التحية لمولانا وإمام مسجد النور بكافوري، أ. عصام أحمد البشير، في خُطبته الجُمعوية هذا اليوم.

الصلاة، كما يقولون، فيها السر وفيها الجَهُر( يا عَملات أهلنا) وأنا كمسلم يشهد صلاة الجمعة بالاستطاعة، ليس مُسخّراً لي أن أصلِّي إلا في ما يُناسبني من مساجد، أئمتها عليهم بعض القيمة! إن لم يكن كثير منها؛ لكنني في نفس الوقت، لا أستسيغ ما يصبّه على أسماعنا بعض الأئمة الرِّيائيِّين! من تهافت وعبث وقِلة قيمة؛ وأكثرهم من أمثال ذاك المتحدث بخَنَث، الذي لا يخرج عن دعاوى الطّمس والرمَث؛ والآخر الذي يكاد يتهتّك على حساب ما يظنّه "أصل الشرع" ونُضار الفرع، يأتي للصلاة الجامعة بخيلِه (برادووووه) وخُيلائِه؛ عِمّته لامعة، وهبالته ناصعة وبلادته بادية للكل (على كُل) وهو بذات نفسه - كما الزوج المخدوع- آخر مَنْ يعلَم...! بل لعله يعلم ويعلم أنه يعلم مقدار جهله وبلادته البادية للعَيان لكن الظروف جبرتْ! فالمرة (الزوجة التالتة) ما عندها "برادو" ناهيك عن "هَمَر" التانية الما حصّلتها الأولى! وولاد أخوهم - في الله - لم ياخدوا قطعة في الطائف، وأولاد الحاجة نُسيبة وعمّتها الشيخة رابعة، مرات الشهيد، ولعلها أخته، أو ربما جارته! لم يكتمل مشروعهم الاستثماري حتى حينه ..! ويا أخوانا في الله، الوصية في الذمة، هل دحين الكلام ده بيجي؟ وأولاد سيد شباب شهداء الميل 43 وأحفاد الحاج الشهيد ديل، ما أدّيتوهم حج إلا ثلاث مرّات، والسايفون حفرتو ليهم داك الليلة، بعد الوقع في المطرة الأولى، ما تم !!! ولا أظنو ح يتم! إلخ إلخ إلخ آخر دعاوى الشهامة الإخوانية الفالصو. غلطان يا سيدي! الرّاجي يحدّثوك عن الغلاء (وين هو الغلاء ده..؟ يتزيّدون) يا مؤمن خُت الرحمن في قلبك! انتا ما شايف الهناء ده كلو...؟ فلنأكل مما نزرع ولنلبس ممّا نصنع! ولنهبر مما نصقع!

أشار ملك اللغة والفلسفة وعلم الكلام الإسلامي، الحق: أبوعثمان عمرو بن بحر الجاحظ، إلى واحد من أشباه هؤلاء الأئمة الفُرُط! فقال (بتصرُّف): أنّ فلاناً الفقيه، كان ذو عيي بادي! ولما كان في صُحبة بعض "إخوانه" زاعمي التدين، طلب إليه الأخير أن يتباحثا في كتاب الله، فوافق الشيخ الفقيه، قائلاً لصاحبه هات من الأطهر فالأطهر. استعدل جليسه قعدته ثم قال مُستفتحاً من آي القرآن الكريم: (فيهنّ قاصرات الطرف، لم يطمثهن إنسٌ قبلهم ولا جانّ)، ثم أراد أن يسير لصاحبه في شعوب السؤال؛ لكن تسرّع إليه الشيخ الأحمق، قائلاً: قَبّحَك الله، ما أسرع ما انزلقتَ إلى النجاسات(!) دعنا من هذا وعُد بنا إلى الأطهر من الحديث!!! وما أشبه اليلة بالبارحة! فمعظم أئمة قُرانا ومدننا ورواكيبنا الصغيرة، الزوايا، الحوايا، المصلّيات وال وال، يكادوا لا يصلون قامة حُمق! الشيخ الفقيه، والذي حكى عنه الجاحظ آنفاً..! على رزالةٍ لاصقة به. لا يقدرون إلاّ أن يفوقوا مستوى حُمقِه! وبالأكيد، يفوقونه فهلوة وغشغشة وتجارة بالدين وبالقانون وبالشرع؛
إلا أمثال الداعية ذرِب اللسان، ثابت الجُنان، المليء بياناً، الوضيء مشهدياً، الحصيف منبرياً العالِم بالأولويات يُرتّبها، والكلمات ينطق بها، والأفكار يُسلسلها، الرجل السوداني القامة:
الفقيهعصام أحمد البشير
نصَح الله لك، وكفاك شر حاسديه، ووطّأ لك أكناف السادة النُّجُب، القادرين على أن يسوؤوا وجوه الفَسَدة، ويكفّو أيدي الشرور، برحمة إلاهنا الكريم، سبحانه وتعالى.. فقد استمعتُ لخُطبتك اليوم، وسَرّتني كثيراً، وكنتُ قد وضعتُ وساوسي دُبُرَ أُذني، ووطأتُ على مشاغبات سياسوية، كثيراً ما جعلتني "أهزأ" بك، وأنا أستمع إلى خُطَبَك من "بعض" مساجد الضّرار أو الفخار؛ وقد قيل: قد يرضى المُضطرّ ببعض الصّعَب! وما لا يُبلغ جُلّه لا يُترَك كُلّه..


لك التحية يا شيخنا...

------


والمايك معاك، يالمغمِّض عينيك!!

(عدل بواسطة محمد أبوجودة on 10-04-2013, 07:51 PM)
(عدل بواسطة محمد أبوجودة on 10-06-2013, 09:40 PM)