الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني!
|
دي اول مرة اكتب عن سفرة من اسفاري غير المعدودة بحكم عملي، في 15 سنة من الترحال مريت على اركان الدنيا الاربعة من كيب تاون الى طوكيو ومن الدوحة الى الرباط ومن كركاس الى موسكو. لم اكتب لانني لا اجيد الكتابة دا ما عذر، كل زول ممكن اكتب ولو اي كلام ولكن لانني لم امر بشي اجبرني على الكتابة غير هذه المرة. هذه المرة غير!.
ابدا هذا البوست و الحين في الطيارة في طريق العودة الى الرياض بعد نهاية رحلة جديدة هي الاجمل في حياتي.
الصور والأفلام والزهور والحكاوي والغناوي والوجوه السمحة والقلوب العامرة بالمحبة معاي في الجوال وفي الخاطر والدموع برضو معاي بس ربنا يقدرنا على التعبير. رب اشرح لي صدري. ويسر لي أمري. واحلل عقدة من لساني. يفقهوا قولي.
اخوكم الشيخ حسن أبو القاسم (أبوجديري)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني! (Re: الشيخ أبوجديري)
|
نبدا بتحية وشكر للناس الإستضافوني واعتنو بي: منير عبد القادر وإليسا زوجته وعلى حمدي (جنيف) ، صوفيا ومكسيت وأبرهيت (ناس الهضبة بإستكهولم)، عز الدين وعلا وطارق باشا (أمستردام) هايمانوت وراحيل وجينيت ودبرتو وليلي وسمر (ناس الهضبة بلاهاي) إليكس وفلورا وكوني (هولنديين)
و ناس لاهاي قعدت معاهم كل الزمن: الشباب الرائعين والشهمين الصادق الجزولي وعادل عوض الكريم المكاشفي ونور الدين شرفي وطبعاً قريبي: محمد جمال الدين كانت داره العامرة محط رحالي كل الوقت وبيت الشعب ودار الندوة للنقاش والحاور الفكري والادبي. كنا لا نشبع من النهار ولا ننام الليل ذكريات وحكاوي وافكار
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني! (Re: الشيخ أبوجديري)
|
Quote: دي اول مرة اكتب عن سفرة من اسفاري غير المعدودة بحكم عملي، في 15 سنة من الترحال مريت على اركان الدنيا الاربعة من كيب تاون الى طوكيو ومن الدوحة الى الرباط ومن كركاس الى موسكو. لم اكتب لانني لا اجيد الكتابة دا ما عذر، كل زول ممكن اكتب ولو اي كلام ولكن لانني لم امر بشي اجبرني على الكتابة غير هذه المرة. هذه المرة غير!. |
حبيبنا الشيخ حمد الله الف علي السلامة و عودا حميدا مستطاب .... أهنئك بداية علي البوست و هو حسب علمي باكورة إنتاجك هنا ... وبالله عاوزك تسرد لينا هنا تفاصيل هذه الرحلة التي زلزلت كيانك ويا حبذا برضو لو اتحتفتنا ببعض الصور من كل تلك الماطق الجميلة يعني حاول ركب لينا مكنة بتاع كاتب جديد هنا و ما تفط اي حاجة بالله علي اي حال حال منتظرين منك حكي طاعم و جميل خصوصا انك قابلت ناس هناك جميليين .... أبقي كابس هنا و ارخي جسمك و احكي لينا خلينا نستمتع مع البرد الغريب ده تحياتي الشديدة لكل بورداب الرياض و تحية اكثر خصوصية إالي عمنا ودالباوقه و الحناك صديق الموج وشيخنا خالد المحرب و البحراوي الجميل طارق ميرغني و الدنقلاوي طارق نقد و الولد ايمن دياب و باقي الربع هناك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني! (Re: Muhib)
|
Quote: الصورة دي كانت في مباراة تانية في نفس الأيام وهي (اياكس × برشلونا) وطلعت 2-1 لصالح ايكاس. و الدوري الأوروبي الجاي بإذنه تعالى حاضرو معاكم. تسلم يا رجل
|
دي كانت يوم التلاتاء26-11 شوفت التشجيع الجنوني دا كيف الكتالونيين راحو فيها خاصة بيكيه مع الهدف التاني الجابو داني هوسين في الدقيقة 41 في مشجع وقع من ارتفاع (10) امتار وشالوهو بالاسعاف
انت وين يا الشيخ ابوجديري ؟ تعال كمل الزلزال دا ياحبيب في انتظارك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني! (Re: Ahmed Yassin)
|
Quote: لم ازر هولندا ولكن ممرت بمطارهم العامر والمختلف من المطارات الاوربيه الاخري ...فيه فن ولمسات مختلفه ..ليس فيه جفاف المطارات الامريكيه او تعالي مطارات الخليج ( مظاهر صرف المال بدون لمسات فنيه ) الاراضي المنخفضه خضراء وجميله ..وايضا ( بلد ليبرالي جدا لحد الجنون ) .. |
كلامك مية المية الناس ديك منظمين بشكل غير طبيعي مع بساطة وهدو، بلد ساحرة. نتمناه حال بلدنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني! (Re: الشيخ أبوجديري)
|
Quote: انت وين يا الشيخ ابوجديري ؟ تعال كمل الزلزال دا ياحبيب في انتظارك |
اخ احمد، انا في المملكة. انا زول مزلزل من زمان بس ولاي للسودان وللهضبة الأثيوبية نحن ناس بنشجع وطنا والقرن الأفريقي بس ونستمتع باللعبة الحلوة في اي حتة في الدنيا :)
انت من أولاد حارة وين في هولندا يا أحمد :) ؟. بتعرف قريبي محمد جمال من ناس هولندا المخضرمين (ح أجيب ليك مقالو الأخير عننا وعن ناس الهضبة بعد شوية)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني! (Re: الشيخ أبوجديري)
|
Quote: الحلف السوداني/الجزائري وأحلام مستغانمي
محمد جمال [email protected]
هناك أحلاف شعبية تنشأ بصورة تلقائية بين الشعوب دون أن تعرف أسباب نشوئها وتخلقها على وجه الدقة ولا الميكانيزمات الفنية التى تشتغل بها غير أن الأمر الواضح هو المصلحة المادية والمعنوية من وراء هذه الأحلاف. من أهم الأحلاف الشعبية التلقائية عندنا وأظهرها للعيان هو الحلف السوداني الأثيوبي والأصح هو الحلف السوداني الأمهري على وجه الدقة. هذا الحلف الشعبي عنده تبادلات مادية وإجتماعية وثقافية تتجلى أكثر ما تتجلى في الأغاني والأشعار وعلاقة الرجل السوداني بالمرأة الأثيوبية والعكس.
إذ أن هذا الحلف كما هو بائن للعيان غير متكافئ في جندريته فمن الناحية الأمهرية تقوده المرأة وحدها ومن الناحية السودانية يقوده الرجل وحده دون المرأة السودانية مما يكلل الأفق بحالة ريبة مسكوت عنها حتى الآن إلا من تململات صغيرة من جانب الأطراف المستبعدة عمداً وهما: المرأة السودانية والرجل الأثيوبي. نجد أدلة لهذا الزعم في الحياة اليومية من الطرفين المغيبين من هذا الحلف الفاره "الرهيب" الذي يتمدد كل يوم ويزداد ألقاً وبالذات في دول الخليج وداخل السودان وحتى في المهاجر الغربية. والسر أن المرأة الأثيوبية تحظى بحرية إجتماعية تجعلها مسئولة وقيمة على نفسها مما يسهل من حركتها ويكسبها حق الخيار الفرداني الحر في الضد من المرأة السودانية المسكونة بهاجس القبيلة. غياب المراة السودانية عن الحلف وفق تلك الأسباب قاد بشكل تلقائي إلى غياب الرجل الأثيوبي، وذاك ما حدد طبيعة وأهداف الحلف المدهش الحميم "المفضوح"!.
هذا الحلف "اللا جندر سينسيتيف" عنده قياداته الفنية والإبداعية والإجتماعية التي تربعت على قمته بصورة تلقائية تشبه إنبعاثه وتخلقه كما عنده تراثه الشعبي من تمجيد لأطرافه ذات المصلحة المشتركة. وفي ثنايا كل ذلك تقوم المتناقضات والثنائيات التي يؤججها سلطان الحلف الجائر. فالمرأة الأثيوبية تكون مرة في صورة ملاك ومرة أخرى شيطان والرجل السوداني شهم وكريم وأمين ومرة أخرى خائن. وسبب تلك الثنائية هو تغييب أطراف حيوية عن الحلف مما يدعوها إلى الإشتغال من الخلف كجناح منغص ومكدر لصفاء التلاقي الحميم المؤزر بالبخور والعطور والقهوة والموسيقى وسد النهضة.
والحلف السوداني الأثيوبي من الوضوح بمكان لا يقبل الجدل غير أن أغرب الأحلاف هو الحلف السوداني/ الجزائري في بعض المهاجر!. الكثيرون ربما لا يعرفون تلك الحقيقة كون الجزائريين لا يتواجدون إلا في مناطق محددة حول العالم وتحديداً أوروبا الغربية "فرنسا وبلجيكا وألمانيا" وأقليات صغيرة بهولندا وبلدان غربية أخرى. الجزائريون والسودانيون في هولندا "مثلاً" متحالفون بشكل تلقائي People to people يتقاسمون المأوى والطعام والشراب ويدافعون عن بعضهم البعض لحظة الملمات ولا يهم إن كان أحدهم ظالماً أو مظلوماً. وهذا الحلف حلف ذكورى بحت "حتى الآن" كون خلفيات التركيبة الإجتماعية "النفسية" لأطرافه شبه متطابقة. لا أحد يعرف أسباب نشوء هذا الحلف العجيب ولكن لا شيء طبعاً يحدث دون أسباب ولو كانت خفية. وأقول "العجيب" لأن الجزائر ليست أثيوبيا أو مصر فلا تربطها حدود جغرافية مشتركة مع السودان ولا يوجد تبادلات واضحة للعيان من أي نوع بين الشعبين في المائة عام الماضية. ربما للأمر علاقة بالبنية الإجتماعية والنفسية للشعبين فهي متشابهة إلى حد كبير وتقوم في الأساس على الفروسية "أعني العشائرية" والغيب "التصوف" فالجزائري يشبه إلى حد كبير السوداني في إنفعالاته التلقائية بالأحداث وحماس منقطع النظير وشيء من العنف والدفء والكبرياء كما مثالب الإنحيازية العمياء إلى الجماعة.
وعندي إعتقاد أن ما كتبته الروائية الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي في حق الأديب السوداني الراحل محمد بهنس يندرج في ذات مدارج الحلف الجزائري السوداني الشعبي التلقائي الزعم الذي تعضده ردود الأفعال التلقائية الكثيفة حيال الدموع المشعة التي بذلتها مستغانمي في الكلمات الناعية للفنان بهنس الذي مات بالقاهرة بطريقة غير عادية!.
السلام على روح بهنس الشاب المبدع الذي لفعه الموت اللئيم على حين فجيعة والتحية للكاتبة المبدعة أحلام مستغانمي.
والسؤال: هل لاحظ أحدكم من قبل هذا الحلف "السوداني/ الجزائري"؟. أما الحلف السوداني/الأثيوبي فهو أمر مسلم به، أليس كذلك؟.
ملاحظة: هذه الآراء تقوم على مجرد ملاحظات خاصتي وليست بالضرورة بحث علمي.
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني! (Re: الشيخ أبوجديري)
|
أم أرضة
بالمناسبة مناسبة العام الجديد. حكاية (أم أرضة) الفوق دي جد ما تظنونها لعب (الكلام دا للناس المعنيين). فقط ولدنا محمد جمال (الهدية) حاول يخفف (الدوز) شوية ويلطف الحقيقة الساطعة لانو إشتراكي بطبعو ومتواضع. عندنا غيرو أولاد وبنات رأسماليين دززز ح يجو في الوقت المناسب في ارض الواقع وعاجلاً. ولا عذر لمن أنذر!.
وح تقولو أبو جديري قال!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تلاتة اسابيع في هولندا غيرت حياتي وافكاري وزلزلت كياني! (Re: الشيخ أبوجديري)
|
واحدة من المصادفات الحضرتها في هولندا كنت حاضر اللقاء الادبي والفكري دا لايف ، نقراه ان شاء الله ونفكر فيه مع بعض، اتمنى ان يكون به ما يفيد!
Quote:
حوار مع الكاتب محمد جمال الدين حول روايته حرب الأنهار وقضايا أخرى متعلقة.
محمد جمال الدين كاتب سوداني مقيم بهولندا، جبل أولياء/ الخرطوم، جامعة الخرطوم آنثروبولوجيا 1993. كتب الشعر والقصة القصيرة منذ وقت باكر ونشر عدة أعمال أدبية ببعض الصحف السودانية منها جريدة السياسة السودانية في المرحلة الثانوية واصبح رئيس تحرير مجلة إتحاد طلاب جامعة الخرطوم في العام 1991 له عدة مساهمات كتابية ذات طبيعة سوسيوآنثروبولوجية إضافة إلى أعمال أدبية وفلسفية معظمها متاح على الشبكة العنكبوتية.
عمل ببلدية لاهاي كما عمل وتعاون مع عدة منظمات دولية تنشط في مجالات التنمية والتعاون الدولي وحقوق الإنسان. ناشط سياسي من موقع مستقل، خرج من السودان عام 1993 إضطراراً بفعل العسف السياسي الذي تعرض له من السلطات الإصولية الحاكمة. ---
رواية حرب الأنهار؟. ما سر الإسم ومن اين جاءت فكرة الرواية؟.
الإسم إشارة إلى نهري النيل والراين خلاصة الأمكنة التي دارت بها أحداث الرواية، والحرب هنا رمزية ليست الحرب الفعلية وإنما في جوهرها التلاقي الحار الذي يلد السلام كما هو بائن في المشهد الأخير من العمل. هو خلاصة التلاقي الذي حدث بين سيلفيا الهولندية وأحمد سند السوداني ذاك التلاقي الحار وعلى ما به من صراع وصدام بين شخصيات ذات مرجعيات هويوية وحضارية مختلفة انتج في خاتمته سلام. غير أن السلام في حد ذاته عملية نسبية غير منتهية في تاريخانيتها فالسلام يسير في إتجاه سلام أبدي ودائم وهو الحلم الطوباوي الذي تسير نحوه البشرية قاطبة وكثيراً ما يصورونه بالفراديس في العالم الآخر. فكرة الرواية وخلفيتها غير متوقعة للكثير حين أقول أن الفكرة في الأساس نبعت من حكاية الرجل الغريب الميت الذي لا إسم له في الرواية في مقابل الرجل الغريب الحي (أحمد سند) وهما في الحقيقة أهم شخصيات الرواية بجانب الشابة الهولندية سيلفيا.
فالرواية ليست بالضرورة أقساط رومانسية أو قصة غرامية كما يتراءى من مظهرها بل هي قطعة من الحياة بخيرها وشرها بل هي حياة جديدة مستقلة بذاتها عن الحياة الفعلية ولو إنبثقت منها. مشهد؟. أستخدمت كلمة مشهد بديلاً لكلمة "فصل" الجامدة كوني أتصور أن عملي مسرحي، تصويري وتجسيمي وكلمة مشهد تصلح عنواناً دائماً لكل فصول الرواية. ترتيب المشاهد؟. الرواية في الغالب لا تسير بطريقة رأسية من القاعدة إلى القمة ولذا كثيرأ ما جاءت مشاهد متقدمة في الزمن متأخرة في الترتيب السردي أو العكس وهذا أمر معتاد في الفن الروائي وعندك في ثنايا النص مثلاً وللضرورات الفنية موت والد سيلفيا سبق الحديث عن حياته وهناك المزيد من الأحداث جاءت على ذات النسق.
من أنت؟. أنا زول بسيط ولا أريد أن أكون غير ذلك، من خلفية أسرية صوفية من ناحية والدي وخلفية قبلية فروسية محضة من ناحية والدتي، ناشط في مجال العمل العام وفق طريقتي الخاصة جل عمري. لا اصنف نفسي كاتباً إلا مجازاً إن تحدثنا عن الكتابة، ليس بعد. درست الأنثروبولوجي بجامعة الخرطوم وتخرجت في العام 1993 وخرجت من البلاد في ذات العام بسبب العسف السياسي الذي تعرضت له حيث جئت بعد حين إلى هولندا حيث أعيش الآن وأعمل وأفعل ما بوسعي . وأحلامي تحدثني على الدوام بالرجوع والإقامة الدائمة في بلادي حيث أخطط أن أقيم لي بيتاً متواضعاً (قطية) بجزيرة أم أرضة في جبل أولياء المكان الذي ولدت وعشت به جل طفولتي وصباي وشكل مخيلتي وحدد خيارات حياتي كل الوقت.
حرب الأنهار هل هي رواية أم سيرة ذاتية؟.
هي بالقطع رواية.. ليست سيرة ذاتية ولا رواية سيرة ولا سيرة روائية، هي رواية فحسب.. سيرتي لم تعد سيرتي!. كنت أشعرني أكتب رواية منذ اول يوم ولدت فيه وعندما دخلت هذه البلاد هولندا تقمصتني الشخصية الروائية منذ لحظة هبوطي إلى المطار. كنت بلا وعي كامل مني ارتب شخصيتي في الواقع بقدر شخصية الرواية وقدرتها ومزاجها لهذا كثيراً ما رأي بعض أصدقائي غرابة وغرائبية الواقع الذي أعيشه في منزلي حاجياتي، ألبستي، أحذيتي، كتاباتي، خطواتي على الأرض صوري هي ليست أنا حتى لأكاد أنا أندثر لأفسح الطريق بالكامل أمام الشخصية الروائية التي تتقمصني. أنا لم أعد أنا!.
ماذا فعلت بك جزيرة أم أرضة?. هل هي ساحرة إلى هذا الحد؟.
جزيرة صغيرة على الشاطي الشرقي من النيل من جبل أولياء. ساحرة بلا شك عندي ساحرة جداً. مسافات مفتوحة على الجهات الأربعة الجغرافية وعلى الجهات الأربعة غير الجغرافية وهي الأزل والأبد والفوق والتحت. تحدثت عنها في الرواية بكثافة تستطيع أن ترى ذلك في جميع مشاهد العمل.
الغرب والشرق؟. هل انت مبهور بالغرب كالعديد من الشباب؟.
لا. غير مبهور. عادي. الكلام حول الغرب والشرق كثير وقديم قدم القضية. أنا درست الآنثروبولوجي وعلم الإجتماع وعندما قدمت إلى الغرب كان عندي خلفية كافية ساعدتني على التعامل مع الواقع الغربي على الصعيدين النظري والعملي.
ألم تكن دراستك بجامعة الخرطوم ذاتها إستلاب كونك درست وفق المنهج الغربي؟.
لا يوجد شيء إسمه منهج غربي أو شرقي، المناهج أوعية وليست مفاهيم ولا ثقافة، كل الجامعات في كل مكان بما فيها الجامعات السلفية العقائدية تدرس وفق ذات المناهج التي درسنا بها بجامعة الخرطوم غيرأن المحتوى هو الذي يختلف والمادة التي درسناها ازعم انها كانت شاملة، المادة العلمية مثلاً، فالرياضيات هي الرياضيات في كل مكان كما الطب والفيزيا والفلسفة ومناهجها وإلى آخره.
أنا أزعم أنني معتدل في نظرتي للغرب. نظرتي ليست آحادية بل شاملة علمية وفلسفية وأدبية وأخلاقية وإنسانية كما آيديولوجية. النظرة الإنسانية لا يجب أن تتجزأ كل الناس وجب أن تكون ضد ظلم الإنسان من أي جهة جاء كما هي الأخلاق وقس على ذلك. أما من الناحية الآيدولوجية فقناعاتي إشتراكية في مجملها مع نزعة ليبرالية وبالتالي فأنا أقف في الضد من العولمة الرأسمالية المتوحشة التي تجتاح العالم في الوقت الراهن من أقصاه إلى أدناه مضرسة بأنيابها ومخلفة تحت مناسمها العريضة ملايين الجوعى في كل شبر من العالم كما مهددة الثقافات الأصيلة بالتشوه والزوال دون أن تكون هي البديل الناجع والعادل. وما يحدث عندنا في السودان في الوقت الراهن ما هو إلا دليل ساطع على مثل هذا الزعم إذ أن منظومة التكافل الإجتماعية التقليدية تفتت وتعرضت للتشوه دون أن يكون لها بديل واضح في أرض الواقع مما ادي إلى إنهيار أخلاقي مباغت نشهده كل يوم في الحياة العملية تبع ذلك إرتداد مباغت بدوره وكأنه الترياق الكاذب إلى القبلية والعرقية والجهوية في الضد من النزعات الشمولية القومية والوطنية و الإنسانية التي كانت تنبت بشكل طبيعي في تربة البنيات القديمة التي تزلزلت كما أسلفنا من واقع الرشح الرأسمالي العنيف والمفاجي والذي حدث بفعل فاعل حشره حشراً تعسفياً في السياق التاريخي.
هل أنت أممي؟.
أنا وطني "سوداني" لكنني إنساني النزعة أو هو ما أزعم. لكن دعني أكمل قصة الإنبهار بالغرب. كي لا ننسى. أنا لست بطل الرواية. لبطل الرواية الحق في عالمه الروائي أن يفعل ما يشاء من حق وباطل، إنه شخصية حرة مستقلة عني، أنا لست محاسب على جرائر الآخرين كما لا ينالني الثواب من افعالهم الحسنة سواءاً كانو في الواقع المعاش أو الوقائع الروائية، أنا هو أنا الواقعي وفق مسئولياتي العملية والقانونية وقناعاتي المعاشة. وحتى لو كنت أنا صانع الشخصية الروائية فما أنا إلا كالمصور الفوتغرافي إذ يصور حرب أو إتفاقية سلام لا يهم فهو فقط ناقل للإيمان أو الكفر والرواية في الأساس هي عملية "إخبار عن وقائع" تلك الوقائع تستطيع أن تكون خيراً بقدر قدرتها على أن تكون شراً محضاً. أعرف أن بعض صفوات المجتمع التقليدية تتعامل مع الأخلاق كصكوك للبيع أو كعملة جاهزة يمكن للناس التبضع عبرها في سوق الله واكبر غاضين الطرف عن نسبية الحلال والحرام ودرجاته الغميسة في الحيزات المختلفة المكانية والزمانية.
الجنس في الرواية؟
الجنس معضلة أزلية في الأفهام والمفاهيم الثقافية عبر الأزمان. أنا أنظر له في الإطار الطبيعي والدور الحيوي الذي صنع من أجله.. ولا أرى الجنس عملية جسدانية وإنما هو عملية وجدانية وروحية في المقام الأول. الجنس ليس للمتعة وقل اللذة في جوهره هو عملية حيوية ولا بديل لها حتى الآن من أجل إستمرارية النوع البشري. إن الطبيعة تخضعنا بلذة الجنس الفادحة أو هي رشوة تقدمها لنا الطبيعة في غفلة عنا كي يستمر النوع. الرواية عملية خلق شاملة وإن لم يكن الراوي ملماً باقصى ما يكون بكل شيء في الحياة لن يستطيع أن يخلق عالماً موازياً للعالم الواقعي الذي نراه بأعيننا ونحسه بحواسنا الممكنة. الرواية أصعب عمل يمكن أن يفعله الإنسان، كثيرون يكتبون الرواية لكن في الحقيقة قلة صغيرة جداً هي التي تستطيع أن تكتب شيء نسميه رواية بالمعنى النهائي للكلمة. إنه التحدي الذي يواجه الجميع.
نرجع للجنس والإيروسية. قلنا أن الجنس مخلوق من أجل هدف هو ليس اللذة وما اللذة إلا رشوة تقدم في لفافة ملغمة بالهدف وهو "البقاء" إستمرارية النوع الحي ومنه الإنسان طبعاً. أنظر مثلاً أن الذكر من الحيوانات يصل لحد النشوة أسرع من الأنثى وعند الإنسان في معظم الحالات يصل الرجل إلى حد النشوة والإشباع أسرع من المرأة بدرجات والسبب أن الكائنات الملقحة للبويضة لا تخرح من خصية الرجل إلا عبر النشوة (الرعشة) بينما عند المراة القصة مختلفة إذ أن المراة تستطيع الحمل دون أن تنتشي (ترتعش) ولهذا فإن الشفرات الجينية الوراثية فعلت ترتيبات خاملة في حق رعشة المرأة كونها غير حتمية لعملية الإنتاج لكن في المقابل فعلت ما هو شديد الإبهار "العواطف الفياضة الممتعة واللذيذة " والحنان. إذ أن دور المرأة لا ينتهي بالنشوة اللحظية إن حدثت أو لم تحدث بل هناك أمر خطير جداً لتواصل النوع البشري وهو الحمل والإنجاب وإطعام الكائن الجديد من حليب الثدي والمزيد إذ أن الرجل إن مات بعد الرعشة مباشرة فإن الحياة تستطيع أن تستعيده في صورة جنين من رحم المرأة التي صب بها مادة اللقاح وإن حدث العكس وأن ماتت الأنثى يموت الجنين فتتوقف الحياة لهذا فالأنثى هي الأصل "الأول" وإن كان لا مناص لها من مقابلها الذكر "الثاني في التراتبية" من حيث الأهمية. بهذا الفهم كونت أنا نفسيات الشخصيتين الأساسيتين في روايتي وهما سيلفيا الهولندية وأحمد سند السوداني. تلك هي بعض نظرتي لسؤال الجنس إنه عملية من جوهر الحياة.
يتواصل اللقاء مع الأستاذ الروائي والكاتب والناشط المدني محمد جمال الدين هذا اللقاء "لايف" ومتواصل عبر الإسكايب كل يوم سبت الساعة الخامسة مساءاً، مرحباً بجميع المهتمين بمثل هذه الأمور، وعلى العموم كل من لديه سؤال متعلق بالأمر يستطيع إرساله عبر البريد الإكتروني التالي: [email protected] تحياتي.. عزة عمر http://riverswar.com/author/#sthash.3tzJJNAm.dpuf[/QUOTE]
| |
|
|
|
|
|
|
| |