|
|
 غرق البواخر والمركبات في السودان ...طائرات-توثيق لمآسي
|
أحزان العواصف والرمل: غرق البواخر والمركبات في السودان "
الخرطوم - أمير آدم حسن
في حوادث السير والطيران وغرق السفن، كثيراً ما تسحل وتطير وتغوص الحقائق والتفاصيل وتذهب مع الأنفاس الأخيرة للموتى أو تصعد مع أرواحهم الطاهرة إلى مخابئ الأسرار العظيمة، وتبقي الأحزان وبعض متعلقات الذين مضوا إلى أقدارهم طافية على سطح الروايات وراسية على سواحل القصص التي تحمل معاني الأسف وترفع على متنها وهوامشها وخاتمتها الفاتحة والدعاء للراحلين بفيوض الرحمة والمغفرة، هذه هي التميمة التي نلجأ إليها كلما به حلت بنا المصائب، لكن أجزاء كثيرة من الحقيقة تظل ملقاة عند الشاطئ تعصف بها الريح إلى أمكنة قصية، وتعبث بها جدلية المد والجذر تغرقها حيناً وتطفو بها أحياناً.
وها نحن نحاول من بين هذا الخضم المتلاطم رصد بعض حوادث غرق المراكب والسفن في أنهار السودان، هي محاولة قد تبدو كسرادق عزاء يوثق للبكاء التاريخي على الغرقى من البشر والغارقات من السفن، لكنها تبدو أكثر من ذلك مثل حلقة نقاش نستعيد من خلالها ذكرى (الغريقة) هيئة النقل النهري، لعلها تعود دون تلك الأخطاء التي ذهبت بأرواح الأبرياء مع تأميننا على أن للأقدار نفاذها الذي لا يُرد، لكن يمكن تلطيفه، فإلى النهر الآن، ابحروا معنا:
مركب كركوج (1967م)
في مايو 1967 غرقت إحدى المراكب الشراعية في قرية كركوج مركز سنجة، انقلبت المركب التي كانت في طريقها إلى الضفة الغربية، حيث قرية (سير) وعلى متنها (63) شخصا نجا منهم (3) فقط، كانوا يجيدون السباحة، بينما ابتلع النيل البقية، ولا زالت سر الغرق مدفون في جوف النهر الأزرق، ويعد هذا الحادث الثاني بعد حادث الرصيرص المشؤوم في خمسينيات القرن ذاته.
غرق الباخرة ملكة (1970م)
ليلة الجمعة 9 أكتوبر 1970م، قرر عدد من أساتذة كلية الهندسة جامعة الخرطوم وموظفيها برفقة أسرهم قضاء عطلة نهاية الأسبوع (ويك إند) في منطقة السبلوقة الشهيرة، أوكلوا مهمة تنسيق الرحلة النيلية إلى السيد جرجس أيوب صاحب (وكالة للسياحة) وأعدوا له قائمة بأسماء الأشخاص المشاركين في الرحلة التي انطلقت في صبيحة الجمعة على متن الباخرة (ملكة) تاركين سياراتهم أمام الفندق الكبير بالخرطوم، أنفق الجميع وقتاً ممتعاً في السبلوقة وفي رحلة العودة وقبل وصول إلى مرساها الخرطومي في الثانية عشرة ليلاً حلت الكارثة بـ(45) دقيقة حلت الكارثة، حيث اتصلت قوة من الشرطة برئاسة بوليس أم درمان تبلغها أنها شاهدت إحدى البواخر، وهي تتعرض للغرق شمال جزيرة توتي وأنهم سمعوا صيحات استغاثة صادرة عنها، وقد قالت الإفادات والتقارير الرسمية بعد ذلك ان الباخرة ملكة اصطدمت بالرمال على بعد (25) ياردة من الشاطئ الشمالي لتوتي و(600) ياردة من كبرى النيل الأبيض، نتيجة لعاصفة تتعذر جرائها الملاحة والابحار ما أدى إلى تحول جميع الموجودين في سطح الباخرة إلى جنبها الأيمن فغرقت بسرعة عالية وغير متوقعة فتوفي (11) شخصاً بينهم ثلاثة أطفال، وبينما تم إنقاذ (40) آخرين، هم فرجينيا علي عامر، أميرة عز الدين علي عامر / اماني زكي منصور/ دكتور زالانكا وابنته/ الان روجرز/ جمالات السيد/ نعيمة منصور/ سعاد عباس/ ساطر ابو عزيز (بحار)/ عبد الصادق إسماعيل (بحار)/ عبد الله محمد خير (بحار)/ عكاشة حسين عبد الحميد /سلامة عز الدين /دكتور روجرز/ نادر، ونجت (طالب بجامعه القاهرة) /عوض صغيرون حسن (مهندس) /عبد اللطيف محمد أحمد/ محمد إبراهيم عبود (أستاذ)/ محمد عبد الله الريح (مدير متحف التاريخ الطبيعي)/ يوسف محمد سليمان(استاذ بجامعة الخرطوم) /يوسف البشير (موظف بالإسكان)/ عابدين أحمد بابكر (عامل بالوابور)/ محيي الدين سيد أحمد (عامل بالوابور)/ عبد العزيز حسن خوجلي (عامل بالوابور)/ بروفيسور ريمو(أستاذ بالجامعة) وزوجته وابنته/ بروفيسور فانكو فتش/ محجوب محمد شاكر/عبد الرحمن علي فضل/عبد الله طه/ جوفان فتش وزوجته / مستر زارج / ناجي ونجت/ شوقي ونجت/ سكولوكا سودنا/ سيراكا سودنا اما المفقودين الاحدي عشر فهم/ مستر تشالسكي بولندي الجنسية واثنين من أطفاله/ السيدة فوزية اندراوس وطفلها/ جرجس أيوب مرقص/ السر علي جميل/ ايميلي ميخائيل/حنفي محمود/ محمد عبد المجيد صالح/ عبد الله دينق.
مركب جزيرة توتي الشهير (1979م)
وقع هذا الحادث في نهار السبت 13 يناير 1979 بعد أن تداعى أهل جزيرة توتي إلى بيت آل خطاب للقيام بالواجب حيال، فقد هذه الأسرة (للحاج أحمد العبيد خطاب) الذي توفي في ذلك الصباح وكعادة أهل المنطقة فإنهم يثوون موتاهم إلى مقابر (حلة خوجلي)، حيث انتقل بعض الأهالي لتجهيز المقبرةن بينما استقل الآخرون مركباً خاصاً بنقل الخضار برفقة الجثمان كانوا حوالى (40) شخصا لاحظوا بعد قليل أن المركب به عطب تتسرب منه المياه حتى أن بعضهم أشار إلى أن المركب لا يصلح لأداء هذه المهمة ويجب مغادرته في الحال بينما ارتأت مجموعة أخرى عكس ذلك، وأن يمكن إصلاحه بخرق قديمة ازدادت المياه المتسربة إلى المركب فمال على أحد جنبيه، فما كان من المرحوم محمد البشير الحسن إلا وأن يعلن لمن هم على متن المركب بأنه على وشك الغرق (والخفيف ينزل)، فحدث هرج ومرج وسط المرافقين للجثمان لم ينتبهوا إلاّ والمركب يغوص في لجة النيل، وقد أفاد بعض الناجين وقتها أن السبب الرئيس لهذه الكارثة هو الاضطراب وتباين وجهات النظر، حيث أفاد (أحمد عكاشة) أنه شعر بأن وضعية المركب غير متوازنة خاصة من الجهة الأمامية، فطلب من بعض الركاب الرجوع إلى الخلف، فاختلفت الآراء بين مطالب بإرجاع المركب إلى الشاطئ وبين المضي قدما إلى الشاطئ الآخر (حلة خوجلي)، وفي الأثناء أمسك أحدهم بالشراع وأفرده حسما للنقاش وإيذانا ببداية المأساة. الآن المركب في منتصف النيل مالت بالمشيعين حتى أن المجاديف لم تعد تلامس الماء وعندما غير المركب اتجاهه سارع بالقفز إلى المياه ففقدت توازنها وغاصت في اللجة، سبح البعض في عرض النيل بحثا عن الحياة.
http://www.alyoumaltali.com
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
سيف اليزل برعي البدوي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست