|
Re: النعمان حسن - حلقة (2) رغبة زعيم الاتحاديين في الرئاسة سلمت الحزب لطائفة الختمية فكتب نهايته (Re: محمد نجيب عبدا لرحيم)
|
الأستاذ محمد نجيب عيد سعيد
شكراً لرفد هذا المقال القيم للأستاذ النعمان حسن. أختلف معه فى خطأين نسبهما لحزب الحركة الوطنية: إعتباره أن إعلان الإستقلال من داخل البرلمان خطأ حزبى للوطنى الإتحادى ومخالف للديمقراطية، ضارباً مثالاً بحزب العمال البريطانى الذى إستفتى الشعب. فالبون شاسع بين نضج التجربة الديمقراطية ببريطانيا، وتجربة السودان التى كانت فى مهدها. وإختلاف درجة الوعى الديمقراطى والسياسى أنذاك بين الشعبين. كما أن ما ذكره عن أحداث مارس الدموية 1954 من قبل أنصار حزب الأمة، تجعل القيادات حريصة على تفادى فتنة وصراع دموى متوقع إذا تمت إجراءات تصويت وإستفتاء شعبى. ولذلك إتجهوا لحل ديمقراطى مناسب عن طريق البرلمان. أضف لأن أوضاع الحكم فى مصر إختلفت ، بزوال حكم الملك فى 1952 ، واللواء محمد نجيب (المصرى ـ السودانى) تم عزله من الرئاسة وأصبح جمال عبد الناصر رئيساً. كلها إعتبارات أثرت بين المفاضلة بين الإتحاد مع مصر والإستقلال، وما تقتضيه المصلحة العامة.
إنقسام الحزب الوطنى الإتحادى، وتكوين حزب الشعب مسؤولية الطائفة، والسيدين اللذين اصبح همهما زعامة الأزهرى وهى زعامة حقيقية صنعتها الأحداث. فأسقطا حكومة الأزهرى، وكونا حكومة السيدين. فى يونيو 1956، كانت أكبر جريمة فرملة الزعيم ألأزهرى ورفاقة من قيادة حكم البلاد فى أخطر مرحلة، بعد الإستقلال مباشرة.
عودة دمج الحزبين فى الحزب الإتحادى الديمقراطى فى 1967 ليس فى وقته خطأ، والتدبير الإستراتيجى قريب المدى ليس معيب، ولكن لم يكن فى الحسابات إنقلاب مايو المشؤوم وإستمرارية حكمه 16 عاماً ، تسببت فى إنقطاع التواصل ورحيل القيادات. فحتى لو إستمر الحزب الوطنى الإتحادى دون دمج مع حزب الشعب، لحدثت الإنشقاقات بعد سقوط مايو. الإندماج فى 1967 كانت معالمه واضحة وفصل القيادة السياسية برئاسة الزعيم الأزهرى، عن الطائفة التى كان دورها معنوى راعى للحزب السيد على الميرغنى. خلافاً لما إنتهى إليه إبنه السيد محمد عثمان الميرغنى بتولى الزعامة السياسية.. فحزبه الحالى هو الأقرب لحزب الشعب الديمقراطى، بيافطة الحزب الإتحادى الديمقراطى. مثلما هنالك حزب الإتحادى الديمقراطى الموحد (مركزه بيت الزعيم الأزهرى) برئاسة الأستاذة جلاء إسماعيل الأزهرى، وهو حزب الأقرب للحزب الوطنى الإتحادى بعيداً عن تغول الطائفية. . بل هنالك الحزب الوطنى الإتحادى برئاسة الأستاذ يوسف محمد زين ويدعمه الشيخ أزرق طيبة .
ما لم يتعرض له المقال القيم، أن من أكبر التحديات (للإتحاديين) وليس الطائفة، الإمكانيات المالية هى التى تقف عثرة كبيرة فى سبيل لم الشمل الإتحادى وإصلاح الحزب وتقويم مساره، والنهوض بالحزب الذى يمثل الطليعة المتعلمة والتقدمية ، ليلعب أدواره القومية.، والجهود قائمة ولن تتوقف.
|
|
|
|
|
|