كاتب المقال عبد المنعم شيحة باحث تونسي، حاصل على دكتوراه في اللغة والآداب والحضارة العربيّة- الجامعة التونسيّة. مهتم بقضايا الفكر ============================================================ نقلى لهذه القراءة هنا للفائدة العامة و لا علاقة لذلك بالاتفاق او الاختلاف مع كاتب المقال او مؤلف الكتاب ============================================================ تمهيد: يُعدّ كتاب "الإسلام والدولة"[1] للمفكّر السوداني النيل عبد القادر أبو قرون[2] من أكثر كتب هذا الباحث إثارة للجدل والنقاش؛ لما تضمّنه من جرأة في القراءة وصراحة في المناقشة والاستنتاج لم يسبقه إليها مفكّر من داخل الحضارة العربيّة الحديثة، إلاّ وكُفّر أو رُميّ بكلّ كبيرة أو أُدخل محاكم التجريم.[3] والكتاب صادر عن المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر سنة 2010، وهو يتكوّن من مفتتح واثني عشر فصلاً تُعالج قضايا على علاقة وطيدة بأمور الدعوة النبويّة والدولة ومُستلزماتها وما أثارته هذا القضايا من إشكاليات. أمّا عناوين هذه الفصول، فقد قام أغلبها على الاستفهام الذي يبغي صاحبه منه المراجعة أو التفكير في مسائل طرحت قبله مراراً وتكراراً من قبيل: -دين الإسلام أم دين المسلمين؟ -دولة أم دعوة؟ -ما حكم الله؟ -مرجعيّة دينيّة أم حكم سياسي؟ -دولة من أجل الدين أم دين من أجل الدولة؟ -دولة مدنيّة أم دينيّة؟ -من هم الذين آمنوا؟ وإذا كان هذا الباحث السودانيّ قد اشتهر بكتابه "نبيّ من بلاد السودان" الذي قدّم فيه قراءة مُغايرة لقصّة فرعون وموسى تشذُّ عن المعهود من القراءات، فإنّه في هذا الكتاب يُلامس موضوعاً جوهريّاً حارقاً في الحضارة العربيّة الإسلاميّة، وهو علاقة الإسلام بالدولة من نواحي مختلفة. فمن أهمّ الاستفهامات التي وقف عندها: هل يمكن القول إنّ الإسلام هو دين جاء لتكوين دولة سياسيّة محدودة أم هو دعوة إلهيّة للناس كافّة؟ وهل جاء ليلغي الديانات السابقة ويكفّر أصحابها أم جاء مصدّقاً لها؟ وهل يجوز إجبار الناس على الدخول في الإسلام بحدّ السيف، أم إنّ الإسلام جاء ليكفل الحريّات الدينيّة، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؟ وإذا كان الأمر كذلك، فماذا عن "الفتوحات الإسلاميّة" أو "غزوات" النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ؟ ثمّ من هم "الّذين آمنوا" الّذين خوطبوا مراراً في القرآن الكريم، وما الفرق بينهم وبين الّذين هادوا والنصارى والصابئين؟ ويقول ناشر الكتاب إنّ المفكّر السودانيّ الشيخ النيل عبد القادر أبو قرون قد نفض الغبار في كتابه هذا عن: "أربعة عشر قرناً من الأفكار والممارسات الّتي وجدنا عليها آباءنا وما تناقله السلف دون تمحيص، حتّى لو كانت نصوصهم المنقولة تطعن أحياناً في أخلاق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أو تشكّك في القرآن العظيم، مستنداً في حججه الدامغة إلى كتاب الله وعصمة نبيّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وبالتالي فإنّ من يقرأه سيشعر بمقدار أصالته، فهو لا يقلّد السابقين في تفسيراتهم، ولا يتقيّد بها، بل لا تجد في مادّته رجوعاً إلى مصادرهم في ما يخالف القرآن العظيم وعصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد يرى بعضهم في نصوصه حقائق صادمة، ذلك أنّ قروناً كثيرة مضت دون اجتهاد وتجديد، ولهذا فإنّ خير قراءة لهذا الكتاب هي أخذه بالمحبّة بعيداً عن التعصّب الأعمى والانغلاق والخوف".[4]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة