|
Re: هل من بركليس لدفن القتلى فى السودان؟ (Re: عبدالله عثمان)
|
هذا الكلام لبركليس لا يتقادم، و لا يصدأ، و لا يأتى عليه الدهر.. ولقد وصفه الأستاذ محمود بأنه تصوير طيب للديمقراطية الأثينية.. ثم مضى ليقول: (( ولقد أخذت الديمقراطية من أيام أثينا تنمو وتتطور وتتباين في ذلك في مختلف أرجاء العالم، ولكنها تنبع في كل مكان من مبادئ تحاول أن تبينها بوضوح كنهج متميز وفذ من مناهج الحياة.. نهج للحياة يعترف بكرامة الإنسان، ويحاول أن يقيم تصريف الشئون الإنسانية وفق العدل، والحق، وقبول الشعب.. ولقد وصلت مرحلة تطوير الديمقراطية الحديثة إلى مبادئ يمكن تلخيص أهمها فيما يلي: 1- الإعتراف بالمساواة الأساسية بين الناس. 2- قيمة الفرد فوق قيمة الدولة. 3- الحكومة خادمة الشعب. 4- حكم القانون. 5- الاسترشاد بالعقل، والتجربة، والخبرة. 6- حكم الأغلبية، مع تقديس حقوق الأقلية. 7- الاجراءات أو الوسائل الديمقراطية تستخدم لتحقيق الغايات في الدولة الديمقراطية. فليست الاجراءات ولا الأجهزة الديمقراطية غاية في ذاتها، وإنما هي وسيلة إلى غاية وراءها.. فليست الديمقراطية أن تكون لنا هيئة تشريعية، وهيئة تنفيذية، وهيئة قضائية، وإنما جميع أولئك وسائل لتحقيق كرامة الانسان.. فإن الديمقراطية ليست أسلوب حكم فحسب، وإنما هي منهاج حياة، الفرد البشري فيه غاية، وكل ما عداه وسيلة إليه، ولا يجد أسلوب الحكم الديمقراطي الكرامة التي يجدها عند الناس إلا من كونه أمثل أسلوب لتحقيق كرامة الانسان.))
إذن، يمكننا القول بأنه ما من نظام للحكم، سواء أكان ديمقراطياً ام غير ديمقراطى، لا يحفظ كرامة الإنسان ويصونها ويعمل من أجلها، فهو نظام فاقد للشرعية، و يجب أن يزول، ليحل محله النظام الذى يعطى الأولوية العليالهذه الكرامة.
|
|
|
|
|
|