|
مِثلَهُ لا يُنْعَى ولكن يُحْتَذَى (وداعاً محجوب)
|
قتل النقاد الشاعر وهو حي، قالوا له دع قصائدك وأمض في سبيلك، ولكن محجوباً الشاعر لم يمضى فى سبيله، عاش قصائده كما هي، مَجّد الشعب بقصائده وساهم بيده في تحقيق مجد الشعب، نهض للعمل العام وما توقف لحظة، زحفت رطوبة السجون لرئتيه فأبقى على الهواء الفاسد داخلها وأخرج لنا (هواءاً نظيفاً)، كما تقول الفرنجة. أخذني له (محمد عبد الرحمن شقل) في يومٍ ما في الدلالة في أمدرمان، رأيته يفترش بسطةً عليها من البضاعة ما يساوى حفنة جنيهات، كان هناك ليكون بين الناس لا ليغتني من تلك التجارة البائسة، تابعت بعدها اعتذاره العظيم عن قصائده المايوية، فعرفت أن الرجل نبيل. رد الجميل كان شعاره الذي أبتعه بالعمل، وهو مثالٌ يُحْتَذَى، ليت الشعراء كلهم مثلك (يقولون ما يفعلون) ولا يهيمون إلا بحب شعوبهم، نعم قد لا يحبك البعض منهم ولكنك شاعر الشعب من الشعب اتيت وللشعب غنيت وله رددت الجميل.
جميلك علينا أن نحتذيك مثالاً في حبنا للشعب وللوطن، في نهوضنا للعمل العام، في غرسنا للقيم في نفوس الناس.
سلامٌ عليك يا محجوب وشكراً لك
|
|
|
|
|
|