|
Re: 19 نوفمبر 2013 سنة حلوة يا جميل . (Re: محمد البشرى الخضر)
|
د. شاهين .. والحفيدة تيسير الحنكوشة
فى الملفات والمنعطفات الحساسة يا قول المثقفين المعتوهين , كان يُمكن للوالد ان يبيع نفسه ويأكل على كل الموائد , لكنه رفض ذلك باصرار غريب , ودفعنا نحن ثمن ذلك من استقرارنا المالى فى اوقات التشرد من الخدمة المدنية . تم انتدابه لصحيفة (الصحافة) مُحرراً فيها للصفحة العلمية , فافرد شراع قلمه تنويراً ومُناقشةً , فكتب عن النشؤ والارتقاء فى عالم النبات والحيوان بلغة سلسلة وبسيطة , وعن كيفية الاعتناء بالحيوان والطيور المنزلية , بل حتى اننى لاحظت عند مُراجعتى لبعض النسخ فى دار الوثائق ان الوالد كانت لديه صفحة كاملة ثم مقال صغير فى الصحفة الاخيرة ثم عمود كامل فى الصفحة الثالثة فى نفس العدد , كانت هذه هى ايام صعوده وشهرته , وظهوره فى التلفزيون ضيفاً دائماً فى فقرات تتعلق بالتثقيف البيطرى , ثم صعوده على خشبة مسرح لتسلم الجائزة الاولى فى مهرجان للقصة القصيرة . كانت تلك مُعجزة فى تلك الحقبة , فكانت نظرات الاحترام تلاحقنا فى المدرسة الابتدائية , حيث كان وقتها هناك صحيفتين فقط (الايام) و (الصحافة) , والوالد تظهر صورته بشكل يومى فى واحدة منهما وفى المساء يكون ضيفاً على الشاشة البلورية فى وقت كانت فيه قناة واحدة ابيض واسود , حتى كان صدامه الشهير مع رئيس التحرير x الصديق المقرب للقائد الفذ الاوحد خال فاطنة , طلب منه ان يكتب فى عدد الغد عن يوم العودة العظيم , كان يُمكن له ببساطة ان يرقص على دماء ضحايا 1971 من الشيوعيين والديمقراطيين ليواصل مسلسل الصعود نحو الشهرة ويُطبل ويُزمر , كان يُمكن له ان يكون عضواً فى الاتحاد الاشتراكى العظيم . وكان يُمكن لنا ان نكون الان من سكان حى (كوبر) فى صرته الراقية , فى ذلك الوكر الراقى ببنايته ذات الادوار المتعددة , المكان المفضل لخفافيش النظام المايوى البائد . لكنه حمل اوراق فلسوكابه المُسطرة وقلم حبره الجاف , وغادر مكتبه ودنيا الصحافة للابد , وبقى x مادحاً لعصابته العسكرية الرخيصة حتى قبض الله روحه . كنت اعتقد ان تجربة ابى فى صحيفة (الصحافة) قد اصبحت نسياً منسياً , لكننى اندهشت عندما سئلتنى منه الأستاذة (امال عباس) ذات مرة من المراريت ايام (الرأى الأخر) فى تسعينيات القرن الماضى عندما قالت لى دون اى مناسبة - انتا ولد دكتور شاهين البيطرى ؟ .. بالله !.. ابوك لسه عايش ؟ . كان لديه ذلك التدين الريفى المعروف ايام طفولته وبواكير مراهقته , كان اماماً فى اوقات الصلوات فى المرحلة الوسطى , وكان الزلزال الكبير فى حياته والذى تمثل فى الأستاذ (طلسم) والد البلابل , ثم فى كتاب history of man اللذان قلبا حياته راساً على عقب , فسار بعدهما فى طريق العقلانية والعلمانية حتى الان . وما زال ابى يتحدث عن المرحوم (طلسم) باعتزاز وتقدير ومحبة ويقول انه رجل سبق عصره بمئات السنوات فى الانفتاح الذهنى والتفتح
(عدل بواسطة shaheen shaheen on 11-20-2013, 07:48 AM)
|
|
|
|
|
|