والجنرال المقصود هنا بالطبع ليس جنرال أمريكا الجنوبية (سيمون بوليفار).
ولا ذلك الذي اقتحم ساحة السياسية في السودان في الثلاثين من يونيو 1989م مندفعاً اندفاع الثور الأرعن لمستودع الخزف.
الجنرال موضوع البوست هو الجنرال (عبدالفتاح السيسي).
وحتى تسميته وإضفاء رتبة (جنرال) على أي من جنرالنا او جنرال مصر يُعد نوعاً من أنواع التجاوز، فـ"جنرالات" المنطقة العربية/الأفريقية بمجملهم - في العصر الأمريكي الراهن- لم يخض أي منهم حرباً خارجية، بل ان كل ألقابهم ورتبهم العسكرية، و أوسمتهم ونياشينهم جاءت بعد "نجاحهم المذهل" في الإيغال في دماء الأبرياء من أبناء أوطانهم.
تلك الدمى العسكرية التي تحركها غالباً أصابع خارجية تدغدغ بمهارة الغدد النرجسية البليـدة لذلك الجنرال، وتـُوهمه بأنه بـ"الحـزم" و "الضبط" و انتهاج الشدة سوف ينجح في أن يسوس دولته، ويسلحونه ويشجعونه للمضي تشريداً وقتلاً ورقصاً فوق جثث ضحاياه من أبناء شعبه، ليتم ملاحقته وابتزازه لاحقاً من نفس أولئك المحرضين بالجرائم التي حرضه عليها أولئك الخبثاء الكبار ، والذين هم أنفسهم من باعوه سلاح الجريمة وأداة الذبح ، وبمليارات الدولارات من أموال شعبه الفقير!!!
وليصبح ذلك الجنرال -المرصع صدره، والمزينة أكتـافه بالنجوم- مجرد رهينة ملاحقاً بجرائمه، يتلفت كالنعامة خائفاً ومذعوراً ، ثم يصبح عجينة طيعه تنفذ كل ما يطلب منها، وتهدر ما تبقى في خزائن الشعب من أموال شعبها شحيحة، وترهن مستقبل ذلك الشعب، وتضع موارده وسيادته كلها في أيادي أولئك اللصوص من المتربصين الكبار بغية أن ينال رضاهم وصفحهم عنه.. ولكنه بدلاً عن الصفح يتلقى الصفــع على خده الأيمن ثم يدير لهم خانعاً خده الأيسر.
و قد تختلف "العقائد" والمرجعيات بين ("المشير" السيسي) وصنوه في السودان.. لكنهما توأمان سياميان في الخيبة المستحكمة، وفي تقليد المخلوع (حسني مبارك) وأشباهه، و في فِعل كل ما هو أخرق و قبيح و منحط. ... .. .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة