السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 03:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة انتفاضة (هبة) سبتمبر 2013
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2013, 08:09 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق (Re: الكيك)




    img0400-1345copy-copy.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    القتلة !!

    10-01-2013 08:09 AM
    د. عمر القراي

    لقد بلغ الانحطاط بالاخوان المسلمين آخر دركات البشر، حين خاضوا في دماء الشباب،الأبرياء، العزل، خوفاً من ان يفقدوا السلطة التي اضحت دينهم ودنياهم !! فمن اجلها ارتكبوا كل موبقة وفعلوا كل قبح .. إن التقتيل الذريع الذي حوّل الخرطوم الى مأتم كبير، ومبكى للثكلى، ومأثرة للشهداء الابرار، لهو آخر مراحل السقوط لهذه الجماعة البربرية، البشعة، الفاقدة للحس الإنساني، والمتمرغة في معاطن الفساد، ونهب اموال الشعب، الذي تقوم الآن بتقتيل خيرة بنيه ..

    عندما ناقشت حكومة الاخوان المسلمين هذه الزيادات الكبيرة، التي اسمتها زوراً وبهتاناً، برفع الدعم، وليس هناك دعم اصلاً، كانت تعلم انها ستؤدي الى اعتراض ومظاهرات .. وأن الذين سيقودون تلك المظاهرات، ليست جهات مسلحة، أو من الفصائل التي تقاتل النظام في دافور، أو جبال النوبة أو النيل الازرق، وإنما هم طلاب وطالبات الجامعة والمدارس .. وكان الامر المتوقع من أي حكومة عاقلة، هو ضبط النفس، والصبر على الاحتجاجات حتى تهدأ. فلماذا بدأت حكومة الاخوان المسلمين بهذا العنف العنيف، واستعمال الرصاص الحي، والتصويب على الرأس والصدر، مما يؤكد سبق الاصرار على القتل؟! إنه عنف ال########، وهلع المذنب، الذي يخشى فقدان السلطة والمحاسبة على ما ارتكبت يداه .. كما إنه الظن الفاسد، بأن البطش والقتل، سيخضع هذا الشعب الأبي، الى الأبد، ليدوم لهم الحكم دون انزعاج.. وهذا الظن الخائب، إنما يدل على جهل الاخوان المسلمين، بهذا الشعب، واستغلالهم لسماحته، وطيبته، وعدم رغبته في العنف والتشفي. الى أين يدفع الاخوان المسلمون هذا الشعب المسالم الطيب ؟! هل يريدونه أن يتربص بزعمائهم، ويغتالهم انتقاماً لأبنائه وبناته، حتى تسيل الدماء برد الفعل الى مبتدره ؟! أم يريدونه ان يصمت ويتركهم، وينسى دماء أبنائه، ويتعامل معهم، وكأنهم لم يهدروا تلك الدماء الزكية الطاهرة، التي تمثل آماني الشعب، في مستقبل افضل، كان سيحققه ابناؤه، وبناته، الذين فتك بهم هؤلاء المجرمون ؟! إن من بلادة حس الاخوان المسلمين، واستخفافهم بالناس، وجهلهم بهم، أن يذهب مثل د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، ليشارك في عزاء الشهيد السنهوري، حتى هتف الناس في وجهه، وطردوه مهرولاً من بيت العزاء !! و لو كان الشعب السوداني مثل الاخوان المسلمين، لقتلوا نافع وسط ذلك الجمع، ولم يعرف قاتله !!

    إن حكومة الاخوان المسلمين، قد فقدت شرعيتها تماماً، حين قتلت ابناءنا وزهرة مستقبلنا .. إذ لا يمكن ان تستمر في الحكم، بعد ارتكاب هذه المجازر البشعة، في وضح النهار، فهذه ليست سرقة مؤسسات، ولا بيع مشاريع وأراضي، ولا هي جرائم حرب، تبررها بأن الطرف الآخر مسلح- رغم تجنبها لمقاتلة المسلحين وضربها للقرى الآمنة – وإنما هذا قتل عمد، لأعداد كبيرة من الشباب، ليس لهم جريرة غير أنهم احتجوا على قتلهم البطئ، عن طريق زيادة الأسعار، والعطالة، واختطاف دولتهم بواسطة الاخوان المسلمين !! إن أقل من هذا القتل، قد اطاح بالاخوان المسلمين في مصر موطنهم الأول فهل يبقيهم في السودان ؟!

    لقد افقدت حكومة الاخوان المسلمين، القوات المسلحة، مهنيتها، وعزلتها عن الشعب، وأخلت بنظمها، وقواعدها، حين وضعت الايفاع والبُله، من أعضاء تنظيم الاخوان المسلمين، فوق من هم أكفأ، وأقدم منهم، ثم اتجهت الى تصفية الجيش، بإحالة اعداد كبيرة من القادة الى المعاش، حتى قارب عدد المفصولين، والمحالين للمعاش قهراً ، منذ إنقلاب الاخوان المسلمين، واستيلاءهم على السلطة في يونيو89، عدد الذين في هم الخدمة الآن .. ومع ذلك فإن الجيش هم ابناء الشعب، ولن تخلو المؤسسة العسكرية، مهما فعل بها الاخوان المسلمون، من عناصر وطنية، ولا يمكن لهذه العناصر الوطنية، ان ترى ما يفعله رجال الأمن، وبعض المندسين منهم في صفوف الشرطة، من سفك للدماء، ثم تظل صامتة، وكأن الامر لا يعنيها .. لابد للقوات المسلحة ان توقف هذه المعركة غير المتكافئة، بين شباب عزل، لا يملكون سلاحاً غير إيمانهم بالوطن، ورجال أمن مدربون، يملكون كافة أنواع الأسلحة، ويستعملونها في قصد مبيت، للفتك بالناس .. لابد لهؤلاء العسكريين أن ينحازوا لشعبهم، ولوطنهم، فهم ليسوا اقل وطنية ووعي، من رجال الجيش المصري، الذين وقفوا مع شعبهم، واطاحوا بحكم الاخوان المسلمين، قبل ان يقتل الناس كما يفعل هؤلاء الآن في السودان. لابد أن ينهض من قادة الجيش، من يعيد له هيبته، وكرامته، ويعيد للامة الأمل في ابنائها من القوات النظامية، ويقف الى جانب الشعب، وضد رجال الأمن والمأجورين من الشرطة، الذين لم يتورعوا من تقتيل ابنائنا، حتى يستمتع الاخوان المسلمين بالثروة والسلطة. وحكومة الأخوان المسلمين، لن تتورع من تصفية الضباط، من مختلف الرتب، إذا رأت أنهم ليسوا معها.. بل قد تقتل بعضهم لمجرد ارهاب الباقين، ولهذا يجب على الشرفاء من العسكريين، عدم مهادنتها، والانقضاض عليها قبل ان تنقض عليهم.

    لقد دخلت قوات الجبهة الثورية من قبل في ابكرشولا، ودخلت مدينة أم روابة، ولم تقتل أحد من المدنيين، فكم قتلت الحكومة، الآن، في هذه المظاهرات من المواطنين المسالمين العزل ؟! إن كل المسؤولين من الاخوان المسلمين، الذين تحدثوا في الفضائيات المختلفة، حاولوا تبرير القتل الجماعي، بأنه حدث بسبب أن المتظاهرين، قد حرقوا ودمروا ونهبوا الممتلكات !! ولكن الشباب الواعي قام بالقبض على بعض المندسين من رجال الأمن وسط المظاهرات، وهم الذين كانوا يشجعون على التخريب، ويمارسونه، وضربهم، وصورهم، ونشر صورهم عبر البريد الإلكتروني، في العالم اجمع. كما قبضوا على مجموعة، منهم، تقوم بسرقة صراف آلي لأحد البنوك .. فالحكومة هي التي تقوم بالتخريب، لتجد العذر للقتل، الذي كانت قد قررته قبل قيام المظاهرات، وبمجرد ان قررت زيادة الاسعار، في بلد تلتهب فيه الاسعار اصلاً قبل الزيادة الاخيرة.

    لقد فقدت حكومة الاخوان المسلمين حقها في إدعاء الدفاع عن الوطن، ولا يمكن لها تحت أي شعارات، ان تحرك الشعب ليقف معها ضد الجبهة الثورية، أو الحركات المسلحة في دارفور، لو ان هذه الحركات زحفت نحو الخرطوم .. ولم يعد هنالك مكان لإتهام أحد مهما فعل ضد حكومة الأخوان المسلمين، بعد ان قتلت ابناء الشعب جهاراً نهاراً، دون سبب سوى جأرهم بالشكوى مما فعلت بهم من افقار وتجويع. ولقد تعدى موضوع الضرب والقتل، كل الاعراف والاخلاق السودانية، واشاعت الحكومة نوعاً من الفوضى، بدعوى القضاء على الثورة .. فضربت طالبات جامعة الأحفاد، داخل الحرم الجامعي !! ودخلت البيوت، تبحث عن الشبان، وضربت بالرصاص نساء في داخل بيوتهن، مما لم يحدث من قبل في السودان، مطلقاً، في أي عهد من العهود، بما في ذلك عهد الاستعمار.

    لقد فتح شبابنا صدورهم للرصاص، وضربوا أروع نماذج البطولة، وهرقوا دماءهم الزكية رخيصة من اجل الوطن، فاستشهد من استشهد منهم، واعتقل من اعتقل، وعذب، ولا يزال المئات منهم في سجون النظام .. إن هذا الشباب الثائر، هو القمين بإحداث التغيير، لأنه جيل مختلف وغاضب، وقادر على التضحية، ولعل الشاعر قد عناهم حين قال:

    نريد جيلاً غاضباً نريد جيلاً يفتح الآفاق

    وينكش التاريخ من جذوره وينكش الاعماق

    نريد جيلاً رائداً عملاق

    وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال

    يا مطر الربيع يا سنابل الآمال

    أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيمة

    وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة

    د. عمر القراي



    ------------------

    رَحيقُ دَمِ الشَّهيد

    بقلم: عمر الدقير

    من يُقلِّب دفتر التقاويم في السودان خلال حكم الانقاذ، يجد شهور السنة كلها مصبوغةً بلون الدَّم .. تلك هي محاصيلنا، في كلِّ الفصول، من هذا الحُكم العضوض الذي حوَّل الحفيف إلى فحيح وجذوع النخل إلى كعوب بنادق وأفقد سماواتنا صفاءها وحجب زرقتها بغيوم الحزن والكآبة التي راكمها من زفير ملايين المحرومين والمقهورين وأعادها عليهم أمطار شقاءٍ وعناء، وفرض عليهم مسيراً عبثياً مأساوياً بين لجة الدَّم وساحل الدمع.

    هذه لحظةٌ من لحظات التوحش التي وسمت مسيرة أربعةٍ وعشرين عاماً لحكمٍ تأسَّس على ثنائية الاستبداد والفساد، لحظةٌ تسود فيها نزعة الشر السادية وتنطلق فيها شهوة القتل ال######## من عقالها .. إنها لحظةٌ يتكثف فيها تاريخ مقاومة الظلم والطغيان ويتقطر رحيقاً أحمر.

    في مثل هذه اللحظة يتراجع الكلام التحليلي أو التقريري البارد لمصلحة النشيد المترع برحيق الدَّم، إذ لا قيمة للتحليل أو التقرير الآن إذا كان هناك من تجوهروا في المعنى وتجاوزوا بلاغة الكلمات ليُعبِّروا عن هذا المعنى بدمهم المسفوح، وما زال تراب قبورهم رطباً بماء الوداع الأخير الذي نُثِر عليها .. أسهلُ على المرء أن يتنفس من ثقب إبرة من أن يكتب بالحبر في لحظة مضمخةٍ بالدَّم، أو أن يصف مشهداً يتحول فيه لحم بني جلدته إلى فحمٍ بشري .. الكتابة بالدَّم فقط هي التي تليق بهذه الأجساد المثقوبة بالرصاص حتى غدت مثل الغرابيل.

    الشهادة هي خاتمة المتجوهرين في معنى الحرية والعيش الكريم، البالغين أبعد مدىً لهذا المعنى ليكونوا قي مقدمة كل شئ .. والشهيد هو صيحة الحقيقة التي تعلو فوق ركام الكلام العقيم وبؤس الثرثرة والتنظير .. إنه التمرد الحي على الظلم والذل والهوان .. وكلما زادت ضجة الظلم دوياً، زادت حقيقة الشهيد علواً وسطوعاً وتلقينَ درس .. يتحول وريد جسده الذبيح إلى نافورة دمٍ تضئ الطريق إلى الحرية والعيش الكريم.

    علينا أن نترك لخيالنا الجموح ليصير قادراً على اللحاق ببعض ما يرشح من نوافير الدَّم التي تومض لثوانٍ عبر شاشات أجهزة التلفاز والهواتف الذكية التي تنقل أخبار ومشاهد الاستشهاد .. لكن كم من الخيال يحتاج المرء ليعيد خلاصات أخبار الشهداء إلى سياقاتها؟

    فالفتى صلاح السنهوري، مثلاً، كانت له أشواقٌ وأحلامٌ في حياةٍ كريمة، وكان أمامه المستقبل .. وله والِدان قد لا يغسلان قميصه المبقع بالدَّم للاحتفاظ برائحته الزكية مدى العمر .. والقتلة الذين سفكوا دمه الطاهر، لا يدركون أنَّ الوالدَيْن اللذين هدهدا مهده طفلاً وسهرا لمرضه بالحصبة وتعهداه بالرعاية ودبَّرا له مصاريف الدراسة وفرحا بتخرجه لم يدَّخراه لرصاصاتهم الغادرة، وإنما كانا يرجوان له أن يعيش كسائر البشر، يزرع ويحصد ويبني ويحب ويتذوق هناءة الزفاف .. كان لهما محط أمل، وكانا يدَّخرانه لمستقبل أخضرٍ عامرٍ بالعطاء لأهله ووطنه.

    ما أقسى مشاهد نعوش الشهداء محمولةً على الأكتاف إلى مثواها الأخير، فهم لم يقترفوا سوي جريمة التوق للحرية والعيش الكريم في زمنٍ لئيم .. لقد عصف الحزن بأهليهم وكلِّ ذي ضميرٍ حي، منهم لم يستطع أن يحبس الدمع فبكى حتى نفد الدمع من غدته، ومنهم تجرَّع حزنه حتى أحرق الحشا وتحجَّر الدمع في عينيه وهو يدفن أباه أو ابنه أو أخاه أو أخته أو جاره أو صديقه.

    لكن مهلاً، فالشهيد لا يليق به البكاء والنحيب .. الشهيد هو الناجي من الموت، بينما الموتى هم هؤلاء الأحياء اللائذون بالجدار المائل ارتهاناً للذل والهوان .. والموت قد يتحوَّل إلى حياةٍ تضجُّ بالعنفوان عندما يكون دفاعاً عن الحرية والحق والنُّبل، أمام قطعانٍ بربرية لا همّ لها غير الرقص على الأشلاء وإحصاء الغنائم.

    الشهيد تليق به شارات النصر، فهو يرتفع إلى ذرى المجد ويترك قاتله مدحوراً مهزوماً، يحوِّله إلى مجرد أبلهٍ مذعور ويحوِّل قوته المادية إلى خواء لا معنى له .. ومن هنا جاء رعب العصبة الحاكمة، فلم يجدوا خياراً غير السباحة في بحر الدَّم .. ونشطوا لتكريس نهج الإبادة العضوية على الأرض دفاعاً عن سلطةٍ مستبدةٍ فاسدة تتدحرج نحو مزبلة التاريخ .. ولكن ماذا سيبيدون؟ .. هل سيبيدون قدرة الشهيد على رفد الإرادة الحرة بالتوهج لمعانقة المجد والخلود؟ هل سيبيدون الروح واصرارها على التجدد المستمر؟ .. فالوحش يقتل ثائراً، والأرض تنبت ألف ثائر .. ماذا سيفعلون غداً أو بعد غدٍ أو بعد شهرٍ أو بعد عام أو مهما تمكنوا من شراء الوقت، بهذه الحشود التي تجوب الشوارع والأزقة لتقول بأنَّ الدَّم هو دمها وأنَّ الموت هو موتها وأنها ضربت موعداً مع النصر وإن تأجل؟

    مِن الضفة الاخرى لليأس يجئ الشهيد .. يجئ صرخةً داويةً ضد التصالح مع الواقع الغاشم وضد الانهزام والضعف وأفخاخ المساومات الانتهازية .. يجئ الشهيد عابراً برزخ الدَّم ليُجبر كلَّ زعيمٍ سياسي إمَّا على القول الفصل والموقف الواضح أو التواري خجلاً من ساحة الصراع، فهذه لحظة الاختبار الحقيقي التي لا مجال فيها لإمساك العصا من الوسط .. يكتب الشهيد وصيته بدمه مشدِّداً على رفاقه الذين تركهم خلفه أن يقاوموا اليأس ويتشبثوا بجمرة الحُلم حتى لو أحرقت أصابعهم، إذ لا بدَّ لهذا الحُلم أن يستحيل، في لحظةٍ ما، إلى فجرٍ تحتشد في شفقه معاني الحرِّية والعزَّة والعيش الكريم.

    فيا مَن بذلتم أرواحكم فداءً لما تبقى من أعمارنا .. شذى أرواحكم أعطر من أي شذى، ورحيق دمائكم يفوق كلَّّ رحيقٍ روعةً ونبلاً .. سيحفظكم كتاب تاريخنا اسماً اسماً ودماً دماً .. لكم الرحمة والمغفرة، ولكم المجد والخلود.

    [email protected]


    ---------------

    سيرحل الجنرال غير أن آثار جرائمه باقية
    إذا ما لجأ البشير إلى اعتماد القتل وسيلة للقضاء على المحتجين السلميين، فسيكون ذلك سببا كافيا لأن يلجأ المجتمع الدولي إلى اعتماد وسيلة مناسبة لإلقاء القبض عليه ومحاكمته.
    العرب فاروق يوسف [نُشر في 01/10/2013، العدد: 9337، ص(9)]
    كم هي كلفة إزاحة الرئيس السوداني عمر البشير من الحكم، بشريا وماديا؟
    مثل سواه من الحكام العرب يبدو البشير متمسكا بالسلطة، رغم فشله في إدارتها، بل أن وجوده حاكما قد جلب للسودانيين كوارث مضافة، هم في غنى عنها، لكي يكونوا شعبا، هو من أكثر شعوب العالم تعاسة وسوء حظ.

    الرئيس المطلوب للعدالة الدولية باعتباره مجرم حرب هو الوريث الحقيقي من جهة ما يشكله من عبء على السودان وشعبها لسلفه جعفر النميري وهو الذي حكم السودان ما بين 1969 و1985.

    بقاء النميري في السلطة كان مكلفا. فالرئيس المهووس بنفسه كان قد انتقل من كونه يساريا إلى اعتماد الشريعة الإسلامية منهجا للحكم. فكان له في كل مرحلة ضحاياه من الجهة الأخرى، التي انتقل منها بخفة.

    لقد شهدت حقبة النميري الكثير من المجازر، راح ضحيتها سياسيون معارضون. وبسبب سياسات النميري الاقتصادية، التي هي مرآة لمزاجه السوداوي المتقلب، فقد بدأ الاقتصاد السوداني مسيرته في اتجاه الهاوية. أما البشير فهو وإن انقلب على الإسلامويين بزعامة حسن الترابي الذين جاءوا به إلى الحكم، فإنه لا يزال مصرا على إلباس الدولة عباءة دينية، وهو ما أتخذ منه ذريعة لتبني مشروع انفصال الجنوب المسيحي. ولم تكن تلك الذريعة إلا كذبة.

    كان الرجل قد سعى إلى إغواء الغرب عن طريق تخليه عن الجنوب، طمعا في أن تغض الولايات المتحدة الطرف عنه، وتتناسى مسألة القبض عليه وتسليمه إلى المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب. وهذا هو ما جرى مؤقتا، لكنه لن يستمر طويلا.

    لم تكن إزاحة النميري مكلفة. انقلاب أبيض قاده عبدالرحمن سوار الذهب الذي كان وزيرا للدفاع يومها، أطاح به فيما كان مسافرا، ليسلم سوار الذهب السلطة في ما بعد إلى حكومة مدنية.

    أما إزاحة البشير فقد لا تكون كذلك.

    الاحتجاجات الشعبية التي تعم اليوم عموم السودان لن تكون إلا بداية لمسيرة طويلة، يكون هدفها الدائم إسقاط نظام البشير، والتخلص من أعبائه على المستويين الإقليمي والدولي.

    لقد نجح الجنرال في أوقات سابقة في تهميش وإضعاف خصومه من المدنيين، وفي مقدمتهم مرشده وزعيمه الروحي الترابي الذي قضى سنوات منفيا في الدوحة. وعلى صعيد المؤسسة العسكرية فقد تعلم البشير من درس النميري الشيء الكثير، فصنع جيشا موال له بعد أن تخلص ممن يشك في ولائه من العسكريين، إضافة إلى وجود ميليشيات غير معلنة تدين له بالولاء، يستعملها في الوقت المناسب، كما حدث في إقليم دارفور.

    فهل هذا يعني أن سقوط نظام البشير لن يكون ميسرا؟

    يتفق الكثيرون أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها السودان اليوم، والتي كان الجزء الأعظم منها من صناعة النظام أو كان مسؤولا عنه، هي التي ستفضي بالنظام إلى أجله المحتوم. غير أن تلك النهاية ستكون هي الأخرى مكلفة، ولكنها مع ذلك لن تكون أكثر كلفة من استمرار النظام في الحكم.

    إذا ما تطورت الاحتجاجات السلمية وهو ما أتوقعه، فلا يملك النظام سوى أن يستمر في مواجهتها بالعنف. ما رأيناه في الأيام الماضية أن النظام كان صريحا في تبني فعل القتل وسيلة لإسكات المعارضين. غير أن ما هو مؤكد أن هامش العنف المسموح به للنظام لن يكون كبيرا وواسعا.

    فما وقع في سوريا لن يقع في السودان. لا لأن النظام السوداني لا يملك أصدقاء في العالم يقفون نيابة عنه في وجه القرارات الدولية كما هو حال النظام السوري، بل وأيضا لأن رأس النظام لا يزال مطلوبا للمحكمة الدولية باعتباره مجرم حرب.

    إذا ما لجأ البشير إلى اعتماد القتل وسيلة للقضاء على المحتجين السلميين، فسيكون ذلك سببا كافيا لأن يلجأ المجتمع الدولي إلى اعتماد وسيلة مناسبة لإلقاء القبض عليه ومحاكمته. سيرحل الجنرال لكن آثار جرائمه في دارفور لن تمحى.

    ولن ينسى السودانيون جريمته في تقسيم بلادهم.


    كاتب عراقي


    -------------
                  

العنوان الكاتب Date
السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك09-29-13, 05:16 AM
  Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك09-29-13, 05:28 AM
    Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك09-29-13, 08:24 AM
      Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك09-29-13, 11:05 AM
        Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك09-29-13, 10:47 PM
          Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك09-30-13, 05:08 AM
            Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك09-30-13, 08:15 AM
              Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك10-01-13, 06:25 AM
                Re: السودان فى الصحافة العربية ...مقالا اراء اخبار ..توثيق الكيك10-01-13, 08:09 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de