|
مايحدث في جنوب السودان تتحمل تبعاته مجموعة باقان وأحلامه الجيفارية
|
(*)
ما يحدث في جنوب السودان سببه أن النظام في الجنوب بدلا عن ان يحمد الله على نعمة الاستقلال والفكاك من دولة السودان القديم زينت له أوهامه أنه يستطيع لعب دور في تفكيك ماتبقى من السودان , وبدلا عن التفرغ لبناء دولة محترمة , ظن أن مجرد وجود الثروة البترولية كفيل بجعل الدولة الوليدة لعب دور الاخ الاكبر والذي يستطيع التأثير على الجيران ولعب دور القوة الاقليمية , سلفاكير على حق , على الجنوب أن يفك الارتباط مع الحركات المسلحة الشمالية لكي يتفرغ لتأسيس دولة محترمة .. الكنغو تلك ثروة بترولية ضخمة , ولكنها لم تصنع دولة محترمة , لأنها دولة القبلية والتدخلات في الدول المجاورة .. مساكين اهل جنوب السودان , كتب عليهم الله , أن يواصلوا الركض من الرصاص حتى بعد أن توقفت الحرب مع الشمال .. ما حدث هو البداية فقط .. الواقع القبلي يستطيع الوعي التغلب عليه .. و لكن وهم الدويلة الجيفارية هو ما يجب اعادة النظر حوله .. لن يهنأ المواطن الجنوبي مالم يعلم قادته أن أصبعاً واحدا يمتد داخل حدود الشمال , ستقابله ايادي طويلة تمتد داخل حدود الجنوب والفرق أن دولة الجنوب لازالت كالخيمة التي تضاء بجنريتر في الصحراء .. على سلفاكير حسم مجموعة باقان التي انفصلت عن الشمال ولكنها لازالت تحلم بالعودة لحكم كامل السودان , و لازالت تحت تأثير الحركة الشعبية الموحدة شمالا و جنوبا ... لذلك ستهدر ثروات الجنوب وستستنذف تلك الأوهام خيراته و مقدراته .. الانفصال وقع ولن تعود عقارب الساعة الى الوراء.. لم تعد يا باقان بالنسبة للشمال سوى جار .. ركز على حسن الجوار و لم بترولك عليك وحاول الاستفادة منه في التنمية وفي صناعة دولة محترمة .. و الا ستتكرر مثل هذه الاضطرابات والانقلابات وستقضي على كل أمل في حياة امنة و رغدة للمواطن الجنوبي ... فما أسهل التدخل في شأن الآخر واللعب على التناقضات القبلية داخل دولة مثل جنوب السودان .. و هاهو صراع الدينكا - النوير - الشلك قد بدأ يطفو على السطح .. وهو كفيل بالقضاء على الأخضر و اليابس .. عجلة الحرب الأهلية والقبلية لا يستطيع أحد ايقافها إن دارت ... فهي دائماً ما تجر وراءها ثارأ بعد ثأر .. و لا تعرف المنطق .. أو مصلجة الأوطان ..
|
|
|
|
|
|