|
كلام الناس نور الدين مدني الخطاب الديني وقضايانا الداخلية
|
* لا أخفي إعجابي بالطرح المستنير الذي يتميّز به خطاب الأنصار في خطبة الجمعة، وتناولهم للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية بنهج يجمع بين الأصالة والمعاصرة ويخاطب حاجات المواطنين اليومية. * على عكس بعض الخطباء الذين يتناولون القضايا العامة من زاوية ضيقة، بل يعمدون للتعرض لقضايا المسلمين في العالم وفي المحيط الإقليمي والعربي، ويتجاهلون قضايانا الداخلية الأكثر حاجة للتناول والطرح. * لا يمكن الحديث عن ما يجري في سوريا وفي مصر وتخصيص الخطبة كاملة للانتصار لهذا الجانب على الجانب الآخر، ويتركون القضايا المصيرية التي تُواجه مواطنيهم في السودان وكأنهم ليسوا مسلمين. * ألا تستحق النزاعات المجانية التي تشتعل في بلادنا وفي دارفور خاصة ؟ وتترك تغذى بالنعرات الجهوية والقبلية ويروح ضحيتها المئات دون أن يعنى بها بها هؤلاء الأئمة !!، حتى ضحايا السيول والأمطار الذين تنادى لهم الناس من كل حدب وصوب لم يجدوا في خطب هؤلاء دعوة للوقوف إلى جانبهم وتفعيل قيمة التكامل الاجتماعي تجاههم. * نقول هذا بمناسبة خطبة الإمام الصادق المهدي أمس الأول الجمعة بمسجد قبا بأم بدة، ونتوقف هنا عند الخطبة الأولى التي تناولت قضية اجتماعية مهمة ومؤثرة في حياتنا ونعني بها قضية الزواج والعلاقة بين الزوج وزوجته والطلاق و.. إلخ من القضايا الحيوية. * نبّه الإمام الصادق المهدي في هذه الخطبة إلى التقاليد الغريبة التي باتت تهدد استقرار الأسر وتقف عقبة أمام الزواج الميسر، مثل البطالة وسط الشباب وأزمة السكن والحروب المتعددة التي تؤثر سلباً على بناء الأسر وعلى استقرارها. * أشار أيضاً إلى بعض أسباب الطلاق مثل سوء معاملة الزوج لزوجته وتدخلات الأسر الممتدة في خصوصية العلاقة بين الزوجين، والإعسار الذي أصبح من أسباب عدم استمرار الحياة الزوجية. * دعا الإمام الصادق في هذه الخطبة إلى مراجعة القوانين التي تحرم المرأة من حقوقها في المساواة في المواطنة وعلى رأسها قانون النظام العام ووقف ملاحقات النساء بسبب المادة 152 من القانون الجنائي المتلقة بالزي الفاضح التي تستغل بصورة سالبة ومهينة لكرامة المرأة ، خاصة وأن مجتمع الفضيلة والاحتشام لا ينبني بالقوانين والعقوبات وإنما بالتربية القويمة والقدوة الحسنة. * لسنا في حاجة إلى القول بأن الفساد الأخلاقي الذي انتشر وسط الشباب من الجنسين زادت درجته في السنوات الأخيرة رغم كل هذه القوانين القاهرة -إن لم نقل بسببها- في ظل تراجع الدور التربوي والقدوة الحسنة.
|
|
|
|
|
|