على الجبهة الثورية تكوين آلية لاستيعاب و تدريب من يود التطوع من الشباب على حمل السلاح

Quote: الأخ عبد الغفار سلام الله عليك، وكل عام وأنتم بخير! وشكرا جزيلاً على سعة صدرك! وأرى حقيقةً أننا في خندقٍ واحدٍ، هو خندق الوطن، نبذل الجهد من أجل حلّ مشكلاته التاريخية’ والتي استطاعت الإنقاذ، بشموليتها وعقائديتها الفجّة، أن تستجيشها وتجمعها تحت سقف حكومةٍ واحدة! الآن الخلاف الكبير المطروح بيننا، هو مدى جدوى الخيار المسلح، سواء كان أصيلاً أو كان حامياً، يبقى أن السلاح قوة عمياء، لا يؤمن جانبه إلا إذا كان في يد سلطةٍ واحدة، تمثل جميع ألوان الطيف السياسي! وهنا يا عزيزي مشكلتان: أولاً: مشكلة الوحدة الثقافية بين الإخوة فرقاء الجبهة الثورية المسلحة، ما الذي يجمع بينهم سوى غضبهم المقدس على الإنقاذ! وبالتالي فماذا سيحدث لو قُدّر أن مقاليد الأمور قد آلت إلى هذه الجبهة، والحال كما هو معلوم، إذ لم يسبق تفاعل ديمقراطي أو ثقافي بين أفراد الجبهة، فمبدؤهم إسقاط النظام الراهن في المقام الأول، وليس إقامة النظام الديمقراطي! ثانياً: مشكل الجيش النظامي، ما الذي يجعلنا نلقي بكل الثروة الوطنية التي تمتلكها الأمة، ممثّلةً في جيشها! لأنك لما ترفع راية الكفاح المسلح، فأنت ترفعها بوجه الجيش النظامي، أيضاً! فيا أخي لم تحلّوا هذه المشكلة، أو لم يحُلها قادة الجبهة الثورية، إلا بنوع من الغرور سوّلوا فيه لأنفسهم أنهم القوة الوطنية التي ينبغي أن ينحاز لها االشعب وقواته النظامية كلها! وما ذكرته يا أخي بخصوص الخطط البديلة، فإن الحرب ليست أو لا ينبغي أن تكون خياراً! من كان لا يزال يفكر بوعيٍ وحرّية، فلا ينبغي أن يجعل الحرب خياراً! إلا من شعر بأنه قد فقد حرية الاختيار بين البدائل الموضوعية، ووجد نفسه مقهوراً، ومدفوعاً بقوّة لا إرادية، نحو هذا الخيار! +*+*+*+ إذا كانت الثورة شعبيّةً، فإنّ الجيش هو الّذي سيحميها، لأنّ الجيش هو بعض هذا الشعب! ومن يعرف طبيعة تكوين الجيش، والبرامج التدريبية والعلمية التي يزود بها أفراده، فإنه يستبعد أن تنحاز هذه المؤسسة انحيازاً كاملاً لنظامٍ كنظام الإنقاذ! وإذا فرضنا أن الجيش وهو هذا القطاع الشعبي والوطني المهم، قد انحاز للإنقاذ أو سيظل منحازاً إليها، حتى إذا رأى أفراده معالم البديل الوطني القادم، فماذا ننتظر؟