ترا أبو فهد قال عندهم شغالة سودانية ... يازينها ...!!!

Quote: الاستاذ/ أمين محمد سليمان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أنا متابع لموقع سودانيز اولاين منذ العام 2002م وحصلت على العضوية فيه منذ العام 2003 ولكني زاهد في المشاركة فيه لأسباب كثيرة، وأنت ممن أتلمس كتاباتهم وأبحث عنها بالمنقاش يا بروف، حتى صدمني اليوم ما خطته يداك في البوست الخاص باستقدام خادمات للعمل في المملكة العربية السعودية، التي أعمل فيها منذ العام 1999م، وأعرف الكثير عن ما يحدث خلف الأسوار المغلقة بحكم عملي كمستشار قانوني، نعلم ان عمل المرأة ليس عيباً، ولكن المرأة في السعودية لا تعمل كخادمة فقط وإنما تعمل (سرية) أيضاً ـ وأنت تعلم معنى المصطلح ـ فهي بخلاف أنها تعمل أكثر من 18 ساعة في اليوم، فهي أيضا وسيلة ترفيه لمراهقي البيت وربما لرب البيت المراهق الكبير، إضافة إلى ما تلاقيه من عنت الإهانة ومشقة الإذلال، وهذا الأمر ليس استثناءً يا أخ أمين وإنما هو القاعدة وما شذ فهو الاستثناء، ما تتعرض له الخادمة في البيت السعودي من ضغوط جسدية ونفسية يدفعها في كثير من الأحيان إلى أن تقتل الطفل أو الطفلة الذي تقوم بالعناية به، أو في حالة أن تكون قوية نوعاً ما فهي تنتحر، وصدقني يا أمين ما يحدث للخادمات هنا لا يصدقه عقل ولا يقبله المنطق ولا الشرع، ربما أنت في مكان يحترم الإنسان ولديه عدد معين لساعات العمل في اليوم، إلا أنه فقط عليك أن تعرف يا أمين أن قانون العمل في السعودية لا يشمل خدم المنازل ومن في حكمهن، إذا فهي ليس لها قانون يحمي حقوقها وقد تتعرض للإذلال والإهانة وغالباً الاغتصاب ثم يتم ترحيلها بليل وهي حتى لا تعلم إلا في المطار... عليه أرجو صادقاً منك أن لا تقف هذا الموقف الذي آلمني جداً، نحن لا يهمنا نظرة السعوديين لنا، ولا يربط بيننا وبينهم إلا عقد عمل. ولكن ما يهمنا هو كرامة السودانية يا أمين، أما رأيت إلى المصريين ورفضهم المطلق لمجرد مناقشة الأمر؟ والأثيوبيين أوقفوا إيفاد الخادمات إلى المملكة منذ أكثر من عشرة أشهر، كما أن استقدام الخادمات ايضاً موقوف من الجانب الإندونيسي والفلبيني، وهذا ليس من فراغ يا أمين، فالخادمة ليس لها حقوق ولا تستطيع أن تطالب بما هو لها، إلا على اضيق نطاق، وهناك من الخادمات في السعودية لها أكثر من سنتين ولم تقبض راتباً واحداً ولا تستطيع أن تتصل على أهلها (لأن الهاتف الجوال ممنوع على الخادمات في السعودية "إلا باستثناءات ضيقة جداً لا تخرق القاعدة" ) فلك أن تتخيل خادمة تعمل 18 ساعة في اليوم وليس لديها هاتف لتطمئن على طفلها الصغير مثلاً الموجود في السودان ـ لأن الخادمة وبموجب القانون لا يحق لها استقدام عائلتها أو أطفالها فعليها أن تأتي منفردة ـ وليس لديها راتب لمدة سنتين أو تزيد ، وأحكي لك هذه القصة المختصرة يا أمين " عملت لدي خادمة اندونيسية في المنزل ـ لفترة مؤقتة لظروف ولادة زوجتي ـ عرفت منها أنها هاربة من كفيلها الذي ظلت تعمل عنده لمدة ست سنوات لم تقبض فيها راتباً واحداً بل ولم تر فيها الشارع منذ مجيئها من المطار حتى استطاعت الهرب، وهي الآن لا تستطيع العودة لأهلها إلا أن تسلم نفسها للشرطة والتي ستضعها في السجن حتى حضور كفيلها والذي ربما يماطل في الحضور لفترة يقدرها هو. شاكراً لك صبرك على قراءة مكتوبي، إلا أنني ولثقتي في رجاحة عقلك واعجابي الفائق بمجمل آرائك، لم يرضني أن يكون هذا رأيك في قضية استقدام خادمات من السودان. تقبل فائق احترامي وتقديري أخوك مستشار قانوني