شكـرا يا دكتور عبد الله، وبمناسبـة إنطباعاتى عن بورتســودان، أديك كورة مليانة برضو..
فى جلسـة الخميس، فى الحوش الصغير قدام الصالون.. وطبعا كرسى الاستاذ جانب المزيرة ومقابل الاخوان.. حصل إنو الاستاذ جاتو عشريقـة و قحـة شديدة ومستمـرة.. قريب من نص دقيقة.. قام عم محمد فضل عليه رحمـة الله على الزير وجاب كوز موية لأستاذ. شـرب شويـة، والقحـة راحت.. وجـه حديثه للأخوان والأخوات الجالسين، وكان بينهم أخوان مدنى، استاذ سعيـد وجلال وكل الاخوان الذين يحضرون من المدن المجاورة.. الأستـاذ قال (مشيرا الى موقف عم محمد فضل): هـدا الادب.. الأدب علم وليس تربيع يدين ونظر الى الأرض. (كلام بهـذا المعنى بالضبط ولست متأكدا من العبارات ذاتها).
وعلى ذات المنوال.. فإن الفكرة الجمهوريـة علم، وعمل، وديناميكية فى الحركـة.. وليست تسميـع محفوظات و إجترار ذكريات.. فى حلقات الذكر خارج منزل الأستاذ أذكر فلانا ولم يكن جمهوريا، (لا داعى لذكر الإسـم)، كان يأتى سكرانا، ويكون فى الصف الاول، ويذكر ويحملق ومرات (يرفرف عيونه) لبعض الأخوات.. ولم يضيق به الأستـاذ أو يأمر بطرده.. بل كان لا يميز بينه وبين الأخرين.. وهذه سمـة التصوف، ميراث الفكرة.. حين كان السكران والمجنون والصعاليق يأتون لحلقات الذكر ثم يتعشون مع الناس فى نفس الصينية.. لذلك قال شاعـر الصادقاب فى قصيـدة الهبرو ملو: فى إكرام الضيف قـط ما عزلوا.. قط ما إتجدلوا.. وصلوا وخلوا الهايف قبلو. لأن الصوفيـة مثل الأستاذ، ولا أقول مثل الجمهوريين، (عرفوا) ان الإنسان هو الغاية وكل ما عداه وسيلـة اليه، بما فيه القران والرسل، وحتى قيم السلوك فإنها وضعت من أجل ترقيـة الإنسان. وقد وضعت كلمة (عرفوا) بين قوسين لأنهم حققوا تلك المعرفـة، ولم يجعلوها ترفا فكريا، ثم يميزوا بين الناس..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة