Quote: داوود يحي بولاد هو مفجر ثورة المهمشين في دارفور وحلمه لم يكن سرابا مات القائد ولم تمت جذوة الثورة
الاخ العزيز حسين عبد المجيد لك التحية والتقدير وشكرا لك على فتح هذه النافذة المهمة في هذا الوقت العصيب لكل فرد في السودان والذي لابد نتذكر فيه كل من تصدى يوما لهذا النظام الفاشي. ومنهم الشهيد المناضل داؤود يحى بولاد الذي يشكل ضمن الحالات الجديرة بالتامل خاصة وهو قد كان ابن هذا التنظيم الاسلاموي الفاشل الفاشي. وكان الشهيد بولاد يعتبر اول قيادي اسلامي يحمل السلاح ضد تنظيمه الاسلاموي الذي نشا وترعرع في كنفه؟
اذن الاسباب الموضوعية التي قاد بالباشمهندش الخطيب المفوه داؤود بولاد الى ذلك وحمل السلاح كمان في وجه تنظيمه السياسي الذي ارتضى الانتماء اليه منذ حياته الباكر؟ ويبدو واضح ان الاحزاب الدينية في السودان كانوا يقتطفون عواطف الشباب عبر مشاعرهم الدينية الروحية دون مخاطبة عقولهم وفق مفاهيم سياسية لتحقيق الاهداف السياسية في المجتمع. ومهما تكن اسبابه فانه الان جميع شعب السودان قد بات يمني النفس في حمل السلاح ليس للهجوم على التنظيم الاسلاموي الارهابي ونظامه الفاشي وانما للدفاع عن النفس وحق البقاء والعرض والممتلك؟
وبات الجميع مدركا الان انه كم كان الشهيد بولاد صادقا وشجاعا مقداما في نقد الذات وادراك الخطا في نفسه اولا, ومواجهة ما ساهم يوما في بنائه بنفسه ليقف ضده بقوة السلاح وتقديم روحه العزيز فداءا من اجل اخرين كان هو ضمن من اقتنع او على الاقل انتمى الى تنظيم عنصري ارهابي فاشي, وساهم بشكل او باخرعلى نشره. ويبدو ان الخلاف مع تنظيمه قد بدا مبكرا بعد سقوط النميري, حيث كان طموح بولاد ان يواصل نشاطه القيادي في الخرطوم المركز وكان يرنو الى دوائر الخريجين هناك او حتى الجزيرة ابا معقل الانصار من غرب السودان وهو متزوج من هناك ايضا. بينما ارتات قيادة التنظيم غير ذلك, بشكل لم يكن مقنعا لبولاد الذي اعتبر الامر تحاملا ومحاولة واضحة للتخلص منه وابعاده من دائرة الحدث وصناعة القرار العالي في التنظيم الذي كان يرى في نفسه جديرا به وحق مستحق.
فعاد داؤود الى دارفور مرشحا عن الجبهة الاسلامية في الدائرة الجغرافية 157 نيالا شمال. وكان ممنيا النفس بالفوز بثقته في نفسه وفق قدراته, ولما لديه من علاقات حميمة مع العامة قبل النخبة في كل احياء نيالا وقراها المجاورة. ومن المفارقات على غير عادة الكيزان ومتعلمي الاقاليم عموما فانه كان من التواضع الجم. و كان يتواصل بكل ما يجده من دابة, يركب الحمار او الكارو او بالمشي بالاقدام ليطوف الاحياء زائرا او ليخدم اغراضه, وعادة ما يرتدي جلابية دون عمامة. واخر صور ظهر به في التلفزيون السوداني بعد القاء القبض عليه ذاك هو بولاد كالعادة؟ جلابية بلا عمامة والزرارة العليا مفتوحة وابتسامة كالعادة واحيانا حتى شعره غير مسرح؟ تلقاه في الشارع مثله مثل اي دارفوري من العامة.
فهو كان وقلة جدا من ابناء دارفور الخريجين وفي نيالا تحديدا الاكثر تواضعا. واتذكر جيدا علاقاته الحميمة لدرجة الصداقة مع الجزارين في سوق الصابرين في حي المساليت سابقا (سويق للجزارة الكيري غير مرخص طبعا ولا يخضع لاي معايير صحية او مدينية, فقط اللحمة الطازجة والخضار وما ادراك) فعندما ياتي بولاد تسمع الجزارين من اصدقائه يتصايحون يا داؤود تعال هنا انا عندي ليك حاجة خاصة؟ يا باشمهندس تعال بجاي ....الخ وهكذا كم من الاصوات تتصايح لتجده هو متحركا نحوهم ليسلم عليهم واحدا واحدا باليد وبالاحضان ويتبادل معهم الحديث والنكات والضحكات العالية وهكذا كان الشهيد البطل بولاد؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست