|
من الموضوعية الى سرج الدواس (شيخ اللمين وعادل سيد احمد)
|
الحوار الذي دار بين شيخ اللمين وعادل سيد احمد كان مزيجا من الهرج والمغالطات ومحاولة اقتناص الفرص امام الشاشة.. طرشان واعمال اولاد حلة ساي، حيث يمكن لاحدهما ان يفلت بالحوار من موضوعيته الى سوح الدواس.. هو حوار لايمكن بحال ان يكون حوار بين رجل صوفي ورجل اعلامي متمرس ولا حتى غير متمرس.. عادل لم يحترم ابسط مقومات الحوار المهني المتعوب له، كما انو شيخ اللمين مابدت عليه ومابدرت منه علائم الصوفية التي يقول بها.. لم نسمع في ذلك الحوار مثلا اللغة الصوفية العالية التي يتوقعها الناس من رجل في صيت شيخ اللمين، مستصحبين بالطبع كل تلك الضوضاء التي اثارها الناس حوله والتي كنت اسمعها تقريبا من 97 وانا لا ازال في الجامعة، كما لم نجد في ذلك الحوار النكبة من عادل سيد احمد أي اداء احترافي يدل على كونو صحفي يستحق مقعد في تلفزيون ليعرض على ملاأمن الناس في داخل وخارج السودان!! لو لم اكن اعرفهما بصورتيهما في ذاكرتي لقلت انو حوار بين متعهد حفلات وازياء مسرح وبين امين لجنة شعبية في حي نكرة.. لم يتم استدراجنا الى عالم صوفي، يبرر فيه صاحب السجادة مايلاقيه من عنت الخلق، وافعال الخلق، ومكر الخلق وانهم برغم مايحدث يسعون الى خير عميم وان الله الذي هدانا سيهدي من يشاء الى سواء السبيل، وماتعرف الحزم الكلامية الغامضة ذات الجلال، والتي حتى وان لم تستطع الى فهمها سبيلا تركتك ماخوذا بما تركته من مدلولاتِ في مسامعك.. لم يستدل الرجل في حواره باي عرفانيات او ماثور من قول الصوفية او حتى باي شطحات ملهمة وكأن الرجل ماخد الطريقة دي من مجلة هو وهي.. توقعت ان يكون شيخ اللمين قادراً - وقد قام في الناس بكمطاشر سنة كشيخ- ان يوجه الحديث الى عوالم صوفية يعجز عن مجاراتها محاوره الذي تعمد استفزازه دون مساكات، ويدخله في متاهات علوم الصور، والحرف، واهل الله، او ان يحدثنا عن مشاهد الاسرار القدسية ومطالع الانوار الالهية حيث لا يستطيع احد مجاراتهم إلا من كان بمستوى معرفتهم .. او غيرو التجربة الصوفية دي محاولة لتجاوز حدود دين الدولة الرسمي الذي يكتفي بالمعتاد والمعروف من المظاهر الدينية، الى افاق العبادة القائمة على محبة موجودات الكون بلا فرز، وان الصوفي يطمح لتجاوز حدود الايمان ليدخل في تخوم الاحسان، بالتالي فخطابات وزارة الشؤون الاجتماعية او الاوقاف او الذكر والذاكرين ديل كلهم محض هراء في منظومة المؤتمر الزائل هو ذاتو في ملكوت الله الدائم.. يعني لو بس كان قال ليهو ساي وبراحة كده مستصحبا صوتا شغوفاً (ياعادل، لن تعرفنا مالم نجذبك فتعرفنا..الخ صوفية الفيتوري) كان اسكت حفيف الورق بتاع اللجنة الشعبية الذي مافتي عادل يلوح بها في وجه الرجل وفي وجوهنا اجمعين وكانها مختومة بخاتم حامد بن العباس وزير الخليفة المقتدر .. كما وماراينا في اللمين أي تسامح يمكن ان يجعلنا ننظر اليه كصوفي.. يعني لو قنا الشيخ ما عايز يجلدو بي العلم اللدني وغوامض المشاهد الصور ..كذلك لم يكن شيخ اللمين هيناً ليناً سمحاً متسامحاً ومتعالياً عن الخوض في الشؤون التي اثارها محدثه.. باختصار كده لم تتسع رؤية شيخ اللمين لتضيق بعدها عبارته، وانما اسهب وظل في موقف المدافع العجول حتى انطبع في ذهني انو شيخ اللمين ده ممكن يفكها ليك في عادل ده عادي غير مكترثا بمشيخته.. اما اخونا عادل سيد احمد فظني انه اتى باللمين فقط للشهرة فعادل لم يحاور الشيخ في أي شي متعلق بالصوفية وتوجهاتها، او حتى شي مفيد مثل من الذي يُفصل للشيخ عباياته وطواقيه، وهو شي غير متوقع من اعلامي يدير حوار مع صوفي، وانما ظل في افلاس شديد، يجنح للماججة بعلو الصوت وبان يلوح للامين في وجهه بمجموعة باوراق عليها توقيعات لا ندري مدى صحتها وهو يصيح انا بهمني الحق، وماتعرف انا امر المواطن هو المهم وكأن المواطن انتهت مشاكله عند اللمة بتاعة شيخ اللمين.. هسي عليك الله ياعادل سيد احمد شكاوي مواطني بيت المال الفلقتها بيها دي ماكانت بتحلها "ماما ايناس" في مايطلبه المشاهدون؟ ضيع عادل "زمن بتاع حضراتنا" فيما حسبناه قد يكون زمنا مفيدا وان يكشف لنا صوفية الرجل وهل هي فعلا تستحق كل هذا النقد ام ان الرجل يقود منهجا وخطا صوفيا حداثيا يستحق ان يقف عنده الناس..احسن المابتدوروا تحدر ليهو في الضلام دون برامج الاعلام.. ######## اللمين جزءا من ماحسبناه انه فيه بان اتبع هواه في لقاء تلفزيوني فطير فكان امره فرطاً بين صياحٍ هارج وإعلامي كسول.. فيا حسين ياخ راجع لينا الحاجات القاعدة تتقدم دي...ما أي زول من امدرمان تحشرو لينا في القناة او أي زول عندو اسم رنان تجيبو يتقّول فيما يعلم ومالايعلم.. لاتبتذل جودة الشاشة بتاعة امدرمان ببهارج الامور واشكالها دون المضمون، نحنا ماصدقنا لقينا جريدة متلفزة ولغو فصيح تعلمبُو ولاتدريه.
|
|
|
|
|
|