|
Re: حسين خوجلي وصحافة ( فرش الملاية) وخلع (العباية) ! (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
وهنا لا نملك إلاّ أن نتأسى بالتاريخ ونستشهد بقصصه ، فنستعرض قصة مشابهة بطلها القاضي (يحيى بن أكثم) ، وهو شاعر زرب ولبق ، أُشتهر بحب (الغلمان) ، لكنه وصل لمنصب قاضي القضاة في زمن الخليفة المأمون ، وكان (بن أكثم) هذا يذم كل بطانة الخليفة وكل معارضي هذه البطانة ، لا يوفر أحداً إلاّ الخليفة المأمون ، حيث ظل يلهج بمديحه والثناء عليه ، والتسبيح بحمده ليل نهار . وحدث أن سأله المأمون الذي كان يعرف بقصة (شذوذه الجنسي) ، مُمازحاً : حدثني يا يحيى من القائل : (قاضٍ يرى الحد في الزنا / ولا يرى على من يلوط من بأس) فرد عليه يحيى : هو إبن النديم يا مولاي ، وهو القائل أيضاً : (أميرنا يرتشي وقاضينا يلوط / والرأس شر ما راس) فصمت الخليفة المأمون بعدها . وأظن أن مثل هذه التسويات المتواطئة ، بدأت منذ ذلك الوقت ! لست هنا لفضح أكاذيب أفلام (ترسو) حسين خوجلي ، لأنها تفضح نفسها بنفسها ، والجمهور يعرف هدف هذه (المساخر) ، ولكني أود التنبيه لـ (بروباقندا) الإعلام التضليلي الحكومي الذي ما فتئ يسخر من عقول الشعب السوداني ، مردداً الكذبة تلو الأخرى ، حيث نشرت الصحف الحكومية الأسبوع الماضي خبراً مصنوعاً أمنياً زعمت فيه أن الأستاذ علي محمود حسنين قال في فرنسا أن قوى المعارضة تستلم أموالاً من منظمات أجنبية وتحولها لمصلحتها الشخصية ! تحدثت مع الأستاذ المناضل علي محمود حسنين ، فقال لي بأنه لم يزر فرنسا منذ أكثر من ستة أشهر ؟! فلماذا يا ترى يُكذب إعلام نظام يتشدق بأنه صاحب رسالة سامية ، وحامٍ لبيضة الدين ؟ ولماذا هذا السلوك المُبتذل والفاحش في قتل الخصوم السياسيين؟ إن طريقة الإعلام الحكومي الإفتراسية هذه ، تذكرني بطريقة أخرى سادت قديماً في مصر ، حيث كانت نساء الحارات يرتدين ملابس قصيرة ، وعند خروجهن من المنازل يقمن بلف ملاءة على أجسادهن لستر الملابس القصيرة ، وعندما تحدث مشاجرة بين سيدة وأخرى ، تقوم إحداهن بخلع (الملاية) وفرشها على الأرض ، في إشارة لعدم الحياء من المارة ، وإستعدادها لحفل السب والردحي والتلفظ بفاحش القول بحق الأخرى وإتهامها بكل ما هو سيئ ومشين . الكارثة أن بطل فيلم ( مع حسين خوجلي) لم يسقط عنه بُرقع الحياء فقط ، بل ذهبت عنه حُمرة الخجل ، فهو لا يكتفي بـ (فرش الملاية) بل ويخلع معها (العباية).
[email protected]
|
|
|
|
|
|