أحسست - عشقذاك - بهبوطها المفاجيء نوعا ما فوق حزني .. كانت "نجلاء" تقدر الأحزان حق قدرها النبيل, وكنت هدفا سائغا في متناول غوايتها.. لعلها تلك الأغنية كانت سبباً مباشراً في إنكشاف أحزاني الباتعة لرادارها العاطفي ونحن في حضرة الضفة الأخرى للنهر قبالة جامعة الخرطوم .. لم يكن كازينو النيل الأزرق شديد الاكتظاظ ولكن, كان الصحبة صاخبة والنقاش محتدم.. انتبهت بصيرتي اول ما انتبهت لاحتشاء ساقيها بالقصائد والمنمنمات الفارسية الانيقة والمؤطرة جيدا باستدارت الحروف الغائبة نحو شيء غامض وموارب جيدا خلف تفاصيل القماش وهو يشيد ذلك البنيان الأندلسي البديع للفستان .. كما وأنها كانت - أذكر - شهية الحديث الثوري المتدفق بنعومة تحسدها عليه أغاني الحقيبة.. عيناها كانت أقل جاذبية وذلك لذكائها ليس الا .. تمنيت كاسا من الخمر عند اشارتها لتراكمات الفعل الثوري.. اعتراني شيئا من الحزن عندما تسللت خلسة لتفاصيل نهدها "اليمين" والكائن تماما إزاء القلب في جلستنا تلك .. كانت سلمى -حتما- لتلاحظ انتباهي المدارى جيدا بهذه الحركة المثيرة لهذا النهد بالتحديد عند الحديث, يعود ذلك بصورة جزئية لاستناد نجلاء بساعدها الايمن على الكرسي .. ولطبيعة العشب اللينة ذاك المساء في كازينو النيل الازرق .. وللوضعية التي وضعت بها نجلاء ساقها اليسري فوق "اليمين", قبل أن ترتد بظهرها للخلف على ظهر الكرسي العاري من الوسائد .. بيد أن السبب الرئيسي كان في طريقة انفعالها المثير عند الكلام .. باغتتني سلمى وهي في غيابها الطويل -كعادتها- متلبسا بأنثى أخرى فإرتبكت .. وهكذا انتبهت لاحزاني العظيمة وانصرفت عن نجلاء .. وخزتني أغنية عبرت أجواء الكازينو .. لانك عندي كل الخير , وجيهك فرحة الدنيا ودواخلك زي شعاع النوووووور .. حملتني هونا ما لمضارب حزني التليد .. وهكذا التقطتتني رادارات نجلاء العاطفية ..الكارثة في ذلك العشق بحسبما أذكر .. كانت في احتياجي المستمر لمداراة احاسيس الفرح طوال تلك الحالة العاطفية الغامضة !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة