|
حينما يتحول الشعب إلى أمة مصطولة
|
منذ فترة وأنا الاحظ التعاطي الجنوني للشعب السوداني لفن الغناء ... مغتربين ومرابطين بالداخل ..إهتمام حكومي محموم بالفن السوداني وكأنه قد ولد اليوم ... رعايات سخية من شركات الإتصال بتكريم المبدعين من الفنانيين ... إهتمام رسمي وشعبي بتعاطي جرعات عالية ومكثفة للغناء .... المغتربين في بلاد المهجر أصبح الوطن عندهم مختصراً في كلمات أغنية والحان عذبة بعد أن بعدت الشقة بينهم والعودة إلى العيش في أحضان الوطن.
وسائل الإعلام المحلية ليس لديها مادة تقدمها للمشاهد والمستمع سوى الغناء .... أي جلسة حوارية مهما كان موضوعها لابد فيها من وصلات غنائية ... لن تحلو جلسة بدون العزف على هذا الوتر الحساس الذي يحرك العصب الخامس للشعب السوداني السكران والمصطول بالقديم المعتق من الفن الذي تم إنتاجه في حقبة الستينات والسبعينات ولكن كان تعاطيه في تلك الحقبة تعاطي إيجابي ومتوازن لم يمنع الناس من الإنتاج والعمل كما تم إستدعاؤه الآن بجنون ليتعاطاه الشعب بكميات مهولة حتى يصاب بالخدر الجميل وينسى حكاية التحول الديموقراطي والعمل الجاد الذي يخرج البلاد من تخلفها ووضعها المذري إلى آفاق التنمية والتطور.
|
|
|
|
|
|