|
Re: محمُود عبد العزيز... لا يُغنِّي... (Re: سيف اليزل سعد عمر)
|
فقدٌ كبير. لك الرحمة والمغفرة يا محمود..
فى محاولاتى لتعرِيفِها بالسودان عزمتُها على حفلٍ غنائي لمحمود عبد العزيز..
في نادي التنس..الخرطوم..
سويدية، زميلة فى العمل لأول مرة تزور السودان..
مِثلُها ومثل أي خواجة أو خواجية لها مفهومها المُسبق عن السودان..فقد سألنى صحفي سويدي من قبل أنه إندهش عندما وجد السودانيين يستخدمون آلة الاوكورديون والتى هى آلة أساسية فى الموسيقى الشعبية السويدية: بتعرِفُوا تعزفوا أُكورديون؟
أما هى فلم تسمع بالغناء السودانى من قبل وكانت تعتقد أن السودان بلد قيودٍ لا علاقة له بالفن والثقافة والحضارة.
وقفنا فى الصف مع الحشود الهائلة من الشباب والشابات...
إستاءت من كل ذلك الكم الهائل من الجماهير الذين تزاحموا للحصول على تذكرة...
كضيفة، سمحوا لها بالدخول دون الإنتظار فى الصف...
كانت الأرضية أمام المسرح مليئة بالجماهير...
صعدنا فى المقصورة. شباب فى نهاية المقصورة يحملون لافتة عليها صورة محمود يهتفون بين الحين والآخر: حودة..حودة..حودة....سألت من حودة هذا؟ قلت ليها "أصُبري"...حتشوفي براك...
غني شكرالله... ثم غني حسن الصادق... ولكل منهما شعبيته..
أتى دور محمود...
تبداء الأوركسترا بعزف أغنية "الفات زمان" "أتاري فى جواي نغم"
تقف الجماهير جميعها حتى الخواجية... يشق محمود الجماهير بصعوبة..
يصعد على خشبة المسرح، يتفاعل معه الجمهور... يغنى مقطع ويردد خلف الجمهور المقطع او يكمله...
تلتف الجماهير حول المسرح وجميعهم يرفعون هواتفهم للتصور والتسجيل.. تتفاعل الخواجية مع غناء محمود ومع الجمهور...
تلتف الجماهير حول محمود أكثر وأكثر..فجأة تنهار هراوات الشرطة على جمهور الشباب الذي أحاط بمحمود...
تقع الجماهير على الارض وتتطاير الموبايلات فى الهواء...
غضبت السويدية من هجوم الشرطة: يا إلهى ماذا فعلوا إنهم يُحبونه ويحبون غناه.. إنه لا يغنى إنهم يغنون" هتفت معهم: حودة..حودة..حودة.. إنبسطت الخواجية من محمود.. تانى يوم كانت تشتري إية أُسطوانة مضغوطة من أغانى محمود من دكاكين الكاسيت فى شارع الأطباء فى امدرمان..
عليك رحمة الله يا محمود
| |
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|