|
الامير يكتب عن الشريف
|
قال الامير عن محجوب
محجوب شريف الموطـأ كنفا
ان للاوطان منتسبين يعرفون بها لانهم من موالديها او لانهم يحملون جنسيتها وهؤلاء لاعلاقه لهم بها ولاوقع لها عليهم وان تطاولوا وتقدموا او تقلدوا وسادوا ويحق لاهلها ان يتساءلوا من اين اتى هؤلاء ؟ بل من هم ؟ لانهم غرباء على الموروث ودخلاء على المامول كما ان للاوطان ابناء وبنات شرعيون ينتمون اليها بحق ويتشرفون بالانتماء وهؤلاء هم (المواطنون)ومن هؤلاء من هم اشد انتماء او اقوى ارتباطا يكون الوطن لهم هما وهاجسا وشاغلا هم (الوطنيون ) الذين لايجدون فى اعينهم الاهو ……. والوطنيه تتفاوت درجاتها … وتتراوح مراتبها …. اعلاها وارفعها مايحتله “اهل الخصوصيه” وهؤلاء عدد محدود فى تاريخ كل امه لايعيش منهم عاده فى وطن واحد وزمان واحد الا عدد قليل لايتعد اصابع اليد الواحده هم “المسكونون “الذين يسكنهم الوطن ـ وليس االعكس مستوطن فى دواخلهم مستقر فى قلوبهم …. لايعرف الترحال يجرى حبه فيهم مجرى الدم …… وهو محض تفكيرهم شغلهم وشاغلهم …. وجدهم ووجدانهم …..شوقهم واشواقهم همهم وانفعالاتهم …… يسيطر ويتحكم فى كل انفعالاتم واحاسيسهم دون حدود او حواجز …..لان كل الذى يربطهم به لامتناهى فهم الوطن وهو ذاتهم وصفاتهم وطنا ال باسمك كتبنا ورطنا احبك مكانك صميم الفؤاد احبك ملاذ وناسك عزاز احبك حقيقه واحبك مجاز احبك بتضحك احبك عبوس اصدق كلامك حقيقه وبخاف اخاف الطريق اللى مابودى ليك اعاف الصديق اللى مابهم بيك معاك انتظارى ولو بالكفاف وعنك بعيد ابيت الرحيل وبيك اعتزاز الرحيل الجميل فاهل الخصوصيه مع ندرتهم غير قابلين للذوبان والتوارى فى مجتمعاتهم بل هم كالكواكب مميزون متميزون ومتزينون لايستطيعون الاختفاء او الانزواء وان ارادوا فهم شموس فى وضح النهار … يبصرهم الكفيف ….. ولاينكر فضلهم المكابر … ولايملك لهم الد الاعداء كرها ….. ولايقدر خصومهم الا على تقديرهم واحترامهم اما محبتهم فهى فرض عين على كل من عرفهم او سمع بهم ……. شهرتهم بشهرة الوطن واهميتهم من اهميته وامتداده …… هم الاحرار لايستعمرهم الا الوطن فهو السيد فيهم والمالك ولسان حالهم يقول احرار وحريتنا فى ايمانا بيك ثوار بنفتح للشمس فى ليلنا باب ابدا جذورنا فيك تمتد وتجيك مابنرمى اسمك فى التراب ونغنى ليك انت المعلم والكتاب يعيشهم الناس ويحسونهم بانفعال وتفاعل لان الذى بينهم محركا لافئدتهم رباط ولكنه قطعا غيرالذى هو معهود ومعروف … بل هو رباط روحى لاينفصم اذا تحدث اهل الخصوصيه عقل الناس وفهموا المراد والمقصود كلامهم مسموع مدرك ولكن ليس للاذنين به علاقه …… يجده الناس مباشره فى دواخلهم واصل وكامن يكادوا يلمسوه بايديهم ولايستطيعوا الافصاح عنه والتعبير بهذه الطريقه البسيطه والفصيحه المباشره ومااتخذ “اهل الخصوصيه ” موقفا الاانبهر به الناس واعتبروه الموقف الصحيح الرائع فاشادوا وساندوا وتحمسوا …..فياترى ماهو السر الذى يحرك قلوب العالمين ومشاعرهم ووجدانهم تلقاء هؤلاء الخلص وبهذه الصوره والتلقائيه المذهلتين ؟سؤال مشروع مطروح … والاجابه عليه شافيه ومقنعه ….. انه الخالق البارى المصور الذى اذا احب عبدا اخبر الملائكه فاحبوه ومالت اليه قلوب العالمين ويبادل ” اهل الخصوصيه ” الناس كل الناس حبا دون تمييز او تفضيل مع انحيازهم التام ودون مراء للغلابه المساكين والضعفاء المستضعفين …. يتركون كل شىء فى سبيلهم ويسعون بكل الجد والتجرد لقضاء حوائجهم وتلبية رغباتهم وكثيرا ماحالفهم التوفيق لان الله قد جعل الخير على ايديهم…. ان يوم سعدهم يوم يتمكنوا من قضاء حوائج المحتاجين واحلك ايامهم يوم يعجزون فيه من تقديم يد العون او ان يفشلوا فى الآخذ بيد مستضعف وجوههم مرآة صدق تعكس كل مايدور فى صدورهم بوضوح مبين ….. فرحهم معدى سريع الانتشار والسريان فى الناس …. حزنهم يخيم فى كل من حولهم انفعالا لايملك له اى انسان صد ا ولا ردا ولا سيطره ( ان لله عبادا يحبهم ويحبوه خصهم بقضاء حوائج الناس ..اولائك الموطؤن اكنافا يالفون ويؤلفون) صدق المصطفى عليه الصلاة والسلام الذى لاينطق على الهوى ان هو الا وحى يوحى …من صفاتهم انهم بسطاء ….. مرهفون ….. متواضعون ….. يعرف ذلك فيهم كل من عرفهم او احتك بهم او حتى من رآهم لاول مره وتواضعهم لله … ليس للناس فيه نصيب …. ولذلك رفعهم ….. اليس من تواضع لله رفعه ؟ … والصدق ديدنهم ملازم لهم فى كل الاحوال قولا وفعلا ونيه مع انفسهم واهليهم ومجتمعهم وقبل ذلك كله مع الله العلى الخبير الاخلاص معناه التجرد من كل غرض وهوى فالشىء الخالص هو الخالى من كل شائبه وشبهه “وان لكم فى الانعام لعبرة نسقيكم من ما فى بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين النحل 66 والله طيب لايقبل الا الطيب … الطيبه والاخلاص .. خصلتان توءم تجدهما متلازمتان ملازمتان لكل واحد من هؤلاء الخلص ” اهل الخصوصيه “الذين لهم الجهاد والكفاح والنضال صنعه .. والذود عن الوطن دفاع عن الذات ..والتضحيات واجب مقدس .. والدفاع عن حريات الناس وحقوقهم فريضه مستوجبه ….. وشرط من شروط انسانيتهم … من غيرهم يهب الحياه المعنى والطعم واللون والرائحه)
عبد الله عبد الرحمن نقد الله
• نشر هذا المقال (الوثيقه ) فى ملف اصدرته صحيفة الايام عن شاعر الشعب محجوب شريف فى مارس 2002
محمد الحسن محمد عثمان
|
|
|
|
|
|
|
|
|