|
Re: إهداء شعرى إلى فرسان القبائل العربية .. فى أرض الهامش (Re: معاوية عبيد الصائم)
|
وهاك يا سليل الأحباش .. قصيدة أخرى مهداه إلى فرسان الرزيقات ..
سلي الرماحَ العوالي عن معالينا، واستشهدي البيضَ هل خاب الرجا فينا
وسائلي العُربَ والأتراك مافعلتْ في أرض قبر عبيد الله أيدينا
لما سعينا، فما رقَّت عزائمُنا عمّا نروم، ولا خابت مساعينا
يايوم وقعةِ زوْراءِالعراق وقد دِنّا الأعادي كما كانوا يدينونا
بضمَّرٍ ما ربطناها مسوّمةً إلاّ لنغزو بها من بات يغزونا
وفتيةٍ إنْ نقل أصغَوا مسامعهم لقولنا، أو دعوناهم أجابونا
قومٌ إذا استخصِموا كانوا فراعنة يوماً، وإن حُكّموا كانوا موازينا
تدرّعوا العقل جلباباً، فإن حَميتْ نار الوغى خِلتهم فيها مجانينا
إذا ادّعَوا جاءت الدنيا مصدّقة، وإن دعَوا قالت الأيام: آمينا
إنّ الزرازير لمّا قام قائمها توهّمت أنها صارت شواهينا
ظنّت تأنّي البزاة الشهب عن جزع، وما درت أنه قد كان تهوينا
بيادق ظفرت أيدي الرّخاخ بها، ولو تركناهم صادوا فرازينا
ذلّوا بأسيافنا طول الزمان، فمذ تحكّموا أظهروا أحقادهم فينا
لم يغنهم مالنا عن نهب أنفسنا، كأنّهم في أمان من تقاضينا
أخلوا المساجد من أشياخنا وبغوا، حتى حملنا، فأخلينا الدواوينا
ثمّ انثنينا، وقد ظلت صوارمنا تميس عجباً، ويهتزّ القنا لينا
وللدماء على أثوابنا عَلق بنشره عن عبير المسك يغنينا
فيا لها دعوةً في الأرض سائرة قد أصبحت في فم الأزمان تلقينا
إنّا لَقومٌ أبت أخلاقنا شرفاً أن نبتدي بالأذى مَن ليس يؤذينا
بيضٌ صنائعنا، سود وقائعنا، خضر مرابعنا، حمر مواضينا
لايظهر العجز منّا دون نيل منىً، ولو رأينا المنايا في أمانينا
ما أعوزتنا فرامينٌ نصول بها، إلاّ جعلنا مواضينا فرامينا
إذا جرينا إلى سبق العلى طلقاً، إن لم نكن سبّقاً كنا مصلّينا
تدافع القَدَرَ المحتوم همّتنا عنّا، ونخصم صرف الدهر لو شينا
نغشى الخطوب بأيدينا، فندفعها، وإن دهتنا دفعناها بأيدينا
ملك إذا فوّقت نبل العدوّ لنا رمت عزائمه مَنْ بات يرمينا
عزائمٌ كالنجوم الشهب ثاقبة مازال يحرق منهنّ الشياطينا
أعطى، فلا جوده قد كان من غلط منه، ولا أجره قد كان ممنونا
كم من عدو لنا أمسى بسطوته يبدي الخضوع لنا ختلاً وتسكينا
كالصلّ ليناً عند ملمسه، حتى يصادف في الأعضاء تمكينا
يطوي لنا الغدر في نصح يشير به، ويمزج السمّ في شهد ويسقينا
وقد نغصّ ونغضي عن قبائحه، ولم يكن عجزاً عنه تغاضينا
لكن تركناه إذ بتنا على ثقة، أنّ الأمير يكافيه فيكفينا
منقول ..
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إهداء شعرى إلى فرسان القبائل العربية .. فى أرض الهامش (Re: بريمة محمد)
|
عليك هذه الرسالة يا سليل الأحباش .. جواب أبى عنجة للملك يوحنا .. وهذا نصه: "وبعد فمن عبد ربه قائد جيوش الأسلام لتدمير الكفرة واللئام حمدان أبى عنجة (بريمة العربى) إلي يوحنا الحبشى (معاوية عبيد). أنه لقد وصلنا جوابك عربياً وعجمياً وتأريخة 17 كيهك سنة 1881 مسيحية وفيه تعرفنا بملك الترك سابقاً ولبلادنا إلى حدود المتمة وما قد حصل لهم فيما بعد. وأنهم لما أرادوا الدخول فى بلادك منعتهم منها وهزمتهم مرتين. وإن سيدنا الأمام المهدى "عم" أرسل إليك جواباً يدعوك فيه إلى الأسلام فغضبت وأرسلت إلى المتمة من حاربها وكان ما كان من أمر الله ثم توجهنا نحن إلى بلادك وكان ما قد كان بأرض دمبيا وعلى أن يقف كلاً منها على حده وينعقد الصلح بيننا ويكف الحرب ونكون أخواناً وأعواناً على من يقصدنا من دول الأفرنج والأنكيز وأن يتردد بيننا وبينكم التجار بمتاجرهم فذلك الذى رأيتموه صواباً ولعدم الثمرة فى المحاربات وهلاك المساكين إلى آخر ما عددته لنفسك من المزايا والتظاهرات الباطلة فهمناه ، وها سأوضح لك ما ظهر لمهدينا "عم" من الكرامات وخوارق العادات فلعلك أن عقلتها تكون لك أكبر عبرة (ثم عدد له الوقائع التى فاز بها المهدى وخليفته من بعده) وقال: أما غضبك من جواب سيدنا المهدى "عم" فهو من أعظم الشقاء عليك ولقد رأيت ما حل بمن جاء إلى المتمة إنتقاماً من عند الله تعالى فإذا لم تعتبر به فستكون أنت إن شاء الله عبرة لغيرك. وما كان بالمتمة سابقاً إلا التكارير الذين يحرثون الأرض ويستعملون القطن ولكنها الأن أمتلأت ليوثاً ضوراي يقاوم الواحد منهم عشرة من الكفار وجميعهم بايعوا الله ورسوله ومهديه وخليفته من بعده عهداً وثيقاً على الموت فى سبيل الله أبتغاء وجهه الكريم فإن لم تعرفهم فستعرفهم غداً فإنه ما جاء بهم إلى هذه الجهة حب مال ولا جاه بل جاؤا لقطع دابرك وجميع الكفار فأنتبه من الغفلة وأصح من النومة وفق من السكرة ولا تغرنك جموع الشيطان التى لم تغن عنك من الله شيئاً وفيما سبق عبره لأولى الألباب.
فأما نداؤك لى فى صدر الجواب بقولك دجاج أبو عنجة، فأعلم أنى لست بدجاج أنما أنت الدجاج لكفرك وتماديك على غضب باريك. أما طلبك الصلح منا وأنت باقِ على كفرك فبعيد بعد المشرقين ودليل على ضعف عقلك وفراغ ذهنك فيا لك من سفيه ويا لك من جاهل أتريد منا صلحاً ومؤاخاة ولم تدخل فى الدين الحق وكتاب الله ناه عن ذلك. فإن رمت الصلح فقل مخلصاً من قلبك أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإلا فإنا نقاتلكم ونخرب دياركم ونيتم بإذن الله أطفالكم ونغنم أموالكم كما وعدنا الله ذلك فى كتابه العزيز إذ أنه لا قصد لنا فى الدنيا وما هى لنا بدار وأنما هى دار الكفار أهل الذل والصغار ودارنا هى الآخرة ذات الدرجات الفاخرة ولم تكن أقامتنا هذا لخدامة قبر ولا جمع رزق وأنما هى لجهادك وجهاد أمثالك فى رضاء الله. فحينئذ أنت والطليان والأفرنج ومن والاكم الله أكبر عليكم جميعاً فما بيننا وبينكم إلا السيف ما لم تؤمنوا بالله وحده فإن آمنت فذلك الذي نريده وإلا فأتخذ لك داراً غير التى أنت فيها فلا بد أن تنجلي عنها قريباً. وأعلم أنه لا حد لنا نقف عليه إلا بيتك خاصة حيث جاهرت بكفرك وخالفت مهدى الله خليفة الرسول وسيف الله المسلول فإن كنت ذا قوة وشجاعة كما تزعم فأقدم علينا ولا تحجم إذاً ما أخرك كل هذه المدة إلا الخوف وإذا لم يكن ذلك فأثبت فى محلك فلا بد لك من الهلاك عن يد حزب الله الغالب وجنده المفلح، فأولى لك الإنابة إلى الله ومداركة عمرك قبل فواته فسلامتك فى الأسلام وعطبك فى ضده، فأبك إن كنت باكياً على نفسك فقد حان ذهابك ولن يتعظ شقى مثلك إلا بنفسه وها قد نصحت لك وأنذرتك فأنب إلى الله أو بوء بغضب من الله ورسوله، فقد هيأ مقعدك من النار وبئس القرار، وفى هذا كفاية .
والسلام على من أتبع الهدى، جمادى الأولى سنة 1306ه، يناير سنة 1888م.
------------------- نعوم شقير صفحة 1076
أفهم هذا الجواب يا الحبشي وأنج بنفسك ..
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
|