : والله الموضوع ما مشا والحفل ما حيقوم ! وقال أن السبب في ذلك هو تضارب في مواعيد بعض البرامج بالمركز ! وبعدم علمهم هو والأخ/ علاء الدين سنهوري ببعض البرامج التي كانت موضوعة سلفاً من قِبل الإدارة ، ومنها برنامج ليوم الثلاثاء ، وهو بعنوان ( نفير ) . قلت : طيب يا معتز ، الأخ/ علاء سنهوري ، مدير المركز ، ما ملم بالرزنامة بتاعة المركز دي وكل البرامج دي ؟!! ... فأجاب معتز : بأن علاء الين سنهوري ليس مدير المركز ! .. وفي نفس الوقت كان قد سمع جلبتنا تلك ، أو بالأحرى ، حوارنا ذاك ،، بعض الإخوة المسؤولين بالمركز ،، فقال لي أحدهم : أهدأ يا مامون ، نحن دائماً ما تلتبس علينا بعض الأمور ، وأنو دائماً بكون بيناتنا بعض اللبس في بعض الأمور ! قلت : كيف لبس ، ونحن متأكدين من موافقة علاء ، ومعتز ، وعادل التيجاني ،، ومن مباركتهم للموضوع وموافقتهم عليه ! .. ثم قال الأخ الكريم ، لأحد الجالسين بالمكتب أمامنا ، وسأله : هل تعلم ببرنامج حفل عثمان مصطفى هذا ؟! فأجاب : أبداً ،، وما عندي أي فكرة ! ... قال لي : أتعلم من هذا ؟! قلت : لا ... قال : هذا هو الأستاذ/ مكي القاسمابي ، الأمين العام للمركز ! .. قلت تشرفنا جداً أخي وأأسف كثير الأسف لعد الإلمام . أجلسني الأخ الأستاذ / مكي القاسمابي ، بجانب مكتبه ، في مواجهة الأستاذ عثمان ، وأردف قائلاً وبكل تهذيب واحترام : مافي أي مشكلة أخي مامون ، سنجد حل للمشكلة إنشاء الله ، أعطيني رقم تلفونك وأنا حأتواصل معاك ... قلت له بانفعال بائن : هذا الرجل غنّا لأكتوبر ! إضافة إلى أنه جاء ممثلاً للسودان في الملتقى الموسيقي العربي ! ... قال لي مهدئاً : ما حتكلمنا عن عثمان مصطفى ، فهو غني عن التعريف ..... قلت إذاً فلنعطي هذا الأمر حقه .... وفجأة تدراكت ، ثم خطرت ببالي فكرة ، فلقد كنت مستمسكاً ببصيص من ضوء ، عسى ولعل . فقلت : خلاص يا أستاذ مكي ، إذا كان يوم الثلاثاء مشغول بفعالية نفير ،، ويوم الخميس بفعالية تكريم منتدى الحروف ،، ويوم الجمعة أيضاً على ما أظن مشغول كما قيل لنا ،، إذا ممكن نعمل الحفل يوم الأربعاء الموافق 11/12 ،، و ممكن نأجل سفر الأستاذ عثمان .. هل يمكن ذلك ؟! هل هنالك ارتباط يوم الأربعاء ؟! قالوا : لا ليس هنالك أي إرتباط يوم الأربعاء .. ووافق الأستاذ عثمان مصطفى ، بعد لأي وجهد على يوم الأربعاء ، وتأجيل سفره إلى يوم السبت ... قلنا خلاص الموضوع اتحل ... وطلب منا الأستاذ / مكي ، ساعة زمان ، للإتصال بأعضاء مجلس الإدارة ، والتداول معهم خول هذا المقترح ... انتظرنا بالساحة قرب الكافتيريا حوالي ساعة ،، والسيد مكي مشكوراً يتفاوض بالجوال مع ذوي الأمر بالمركز .... وتقريباً ساعة زمان بالضبط ، كما وعد الأستاذ/ مكي ،، ثم أشار لي بمناداة الأستاذ عثمان ... ووقفنا في منتصف الساحة للإستماع للأستاذ مكي ، وللقرار: فقال لعثمان : والله نأسف جداً لأنو الجماعة ديل ما وافقوا للأسباب الآتية : قالوا هم أصلاً واضعنك يا أستاذ عثمان على رأس قائمة من الفنانين منهم كابلي وغيرهم . وسوف تتم دعوتهم في شهر مارس القادم لإقامة ندوات وحفلات بقاعات ومسارح كُبرى بقطر ! وهم ما عايزين يحرقوا كرت عثمان مصطفى الآن بحفل مرتجل وبسيط زي ده ( أو كما قالوا ) ! ... ثم أردف قائلاً : حتجوا على حساب المركز وسيتكفل المركز بكل شىء من إقامة وتذاكر ونحوه ! ... ثم اعتذر لنا اعتذاراً لطيفاً ، ثم ذهبنا ونحن طائعين صاغرين ، ومفجوعين ، وغير مصدقين لما يحدث ! غادر البروف الفنان عثمان مصطفى في مواعيده بالأمس الأربعاء 11/12 ، إلى الخرطوم وهو متكئاً على عكازته تلك ، ومتحاملاً على المرض وألم القضروف ! ولكنه هاشاً باشاً مرحاً ومبتسماً بخفة ظله تلك ، وبهاتيك الروح الشامخة المشرقة . فلله درك أخي وصديقي عثمان مصطفى ،، وعسى أن نلتقيك مجدداً ،، والله مشتاقين ، ياخي !