|
|
 Re: الشهيد داؤود يحي بولاد (Re: Arabi yakub)
|
ففي الانتخابات ايضا لم يجد دعما فاعلا من قيادة حزبه في الخرطوم؟ بالاضافة الى احجام كامل لاهل دارفور عن التصويت له بسبب واضح قد اخبروه به مباشرة عشرات المرات وهو انه ترشح لحزب جماعة (الاخوان المسلمين) الذي كان شيئا نشازا لاهل دارفور انذاك؟ وكان سقوطه في تلك الانتخابات الاكثر دويا لشهرته وعلاقاته المتينة باهل القرى كما بالمدينة, و كما ذكرت كان يركب الحمار الى قريته ومزرعة اسرته في منطقة قلدي على مسافة حوالي عشرين كيلو متر من نيالا عابرا محطة بليل وعدد من القرى والتجمعات كلهم يعرفونه حق المعرفة.
فكان خسرانه للانتخابات في مناطق كان يعتبر مكفولا له بينما فاز فيها الدكتور اسماعيل ابكر الطبيب البيطري عن حزب الامة الذي ايضا كان رجلا متواضعا بحكم عمله كطبيب بيطري مع الرعاة وهو من منطقة ساني دليبا التي تقع جنوب نيالا, ويعد من عرب دارفور وكان قد فاز في منطقة لا يوجد بها فرد عربي واحد او حتى شخص واحد من افراد قبيلته مما يكشف ان الطابع القبلي الذي ساد الان ليس الاصل في دارفور.
كما هذا لا يعني ان حزب الامة ليس حزبا قبليا بل حزب الامة حزب طائفي رجعي عائلي قد نشر الاسلام السياسي, واسهم بفاعلية في تفكيك التطور الطبيعي الاجتماعي في دارفور وفي كل السودان بل شكل الاساس لانتشار جرذان الاخوانجية الفاشي في كل السودان. وما الفراغ السياسي التنظيمي للنهوض بالوعي السياسي في المجتمع السوداني هو الفراغ الاكبر الذي احدثه حزب الامة واحزاب الخرطوم عموما, وحاول جرذان الاخوانجية الفاشل الفاشي الوافد ملاءه؟ ويا للمفارقة بذات الفهم على ان الدين هو المخرج السياسي الاجتماعي الاقتصادي مما اوصلونا مجتمعين الى الهوة السحيقة التي نحن فيها الان؟ حيث, ( للخلف دور, وتكسير ما هو قائم طبيعيا كمان, وهدم عديل؟ وانت عاوز تمشي سياسيا وين يعني؟ دا انت تقدل كمان, نحو الدمار الاجتماعي السياسي الاقتصادي الشامل)
ويبدو لي ان السقوط في الانتخابات كان اهم محطة في مسيرة الشهيد بولاد واكثر اثرا في مراجعته لبرنامج حزبه وعلاقته شخصيا بالحزب اولا. فبعد الانتخابات لم يظهر بولاد كثيرا كما لم يستقر حتى وقع انقلابهم الذي كان الاعتقاد بانه جزء من الانقلاب العسكري لحزبه, لسقوطه في الانتخابات. بينما كان العكس تماما كان ضد الانقلاب كما تمرد على حزبه بالكامل ايضا مما يؤكد على ان سقوطه كان محطة هامة للمراجعة والتقييم لبرنامج الحزب وعلاقته به. وهذا هو الطريق الصحيح في الممارسة السياسية لاي سياسي ناضج يدرك ما معنى الفعل سياسة, والممارسة الديمقراطية. فعندما تسقط في الانتخابات فعليك بمراجعة برنامجك السياسي اولا وممارستك السياسية الفردية وعلى مستوى التنظيم وليس الانتقام من الناخبين او حتى خصومك السياسيون كما فعل زميله د على الحاج وقيادته معا؟
وبهذه المناسبة اذكر حديث الصدفة لي مع احد زملائه في الجامعة هو العم والاخ والصديق منصور الذي كم اتمنى ان اراه مرة اخرى او حتى اسمع عنه وهو من الجزيرة وقد دخل برلمان 1986 مستقلا في احدى داوئر الجزيرة مدني. وقد جمعنا العمل العام ( التجمع الديمقراطي) في المنفى بطرابلس الغرب منذ منتصف تسعينات القرن الماضي وكنت معجبا بكتابات الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان رحمه الله, في جريدة الشرق الاوسط وذات مرة في العام 1999 تقريبا كتب الخاتم مقالا متفردا ظللت متحفظا به لامرره للاصدقاء والمعارف.
وكان اول من زارني في موقع العمل هو العم منصور واعطيته الجريدة للاطلاع على المقال والعم منصور كان رجلا متواضعا وعصاميا قوي الشكيمة متزن وهادي له ادب ومودة ابناء الريف السوداني, وثوري في نفس الوقت لا يعرف المجاملات والحلول النصفية, ولم يكن كبيرا في السن بقدر ما ان تواضعه ووقاره, ولانه متزوج وله ابناء مازالوا صغارا الا انه فرض لي ان اسميه العم منصور وقد اختار ان يكون صديقا لي يزورني في مقر عملي كمان؟
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست