|
Re: الشهيد داؤود يحي بولاد (Re: Arabi yakub)
|
فقرا العم منصور المقال وعاد ينظر نحوي مبتسما دون ان يحركه المقال كثيرا فقال لي بوضوح: يا عربي يا اخي زولك الخاتم دا ذاته انا عندي فيهو راي؟ فذهلت تماما, فواصل قائلا يا اخي الناس ديل كلنا كنا زملاء في الجامعة وكان الوكت داك الاخوان ديل ليس لهم وجود حقيقي في الشارع السوداني غير المدن الكبيرة وكدا يا اخي نحن في مدني دا ما عندنا كيزان الوكت داك؟ معددا مخابئكم وكيف يعملون في الظلام, واين ينشطون في مدن السودان؟ مواصلا في الحديث: نحن في الجامعة بداوا حركاتهم الارهابية دي وكان يعملوا نظام كمين لضرب زملاءنا في الجامعة من التنظيمات الاخرى.؟
وانا طبعا كنت مستقل, وناشط ضمن الطلاب ضد مايو, بينما هم كانوا الجميع خصومهم فكل من يختلف معهم فهو عدو بالنسبة لهم وابتدروا الضرب بالسيخ كمان مش عصاية كدا ولا حاجة, تكون في زقاق كدا ولا لفة حيطة مظلمة كدا لوحدك طوالي يضربك واحد بسيخة من الحديد من الخلف ويهرب كمان؟ اها نحن اجتمعنا عدة مرات لمعالجة هذا الوضع الارهابي الجديد المتصاعد؟ وكان رئيس الاتحاد داؤود بولاد طبعا ولم يتوقف الظاهرة دي. فنحن قررنا كمجموعة من الطلاب مستقلين على شيوعيين, امة, اتحادي كل الطلاب ما عدا هم.
وقررنا انو اي حدث بتاع ضرب حصل لاي طالب, نحن نقوم نضربهم كلهم سوى؟ وصممنا على كدا وما في اية طريقة اخر؟ جاءنا العقبة من الخاتم دا وبولاد؟ وبولاد طبعا كان اصدقهم واشجعهم واعقل واحد فيهم جميعا وكنا نحترمه لاخلاقه العالي, والخاتم طبعا بفلسفته وكلامو الكتير دا وقفوا امامنا, دا ما اخلاقنا؟ وانتو رجال المجتمع غدا؟ وما ممكن تضربوا زملانكم في الجامعة وبكرة اهل السودان حيقولوا عنكم شنو؟ اهلكم جميعا في انتظاركم جميعا وانتم في الجامعة الان لتتخرجوا لتقودوا المجتمع بعقولكم وليس بعضلاتكم وما عارف ايش؟ اها حسا يا هو خليناهم ما دقيناهم, ولا ادبناهم في الله كدا منذ ان كانوا طلبة؟ ياهو قاموا سرقوا السلطة وطردونا من بلدنا عديل كدي؟ وبقتلوا في شعب السودان المسكين كما قتلوا زميلهم وزعيمهم بولاد الذي كان يمثل الحماية لهم بتقدير واحترام الناس له في شخصه وعقلانيته؟ فسالته عن علاقته ببولاد فقال مؤكدا بثقة بانه فعلا كان رجلا اول حاجة ذكي وكريم وصادق وعاقل جدا وكان اشجع واحد فيهم وانا شخصيا كمستقل صوت له في رئاسة الاتحاد الا لثقتي في شخصه ومن دارفور وليس لانه اخو او كوز ابدا؟
وانا طبعا بتاع جدل مرات بنوع من العمد والنكتة بجرك الى ما لا تتوقع بالقصد كدا؟ فقلت للعم منصور لكن يا عم منصور, على عثمان دا زاتو ما زول هادي وكدا..؟ فقاطعني صديقي منصور سريعا وكاد ان يطرش اووع كدا؟ وهو كان قاعد جالس في الكرسي وفي يده كوب قهوة لما اتشرق؟ قال لي دا ثعبان قذر وخواف ولا يعمل الا في الخفاء وحياكة المؤامرات؟ على عثمان دا لا يساوي ظفر اخي وصديقي المحترم الشجاع بولاد؟ وكان منصور يعرفهم واحدا واحدا, ويعرف فضائحهم المجلجلة في ايام الدراسة الجامعية؟ حيث نفاق, تكالب, تهافت سعار, نهب بنهم, ثم شئ فسوق, وشذوذ وبيوت الرذيلة التي يحاربونها الان وهم اكبر دعائرين في كل شئ على الاطلاق؟ وارذل من مشوا على ارض السودان الطاهر؟
ولدي جملة من الشهادات منها ما عاصرته بنفسي, ومن افراد اسرته الكبيرة وشهادة العم دريج وصديقه الدكتور شريف حرير...الخ واذكر ايضا كنت انا وصديقي الفاضل محمد ادم فضالي في نيالا بعد اغتياله كنا عابرين في شارع الضعين فالتقينا بابن عمه الاستاذ يعقوب ابراهيم بولاد والذي كان انذاك معارا باليمن وحضر ولم نلتقي به الا في تلك اللحظة اراه واقفا امامنا للسلام. فرفعت له الفاتحة ترحما على روح الشهيد ومعي صديقي فضالي الذي لا يعرف الاستاذ يعقوب وبعد ان فرغنا كل في طريقه, قلت لصديقي الفاضل محمد: هذا هو الاستاذ يعقوب ابراهيم بولاد ابن عم البطل الشهيد داؤود يحي بولاد. فرد فضالي سريعا: يا الله: صبرا ال بولاد ان موعدكم الجنة؟
الا رحم الله الشهيد البطل المهندس داؤود يحى بولاد الذي قدم روحه فداءا من اجل قضايا شعبه حتى ضد تنظيمه وكان انذارا مبكرا لكل شعب السودان من خطر التنظيم الذي امن بمبادئه ليكتشف خطره المحدق بالجميع, فقد اختطفه تنظيم الاخوان الارهابي الفاشي وناضل في سبيله ضد مايو حتى قلم اظافره في السجون وهو مازال طالبا. وعاد معارضا لنفس التنظيم بالسلاح من اجل رفع الظلم والغبن ضد شعبه, وكان متحمسا حماسا منقطع النظير للمجابهة مع سلطة رفاقه الانقلابيون القتلة, فاغتالته رفاقه في التنظيم الارهابي دون رحمة او انسانية او حتى لو محاكمة صورية كتعبير عن النظام, والتحضر, بعد ان قبض عليه اسيرا حيا بكامل صحته وعافيته؟ مما يؤكد الطبيعة الفاشية للتنظيم الارهابي وتعطش زملائه في الجامعة ورفاقه في تنظيمهم الفاشي للدم وانهم مجرد قتلة فاشيون حتى فيما بينهم, واقرب الناس اليهم, بل من احسن اليهم وخدمهم بكل اخلاص وتفاني في ساعات الشدة.
وان دماء الشهيد بولاد وكل شهداء السودان سوف لا ولن تروح هدرا ابدا. وان يوم القصاص حتما قادم؟ كما لا يخالجني ادنى شك في ان اغتيال بولاد تحديدا في ذلك الوقت كان بامر من شيخ الجن حسن الترابي شخصيا. والتحية والتجلة لكل المناضللات والمناضلون في وجه الفاشية الان والحرية والمجد لشعب السودان الابي الصامد الذي ظل في سجن ارهابي كبير. والخلود لكل الشهداء الابرار في عليين
شكرا مجددا الاخ حسين عبد المجيد
والشكر للاخ اسماعيل للمساهمة القيمة وكل المتداخلون والقراء الكرام
(عدل بواسطة Arabi yakub on 10-07-2013, 01:37 AM)
|
|
|
|
|
|