|
Re: انا رئيس جمهورية نفسى . (Re: shaheen shaheen)
|
السلم والثعبان 1 منذ ان دخلنا فى لعبة تغيير السلم التعليمى ونحن نتخبط 1970 تم التغيير من 4 اولية , 4 وسطى , 4 ثانوى .. الى 6 ابتدائى , 3 ثانوى عام , 3 ثانوى عالى وواصلت حقبة الحكم العسكرى المستمرة منذ 1989 فى نفس التخبط عندما ابتدعت افتكاسة 8 اساس , 3 ثانوى , ثم اكتشفوا ان هناك سنة ضائعة ومن ثم يتحدثون الان اما عن 9 اساس و 3 ثانوى , او 8 اساس و4 ثانوى ! لا احد يعرف ماذا نُريد بالتحديد من ضياع عمر الانسان كل هذه السنوات فيما لا ينفع ولا يُضر , وهل العملية التعليمية فى (السودان) من اجل توفير كفاءات فى سوق عمل اما انها مقصد فى حد ذاتها دون اى اعتبار لشىء أخر ؟ هل من الضرورى ان يدرس الانسان حتى المرحلة الجامعية ؟ وهل الدولة مُلزمة كسر رقبة فى توظيف كل من هو قادر على فك الخط , ام نترك هذا للسوق ؟ ولماذا لا يُوجد هذا الهوس فى الحصول على الماجستير والدكتوراه عند المواطن الامريكى مثل ما يحدث فى دول العالم الثالث ؟ .
(1 ) يعلم القاصى والدانى بالمقولة الاقتصادية الاشهر ((سياسة العرض والطلب)) , وفى السوق العمل تعنى انه كلما كان هناك طلب من السوق للحرفة او المهنة المعينة , كلما كان لهذه الحرفة او المهنة البريق والسعى نحوها من افراد المجتمع , والعكس صحيح تماماً مثلاً لننظر الى مهنتى (المحاماة) و (الطب) , ما الذى حدث فيهما ؟ كان هناك طلب عليهما بشدة فى سوق العمل , كان لهما البريق , ودخل مُحترم , ووضع اجتماعى مُميز وكانا هدف للشرائح التى تجلس للامتحانات غير الذكية من كل عام قليلاً , قليلاً , وصل سوق العمل الى حالة إشباع وتشبع , ومن ثم الى حالة الافراط , ثم انفرط العقد وكانت النتيجة ازدحام , فقدان الأخلاق المهنية , الصراع والضرب بالأكتاف وتحت الحزام وهم على حق فـ (تورتة) العمل لا تكفى لكل هذا العدد المهول , ولابد من الوسائل الغير شريفة او نظيفة للمنافسة , او حتى فقط لمجرد البقاء سقطت بالتالى هيبة (المحامى) القديمة وتحول / كما لاحظت فى الكثير من مُمتهنى هذه المهنة / الى شخص بائس , رث الثياب , تحول (المحامى) السودانى الى مُجرد سمسار اراضى , اختفى ربما الى الابد ذلك (المحامى) الضليع بالعمل والمثقف , المُجيد للغته الانجليزية والذى يسعى فى تفانى لإتقان الفرنسية وكذلك الحال للـ (طبيب) السودانى , وحاله يُغنى عن سؤاله او حتى للحديث عنه .
(2 ) المنظومة التعليمية والتربوية كلها تحولت الى منظومة تلقين أجوف , وليس لمنظومة تقوم بالتحفيز على التفكير والخلق والابتكار ولهذا السبب نجد ان اوائل الشهادة السودانية ومنذ اختراعها فى السلالم التعليمية المختلفة يختفون فى ظروف غامضة , لم نجدهم فى سوق العمل علماء او باحثين يُشار لهم بالبنان فى مجالاتهم ألمختلفة , والسبب ببساطة هو نظام التلقين والحفظ والتسميع على ورق الاسئلة حتى خريطة الكنز فى حصص الجغرافيا انتهت , وهى كانت من مُحفزات التفكير وإعمال العقل بدرجة من الدرجات , انتهى بنا الحال الى مدارس وجامعات عبارة عن علب سردين أسمنتية تقوم بقذف الالاف كل عام الى سوق عمل غير مدروسة وغير مفهومة , تقذف بهم كائنات مُشوهة , اعتادت على تقديس المقرر عليها من جهات مجهولة فى المدرسة والحياة , لا على نقده او مقارنته وتحليله ومُخالفته .
(3 ) وحيث ان البعض اعتبر ان التخطيط هو الأخ الشقيق للاشتراكية , فقد تركوا الحبل على الغارب دون حتى كُتيب ارشادات واحد صغير يقوم بالشرح والتوضيح للحال والمآل , فلو قدموا مثل هذا الكُتيب وقالوا فيه كم هى اعداد خريجى علم النفس والاجتماع والفلسفة والزراعة الخ , الذين يجلسون فى بيوتهم منذ عشرات السنين بلا شغل او مشغلة , لهجرت الموجات الجديدة المتدفقة على الجامعات هذه التخصصات وتركت العنكبوت ينسج فيها بيوته الهندسية البديعة لكنها سياسة (مشى الحال) , رزق اليوم باليوم فى هذه الرقعة الجغرافية المنكوبة , وعلى المتضرر اللجوء للقضاء .
شاهين
|
|
|
|
|
|