|
Re: صاحب بروق الحنين دقس الجنوبين (Re: Zakaria Joseph)
|
و ترد كيدين جيمس,احدى المشاركات فى الوثائقية, على الاستاذ الكبير بقل ادب و تتهم صاحب الفلم بانه عمله فيهن.
Quote: كيدن جيمس
بداية لازماً علي أن أقدم فائق الشكر لك أستاذي وزميلي ابراهام مرياك البينو من أجل كلماتك التي سطرتها في عمودك هذا تعقيباً لما شاهدته من الفليم الوثائقي الذي تم بثه عبر شاشة قناة الجزيرة القطرية والمعنون تحت اسم (بروق الحنين). وأيضاً شكراً لكل من أبت نفسه إلا وأن يكتب تعليقاً عبر صفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) معبرين بالأساليب التي رأؤها مناسبة للتعليق على هذا الفليم. لم أبدى انزعاجي وزعلي على ما بدر منكم من تعليق، بالعكس، إذا تحدثتُ عن نفسي، سأجدكم محقين في الحكم، ليس لأن هذه هي الحقيقة؛ إنما لأن جزءً من الفليم مفقود… جملتين فقط دفعتني لأسطر هذه الكلمات عندما قرأتُ مقال أستاذي في عدد الأمس، وهي جملة: (عبرت الزميلتان عن حزنهن لاستقلال جنوب السودان). الجملة الثانية اعتبرتها تحريضية إن لم أكن مخطئة في فهم قول الكاتب: (إنه لا يستبعد بأن يخرج متطرف ويمنع الفتيات من الإدلاء بآراء سياسية). إذا كان هنالك من يحاسب، فعلينا أن نحاسب الحروب التي جعلت أباؤنا يتركون البلاد ويبحثون عن الحياة في بلدان أخرى. هذا ما جعلني أطلق صرختي الأولى وأفتح عيني لأجد نفسي في منطقة شبيهة بجبال النوبة، حيث كنا قلة فقط من الجنوب والبقية من جبال النوبة، وكنا ملجأً لكل جنوبي يحضر إلى تلك المنطقة، وحين يسأل عن جنوبي يتم تقديمه لنا في المنزل بحكم أنه جنوبي، وبغض النظر عن قبيلته، فكانت حياة إجبارية كُتِب لنا أن نتماشى معها، وإلا ستحكم على نفسك بالجفاف الاجتماعي والعاطفي. وهذا ما لا يستطيع الإنسان التصدي له. وكوننا قد حزنا على استقلال البلاد، فهذا ما لا أقبله منك يا أستاذي، لأنني بسبب توجهي القاطع في دعم استقلال جنوب السودان تم إيقاف برنامجي التلفزيوني الذي كنتُ أقدمه على شاشة تلفزيون ولاية الجزيرة، بحجة أنني أحرض المواطنين الجنوبيين على التصويت لخيار الاستقلال حينذاك. وبعد توقف البرنامج تعرضتُ لفقدان وظيفتي بذات التلفزيون، ولكي أحسب نفسي جزء من صانعي الاستقلال، قررتُ بأن أكون في موقع الحدث، لذلك وطأت رجلي مطار جوبا الدولي لأول مرة منذ ميلادي في التاسع من يناير 2011م، وبالتأكيد كلنا نتذكر هذا اليوم، وعندما رُفِع علم جنوب السودان في التاسع من يوليو أغمي عليَّ لفترة من الزمن داخل ساحة فضائية جنوب السودان، حيث كنا ننقل الحدث مباشرة من ميدان الحرية، فرحاً على استقلال البلاد، فكيف لك أن تقول (بأننا حزنا لاستقلال البلاد)؟. ثانياً المخرج وجدي كامل استطاع أن يأخذ ما يشاء وترك ما يشاء من الفليم، لأنني عندما بدأت أتحدث، تحدثتُ عن الاضطهاد والقيود والجوانب السالبة التي ظلت تلاحقني في السودان الشمالي. وسردتُ كيف كانت إدارة جامعة الجزيرة تجبرني على ارتداء (العباءة واتكوز بالطرحة) وكأنني من (جماعة أنصار السُنة المحمدية)، وكيف كانت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا تمنعني من دخول المكتبة إلا بالزي التي تريده. وبعدها سردتُ قصتي الاجتماعية العاطفية مع ذاك الذي يشبهني في اللون ويبحث عن تحقيق مصير المشورة الشعبية، ولكن بعدها أكدتُ للمخرج بأن الحياة العاطفية والاجتماعية لم ولن تكن سبباً لي كي أصوت لخيار وحدة السودان، بل كان لزاماً عليَّ بأن أتخلى عن كل ما يذكرني بالسودان لأساهم في بناء وتطوير بلدي، وأكون جزء أصيل من صانعي السلام والاستقلال. لكن المخرج أراد أن يكسب الجائزة التي ستُقدّم له عندما يفوز بالفليم في الكرنفال المرتقب، لذلك أخذ أشياء معينة وحذف البقية. أعود لك أستاذي ابراهام، أنا وأنت لسنا ضد الذين انتقدوا الفليم، ولكن نختلف في مضمون النقد. إنني اتفق على حكمهم، لأنه لم تتاح لهم الفرصة لمتابعة كل الفليم، ولكنك تتفق معهم بأننا لم نبدي احترامنا للأغلبية التي صوتت للاستقلال، ويبدوا كذلك أنك تتفق على الأساليب التي بدرت منهم، وهذا ما لا أتفق فيه معك. وفي ظني بأنك تحرض المتطرفين لمنع الفتيات من الإدلاء بآراء سياسية إن لم أكن مخطئة، فهذا ظلم من كاتب ظل يطالب في هذا العمود بضرورة حرية التعبير. وعلى المتطرفين قبل أن يقوموا بأي إجراء، أن يشاهدوا الفليم قبل وبعد عملية المونتاج، ولكم أيضاً إخوتي الذين شعرتم بأنني أسأتُ في حقكم، أن تقوموا بمطالبة قناة الجزيرة بعرض الفليم كاملاً.
ولك الشكر أستاذي ابراهام لاتاحتك لي هذه المساحة للرد على مقالك.
الصحفية : كدين جيمس |
|
|
|
|
|
|
|
|
|