|
|
 Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! (Re: hafiz Issue)
|
في الذكرى الخامسة لميلاد بيت الفنون
تباً لأعداء الثقافه والجمال
بقلم طارق اللمين
تمر بخاطري المحزون هذه الأيام ذكرى تأسيس وإنشاء مركز بيت الفنون الثقافي نوفمبر 2008 ----- نوفمبر 2013 وهو مركز أنشأته وصحابي تنزيلاً لحلم بمدينة مبدعة لا تعرف التثاؤب والانحناء للحزن والإحباط.
دعاني أيامها الصديق بكري أبو بكر لمعاينة موقع في بحري يمثل حوش متسع التفاؤل والخيال ولما كان السودانيون ذوي عشق وهيام للحيشان في وجدانهم الجمعي فقد أصابني ما أصابني من الوجد والحنين لذلك الحوش ورأيت فيه حلمي القديم باللمة والحوش الوسيع والساكنين أفواج علي قول الشاعر الكبير المحجوب بن مريم
حزمت أمري واخترت البقاء هناك وبدأ نسج الحلم خيطاً خيطاً حتي أشعّ وأبرق قبل ان تعالجه طعنات الحانقين والجهلاء لتحيله إلى كوم من الرماد والذكريات
لم يكن من الصعب أن أبدأ بإنشاء المسرح فقد تركت صاحبة المنزل به عدداً لابأس به من صناديق البيبسي كولا الفارغة كانت كافية حينما قلبناها علي الأرض بتراص أنيق ان تمثل ميلاداً لخشبة مسرح لاينقصها سوي فرد الغطاء من فوقها والاعتلاء
كما أن الحصير صديقي الوفي وأخواتي من الشرقانيات الحانية لم يقصرن في تتويج المسرح بالوقار والهيبة والبساطة وانتصار إراده الميلاد فكان مسرح بيت الفنون الذي لم يكلف أكثر من ثمن قوارير المياه دون كلفة العشاء في مؤتمر أو ندوة حكومية للتداول في شأن الثقافة والفنون
انطلقت نشاطات بيت الفنون وكنت حينها قد تم طردي للتو من تلفزيون السودان القومي وتم إيقاف نشاط فرقة الهيلاهوب من التلفزيون بعد خدمة طويلة ممتازة امتدت لأعوام عشر وكان ذلك بواسطة الدباب المثقفاتي إبراهيم الصديق الذي كان شرطه وقتها مدح الحاكمين والتغني للبترول والدباب الآخر محمد هادم سليمان الذي تم علي يديه وبفضله تمزيق قومية التلفزيون بعد فشله في أن يكون إسماً علي مسمى وكانت أولى ثمار بثه الميمون اختيار الجنوبيين الانقسام من بلاد لا يعبّر تلفزيونها عنهم علي أقل تقدير
انطلقت نشاطات بيت الفنون لاتلوي علي شئ إلا الامتاع والمؤانسة ومسح غبار تراكم علي الحناجر والأقلام واللوحات وفتح النوافذ للمبدعين في منابر بديلة يغرد روادها علي الفضاء الطلق في بلد لم يقدر الانقليز فيه على حظر تغاريد الخليل إلى العبور إلى القرن الجديد دون لجان للنصوص والتنطع والاسترزاق
كان كرنفال الافتتاح عظيماً وقد عبّر الفنانون عن ترحيبهم الكبير بهذه الكوة من الضوء فغني في مسرحنا زيدان إبراهيم ومحمد وردي وعقد الجلاد وستيفن أوشيلا وفرقة الهيلاهوب والفنان محمود عبد العزيز ثم الفنانة الذهبية نانسي عجاج التي بهرت رواد بيت الفنون فعشقو صوتها وأفردو لها مساحة للتحليق العالي في وجدان البلاد والعباد ببلد هيلها
أشهر الشعراء مع أشعارهم مع توالي صمود المركز الجديد فأطل القدال وحميد وأزهري وهاشم صديق وعثمان البشرى وطنبر الطنبور ووازت الوازا وانتصرت الفيولا ودق الدليب والنحاس والكمبلا وانتشت إيقاعات المردوم والسيرة وغناء البنات حتي أفردنا يوماً للمرأة ويوماً للشعراء ويوماً للمسرح ويوماً للحوار الثقافي
توالت السنوات تزحف جمالاً علي بيت الفنون فزاره السفراء والساسة والمفكرون فأحبه الصادق المهدي وأسرته ومحمد إبراهيم نقد وعبد العزيز خالد والسمؤال خلف الله وصديق المجتبى وحاتم السر وناهد جبرالله والسر السيد وكمال الجزولي ومحمد البشرى وسارة أبو وراشد دياب وعادل الباز وإدوارد لينو ومحمد نعيم سعد ومحمد جلال هاشم ومبارك الفاضل وياسر عرمان ومحمد لطيف وال الدقير وال ابوحراز وطه علي البشير وصلاح إدريس وإدريس البنا وقاسم بدري وهيثم مصطفى ومحمد ميرغني وفتحي الضو وحامد بريمة كما صار معلماً لابد من زيارته بالنسبه للسودانيين الذين يعيشون خارج البلاد نسبة لحمل الأسافير لانشطته وأخباره وأحلامه الكبير بالوطن المعافى من جراحات السياسة الرعناء
وحين أطلت علي البلاد الانتخابات لم يوقف المركز أنشطته فانخرط يعلم الناس تثقيفاً مدنياً عن الحقوق الانتخابية بلا انحياز حتي أثمرت عن أمسيات الحوار عن حوار الفن والسياسة فكانت ندوات عنوانها (الفن في برنامج الأحزاب السياسية) استضاف فيها المركز كل مرشحي رئاسة الجمهورية للحوار عن وضعية الفنون والثقافة في برامجهم الانتخابية
حينما كان تلفزيون السودان يغرد خارج السرب ويلوح بوحدة كاذبة كان بيت الفنون هو الأرض الوحيدة في بلاد السودان التي يقام فيها تأبيناً للاعب السلة السوداني العالمي الجنوبي منوت بول ولم تكن الدولة تعرف ساعتها أنه قد رحل ونعاه كل العالم فأي بيت للفنون أضاعته دولة غرباء الوجه واليد واللسان
إنطلق بيت الفنون في سنواته التالية مبشراً بالمحبة وتعايش الناس سلاماً وأصبح قبلة لشباب حائر الخطى فقدم للناس مبدعين جدد ليس أبرزهم مصطفى السني الذي بدأ الناس في التعرف عليه الآن وبعد سنوات من الصدح هنالك وأنشأ مصطفي خوجلي مجموعه شباب ال open mice التي أتاحت للأعمار الجديدة من الشباب فرصة التعبير نثراً وشعراً وغناء باللغتين العربية والانقليزية فأبانت ماتبدى وقتها من جبل جليد الابداع الراسخ في السودان
صدح بيت الفنون بالمحبة والفكر والعلوم فكان دار لكل فعالية بلا دار فاصبح مقراً لكتاب الأسافير وتأسست فيه روابطهم سودانيز اون لاين وكتاب القصة القصيرة وأفرد مساحات من الرحابة لتعليم الشباب والاطفال الموسيقى والرسم وفن المسرح وأنشأ مكتبة لتشجيع القراءة والاطلاع وغاليري لاستقبال لوحات الشباب
كما شارك في تنظيم حملات العون الإنساني فأفرد يوماً للاحتفاء بست الشاي وأياماً لحملات الدعم فاقام الحفلات لدعم متضرري السيول في جنوب طوكر وتحركت منه القوافل المحملة بالغذاء والدواء والكساء إلي أطراف البلاد تبشر الحزانى أن الحياة تستحق أن تعاش مثل تلك الحفلة التي جعلنا تذكرة دخولها حذاء طفل فجادت أيادي الرواد بالأحذية المهاجرة إلي مستحقيها وسط الجحيم الذي كان يلفهم ويتحرش بآدميتهم في هدير السيول
حتي المجتمع الدولي في الخرطوم أحب بيت الفنون فأقامت الأمم المتحدة احتفالاتها بداخله باليوم العالمي للمرأة . وأيام حقوق الانسان واليوم العالمي للطفل وفي ذلك اليوم فقط عرف معتمد بحري بأن ثمة حوش في مدينته يسمي بيت الفنون فزاره بدعوة من الأمم المتحده وغادره مندهشاً وحائراً (رحمه الله)
بدأ الثقلاء معاركهم مبكراً مع بيت الفنون بعد أن حلق في سماء المدينة فاجتمع القناصون من الموظفين وعاطلي الموهبة والفنانون الأفاكون المسنودون بدعم مقدر من أجهزة الدولة وسياساتها الرسمية فبدأو بفضيحة كشة النظام العام الشهيرة التي جلد فيمها من جلد من الأسر والدبلوماسيين والرجال والنساء أثناء حضور فعالية هنالك وقد أجلس العساكر يوما أباً وابنته علي الدفار بتهمة الاختلاط الممنوع
ثم ماكالمات الوعيد والتهديد وتحرشات العوائد والضرائب والشرطة والأمن واللجنة الشعبية وقد كان بيت الفنون في تلك الأثناء مترفعاً ومشغولاً عن القناصين بنسج مبادراته الشبابية الجديدة من داخل المركز فكانت مبادرة عديل المدارس لدعم التعليم وإصحاح البئة المدرسية والتي تفاعل معها أهل السودان في المدينة والريف.ثم مبادرة تأسيس فرقة جديدة للفنون الشعبية بإسم (تنوع) وباتت تزرع الضواحي فرحاً وإلفة ومحبة وتقف بجمال ضد ضياع النسيج الاجتماعي نابذة لعصبية العرق والقبيلة والجهة لكن القناصون لايأبهون
تم إغلاق بيت الفنون وعند استئنافنا مكرراً حتي درجة وزير الثقافه الاتحادي أمر بعودة الدار وأعاد تسجيلها. لكن قرار الوزير أصبح حبراً علي ورق بعد أن منع الآخرون ذلك.عجبت لوزير لايملك من أمر مرؤسيه شيئاً حتي قال متنفذهم. (شيل قرار الوزير بتاعك دا بلو واشرب مويتو)
يا إلهي يا إلهي هل الوزير مهمش مثلنا يستطيع أي موترجي إلغاء قراره مانعاً عودة بيت الفنون حتي وإن كان برتبة جندي يسمي إبراهيم أبوعنجة
لك الله ياوطن ولك الله أيتها الثقافة والفنون المزعومة والجميع يترنح في متاهات الغياب وسفه التخطيط الثقافي وصرف ولوك العبارت الباردة مثل عبارة دور الفنون.أي دور تقصدون.فقديماً قال الشاعر كل دور إذا ماتم ينقلب
عاش بيت الفنون منبراً للحق والخير والجمال وذكرى حية في قلوب مريديه. وتباً للثقلاء من أعداء الثقافة والفنون والجمال
طارق الامين
نوفمبر 2013م
--------------------
مع التحية للأستاذ ملاسي قمت بإعادة طباعة بعض الحروف وتغيير الهاء إلى تاء مربوطة وإضافة همزات وتغيير الياء إلى ياء مقصورة والعكس في بعضها وبعض التعديلات الطباعية فقط
وألاحظ أنه قد عاندتك عدة مرات عملية إدراج النص , وسبب ذلك أن نوع ترميز قاعدة بيانات المنتدى لا يقبل مفتاح حرف (لا) لام الألف التي في لوحة المفاتيح لذلك بدلاً منها إستخدم الضغط على المفتاحين ل ثم ا , صحيح ستجد أنها في الحالتين واحد لكن ترميز المنتدى لا يقبل التي تأتي من نقرة واحدة بلوحة المفاتيح ويضع بدلاً عنها (and#65275;) للفنان طارق الأمين وبيت الفنون التحية
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | Hussein Mallasi | 11-09-13, 04:29 PM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | Adil Isaac | 11-09-13, 05:10 PM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | hafiz Issue | 11-09-13, 08:48 PM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | أسامة العوض | 11-09-13, 10:02 PM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | المعز ادريس | 11-09-13, 11:08 PM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | عمر الفاروق | 11-10-13, 00:30 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | عمر الفاروق | 11-10-13, 00:37 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | الصادق اسماعيل | 11-10-13, 04:39 AM |
| بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | Hussein Mallasi | 11-10-13, 04:51 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | عمر الفاروق | 11-10-13, 05:43 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | HAYDER GASIM | 11-10-13, 05:49 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | عمر الفاروق | 11-10-13, 06:03 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | MOHAMMED ELSHEIKH | 11-10-13, 06:11 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | نادر النور آدم | 11-10-13, 06:46 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | الطيب عثمان يوسف | 11-10-13, 06:30 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | عمر الفاروق | 11-10-13, 06:57 AM |
 Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | الطيب عثمان يوسف | 11-10-13, 07:07 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | الطيب عثمان يوسف | 11-10-13, 07:19 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | بله محمد الفاضل | 11-10-13, 07:37 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | نادر النور آدم | 11-10-13, 07:31 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | عمر الفاروق | 11-10-13, 07:40 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | MOHAMMED ELSHEIKH | 11-10-13, 08:58 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | عمر الفاروق | 11-10-13, 10:13 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | ست البنات | 11-12-13, 10:52 AM |
| Re: بيت الفنون .. قُتل وحتماً سيعود! | الطيب عثمان يوسف | 11-17-13, 06:04 AM |
|
| |
أسامة العوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست